منذ سنوات طفولتي و أنا أتمنى ألا تتاح لي الفرصة لكي أقابل ملك البلاد...ليس لأني لا أحبه، بل على العكس،فأنا لا أريد لقاءه لكي لا اضطر للانحناء لتقبيل يده. فمع حبي الكبير لوالداي فلم يسبق لي أن قبلت يد أحدهما، بل فإنهما لن يرضيا لي بأن أفعل ذلك. وقد سبق لي أن أعطيت مالا لأحد المحتاجين ومن فرط فرحه قام بتقبيل يدي فسحبتها بسرعة لكني تضايقت كثيرا لذلك، فلم أرضى له ذلك الموقف و خصوصا مع كبر سنه.فهل يا ملكي سترضى أن تقبل يد أحد ما؟
مؤخرا شن الجزائريون حربا شعواء على مسألة تقبيل اليد ليس لأنهم يريدون زوالها بل على العكس، فمع الربيع العربي فتحوا أعينهم على حقيقة أن المغرب متفوق عليهم كثيرا في شتى المجالات و مسألة تقبيل اليد هي نقطة ضعفنا التي لا يمكننا أن نلتف حولها مهما أتينا بالمبررات.
يا ملكي المحبوب ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان فهو بحاجة للكرامة و بصفتك مسؤولا عنا فمن الواجب عليك حفظ كرامتنا خصوصا لو كان ذلك باستطاعتك.
يا ملكي المحبوب، أن توفر لنا المشاريع الضخمة أمر رائع لكن التنمية ستكون بسرعة أكبر لو أحس المواطن بكرامة فبذلك سينخرط بصفة أكبر بل وسيأتي بمبادرات لن تخطر على بال أحد،وفي حال العكس فستجد نفسك كمن يسكب الماء في الرمل وستجد العديد ممن هم مستعدون للفساد و لخيانة البلاد و العباد.
يا ملكي المحبوب، ما الذي سيضرك لو أخذت المبادرة وألغيت هاته العادة المحطة من قدر مواطنيك،فاعلم يا ملكي أن حبنا لك سيزداد أكثر فاكثر، فتقبيلهم ليدك لا يدل على درجة حبهم لك،فقد كان البعض يقبل يد والدك من الجهتين...و مع ذلك فقد حاولوا الإنقلاب عليه!
يا ملكي المحبوب، تقبيل اليد هي إلى زوال و المسألة هي مسألة وقت ليس إلا،فالفكر المجتمعي المغربي بدأ يضيق صدره أكثر فأكثر من هاته النقطة فأتمنى أن تأتي لحظة التغيير تلك سلمية وحضارية كما عودتنا.
فتقبل يا ملكي العزيز كل حبي و احترامي، و نطلب من الله أن يعينك و يسدد خطاك