اء السيدا: مقاربة "التربية بالأقران " منهجية تروم التقليص من السلوكيات التي تنطوي على مخاطر
الرباط 27 – 1 – 2009 - تحسين السلوكيات والتصرفات بهدف ضمان حماية المواطنين من خطر الإصابة بعدوى الأمراض المنقولة جنسيا، وفي مقدمتها داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، يمثل هدف مبادرة " التربية بالأقران "، وهي مقاربة دعا إليها فاعلون جمعويون، اليوم الثلاثاء ، في افتتاح أشغال ندوة وطنية حول مقاربة " التربية بالأقران ".
وتروم هذه الخطوة التي من المرتقب أن تساهم في الجهود الوطنية لمكافحة داء السيدا، إشراك أعضاء مجموعة ما بهدف إدخال تغييرات في سلوكيات أعضاء آخرين في المجموعة ذاتها.
وقد أكدت السيد نجاة سرحاني مديرة الجمعية المغربية للتضامن والتنمية، في كلمة بالمناسبة ، أن الوقاية المبنية على تغيير السلوك تجاه الاشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى الأمراض المنقولة جنسيا ، تشكل مكونا أساسيا في استراتيجية مكافحة السيدا .
وأضافت أن الجمعية، التي تعمل منذ عام 1996 من أجل إدماج الوقاية في المشاريع ذات البعد الإجتماعي، تركز جهودها على تعزيز قدرات الجمعيات حول مقاربات الوقاية التشاركية.
وحسب مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة السيد نور الدين شوقي، فإن تحليل المعطيات المتعلقة بالأوبئة، تظهر أن الجهات التي سجلت بها أعلى مستويات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، هي نفس الجهات التي تعرف أكبر عدد من حالات الإصابة بداء السيدا.
وأشار بالخصوص، إلى جهة مراكش-تانسيفت-الحوز (13 في المائة)، وجهة الرباط-سلا-زمور-زعير (12 في المائة)، وجهة مكناس-تافيلالت (9 في المائة)، وجهة سوس-ماسة-درعة (8 في المائة)، ثم جهة الدار البيضاء الكبرى (8 في المائة).
وفي مجال الوقاية، أوضح أن الشراكة النموذجية القائمة بين المنظمات غير الحكومية والقطاعات الوزارية ، تجسدت عبر تكثيف الأنشطة التي تستهدف الشباب وفئات السكان الأكثر عرضة لخطر الاصابة بداء السيدا ، خاصة من خلال اللجوء إلى مقاربة "التربية بالأقران "، وتوسيع مراكز التشخيص السري والمجاني.
وأعرب السيد شوقي عن ارتياحه لتجربة الجمعية المغربية للتضامن والتنمية، فيما يخص عملها تجاه الساكنة الشابة وتلك التي تنطوي سلوكياتها على مخاطر، مضيفا أن هذا الأمر يظهر أهمية عمل المجتمع المدني في مواكبة الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لمكافحة هذا الداء الخطير.
وأشار إلى أن نشاط الجمعية يتمثل في توسيع، بدعم من الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، مشاريعها لتشمل وقاية القرب وإدماج الوقاية في البرامج التنموية، وتشجيع مجال الرفع من التغطية الموجهة للسكان المستهدفين بشكل ملموس.
وأضاف السيد شوقي، أنه اعتبارا لكونها جزءا لايتجزأ في الاستراتيجية الوطنية من أجل التصدي لانتشار داء السيدا، فإن أنشطة الجمعية تأتي لتعزز استراتيجية التواصل الاجتماعي حول هذا الداء ، والتي تستهدف في المقام الاول الشباب والنساء، مبرزا أن هذه الاستراتيجية تعد ثمرة مشاورات واسعة بين وزارة الصحة والمنظمات غير الحكومية ومهنيي قطاع الصحة.
حضر هذه الندوة، التي نظمتها الجمعية المغربية للتضامن والتنمية، بشراكة مع وزارة الصحة، وصندوق الأندلس للبلديات من أجل التضامن الدولي، وبرنامج التعاون الدولي لحكومة الأندلس، ممثلو الوزارات المعنية، وممثلون عن المجتمع المدني والمنظمات الدولية المتخصصة في المجال.