|
||||||
|
|
أدوات الموضوع |
|
||||||
فضيحة توريد الأغذية للجيش الإسرائيلي
حاسبوا الوزير*.. وحاسبوا الحكومة كنت أظن أن الدنيا ستقوم ولن تقعد وكنت اعتقد أن المهندس رشيد محمد رشيد سيحقق في الأمر،* ويبلغنا بالنتيجة وكنت اتوقع أن تقوم أجهزة رقابية باستدعاء رئيس الشركة والتحقيق معه بعد أن وجه طعنة* غادرة الي مصر،* قبل أن يطعن اشقاءنا الفلسطينيين*. كنت،* وكنت،* وكنت،* غير أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح*. عندما جاء إليٌ* الزميل اكرم خميس مساعد رئيس التحرير ورئيس قسم التحقيقات بتفاصيل الفضيحة الأسبوع الماضي،* لم أتردد فالوثائق دامغة،* والمستندات لاتقبل الجدل،* فكان القرار بالنشر فورا*. وتلقف القراء الصحيفة،* وقرأوا أنباء الفضيحة،* واذاعت الفضائيات التي كان من ابرزها السي.إن.إن والصحف ومواقع الانترنت تفاصيل التحقيق المثير حول الفضيحة،* غير أن كل ذلك لم يحرك ساكنآ لدي حكومتنا الرشيدة ووزير تجارتها المهندس رشيد محمد رشيد*. تفاصيل الفضيحة تقول إن* 'شركة الاتحاد الدولي للصناعات الغذائية المتكاملة*' قامت في غمرة العدوان الصهيوني علي* غزة بتوريد *٠٢ طنا من المواد الغذائية الي جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي كان يواصل دك المساكن والمدارس والمستشفيات وكافة المرافق في* غزة علي مدي* 23* يوما متواصلة*. لقد وصلت إلينا أنباء وتفاصيل الفضيحة من داخل الشركة نفسها،* بعد ان رفضت الضمائر الحية الصمت أمام هذه الجريمة التي ارتكبها رئيس مجلس ادارة الشركة،* وشاركه فيها وزير التجارة الذي سمح له ولغيره بتوريد المواد الغذائية إلي الجيش الإسرائيلي في هذا التوقيت*. كانت قلوبنا تنشطر في اليوم ألف مرة،* مع دانات الصواريخ والقنابل التي تنهمر فوق رؤوس اطفالنا وأهلنا في* غزة* غير أن أحدا من هؤلاء لم يحرك ساكنا،* فالحكومة ووزيرها ماضون في التطبيع مع العدو حتي النهاية،* ورئيس الشركة المشبوهة لايهتم سوي بجمع المزيد من الأموال المغموسة بدماء الابرياء والذين صدعوا رؤوسنا بالأحاديث والمقالات التي تنتقد الآخرين لم نسمع لهم كلمة واحدة في مواجهة الجريمة التي تسيء إلي وجه النظام*. ومن الواضح ان حكومتنا لم تعد تعطي بالا* لما ينشر أو يقال انها باختصار حكومة* 'مستبيعة*' تنفذ ما تريد وتصدر القرارات كما تشاء،* ولا تهتم لا بسمعة مصر ولا بردود الأفعال*. لقد كنت اعتقد ان ما يجري ضد أهلنا في* غزة من موت ودمار وتخريب علي ايدي الصهاينة سوف يدفع السيد الوزير رشيد محمد رشيد الي أن يصدر قرارا يوقف فيه مثل هذه الشحنات التي يعرف الي أين تتوجه،* وأن يراجع مع حكومته خطورة ما يجري،* ولكن سيادته لم يفعلها ولن يفعلها: لأن هناك من يصر علي التطبيع مع العدو الصهيوني مهما كان الثمن في المقابل*. لقد نشرنا الواقعة بتفاصيلها المذهلة،* وأدينا ما علينا من واجب ورفضنا الصمت والخنوع وإيثار السلامة لكن ذلك ليس معناه نهاية المطاف*. نعم سوف ننتقل بالقضية الي مجلس الشعب،* ولن نصمت أمام هذه الجريمة التي كشف زميلنا الوطني الشريف اكرم خميس تفاصيلها،* وسوف نستمر في هذه الصحيفة في مواجهة المطبعين مع العدو: لأن خطرهم لا يقل عن خطر القنبلة والصاروخ اللذين توجيههما الي صدور أهلنا في فلسطين أو العراق أو لبنان،* أو اي مكان آخر من أرض أمتنا العربية*. إن المطلوب ليس محاسبة وزير التجارة رشيد محمد رشيد وحده،* بل المطلوب محاسبة الحكومة بأسرها جرٌاء هذه المواقف،* التي تسيء الي مصر ودورها التاريخي وعلاقاتها مع الأشقاء وتفتح الطريق أمام خلق طبقة جديدة في مصر تتشابك مصالحها مع مصالح العدو*. الحقيقة في معبر رفح يوم الأربعاء الماضي كان موعدنا في رفح* .. ذهبت مع وفد البرلمان العربي إلي هناك،* بدعوة من الأستاذ سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب*. وقد ضم الوفد عددا من كوادر البرلمان المصري برئاسة الدكتور منصور الزنداني وكيل البرلمان وبمشاركة المستشار طلعت حامد الأمين العام المساعد للبرلمان العربي*. ذهبنا إلي رفح في صحبة *٥ شاحنات محملة بالمعدات الطبية التي جري تسليمها إلي الهلال الأحمر الفلسطيني،* كانت القضية التي شغلتني في حواراتي مع الكثيرين من مواطنين ومسئولين هناك،* عن صحة ما يتردد من إغلاق معبر رفح بين الحين والآخر*. والحقيقة أولا* وقبل كل شيء،* إذا قابلت مصريا أو فلسطينيا فسوف تسمع إشادة بالغة بالجهود التي بذلها الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة،* الذي قال لي يوم التقيته وهو يزور الجرحي الفلسطينيين في معهد ناصر إن التعليمات صدرت له من الرئيس بعد ساعة واحدة من بدء ال*** علي* غزة بالتوجه إلي المعبر واستقبال الجرحي وفتح المستشفيات أمامهم وتقديم المعونات الطبية العاجلة إليهم*. وبالفعل في الخامسة من ظهر نفس يوم العدوان كان د.حاتم الجبلي قد وصل إلي معبر رفح،* جاء بطائرة خاصة ومعه أطقم من الأطباء والمستشارين الطبيين،* وبدأ علي الفور المرور علي المستشفيات ووفقا لما يرويه محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة فإنه تم إخلاء *٠٠٥ سرير من مستشفيات سيناء لاستقبال الجرحي،* وبعد أيام قليلة كان اجمالي الأطباء الذين أوفدتهم وزارة الصحة إلي العريش حوالي *٦٩ طبيبا،* بينما ارسلت القوات المسلحة *٥٦ استشاريا طبيا ومعدات وأجهزة متقدمة في مستشفي مبارك العسكري وفي أسبوع واحد وصل إلي مستشفي العريش وحدها من وزارة الصحة أجهزة طبية بقيمة *٨١ مليون جنيه*. وبعيدا عن الأداء الطبي رفيع المستوي،* وعن الدور الذي قامت به وزارة الصحة ووزارة الدفاع،* فإن المجهودات الشعبية وتكالب أبناء العريش علي التبرع بالدماء كان مشهدا يستحق الإشادة والتقدير،* حتي وصلت الدماء التي تبرعوا بها إلي أكثر من *٥ أضعاف قدرة المستشفيات في العريش علي استيعابها*. ويشهد الجميع بأن معبر رفح قد فتح أبوابه منذ اليوم الأول وسمح بدخول كافة المعونات الطبية واستقبل الجرحي والمصابين وفي هذا الوقت تم فتح معبري العوجة وكرم ابو سالم لارسال المواد الغذائية وكان يجري يوميا ادخال * 30شاحنة محملة بالمواد الغذائية من معبر العوجة الذي كان يصر الاسرائيليون علي اغلاقه في الخامسة مساء وكانوا يفتحونه لأيام معدودة لاستقبال الشاحنات المحملة بالمساعدات*. وحتي اول أمس تم ادخال* 4454* طن أدوية من معبر رفح كما تم ادخال* 4561* طنا من المواد الغذائية،* ويوجد حاليا علي أرض سيناء عشرة آلاف طن مواد* غذائية تنتظر الدخول تباعآ كما تم دخول* 387* طبيبا إلي* غزة منهم* 111* طبيبا مصريا،* وتم دخول* 808* مصابين فلسطينيين الي مصر وحدها،* ودخل* 109* عربات اسعاف مقدمة من مصريين و* 12279* كيسا من الدم تبرع ابناء سيناء بأغلبها تضامنا مع اشقائهم*. غير أن خلافا اخيرا نشب بين منظمة الاغذية العالمية التي ترعي ربع سكان* غزة وبين وكالة* غوث للاجئين* 'الاونروا*' التي ترعي ثلاثة أرباع سكان* غزة وبين الصليب الاحمر علي توزيع المعونة،* مما عرقل دخول المزيد من الشحنات الغذائية للاختلاف حول من هو المستلم*. نعم هناك معوقات في دخول الافراد عبر رفح ولا يستثني من ذلك إلي الصحفين الذين يحصلون علي موافقات من المركز الصحفي أو سفاراتهم اذا كانوا ليسوا مصريين،* وكذلك الاطباء،* غير ان الكل يشهد ان المواد الطبية تدخل بشكل منتظم عبر معبر رفح،* وان اغلاق المعبر لا يتم إلا في حال حدوث مشكلة علي الجانب الآخر*. إن الحقائق التي لمسناها داخل المعبر،* تختلف كثيرا عن بعض ما يتردد،* لكن كل ما نطلبه هو ان يستمر فتح المعابر والسماح بالدخول والخروج،* والسرعة في نقل المواد الغذائية والطبية لأهلنا في فلسطين*. إنني أوجه تحية خاصة إلي أهالي سيناء،* وإلي هذه الحشود التي تتدفق من كل قري مصر ونجوعها وكفورها ومنظماتها المدنية حاملة المساعدات والأدوية للأشقاء في صورة ملحمة عظيمة يفخر بها كل مصري وكل عربي*. هيكل*..التاريخ* يعيد نفسه في نوفمبر *٧٧٩١ وبعد أن أعلن الرئيس السادات عن عزمه زيارة القدس وإلقاء خطاب له في الكنيست الإسرائيلي،* كتب الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل مجموعة مقالات مهمة ضمها في كتابه الشهير* 'حديث المبادرة*'. وقد أحدث الكتاب يومها ردود أفعال واسعة،* وأعلن العديد من الكتاب الحرب علي الأستاذ هيكل،* وشن الرئيس السادات هجوما شديدا* علي الأستاذ،* غير أن هيكل بقي صامدا،* يرفض القبول بسياسة الأمر الواقع،* ويواجه المؤامرة بقلمه ولسانه بجرأة وقوة تميز بها الأستاذ طيلة حياته*. صحيح أن هيكل اعتقل في سبتمبر *١٨ بسبب مواقفه،* وصحيح أنه أصبح هدفا* للمنافقين والحاقدين،* غير أن الأيام أكدت صدق كل كلمة تفوه بها في كتابيه* 'حديث المبادرة*' و'السلام المستحيل والديمقراطية الكاذبة*'. إن من يقرأ ما كتبه الأستاذ منذ السبعينيات،* ويتابع اليوم وقائع ما يجري لا يستطيع إلا أن يؤكد مصداقية كل أقواله ومواقفه*. ومع العدوان الإسرائيلي الإجرامي الجديد علي* غزة وجدت نفسي أعود مجددا إلي قراءة ما كتبه الأستاذ،* فاخترت عبارات صاغها في مقدمة كتابه* 'حديث المبادرة*' لتجسد المعني وتؤكد الطبيعة العدوانية لأعداء السلام،* ولترصد حالة العجز العربي في مواجهة ما يجري*. - قال هيكل* 'أظنني كنت واحدا* من هؤلاء الذين رأوا منذ البداية أن المبادرة لا تستطيع التحليق عاليا* وبعيدا* مهما كان الصخب الإعلامي الذي يحيط بها: لأن صراعات التاريخ الكبري أعقد بكثير وأصعب من أن يجري حلها في استوديوهات الإذاعة والتليفزيون،* وأمام الميكروفونات والعدسات،* وعلي الشاشات الفضية تتزاحم فوقها الظلال والألوان*. ومع ذلك أظنني كنت واحدا* من هؤلاء الذين رأوا أن المبادرة - بصرف النظر عن أي صخب - يمكن أن تكون لها بعض الفوائد،* ولو من ناحية سلبية*.. وأظن أن هذا صحيح*. وأحاول في هذه المقدمة لهذا الكتاب أن أركز علي بعض الفوائد - السلبية - التي ظهرت للمبادرة،* خصوصا* أن الكتاب كله - فيما يلي هذه المقدمة - يركز علي حساب الخسائر المحققة فيها*. *> وأولي الفوائد السلبية للمبادرة - فيما أري - أنها كشفت المواقف،* بل وقامت بتعرية بعضها*. وإذا قيل لي*: - نعم*.. أن المبادرة كشفت وعرت مواقف إسرائيل،* ولم تترك لها رداء* ولا حياء* تتستر به*.. حتي ولا ورقة توت*! فإن ردي*: - هذا صحيح*.. لكنه ليس شاغلي،* لأن موقف إسرائيل كان من قبل مكشوفا* وعاريا،* ولم نكن في حاجة إلي إضافة درامية بهذا الحجم لكي نري ونفهم ونحكم*. لكن الذي كان شاغلي - وهو ما أعنيه - هو أن المبادرة كشفت وعرت عربيا*. كشفت الأفكار*.. وكشفت المواقف*.. وكشفت القدرات*. وأتمني لو أن كل مواطن عربي يهتم ويتابع الشئون العامة وتعنيه قضايا المستقبل والمصير قام بإعداد كشف حساب بنفسه ولنفسه*. كتب قائمة بالأطراف المسئولين في العالم العربي كله،* وأمام كل منهم توصيف لمواقفه المعلنة قبل المبادرة وموقفه في الفترة التي وقعت فيها المبادرة،* وبعد أيام وأسابيع من وقوعها،* ثم*.. ثم،* إلي آخره*. كشف حساب من هذا النوع لكل طرف من الأطراف سوف يظهر عجبا،* أوله تناقض في الفكر وخلط،* وآخره عجز عن الحركة والفعل*. *> وثانية الفوائد السلبية للمبادرة،* وهي تتصل - إلي حد ما - بما سبق،* هي أن الشلل الذي أصيب به العالم العربي في ظروف وأعقاب المبادرة يقود إلي استنتاجات خطيرة حين يطرح السؤال الحيوي التالي*: - ما هو السبب؟ ولماذا بدا العالم العربي كله عاجزا من وقتها حتي الآن فاقدا لقدرته علي المنطق فضلا* عن قدرته علي الحركة والفعل - حتي إزاء عدوان فادح وخطير كذلك الذي حدث علي جنوب لبنان؟ هل يمكن أن يكون السبب* : نقصا* في الموارد العربية؟ لا أعتقد*.. والشواهد أمامنا تقول إنه ليس هناك صراع آخر في العالم كله يملك أطرافه من الموارد ما يملكه العرب*: الموقع - العمق الثروات - الوزن الحضاري والإنساني - تعداد السكان خصوصا* إذا قيس بالطرف الآخر في الصراع،* وإذا لم يكن نقصا* في الموارد،* فما عساه يكون؟ هل يمكن أن يكون السبب هو أن هذه الموارد كلها موظفه لخدمة حياة أصحابها بحيث لا تترك فائضا لضرورات الأمن؟ مرة ثانية لا أعتقد*.. فالشواهد أيضا* أمامنا تقول إنه ليس هناك صراع آخر في العالم كله دفعت شعوبه من التكاليف ما دفعته - وتدفعه - الشعوب العربية في صراعها مع إسرائيل*.. والحقيقة أن الحياة نفسها تعطلت في سبيل توفير وتوجيه أكبر قدر من الموارد لضرورات الصراع*. تعطلت التنمية الاقتصادية وتحملت الجماهير*.. تعطل التطور الاجتماعي وتحملت الجماهير*.. تعطلت الديمقراطية وتحملت الجماهير*.. تعطلت قضايا التحرر الثقافي والفكري وتحملت الجماهير*.. بل تحملت الجماهير أعباء فادحة في مجالات الخدمات العادية بدون صرخة ألم،* بل وبدون أنة شكوي في كثير من الأوقات*. ما معني ذلك؟ الموارد هائلة*.. والجماهير العربية راضية منها بأقل القليل*.. ومع ذلك فهذا كله لا يكفي،* ولا يدرأ الشلل والتناقض والخلط والعجز عن الحركة والفعل*. وذلك يؤدي إلي استنتاج أساسي هو*: - أن القصور ليس في الموارد وإنما القصور في إدارتها،* أي أن هذه الموارد أكبر بكثير الآن من كفاءة المسئولين عن إدارتها*. إن ذلك الاستنتاج الأساسي يقود إلي استنتاجات أخري تتداعي منه،* وكلها مرهقة*! *> وثالثة الفوائد السلبية للمبادرة ما أظهرته التجربة العملية طوال شهور من* 'ممارسة المبادرة*' عن طبيعة الحل الممكن للصراع العربي الإسرائيلي*. لقد آن أن نفهم ما فهمه قادة إسرائيل منذ زمن طويل من أنه ليس هناك حل سهل أو سريع*: هناك صراع بين طرفين علي أرض* غير قابلة للتقسيم*: أولهما لديه الحق - ويمكن أن تكون لديه القوة - والثاني لديه القوة - ولا يمكن أن يكون لديه الحق،* وأما أن تكون الأرض لصاحب الحق الباقي - الشعب الفلسطيني والأمة العربية - وأما أن تكون لصاحب القوة المؤقتة - إسرائيل والصهيونية العالمية*. إن هذه الأرض - إلي جانب ذلك - تقع علي ملتقي ومفترق طرق الاتصال بين العالم العربي الذي يقول أهله جميعا* إنهم أمة واحدة،* وهو قول صحيح*. وإذا قامت إسرائيل علي هذه البقعة من الأرض - فإنها تقطع العالم العربي وتقسمه إلي نصفين لا اتصال بينهما علي الأرض*. وإذا كان لابد أن يكون هناك اتصال علي الأرض - وهذا حكم طبيعة وتاريخ - إذن فإن إسرائيل عقبة*. ولقد كان* 'ديفيد بن جوريون*' - الباني الفعلي لدولة إسرائيل - هو الذي اكتشف هذه الحقيقة،* أو بمعني أصح هو الذي عبر عنها قبل* غيره تعبيرا* صريحا* وواضحا*.. وكان قوله*: - لا تتعبوا أنفسكم في البحث عن حل*.. ليس هناك حل*.. الأرض واحدة*.. وطالب الأرض اثنان،* ولابد أن تكون لواحد منهما فقط،* ولابد أن يكون الشعب الإسرائيلي هو هذا الواحد الذي يحصل علي الأرض ويملكها،* والحل الوحيد بالنسبة له - إذا كان هناك حل - أن يسعي بكل الوسائل - بما فيها القوة والسياسة وحتي الخديعة،* لكي يجعل الطرف الآخر يرضي بالتنازل عن مطلبه*'. هكذا الحل من وجهة نظر إسرائيل*. أية جهود*.. وكل الجهود،* لكن هدفها هو* 'جعل الطرف الآخر يرضي بالتنازل عن مطلبه في فلسطين*'. لكن بعض العرب لا يفهمون ذلك*.. يتصورون أن التنازلات الجزئية هي الطريق إلي الحل*.. والحقيقة أن التنازلات الجزئية ليست طريق الحل إلا علي منطق إسرائيل*.. أي أن كل تنازل جزئي تحصل عليه إسرائيل معناه الاقتراب خطوة من التنازل الكلي*. ولقد أعطي العرب تنازلات لم تكن تخطر علي بال،* والنتيجة هي ما نراه أمامنا اليوم*! إن ذلك ليس معناه أن العرب في حرب إلي الأبد،* ولكن معناه وضع الصراع في إطاره التاريخي الطويل الممتد*: صراع تتعدد وسائله وتتعدد مراحله وفقا* للظروف والتوازنات الإقليمية والمحلية ووفقا* للقدرات والطاقات - ولكن بشرط أن يظل هناك دوما* ذلك الإدراك العميق بجوهره وأبعاده مكانا* وزمانا*. • • • وبعد فإن المبادرة نفسها سوف تذهب إلي ملفات التاريخ،* ولكن الذي يجب ألا ينام في الملفات هو فوائدها،* حتي وإن كانت سلبية*. حقا* لقد صدق الأستاذ هيكل في كلماته،* وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد،* ليثبت أن الخيار الوحيد الصحيح هو خيار المقاومة،* وأن العدو الصهيوني لن يعرف إلا لغة القوة، وأن النظام الرسمي العربي لم يعد قادرا علي حماية الأمن القومي لأمتنا العربية،* وأن استمرار الوضع علي ما هو عليه لن يقود إلا إلي مزيد من الانهيار*. كلمات قصيرة لأجل مصر*.. ولأجل سيناء حدثني الأخ العزيز الدكتور حسن راتب رئيس* مجلس إدارة شركة سما سيناء وعدد من قيادات جمعية القبائل العربية في سيناء عن فكرة جديدة تم البدء في تنفيذها علي الشريط الحدودي الملاصق لحدود مصر الدولية من جهة الشرق من رفح شمالا* وحتي طابا جنوبا* بطول *٠٢٢ كم وبعمق *٥٣ كم*. الفكرة تقوم علي تشغيل الشباب في هذه المناطق التي تنتمي إليها قبائل الرميلات والسواركة والترابين والتياها والأحيوات،* الذين يعانون ارتفاع نسبة البطالة التي تعد من أهم عوامل عدم الاستقرار في المنطقة،* وذلك بفتح مجال الاستثمار الزراعي في هذه المنطقة*. وقد أعد المهندس علي فريج رئيس جمعية القبائل العربية ورقة عمل تضمنت تفاصيل هذا المشروع حيث الأرض الصالحة للزراعة وسهولة حفر الآبار السطحية بأقل إمكانيات*. وقد قام مركز بحوث الصحراء بتكليف فريق من خبراء المياه قام بتحديد أماكن حفر الآبار ومدي صلاحيتها حيث جاءت النتائج إيجابية للغاية*. ويستهدف المشروع حفر *٠٠٢ بئر سطحية علي طول الشريط الحدودي لزراعة *٦ آلاف فدان لتشغيل *٠٠٢١ شاب بواقع خمسة أفدنة لكل شاب*. ولقد بدأ الدكتور حسن راتب كالعادة بالتبرع لحفر عشر آبار جار تنفيذها في المنطقة تحت إشراف ورعاية جامعة سيناء*. وقد بدأت الجمعية المشهرة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بفتح حساب تحت رقم *٧٣٨٦٠٠٠٠٠٤٢٣٣٤ بنك مصر - العريش للمعاملات الإسلامية وذلك للبدء في تلقي التبرعات للمساهمة في هذا المشروع الذي لا يمثل تشغيلا* لشباب سيناء فحسب،* ولكن أيضا* مساهمة في حماية الأمن القومي في هذه المنطقة الخطيرة علي الحدود*. تحية إلي الدكتور حسن راتب رائد التنمية في سيناء،* الذي لا يتوقف عن المشاركة والمساهمة في جميع المشروعات الاجتماعية والتنموية لأنه يؤمن إيمانا* حقيقيا* بأن لسيناء دينا* في أعناق الجميع وأن حماية الأمن القومي في هذه المنطقة المهمة تبدأ بتنفيذ المشروع القومي لتنمية سيناء*.. وتحية لكل رجل أعمال يساهم في هذا المشروع المهم من أجل سيناء ومن أجل مصر*. تونس وقرار الرئيس القرار الذي أصدره الرئيس التونسي زين* العابدين بن علي بالاستجابة لمطالب العاملين بالتليفزيون التونسي هو قرار حكيم يستحق الإشادة والتقدير،* ويعبر عن صدر رحب واحترام لأصحاب المطالب المشروعة*. لقد اعتصم العاملون بالتليفزيون التونسي وطالبوا الحكومة بالاستجابة لمطالبهم في رفع الرواتب وبعض المطالب المهنية الأخري،* فإذا بالرئيس يستجيب علي الفور ويصدر قراره الحكيم في هذا الشأن*. لم يمض علي الاعتصام سوي وقت محدود،* لكن الرئيس بن علي قرر أن يحل المشكلة علي الفور وأن يفتح الباب أمام حوار خلاق بين الحكومة والعاملين بالتليفزيون والإعلام التونسي*. لقد حدثني بعض الزملاءالعاملين بالتليفزيون التونسي وكان لديهم منذ البداية شعور قوي بأن الرئيس سيتدخل لأنه لا يقبل بلغة الصمت أو العناد مادامت المطالب مشروعة ومقبولة*. تحية إلي موقف الرئيس بن علي وإلي كافة العاملين بجهاز الإعلام التونسي الذين طالبوا بحقهم بشكل مشروع ومنظم،* واستخدموا لغة العقل في الخطاب،* فكانت الاستجابة بأسرع مما يتوقع الكثيرون*. العالم وأنيس* نسينا في* غمرة الأزمة رحيل اثنين من قادة الفكر الوطني في مصر د*. محمود أمين العالم ود*. عبدالعظيم أنيس*. إن كافة الكلمات لا تفي المناضلين حقهما،* فقد منحا الوطن عمريهما،* ناضلا تحت راية الكفاح من أجل الاستقلال الوطني والاقتصادي،* وقدم كل منهما أروع الأمثلة في الالتزام والتضحية*. تحية إلي المفكرين الوطنيين د.محمود أمين العالم ود*. عبدالعظيم أنيس،* وسوف يسجل التاريخ لهما أنهما بقيا حتي اللحظة الأخيرة محافظين علي الثوابت والمبادئ ولم يعرفا الطريق إلي لغة البيع والشراء*. ****************************************** بقلم محمود بكرى رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية ******************************************* أرض الشهداء فوق كل قطعة أرض من تراب* غزة الغالية تحلق أرواح الشهداء*.. هنا في رفح وخانيونس ودير البلح وجباليا وبيت لاهيا*.. فوق كل موقع استشهد الأبطال رجالا ونساء وأطفالا*.. شيوخا* داهم القتلة بيوتهم*.. فأردوهم شهداء بدم بارد*. أرض* غزة تنبت سنابل الشهداء فوق كل شبر*.. وتطوف الأرواح الخالدة*.. الطاهرة فوق كل أحيائها*.. وعبر دروبها*.. وبين أروقة مخيماتها*.. أصبح الموت هنا مثارا* للفخر والعزة*.. الناس يهنئون بعضهم بالشهداء*.. يزفونهم في مواكب مهيبة*.. تتجلي صورهم في القلوب والأفئدة*.. وتحمل الجدران شعارات الفخر باستشهادهم في مواجهات بطولية مع الاحتلال الغاصب*. التقيت في* غزة بأسر الشهداء*.. هذا فقد أبناءه*.. وذاك استشهدت بناته*.. وآخر فقد أبويه وإخوته*.. فقدوا أعز الناس*.. ولكن بعزيمتهم،* وإيمانهم،* وقلوبهم التي اعتادت علي تقديم التضحيات تجدهم يحدثونك عن فقد الحبيب والعزيز بهدوء وفخر*.. وبروح قلما تتوافر لدي شعب من الشعوب كشعب* غزة*.. وأهلها الصامدين رغم الجراح والآلام وما أكثرها*. كم هي مريرة الحكايات والروايات التي تتناقلها الألسنة وتعبر عنها الوقائع الميدانية*.. وهي حكايات وروايات تكشف عن معدن هذا الشعب الأصيل*.. الذي وإن كان فقد بعض الأعزة والأحبة إلا أنه لم يفقد إيمانه أبدا* بقضيته وحقه في الحياة*. معنويات أبناء* غزة في السماء*.. أفشلوا بصمودهم الأسطوري العدوان الغاصب*.. وهزموا بإرادتهم الحديدية قوي البغي والعدوان،* وأسقطوا طموحات ليفني وباراك وأولمرت ودفعوهم مرغمين لتغيير مواقفهم السياسية وتهديداتهم التي أطلقوها عشية الحرب*.. شعب كهذا يصعب علي أي قوة في الأرض أن تدفعه للتراجع أو التنازل عن حقوقه*. فعل الصهاينة كل ما يريدون*.. دمروا الحجر والبشر*.. ذبحوا الحيوان وقتلوا الطيور*.. دمروا البراعم الصغيرة*.. وجرفوا الزراعات ومزارع الزيتون*.. ومع ذلك لم يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم في كسر إرادة الشعب الفلسطيني البطل في* غزة*. إنها أرض الشهداء*.. والأبطال والأحرار*.. أرض الخير التي أنبتت المجاهدين الأوائل منذ الشهيد البطل عز الدين القسام*.. حتي كوكبة الشهداء الأفذاذ الذين سطروا أروع الملاحم في تاريخ النضال*. شعب كهذا سوف ينتصر علي الغزاة والمتآمرين والقتلة كبارهم وصغارهم*.. فأرض الشهداء لن تنبت* غير الأحرار الذين سيطهرون أرضهم من رجس الشيطان*. بقلم مصطفى بكرى رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة صحيفة الأسبوع المصرية 
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| للجيش, الأغذية, الإسرائيلي, توريد, فضيحة |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| بورجي 2009.. من أجل إعمار غزة | ابن الاسلام | دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية | 0 | 13-04-2009 06:12 |
| صور ممنوعة من النشر للجيش الإسرائيلي | siham_2001 | دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية | 10 | 30-01-2009 21:43 |
| عاجل صور مذلة للجيش الإسرائلي | monadil v | دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية | 42 | 26-01-2009 14:59 |
| 26 صورة للجيش الصهيوني الذي لا يقهر | k@cem | دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية | 1 | 26-01-2009 13:13 |
| فضيحة أخلاقية بنواحي خنيفرة انفجرت مؤخرا بقرية سيدي يحيى أوسعد بإقليم خنيفرة فضيحة أ | التربوية | دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني | 18 | 12-01-2009 21:48 |
