مدراء الثانويات يشهرون الطلاق في وجه مديرة أكاديمية البيضاء

[ابو ندى]

مدراء الثانويات يشهرون الطلاق في وجه مديرة أكاديمية البيضاء

xابتداء من 24 أكتوبر 2011 ستصاب أزيد من 300 إعدادية وثانوية بالشلل بسبب قرار جمعية مديرات ومديري الثانويات الاعدادية والتأهيلية لجهة الدارالبيضاء «مقاطعة كل العمليات الإدارية والتقنية والتربوية المرتبطة بالمصالح الإقليمية والجهوية والمركزية باستثناء ما يتعلق بالوثائق الشخصية للموظفين والتلاميذ». القرار جاء عقب إعفاء مديرة أكاديمية الدارالبيضاء لمدير ثانوية البارودي بعين السبع من مهامه (عبد اللطيف الكرضاوي) ونتيجة الضغط النفسي الذي يعيشه المدير عند كل دخول مدرسي فضلا عن حرمانهم «غير المفهوم» من حقهم في التعويضات عن التنقل التي استفاد منها زملائهم بباقي الجهات

مبررات الإعفاء في نظر مديرة الأكاديمية

«...حيث أنكم لم تقوموا بختم أظرفة أوراق التحرير عند حاشية الإغلاق بخاتم مركز الامتحان الذي تشرفون عليه؛
وحيث أنه لم يتم توقيع أظرفة أوراق التحرير من طرف أي عضو من لجنة الحراسة ولا من طرفكم كرئيس للمركز، ولا من قبل مراقب جودة الامتحانات؛
وحيث أنكم لم تسعوا إلى ضمان تأمين مسار أوراق التحرير من مركز الامتحان إلى مقر النيابة الإقليمية باستعمالكم سيارتكم الخاصة متبوعة بسيارة يقودها رجل أمن عوض مصاحبة هذا الأخير لكم على متن نفس السيارة؛
وحيث أنكم عمدتم إلى إسناد المراقبة لأساتذة المادة أثناء اجتياز المترشحين لنفس المادة رغم توفركم على ما يناهز 70 أستاذا وضعت رهن إشارتكم».

إدريس لعظيم، أمين مال الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب: نحن متشبثون بعودة مدير ثانوية
البارودي إلى منصبه

نحن الآن بصدد العد العكسي لخوض معركة 24 أكتوبر 2011 بجهة الدار البيضاء، التي أصبحت للأسف وبدون مسوغ موضوعي تشكل الاستثناء في المغرب. فقدرنا في هذه المدينة كمديرين أن تكون المسؤولة الأولى على الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين تميل لتعامل العجرفة والتعنت والتعالي، كان نتيجته ألا تجد حرجا في حرماننا لحد الآن من تعويضات التنقل التي توصل بها كافة المديرات والمديرين على الصعيد الوطني. فجميع أولئك منحوا مستحقاتهم التي تقسم إلى شطري شهر دجنبر وشهر يوليوز. وعليه، نتساءل دون أن نلقى ردا منطقيا ومعقولا حول الأسباب الخفية وراء القرار. أما فيما يتعلق بالنقطة الجوهرية الأخرى في ملفنا المعركي، فموضوعها الإعفاء الذي كان مصير زميلنا مدير الثانوية التأهيلية «البارودي» الواقعة بتراب نيابة عين السبع الحي المحمدي من مهامه، وذلك بشكل مجحف ومهين وظالم. في حين كان من المفروض قبل إعفاءه الاعتماد على المذكرة الوزارية رقم 70 التي تنص على وجوب التدرج في عقاب أي مدير. بمعنى أن يسبق ذلك تنبيه وإنذار ومواكبة ودعم، ثم في مرحلة أخيرة الإعفاء. غير أن الملاحظ، هو أن السيدة مديرة الأكاديمية ابتدأت بالنهاية ضدا عن كل الخطوات الطبيعية في هذه الحالات. والغريب أنها أعفت زميلنا بناء على تقرير صادر عن لجنة مفبركة شكلتها بنفسها، وفي نفس اليوم الذي توصلت فيه بالتقرير، مما يوحي بأن اللجنة وضعت لمجرد تمثيل مسرحية وتأليف سيناريو لإقناع المعني بالأمر كونه ارتكب أخطاء كذا وكذا.. لا غير. والمثير في هذا الصدد كذلك، هو أن زميلنا عندما أعفي كان وقتها رئيسا لمركز الامتحانات وليس مديرا. وحتى إن افترضنا ارتكابه لهفوة ما بصفته رئيس مركز الامتحانات، فالواجب أن يعفى من مهمة رئاسة المركز دون المساس بمنصبه كمدير الذي أثبت نجاحه فيه منذ تقلده لسنين. والأنكى كون السيدة مديرة الأكاديمية لم تستشر معنا على الرغم من أننا طرف في الحوار، ولم تكلف نفسها واجب الاتصال بنا ولو بالهاتف لعرض القضية على أنظارنا، لتقطع بذلك حبل الاتصال من جهتها، وإن أردنا ربطه، على ما يبدو، فالخيار هو الاعتصام. نحن الآن متشبثون بعودة زميلنا إلى موقعه المهني إلى أن يقول القضاء كلمته. فإن كان مذنبا سيتحمل مسؤوليته، أما إن تأكدت براءته فينبغي إنصافه، ويقدم الاعتذار إليه. إنما أشدد بأنه ريثما يتم الفصل بين الحالتين، يتحتم أن يظل في منصبه، ولا أن تحكم السيدة المديرة عليه عليه قبل القضاء. وللإشارة، فإن اللجوء إلى العدالة كان بضغط من الجمعية، نظرا لكون السيدة المديرة كانت تتغيى طي الملف على نطاق ضيق وبسرعة عن طريق تقديم زميلنا «كبش فداء»، لكننا تصدينا بقوة لهذا العزم، ورفضنا مطلقا أن يمر هذا التحامل بطريقة متعسفة. وبالفعل أحالت الوزارة المعنية الملف على القضاء، مما يفيد أوتوماتيكيا ضرورة تجميد جميع قرارات السيدة مديرة الأكاديمية إلى أن تصدر كلمة القضاء، الذي نحترمه بالمناسبة، ولنا كامل الثقة في مصداقيته التي ستنصفنا حتما.

قضية البارودي تقود 10 أفراد إلى المتابعة

بلغ عدد المعتقلين في قضية ما أصبح يعرف بـ «ملف الغش في امتحان الباكلوريا» بمركز الامتحان البارودي 10 أفراد. وقد عقدت المحكمة الابتدائية بعين السبع يوم الاثنين 10 أكتوبر 2011 أول جلسة للنظر في القضية، إلا أن الرئاسة أجلتها إلى يوم الاثنين القادم بطلب من الدفاع..
وارتباطا بهذا الموضوع استدعت الشرطة 5 أفراد آخرين (ضمنهم ناظر) للاستماع إلى إفاداتهم بشأن القضية.
وللإشارة، فإن الملف تفجر لدى شك أستاذة مصححة في حالة غش في إجابات تلميذ يدرس بمؤسسة خاصة بالحي المحمدي كان يجتاز الامتحان بمركز «ثانوية البارودي» بعين السبع. وهو ما قاد جمعية مديري الثانويات بالمغرب إلى الضغط لإحالة الملف على القضاء لمعرفة ملابسات الغش. إلا أن المدراء فوجئوا بما أسموه تسرع مديرة أكاديمية البيضاء بإعفاء زميلهم الأستاذ عبد اللطيف الكرضاوي من مهامه.

لائحة أعضاء المكتب الوطني للجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية


عبد الإله الزيداني، رئيس الجمعية، ينتمي إلى جهة الدار البيضاء الكبرى؛
مصطفى بلعلي، نائب أول للرئيس، ينتمي إلى جهة الدار البيضاء الكبرى؛
إدريس البويوسفي، نائب ثاني للرئيس، ينتمي إلى جهة سوس ماسة درعة؛
عبد الله بوكبير، نائب ثالث للرئيس، ينتمي إلى جهة الرباط سلا زمور زعير؛
نور الدين لقليعي، نائب رابع للرئيس، ينتمي إلى جهة تازة الحسيمة تاونات؛
إدريس لعظيم، أمين مال الجمعية، ينتمي إلى جهة الدار البيضاء الكبرى؛
حسن قيشي، نائب أمين المال، ينتمي إلى جهة دكالة عبدة؛
أحمد القبقبة، كاتب عام الجمعية، ينتمي إلى جهة الشاوية ورديغة؛
محمادي عرود، نائب الكاتب العام، ينتمي إلى جهة مكناس تافيلالت؛
خديجة سهبي، مستشارة، تنتمي إلى جهة فاس بولمان؛
عبد الكبير افقيران، مستشار، ينتمي إلى جهة مراكش تانسيفت الحوز؛
المختار شحلال، مستشار، ينتمي إلى الجهة الشرقية؛
الحسن باروطيل، مستشار، ينتمي إلى جهة كلميم السمارة؛
عبد العاطي البوستوي، مستشار، ينتمي إلى جهة سوس ماسة درعة؛
محمد القدسي، مستشار، ينتمي إلى جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء؛
محمد لكزيري، مستشار، ينتمي إلى جهة تادلة أزيلال؛
شرف الدين الشاعر، مستشار، ينتمي إلى جهة طنجة تطوان؛
أحمد الطاهر، مستشار، ينتمي إلى جهة الشراردة الغرب؛
إدريس اليوبي، مستشار، ينتمي إلى جهة فاس بولمان؛
حسن لغليمي، مستشار، ينتمي إلى جهة مراكش تانسيفت الحوز؛
محمد بلحسين، مستشار، ينتمي إلى جهة الشاوية ورديغة؛
مصطفى مصلح، مستشار، ينتمي إلى جهة الدار البيضاء
عبد النبي الطعام، مستشار، ينتمي إلى جهة الرباط سلا زمور زعير.

عبد الإله زيداني، رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب: لم تعد للمدير طاقة تحمل تبعات الارتجال والتعثر

* كيف يمكن أن تقرب القارئ من حقيقة أسباب توتر العلاقة بينكم كجمعية والأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بالدار البيضاء؟
** الأسباب وبكل بساطة يمكن استخلاصها من مطالبنا التي تروم إلى فتح حوار جاد، والحظوة بالاحترام، وكذا إعادة زميلنا المعفى من مهامه كمدير بثانوية البارودي بعين السبع، فضلا عن فك الحصار عن تعويضاتنا المادية. وعلى هذا الأساس، نسجل باستياء كبير عدم استدعاء الجمعية لإتمام النقاش الذي ابتدأ سالفا وتوقف لظروف خاصة، مما يجعلنا نتساءل حول ما إذا كانت فعلا لدى المسوؤلين على مستوى الجهة الرغبة في التواصل أم لا. علما أن هناك العديد من القضايا التي لنا بشأنها اقتراحات لا تحتمل التأجيل في مناقشتها، ومن ثمة تجسيدها إلى واقع، سواء فيما يرتبط بمهمة المدير أو السلك الإداري للمؤسسات عموما. وهذا كله في ظل أجواء الحديث عن المخطط الاستعجالي الذي يستدعي انخراط الجميع وعلى رأسهم المدير كحلقة أساس لإنجاح مشاريع الإصلاح.

* على ذكر المخطط الاستعجالي، إلى أي حد ترى نسبة نجاحه في ظلمة هذا التشرذم بالجسد التعليمي نفسه؟
**لابد من الإشارة أولا إلى أن المخطط الاستعجالي جاء في ظل ظروف معينة، وكيفما كان الحال توجد أطراف تحمل حقيقة هم هذا المشروع بمسؤولية إلى جانب تلك التي لايسكنها هاجس خدمته. وإذا كانت الميزانية التي رصدت لهذا الملف والمتجاوزة لما كان مطلوبا تنم عن النية الحسنة، فإن العائق الذي يحول دون ترجمة تلك النوايا، يكمن في النصوص التنظيمية التي بقيت جامدة في المذكرات. وذلك يفيد أن صلب الأزمة لا ينبثق من الوثيقة في حد ذاتها، وإنما من العجز التطبيقي والشلل الجاثم على بوادر الأجرأة وتصريف المضامين. وبديهيا، لا يمكن الحديث عن هذا الوضع دون ربطه بمسألة تأهيل العنصر البشري التي مازالت على مسافة بعيدة من الواقع المرغوب فيه. ولنأخذ على سبيل المثال شق التكاوين، فالأخير ومن خلال تقييمي المتواضع لا أرى انعكاسه على من يخضعون له في عملهم، بل على العكس من ذلك تترتب عنه آثار سلبية جراء الغياب عن المؤسسة وتراكم الأشغال. أقول هذا في حالة وجود تكوين، أما بالنسبة للمدير كنموذج فلا يستفيد من أي مصاحبة مستمرة بعد الستة أسابيع التي يقضيها عند أول التحاق له بالمنصب الجديد. وترتيبا على الأهمية التي يحظى بها التأطير في المنظومة التعليمية إجمالا، يجرنا السياق إلى الحديث عن المسطرة المتبعة في إسناد المهام التي بها تكليف، بما يتحتم من إعادة النظر في شأنها. إذ ليس من باب المنطق السليم أن يظل الارتكان إلى معيار الأقدمية كسند في التعيين، بل يفترض اعتبار محددات أكثر موضوعية تليق بحجم المسؤولية وما تطرحه من تحديات.

* بالعودة إلى المشاكل العالقة بينكم وبين أكاديمية الدار البيضاء. ذكرت قضية مدير ثانوية البارودي المعفى من مهامه. كيف ساهمت هذه الواقعة في تشنج لغة الحوار؟
** لا يمكن للتسرع الذي رافق اتخاذ قرار إعفاء السيد عبد اللطيف الكرضاوي، مدير الثانوية التأهيلية البارودي إلا أن يؤدي إلى المزيد من الاحتقان، وإثارة مشاعر الغضب والتذمر والرفض أيضا لما أقدمت عليه السيدة مديرة الأكاديمية، خاصة وأن اللجنة الأكاديمية التي سهرت على إجراءات التقصي توصلت بما يكفي من المؤشرات الدالة على أن الأمر يتعلق بعملية تزوير تقودها شبكة محترفة وليس بحالة غش عادية. وبالتالي، فإحالة الملف على القضاء يعد سببا كافيا للتريث كثيرا قبل إصدار قرار خطير بحجم الإعفاء. وحتى إن تبين للمسؤولة الأولى بالأكاديمية ضرورة تنفيذ إجراء إداري تربوي احترازي، فالأسلم أن يعفى زميلنا كرئيس لمركز الامتحان وليس كمدير، لأن الحيثيات التي تم الاعتماد عليها تعطي الانطباع وكأنه ارتكب تلك الاختلالات خلال الموسم الدراسي. وقبل كل هذا وذاك، فلا أحد يختلف حول بطلان محاسبة أي شخص على أمر لم تكلفه به، وليس هناك تكليف بدون تبليغ. لهذا، فمن الجور والتعدي الاستناد إلى مقرر السيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم رقم 45 في بناء قرار الإعفاء، مع أنه لم يتوصل به وبشكل رسمي أي مدير رئيس مركز الامتحان. وإن كان لذلك تفسير فلن يكون أبلغ من الشطط في استعمال السلطة، والتوظيف المتعسف لصلاحية تفويض الإمضاء.

* ماذا تقصد بمطلب «فك الحصار عن تعويضاتنا» الذي أشرت إليه قبل قليل؟
** أعني به تحديدا الحرمان غير المفهوم الذي طال مديرات ومديري جهة الدار البيضاء من حقهم في التعويضات عن التنقل. ونحن بهذا المطلب لا نسعى إلا نكون على قدم المساواة مع باقي الزملاء في مجموع التراب الوطني الذين تسلموا مستحقاتهم بشكل طبيعي. وليس هذا كل ما تتجرعه قائمة معاناتنا، بل هناك كذلك محن الصعوبات التي نواجهها بخصوص خصاص الموارد البشرية أثناء الدخول المدرسي، وما يؤثر به على البنية التربوية من ارتجال وتعثر وضغط نفس يتحمل تبعاته بالأساس مدير المؤسسة.

x وقفة احتجاجية تضامنا مع مدير ثانوية البارودي - خديجة بن الشويخ، مديرة أكاديمية جهة الدار البيضاء
xx إدريس لعظيم
xxx عبد الإله زيداني

العدد 444

إعداد: المهدي غزال