إلى مُواطن المقاطعة
بِنا مِنْكَ رَغْمَ الْبُعْدِ ما بِكَ في الْقُرْبِ***نُدِينُ الَّذي يَطْغى وَنَخْشى الَّذي يُرْبي
مِنَ الْماءِ نَوْعٌ لا يَزُورُ مُفَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــقَّراً***كَكِفْلِ حَلِيفِ الْعَصْفِ مِنْ آكِلِ الْحَبِّ
مَسِيلاتُهُ تَجْري أَمامَ شِعابِنــــــــــــــــــــا***وَاَكْياسُـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــهُ أَضْحَتْ رِكازاً مِنَ النَّهْبِ
بِإِمْكانِهِ بَيْعُ الْمِياهِ تَناجُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــشاً***وَلَكِنَّهُ لاَ يُرْغِـــــــــــــــــــــــــــمُ النَّفْسَ في الشُّرْبِ
إِذا ما اخْتَرَقْتَ الْيَوْمَ إِعْلامَ قَرْيَةٍ***فَأَحْــــــــــرارُها تَقْوى عَلى الصَّدِّ وَالْجَذْبِ
تَراكَمَتِ الأَعْوامُ بَعْــــــــــــــــــــــــــــــدَ انْفِلاتِها***فَأَمْسَــــــتْ حُشُودُ الْجَمْعِ تَنْهَلُّ بِالْخَطْبِ
وُعودٌ على مـــــــــــــاءِ التَّناجُشِ حِبْرُها***فَمَكْتُـــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــوبُها تَذْرُوهُ رِيحٌ مِنَ الرُّعْبِ
وَتَغْلي قُدُورُ الرِّيعِ ضِـــــــــــــــــــــــدَّ الْمُقاطِعِ***تَشُمُّ الرَّدى كالرُّومِ في حالَةِ الْحَرْبِ
و لا تَخْلُدُ الأَمْجــادُ في جَوْفِ صَفْقَةٍ***إِذا امْتَصَّتِ الأَمْوالَ مِنْ مِحْنَةِ الشَّعْبِ
وَآخَرُ يَلْـــــــــــــــــــــــــقى في الْحَلِيــــــــــــبِ مَآرِبَ***تُســـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــاعِدُهُ دُونَ حَياءٍ على النَّصْبِ
فَيَعْفو عَنِ الأَبْقـــــــــــــــــــارِ بَيْنَ الْمَزارِعِ***وَيَقْــــــــضي عَلى الإِنْسانِ مِنْ كَثْرَةِ الْحَلْبِ
إِذا ما كَسَبْــــتَ النَّصْرَ يَوْماً بِغَزْوَةٍ***فَــــــــــــــــــــــــلا تَبْتَئِسْ فيها على مَيِّتِ الْقَلْبِ
يَوَدُّ وَزِيرُ الْبَطْـــــــشِ شُرْبَ وَقُودِهِ***لِما شابَهُ مِــــــــــــــــــــــــــــــــنْ حَسْرَةٍ خِيفَةَ الذَّنْبِ