نجمة في سماء الكرابة
فاطمة الجديدية امرأة في عقدها الخامس، ترتدي بدلة الكرابة وتجوب شوارع البيضاء، لا يثنيها عن عزمها ثقل قربة الماء ولا ضجيج الاواني النحاسية التي تتصادم فيما بينها.
تمشي بخطى تابثة وعزم أكيد على مواصلة المشوار الذي دشنه زوجها الحاج والذي كان كرابا إلى أن وافته المنية، فعزمت فاطمة على مواصلة العمل بحرفة زوجها وهكذا أخذت عدة الشغل وجربت حظها مع الحياة التي تصفها بأنها لا تبتسم لها إلا لماما.
تقطن فاطمة بمدينة الجديدة وتعمل بالبيضاء ككرابة، إذ تقضي أسبوعين لتلتحق بأبنائها الذين تتركهم في رعاية أمها لتبحث هي عن مصدر رزق هذه الكتل البشرية. فاطمة الآن تبدو أقل ضجرا من مهنتها كما كانت عليه من قبل، إذ أنها كانت تحس إحساسا غريبا وهي المرأة الوحيدة التي تلج هذا الميدان خاصة مع تعليقات المارة المحرجة، لكنها الآن تغلبت على هذه العقبات وصارت تستيقظ كل صباح، لتنظف عدتها وتستعد للخروج نحو وجهتها بعد أن تتوكل على الله وتطلب منه أن يكون يوما أحسن من سابقيه.