جريدة النشرة
جدد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، رسائله التي ما فتئ يؤكد عليها في عدد من المحافل بشأن علاقته بالمؤسسة الملكية، إذ ردد بنكيران، في اختتام أشغال الحوار الوطني حول المجتمع المدني، مساء أول أمس في الرباط، عبارة «عاش الملك»، و«سنذهب مع الملك إلى نهاية التاريخ».
واعتبر بنكيران أن المواطنين لم يعودوا يخافون من الدولة وأن هذه الأخيرة لا تخاف من المواطن، مشيرا إلى أن «اللجنة صبرت على بعض محاولات التشويش»، غير أنه اعترف بكون «بعض القرارات التي نعتقد أن فيها مصلحة للبلاد ونطبقها يمكن أن تكون مؤلمة لبعض الأفراد ويكون ضحيتها بعض الأشخاص، ولكن الذي لاشك فيه هو أننا لا نريد أن نظلم أحدا، والحوار سيبقى مستمرا مع الجميع في اتجاه الإنصات، لأنه لا يمكن أن نظلم أي أحد».
وقال بنكيران موجها خطابه للفاعلين الجمعويين من الأقاليم الجنوبية: «هادي بلادكوم ومن حقكوم تقولو اللي بغيتو وتنتاقدو اللي بغيتو، ومن حقهم المطالبة بالإنصاف لأنه من غير المعقول، كما جاء في إحدى الشهادات، أن تحصل بعض الجمعيات على الملايير في حين أن أخرى لا تحصل على أي شيء».
وأضاف قائلا: «من ازداد وفي فمه ملعقة من ذهب فليس يقينا أنه سيحافظ عليها طويلا، لكن من ازداد في «الحزة» وضحى فبلا شك سيُعترف له بذلك وسينال نصيبه من الشرف في خدمة الوطن، ومعه ما تيسر من الامتيازات في إطار القانون والنمو الحلال».
وأكد أن «الذي لاشك فيه هو أنه لا يمكن أن نخدم بلادنا بمنطق الحصول على النصيب من الوزيعة، فنحن كمواطنين يجب أن نفكر في ما يمكن أن نقدم لبلادنا حتى يمكن أن نضحي معها، وبعد ذلك يمكن أن نوزع المردود على الذين هم أكثر حاجة إليه، مشيرا إلى «هناك منطق سكننا ولم يصحح بعد، وهو أن المواطنين هم الأساس والدولة في خدمة المواطن وليس العكس، والعطاء والاستفادة للأكثر حاجة وليس للذي يستطيع أن يقوم بنفسه».
وأوضح أنه «لما بدأ الحوار الوطني قامت ضجة وسمعنا عن أشخاص انسحبوا وأرادوا إيقاف المبادرة، حتى قلت ربما هذه المبادرة لن يكون لها مستقبل، لكن اليوم أنا معتز بهذه المجموعة التي صمدت طيلة هذه المدة رغم هذه الضغوطات، ومن خلالكم تتأكد إرادة الشعب المغربي لتحسين أوضاعه وأن يكون له اعتبار حقيقي وليس مفبركا».
وسجل بنكيران أن الحوار أنواع، فهناك حوار مرتب من قبل ويعرف الناس مخرجاته، لكن هذا الحوار كان عفويا وذهب المشرفون عليه للاتصال بـ7000 جمعية والتقوا بـ10 آلاف شخص في المغرب وخارجه، ولم يكونوا يعرفون ما سيقوله المشاركون، وهذا دليل على أن المغاربة لم يعودوا يخافون من بعضهم والدولة لا تخاف من المواطنين والمواطنون لم يعودوا يخافون من الدولة.