وزان: احتفاء بالمتوجين بمؤسسة عمر الحاضي
محمد حمضي
بيان اليوم : 11 - 05 - 2012
تحولت إعدادية عمر الحاضي، التي تعتبر أبعد نقطة تعليمية بإقليم سيدي قاسم، مؤخرا، إلى قبلة حجت إليها مجموعة من الفعاليات، جاءت لتشهد على استمرار توهج التقليد التربوي والفني الجميل الذي دأبت المؤسسة الثانوية الفريدة بالمنطقة على إطلاق عنانه في سماء قرية عمر الحاضي.
«أهنئكم على نجاح هذا العرس التربوي، وأوصيكم بالإبداع والانخراط والتواصل» هكذا تحدث النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم وهو يوزع العديد من الجوائز على المتفوقين من الناشئة الذين حصلوا على أعلى المعدلات في الدورة الأولى، والفائزين في مباراة تجويد القرآن الكريم وفي المنافسات الرياضية التي عمقت الروح الرياضية العالية بين المتنافسين. ولأن التناغم حاصل ويلمسه كل زائر للمؤسسة بين طاقمها التربوي والإداري والتلاميذ فقد خصصت جوائز رمزية لرئيس المؤسسة وثلة من العاملين بالمؤسسة اعترافا لهم بما يسدونه لها من خدمات جليلة جعلتها هذه الخدمات تتألق بين المؤسسات التعليمية على مستوى الجهة رغم جدتها، ورغم وجودها في العالم القروي.
الحفل المنظم بمناسبة اختتام الأسبوع الثقافي والفني والديني، تمتع فيه الحضور المتنوع ثراء وغنى لوحاته التي مزجت بين معرض يؤرخ لتنوع روافد التراث الفني بجهة الغرب، ورقصة «الهيت» التي يتصالح فيها جيل اليوم مع ذاكرة المنطقة وموروثها الثقافي الذي كاد الإهمال يشطب عليه من ذاكرة الأجيال المتلاحقة. وبين هذه الفعالية وتلك كان ثلة من أبناء المؤسسة بصوتهم الشجي ينظفون أذان المتتبعين بأناشيد وأغاني رائعة في الجمال والإيقاع الموسيقي.
يذكر بأن هذه التظاهرة الثقافية حضرها بالإضافة إلى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، كل من مندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية، ورئيس المجلس العلمي، وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة، ورئيس السلطة المحلية بعين المكان، وجمعية آباء وأمهات تلاميذ المؤسسة وطاقمها التربوي والإداري. اللقاء شكل مناسبة وقف فيها الجميع على معاناة التلاميذ من المسافات الطويلة جدا التي يقطعونها من دواويرهم قبل أن يحط بهم الرحال في قلب المؤسسة وهم يتصببون عرقا. وتتعمق معاناتهم في أوقات الفراغ حين لا يجدون منفدا يقيهم من حرارة الشمس المفرطة، أو من الزخات المطرية القوية، ويظلون تائهين بين الحقول وأزقة القرية، مع ما يمكن أن يلتقطوه من هذا التيه من آفات اجتماعية خطيرة، تهدد صحتهم ومستقبلهم وأخلاقهم. هذه الوضعية كان لها أثر ملموس في الهدر المدرسي. الذي يضرب بقوة في النوع الاجتماعي. لهذا تطالب الساكنة البعيدة عن مقر المؤسسة، بضرورة تعزيز المؤسسة بقسم داخلي، وبناء دار الطالب / الطالبة، وتمكين التلاميذ من الدراجات الهوائية.