من «مدرسة النجاح» إلى «مدرسة الغرام»... - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني

أدوات الموضوع

التربوية
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2008
المشاركات: 10,765
معدل تقييم المستوى: 1292
التربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداع
التربوية غير متواجد حالياً
نشاط [ التربوية ]
قوة السمعة:1292
قديم 10-03-2012, 12:52 المشاركة 1   
افتراضي من «مدرسة النجاح» إلى «مدرسة الغرام»...

من «مدرسة النجاح» إلى «مدرسة الغرام»...

مصطفى المسناوي
المساء : 10 - 03 - 2012

قبل حوالي ثلاثة أسابيع، عثرت إحدى الأمهات في الحقيبة المدرسية الخاصة بابنتها ذات الثماني سنوات على رسالة ذُيّلت برسم قلب جريح يخترقه سهم وتضمّنت العبارات التالية: «... أوريد أن ألتقيكي (أريد أن ألتقيك) في ساحة السبور (الرياضة) مع الساعة 10 سباحن (صباحا). وأوريد أن أوحديتكي (أحدثك) في موضوع يوهمني (يهمني) أنا وأنتي. وأنتدروكي (أنتظرك) بفارغ الصبر. أوحبوكي وأرزو منكي أن تأتي».
أصيبت الأم بذهول، خاصة أن الطفلة -التي تدرس في القسم الرابع الابتدائي بمدرسة عمومية- قالت إنها لا تعرف من أين جاءت الرسالة ولا من دسّها في حقيبتها. الخيط الهادي الوحيد كان التوقيع المصاحب لرسم القلب الجريح، والذي يشير بالتأكيد إلى شخص واقعي يتعين البحث عنه في المكان الذي توجد به ساحة «السبور» الواردة في السطور أعلاه، وهو مدرسة الطفلة الصغيرة.
في اليوم الموالي، ذهبت الأم -في ما يرويه أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية ببلادنا- إلى المدرسة لتكتشف أن كاتب الرسالة ليس سوى تلميذ من سن ابنتها يدرس معها في المدرسة ذاتها. وقد كانت مفاجأتها أكبر حين ووجهت ببرودة تامة من قبل معلمة ابنتها ومدير مدرستها الذي قال لها ما معناه أن هذا الأمر عادي تماما ولا يتطلب الانزعاج، وأن رسالة الغرام التي توصلت بها طفلتها ليست استثناء في ظل انتشار واسع لهذا النوع من الرسائل في المدرسة المغربية، من الابتدائي فصاعدا.
والواقع أن السيد المدير محق تماما في ما قاله، فحكايات الغرام المتبادل بين الأطفال صارت شيئا عاديا تماما، ليس ابتداء من سنّ السابعة أو الثامنة فقط، بل وربما قبل ذلك بكثير (يتحدث بعض الخبراء عن وقوع أطفال في الحب بعد الفطام مباشرة)؛ كما يمكننا اعتبار هذه الواقعة دليلا إضافيا على اتساع الهوة بين الآباء وأطفالهم في وقتنا هذا، حيث يعتقد الآباء أن سلالتهم تعيش حياتها الدراسية بالطريقة ذاتها التي عاشها بها أسلافها، متناسين أن الأجيال الصاعدة، وخاصة منها الجيل الحالي، تخضع لتأثيرات (اجتماعية - ثقافية) مستجدة، لا يمكنها إلا أن تنعكس على طريقة فهمهم للحياة وعلى علاقاتهم بمحيطهم المباشر وغير المباشر.
لقد التحق الآباء بالمدرسة في وقت لم تكن قد ظهرت فيه «الأنترنيت» بعد، ولا شاشة «الإيل سي دي» الملونة من نوع 16/9، أو «الشات» أو الهاتف المحمول أو«الإيسيميس»؛ كما لم تكن التلفزة المغربية قد اقتنت المسلسلات المكسيكية المدبلجة إلى لغة الشارع (التي يقول البعض إنها هي «الدارجة المغربية» الحقة) بعد وشرعت في تصويبها نحو الجميع، صغارا وكبارا، نسوة ورجالا، بدوا وحضرا،... بما يعني أن هؤلاء الآباء كانوا يعيشون خارج الحياة، وبالتالي فإن عليهم، بدل التأسف على مصير فلذات أكبادهم الذين صاروا يبعثون رسائل الغرام ويتوصلون بها في وقت مبكر من حياتهم، أن يتأسفوا على مصيرهم هم بالذات وحياتهم الضائعة التي لم يتلقّوا فيها أية رسالة لا في سنّ الطفولة ولا في غيره، فكانوا كمن قضى لحظة مفصلية في حياته تحت «قفة مقلوبة»، كما نقول في المثل المغربي.
لقد تجاوز أطفالنا «انغلاقنا» التاريخي، وصاروا «ينفتحون» على العالم منذ نعومة أظفارهم، ويتعلمون أشياء كنا نجهلها (بل وما زلنا نجهلها حتى اليوم، وربما تواصل جهلنا بها إلى الأبد)، وتلك سُنّة التطوّر التي لا مفر منها؛ وما رسائل الحب والغرام التي صارت تدسّ في الحقائب هنا وهناك سوى دليل إضافي على اندراجنا الذي لا مفرّ منه ضمن مسيرة النموّ الكوكبية التي جعلتنا نبزّ العالم أجمع ونخرج من عصر «مدرسة التفوق والنجاح» لندخل، بخطى واثقة سديدة، عصر «مدرسة الغرام».. أي عصر المستقبل..









آخر مواضيعي

0 ورشة التقاسم و التعميق و التصويب في مجال tice
0 مقاربة النوع بمنظومة التربية والتكوين الدورة الخامسة لمسابقة الفن والآداب في خدمة المساواة
0 مشروع دعم تكوين المكونين في اللغة الفرنسية
0 المراسلة رقم 006-15 الصادرة بتاريخ 26 يناير 2015 بشأن تكوين الأساتذة المتدربين في الإسعافات الأولية و الإنقاذ
0 'الدروس الخصوصية' تسقط 18 أستاذا في نيابتي سطات وسلا
0 المراسلة رقم 225-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن تنظيم المسابقة الوطنية الخامسة لفن الخطابة
0 المراسلة رقم 227-14 الصادرة بتاريخ 11 دجنبر 2014 بشأن الاحتفال بأسبوع الساحل
0 المراسلة رقم 226-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن الثقافة المقاولاتية
0 هذه خطة بلمختار لـ«إنقاذ» التعليم في أفق 2030
0 غاز البوتان يتسبب في مقتل معلمة شابة باقليم شفشاون

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الغرام», الغرام»..., النجاح», إلى, «مدرسة

« اتهام نواب بالبيضاء بإقصاء تدريس الأمازيغية | مدير ثانوية المصلى بالعيون يتعرض لاعتداء شنيع من طرف تلميد »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رهانات جمعية «دعم مدرسة النجاح» أمام تأثيرات ثقافة الأسرة والمدرسة التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 21-09-2011 21:34
رهانات جمعية «دعم مدرسة النجاح» أمام تأثيرات ثقافة الأسرة والمدرسة التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 14-09-2011 14:57
المهرجان الجهوي الثاني لمسرح «جيل مدرسة النجاح» بنيابة سلا التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 21-06-2011 23:29


الساعة الآن 09:50


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة