أحمد عسري
خاضت الأطر العليا بالمغرب والمتمثلة في مجموعة طزيق النصر وتنسيقيتي الكفاح والمرسوم الوزاري شكلا نضاليا نوعيا،كانت مدينة مراكش الحمراء مسرحا لأحداته.
يدخل هذا الشكل النضالي في إطار الدفاع عن حقوقهم المشروعة و العادلة التي يضمنها الدستور،والمواثيق الدولية،فضلا عن الشريعة الإسلامية التي جعلت من العمل عبادة،لأن به تتحقق الكرامة و العفة وغيرها من أشكال التنمية والذي لم تستصغه الحكومات المتعاقبة على الحكم ،ولا النظام برمته الذي جعل منه بوابة للمقاربة الأمنية والتي أتبثت فشلها الذريع في الخروج بهذا الملف إلى بر الأمان .
تأتي هذه الخطوة النضالية من قبل الأطر العليا المعطلة التي أقدمت على هذا الشكل في مسلسل درامي أريد له أن يستمر في هذا البلد لعقود طويلة ،وأن تتغير شخصياته دون أن يتغير مسار أحداثه،وهو جدير بالمتابعة ،بل يستحق التنويه والتكريم،عوض أن تصرف الملايير من الدراهم في المهرجانات ،من موازين بالرباط الذي استقدم شاكيرا إلى مهرجان مراكش للفيلم الدولي الذي جعل من نجم سينما بوليود شاروخان عنوانا بارزا لهذه الدورة.
لهذه الأسباب وغيرها قررت خوض هذه الأطر العليا المعطلة المشكلة من هذه الأطراف الثلاثة معركة نضالية يوم الخميس 08دجنبر بمدينة مراكش الحمراء ،رغم المضايقات التي تعرضت لها في المحطة الطرقية أو في محطة القطار ،حيث منعت بشتى الطرق من الإلتحاق بساحة المعركة ،التي أبانت عن حسها النضالي بتعبيرها عن مطالبها في التشغيل و الإدماج الفوري في الوطيفة العمومية ،وكذا استنكارها الشديد لكل أشكال تبدير المال في الوقت الذي تعيش فيه الأطر العليا كل أشكال المهانة من قمع وتهميش،وقد كان من ضريبة هذا الشكل النضالي اعتقال العديد من الأطر الذين يجهل لحد الآن مصيرهم، رغم الإفراج عن بعضهم.
بقي أن أشير في الأخير أن الكثير من الأطر لم تستطع أن تصل إلى المدينة بفعل المنع الممنهج الذي تعرضت له أثناء رحلتها إلى مراكش من قبل السلطات القائمة على النقل، في زمن نتحدث عن الحرية والعدالة والديموقراطية ،وغيرها من الشعارات الرنانة أتمنى ألايصدق علينا قول الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي مع هذه الحكومة الجديدة المرتقبة: