كتاب مثير .. عندما شكك عميد الأدب العربي في الشعر الجاهلي - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nasser
nasser
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,067
معدل تقييم المستوى: 7529
nasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميز
nasser متواجد حالياً
نشاط [ nasser ]
قوة السمعة:7529
قديم 04-06-2018, 20:03 المشاركة 1   
قلب كتاب مثير .. عندما شكك عميد الأدب العربي في الشعر الجاهلي

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ كتاب مثير .. عندما شكك عميد الأدب العربي في الشعر الجاهلي
نورالدين لشهب
الاثنين 04 يونيو 2018
بعد صدور كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق سنة 1925 وما أثاره من جدل واسع يتعلق بعلاقة الدين بالسياسة، صدر سنة 1926 كتاب آخر أثار أيضا جدلا واسعا في الأوساط الفكرية والثقافية في مصر وخارجها، ويتعلق الأمر بكتاب "في الشعر الجاهلي" لعميد الأدب الدكتور طه حسين.

وكتاب الدكتور طه حسين "في الشعر الجاهلي" هو في الأصل محاضرات كان يلقيها على طلبته بالجامعة المصرية منذ أواخر سنة 1925، ثم رأى بعد ذلك جمعها وإذاعتها على الناس في كتاب.

بدأ طه حسين كتابه بهذه العبارة: "وأكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه". وفعلا هذا ما لاقاه الكتاب المثير للجدل "في الشعر الجاهلي"، وكأنه كان يتوقع أن تثور ثائرة الأزهر عليه.

وطبق طه حسين على الشعر الجاهلي المنهج الفلسفي الذي استحدثه ديكارت للبحث عن حقائق الأشياء، وخلص في استنتاجاته وتحليلاته إلى أنه شعر منحول، أي لا ينتمي إلى قائليه، وأنه كتب بعد الإسلام وتمت نسبته إلى شعراء ما قبل الإسلام.

ويُحكى أن طه حسين لما فرغ من تأليف الكتاب سلمه للأديب أحمد أمين حتى يطلع عليه وينشر حوله مقالا في إحدى الصحف المصرية؛ وذلك حتى يرد عليه التحية بأحسن منها لأن طه حسين كان يقوم بتقديم الكتب التي ألفها أحمد أمين من قبيل "فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام..."؛ وهي كتب تعنى بالتاريخ الثقافي للمسلمين. غير أن أحمد أمين تسلم الكتاب ووضعه في رف مكتبته ولم ينشر عنه أي كلام نقدي حتى لا يقلق صاحبه ويجيش العوام ضده. لكن كتاب "في الشعر الجاهلي" وقع بيد شيخ فأخذ يوجه سهام نقده لطه حسين ويتهمه بالكفر والإلحاد.

والواقع أن كتاب طه حسين عن الشعر الجاهلي تشابكت بين دفتيه المواضيع وتداخلت، فلم يستطع أن يتكلم عن الشعر دون ربطه بالموروث الديني برمته، وهكذا قامت الدنيا عليه، فهو يقول مثلا: "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي؛ فضلاً عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا هجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة، ونحن مضطرون أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهود، والقرآن والتوراة من جهة أخرى".

ولهذا تقدم رجال الأزهر وشيخه بالعديد من البلاغات للنيابة العامة ضد طه حسين، واتهامه بالاعتداء على الدين الإسلامي. وتم تحويل طه حسين إلى النيابة والتحقيق معه، وتقرر حفظ القضية لعدم ثبوت القصد الجنائي من الاتهامات المنسوبة إلى مؤلف الكتاب؛ فالقصد من البحث هو الحقيقة ولا شيء غير ذلك، وما ورد من المسائل إنما كان بغرض الاستشهاد، لا بغرض الاعتقاد فيها.

لكن في سنة 1932 تعرض طه حسين للفصل من الجامعة وأُلحق مستشارا بوزارة المعارف، ما أثار ردود فعل عنيفة في الوسط الجامعي، إلى درجة قيام مدير الجامعة بتقديم استقالته احتجاجا على نقل طه حسين من الجامعة دون أخذ رأي مجلسها في هذا الأمر.

وبعد أن تغيرت الظروف السياسية عاد طه حسين إلى الجامعة، وبدأ يترقي في المناصب حتى وصل إلى منصب وزير المعارف؛ فضلا عن احتلاله المكانة المرموقة على الساحتين العربية والعالمية، باعتباره عميدا للأدب العربي.

التشكيك في الشعر الجاهلي

ونعرض في ما يلي أهم الملاحظات التي استخلصها طه حسين في دراسته للشعر الجاهلي:

عجز هذا الشعر عن تصوير الحياة الدينية للجاهليين، فهو يُظهر حياة غامضة جافة بريئة من الشعور الديني القوي والعاطفة الدينية المتسلطة على الحياة العامة. فيطرح السؤال: كيف لقبائل عربية ضحت وحاربت من أجل دينها ألا تظهر هذه الحياة الدينية في شعرها؟.

-إذا كان هذا الشعر ينتمي إلى قبائل متفرقة (القحطانيين-اليمن- العدنانيين-الحجاز)، والنقوش والنصوص أثبتت أن هناك فرقا جوهريا بين لغة القحطانيين والحجازيين، إذن من المفروض أن يظهر اختلاف في لغة شعر هذه القبائل؛ لكن لا نرى شيئا في الشعر الجاهلي.

-إن أخبار الشعراء الجاهليين وأشعارهم لم تصل إلينا من طريق تاريخية صحيحة، وإنما وصلت إلينا من هذه الطرق التى تصل منها القصص والأساطير: الراوية والأحاديث، الفكاهة واللعب، التكلف والانتحال. إذن لا يمكن أن نطمئن إلى أن أخبارهم وأشعارهم صحيحة.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ


ومن هنا يمكن استنتاج:

-لا يمكن التسليم بصحة هذا الشعر لأنه لا يُمثل الحياة الدينية والعقلية للعرب الجاهليين.

- إن هذا الشعر الذي يُسمى الجاهلي لا يمثل اللغة الجاهلية، وبعيد كل البعد عن أن يُمثل اللغة العربية في العصر الذي يزعم الرواة أنه قيل فيه.

- العصبية والمنافع السياسية هي التي حملت العرب على وضع الشعر وإضافته إلى الجاهليين، فلما استقر الحكم لبني أمية عادت العرب إلى ما كانوا فيه قبل الإسلام من التفاخر والعصبية، فتعصبت قريش على الأنصار والعدنانية على القحاطنية. لقد كان بنو أمية بحاجة إلى الشعر يقدمونه وقودا لهذه العصبية المضطرمة، وهكذا استكثرت من الشعر ونحلته طائفة من شعرائها.

- ضاع الشعر الجاهلي لأن العرب لم تكن تكتب شعرها وإنما كانت ترويه حفظا، وأتت الحروب وقضت على الكثير من الرواة والحفاظ.

-هناك من شعراء الجاهلية من ليس لهم وجود تماما واخترعوا من قبل الرواة..الخ.

ردود علمية على كتاب طه حسين

وبفضل منهج الشك الذي اتبعه طه حسين في كتابه خلص إلى نتيجة زعزعت اليقين الذي كان يحوم حول الشعر الجاهلي؛ إذ كانت فكرة الكتاب جديدة لم يعهدها من قبل أدباء وكتاب ذلك العصر، ولهذا أثار الكتاب معارضة شديدة من الأزهر وبعض الأدباء فكُتبت المقالات ضده.

كما صدرت كتب كثيرة تنقض الكتاب وتنتقده، إذ ألف محمد لطفي جُمعة كتابا للرد على "في الشعر الجاهلي"، بالإضافة إلى "نقد كتاب الشعر الجاهلي" لمحمد فريد وجدي، و"نقض كتاب في الشعر الجاهلي" لمحمد الخضر حسين، و"النقد التحليلي لكتاب في الشعر الجاهلي" لمحمد أحمد الغمراوي، و"الشهاب الراصد" لمحمد لطفي جمعة، و"تحت راية القرآن" لمصطفى صادق الرافعي، و"مقالات في الشعر الجاهلي" ليوسف اليوسف، و"قضايا الشعر الجاهلي" لعلي العتوم..

ورغم صدور جملة من الكتب التي تعارض ما ذهب إليه طه حسين في كتابه "في الشعر الجاهلي" وتنتقده، يبقى كتاب ناصر الدين الأسد "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية"، الذي ألفه سنة 1956، وهو بحث نال به درجة الدكتوراه في الأدب من جامعة القاهرة، بتقدير ممتاز سنة 1955م، وكتاب الأستاذ محمود محمد شاكر "نمط صعب ونمط مخيف" 1996، وكان قبل أن يجمع بين دفتي كتاب نشر منجماً في سبعة مقالات في مجلة "المجلة" سنتي 1969-1970، من أهم الكتب التي ناقشت كتاب طه حسين بطرائق علمية بعيدا عن الضجيج الإعلامي الذي رافق صدور الكتاب.
هسبريس
================================================== ===================









الحمد لله رب العالمين
آخر مواضيعي

0 صرف الزيادة في الأجور لأسرة التعليم نهاية شهر أبريل الجاري.
0 مجلس الأعلى للتربية والتكوين يُقيّم تطور المساواة بين الجنسين في التعليم
0 ​مباراة ولوج سلك تأهيل أطر التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين- مسلك التعليم الثانوي الاعدادي- لائحة المترشحات والمترشحين المقبولين لاجتياز الاختبارات الكتابية - دورة أبريل 2024
0 الحكومة تقترب من إقرار زيادة عامة في أجور الشغيلة مع "فاتح ماي"
0 وزارة التربية تكشف عن المواعيد الجديدة للامتحانات الوطنية
0 وزارة التربية الوطنية تحصي موظفيها الحاصلين على الشواهد
0 في شأن اتفاقي 10 و 26 دجنبر 2023 : Fne الجامعة الوطنية للتعليم
0 بطاقات توصيف الاختبارات الكتابية لمباراة ولوج سلك تأهيل أطر التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين - مسلك التعليم الثانوي الإعدادي - دورة أبريل 2024
0 ​مذكرة رقم 24-149 بتاريخ 08 أبريل 2024 في شأن برنامج المساعدون في تدريس اللغات الأجنبية -flta -برسم الموسم الدراسي 2025-2026
0 أمير المؤمنين يؤدي صلاة عيد الفطر بالمسجد المحمدي بالدار البيضاء

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« جائزة الأركانة لشاعر الطوارق محمدين خواد | الفرق بين الظاء والضاد ( مختارات ) »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اهمية تمشيط الشعر قبل النوم samira55 الأناقة و الجمال 4 11-06-2011 07:24
في الشعر الجاهلي طه حسين le marocain دفاتر الإبداعات الأدبية 1 07-03-2009 02:40
الشعر الجاهلي abouayoub1967 الشعر والزجل 1 05-01-2009 16:24
خصائص الأدب العربي في مواجهة نظريات الأدب الحديث ابن الاسلام كتب إلكترونية 0 26-12-2008 11:20
سلسلة تاريخ الأدب العربي - العصر الجاهلي (نسخة ثانية) شوقي ضيف ابن الاسلام الأرشيف 0 14-12-2008 22:59


الساعة الآن 04:01


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة