التصدي لظاهرة الأمية رهين باتخاذ إجراءات استعجالية عملية بين جميع القطاعات و فعاليات المجتمع مدني
الرباط - ليلى بورمضان
أكد المشاركون في الندوة الوطنية الثالثة لمحاربة الأمية التي نظمتها العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية، السبت الماضي بالرباط، حول موضوع "محاربة الأمية بالمغرب إلى متى؟"، أنه على الرغم من محاولات المغرب الحثيثة من أجل القضاء على الأمية، فانه لم يبلغ المراد، ومن ثم لا بد من الكشف عن أسرار هذه الظاهرة التي تحث المجتمع بجميع شرائحه على التصدي لها رغم الأساليب والوسائل المادية واللوجستيكية التي خصصت لها في فترات من تاريخ المغرب.
وتساءل المشاركون حول الأمية هل هي اختيار من الشعوب أم قدر محتوم وهل الأمية ظاهرة أم قضية أم إشكالية، وهل يتوفر المغرب على نية حسنة للتخلص من الأمية، ولماذا لم يتم سن قانون مغربي يلزم الأميين بمحو أميتهم، وما السر في عدم القضاء التام على الأمية بالمغرب رغم المبادرات الرائدة والدعوات المتتالية.
كما حاول المشاركون بحث كيفية نظر المغرب إلى نفسه في مجال محاربة الأمية، وهل هو راض على نسبة الأمية التي بلغت 43 في المائة سنة 2004، هذا إذا علمنا أن الإحصاء العام للسكان والسكنى هم فقط الأمية الأبجدية فقط، ناهيك عن أنواع الأمية الأخرى الوظيفية والحضارية والنوعية.
إضافة إلى ذلك، حاول المشاركون الكشف عن علاقة التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بظاهرة الأمية وأي علاقة للأمية بالتنمية وأيهما أولى بالأهمية التنمية الاقتصادية أم محاربة الأمية.
إلى ذلك، لم تبتعد توصيات الندوة عما يدعو إليه جل الفاعلين والمهتمين بشؤون التعليم عامة وبظاهرة الأمية خاصة، حيث دعوا إلى إلزام الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات والمؤسسات الحكومية بمحاربة الأمية وتعميم التمدرس كشرط أساس للخوض في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، و كذا تشجيع البحث العلمي في مجال محاربة الأمية، وذلك بمساهمة المؤسسات الاقتصادية والجامعات والمؤسسات المنتخبة والعلماء برعاية الدولة واجتناب العفوية والتلقائية في وضع الخطط والبرامج والمشاريع في مجال التعليم ومحاربة الأمية.
وفي الختام حث المشاركون على اتخاذ إجراءات استعجالية عملية بتبني شراكة تصاعدية متجددة بين جميع المتدخلين في المجال من قطاعات عامة ومجتمع مدني، والعمل على تقوية الوعي بأهمية محو الأمية وبخطورتها، واستثمار كل الفضاءات الصالحة لإعطاء دروس محو الأمية.
الحركة - 17/02/2009