عبد اللطيف قيلش
الجمعة 8 يونيو 2018
بتاريخ 20 يونيو 1981 أعلنت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إضرابا عاما إنذاريا احتجاجا على الزيادة التي مست جل المواد الأساسية الاستهلاكية. حظي هذا الإضراب باحتضان عمالي وشعبي تجسد في النجاح الباهر، والخروج التلقائي للمواطنين في مظاهرات تحولت إلى انتفاضة واجهتها الدولة بقمع وحشي. لحظة عبرت فيها الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية عن غضبها ورفضها للاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قادت المغرب إلى التخلف والتأخر وأفقرت الفقراء وأغنت الأغنياء، وعمقت التفاوتات الاجتماعية.
اليوم، تجد الطبقة العاملة وكافة الأجراء والجماهير الشعبية أمام استمرار نفس الاختيارات النيوليبرالية رضوخا للمؤسسات المالية الدولية، تتمثل في تجميد الأجور وضرب القدرة الشرائية وتفكيك صندوق المقاصة واستهداف الحق في الخدمات العمومية من تعليم وصحة... والحرمان من الشغل.
المغاربة اليوم عمال وأجراء وجماهير شعبية يشعرون أنهم غرباء في هذا الوطن، وطن الاحتكار والريع والفساد ومصادرة الرأي المعارض وقمع الاحتجاجات وخنق الحريات العامة والنقابية وإغلاق كل قنوات الحوار بما فيها الحوار الاجتماعي.
هل تستمر الدولة في تجاهل التاريخ واستخلاص الدروس والعبر لتفادي ما يمكن أن يهدد استقرار المغرب حتى لا يسبق السيف العَذلَ.
وحده عشق هذا الوطن هو الداعي إلى خوض الكونفدرالية الديمقراطية للشغل للإضراب الوطني العام يوم 20 يونيو 2018، وحدهم مناهضو عشق الوطن يتحملون مسؤولية هذا العبث بالمغرب.