01 يونيو 2012
إعداد: حفيظ اسليماني
صحراء بريس
لا أحد يجادل في أن الدولة المغربية الحبيبة، صرحت في غير ما مرة عن مدى اهتمامها بالتعليم عموما والجامعي خصوصا، بل الأكثر من ذلك قامت بمجهودات تشكر عليها وتحسب لها وذلك من خلال بناء الكليات المتعددة التخصصات قصد تقريب الجامعة من الطالب وتفاديا للاكتظاظ الذي يؤثر على المتلقي، ليس هذا فقط فهناك إحداث واعتماد تخصصات جديدة بالجامعة المغربية وهو ما يفتح أفاقا للطالب الباحث.
ونأتي الآن إلى النقطة المهمة والأهم التي هي موضوع حديثنا والمتعلقة بسلك الماستر، إذ يوجد بالجامعات والمعاهد الوطنية تخصصات جد مهمة وهو ما يبرهن على الحكامة الجيدة التي تقوم بها الدولة عموما والوزارة المعنية خصوصا. وإن ولوج هذه التخصصات بسلك الماستر ليس بالأمر الهين إذ لا بد من توفر مجموعة من الشروط والمعاير في الطالب حتى يضمن حضوره في قائمة المنتقين لاجتياز الامتحان الكتابي والشفوي ثم يقضي بعدها سنتين أو ثلاث من الدراسة والبحث والتكوين على أيدي دكاترة متخصصين، هذا مع القيام ببحث علمي أكاديمي للتخرج كما هو معمول به بيداغوجيا.
إلا أن الأمر الذي المحير والمسيء هو اتهام الأطر العليا بكونها غير مكونة وغير مؤهلة ولذلك تطلب التوظيف المباشر، ونذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما صدر عن السيد الدكتور والباحث الاقتصادي محمد الزناتي التي اتهم الأطر العليا مباشرة في برنامج ملف للنقاش بقناة Medi 1tv بقوله فيما معناه: بأن الاطر غير مؤهلة وليست لها خبرة لذلك تحتج بشوارع الرباط قصد التوظيف المباشر.
ومن هنا من حقنا طرح الأسئلة التالية:
-أليس مثل هذه التصريحات والأقوال طعن في سياسة الدولة والوزارة المعنية؟.
-أليست الوزارة هي من وافقت على اعتماد تلك التخصصات بالجامعة المغربية؟.
-أليس ذلك طعن في السادة الدكاترة المشرفين على الماستر وعلى تكوين الباحثين؟.
-أليس هذا تناقض بين ما تصرح به الوزارة ويبن ما يقوله أمثال السيد الزناتي؟.
-أليس هذا هو النتيجة الحقيقة للإصلاح الجامعي؟.
-كيف يعقل أن نسمع تصريحات تقول أن الجامعة المغربية عرفت تقدما مهما، وفي المقابل تنتقد خرجيها؟ أليس هذا تناقض واضح؟.
وباعتباري اطار معطل فإني أدعو الذين يصدرون مثل هذه التصريحات الى مزيد من التريث، وأن المنطق والمنهج العلمي الأكاديمي يرفض بتاتا إصدار حكم القيمة. وما الأطر العليا الموجودة والمحتجة سلميا بالعاصمة الرباط، ما هي إلا عصارة الإصلاح الجامعي المغربي فهي منكم وإليكم، إن كانت صالحة فأنتم السبب وإن كانت غير ذلك فأنتم السبب، ألا تعلمون مقولة: من جد وجد ومن زرع حصد، هذه هو نتيجة الجد والزرع التي قمتم بها.
أخيرا وليس أخيرا إن الأطر العليا ما هي جزء لا يتجزأ من أبناء هذا الوطن الحبيب، هدفها الانخراط في بناء مغرب الغد بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ولا يتأتى ذلك إلا بحصولها على استقرار مادي ومعنوي، كما أن تلك التصريحات لا تعنيها في شيء، لأن بناء الحياة والمستقبل الزاهر يكون بثوابت الهمم.