انتقادات تلاحق منظومة الامتحانات والتقييم في المدارس المغربية
دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربويةهنا نرتب أهم وآخر مقالات الرأي والتقارير الصحفية الواردة بالصحافة الوطنية والمتعلقة بموضوع التربية والتعليم
انتقادات تلاحق منظومة الامتحانات والتقييم في المدارس المغربية
أمال كنين
الأحد 01 يوليوز 2018
كثيرا ما ينتقد الأساتذة والآباء وحتى المختصون نظام التقييم في المدارس المغربية، وغالبا ما ينادون بإيجاد حلول ناجعة تكون السبيل للنهوض بالمنظومة التعليمية بالمغرب، إلا أن هذا النظام ظل على حاله لسنوات ولا سبيل لتغييره حتى في المخططات المستقبلية التي تعتمدها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
ويرى أحمد البيه، أحد أولياء التلاميذ، أن المدرسة المغربية باتت تنتج تلاميذ فارغين معرفيا وحتى أخلاقيا، موضحا في تصريح لهسبريس أن السبب وراء هذا الفشل هو العمل بنظام "بضاعتنا ردت إلينا".
ويواصل المتحدث: "التلميذ يكون كل همه حفظ عدد من المعلومات من أجل إرجاعها إلى الأستاذ في آخر العام الدراسي، لكن ما إن ينتهي الامتحان حتى يمسحها من ذاكرته، لكونها أدت وظيفتها، وهو الحصول على نقطة جيدة وتحقيق هدف النجاح".
من جانبه يرى يوسف علكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم، أن منظومة الامتحانات هي في الأصل نظام لتقييم الأهداف المرسومة للنظام التعليمي، وبالتالي تتبع تحقيقها من خلال المخرجات، وزاد مستدركا: "لكن الآن تعطى أهمية للامتحانات عوض المنظومة، علما أن التقارير الوطنية أو حتى الدولية أجمعت على فشل المنظومة التربوية".
ويتابع علكوش في تصريح لهسبريس: "السؤال المركزي اليوم هو كيف يتم الاهتمام بتقييم المنظومة ومخرجاتها في وقت يجمع الكل على فشلها؟"، مردفا: "هذه المنظومة لازالت تعتبر الجانب المعرفي أو الكمي هو معيار التفوق والنجاح، وهو ما يبرر تنامي ظاهرة الغش التي تعتمد على التقييم العددي".
ويضيف الإطار النقابي: "عوض الاهتمام في التقييم بجميع الجوانب المكملة للشخصية، سواء ارتبط الأمر بالجانب المعرفي أو الوجداني والحسي الحركي وباقي الجوانب، يتم التركيز فقط على الجانب المعرفي، وبالتالي يتم حصر مخرجات هذه المنظومة في عبارتي ناجح أو راسب".
ويؤكد المتحدث أنه حتى الرؤية الإستراتيجية 2015/2030 "لازالت ترزح تحت ثقل المنظور الكلاسيكي للتعلم المرتكز على المعرفة فقط وتغييب مجموعة من الجوانب، أهمها المنظومة القيمية"، متابعا: "قد نجد الآن الحاصل على نقطة عالية في مواد للتربية أو الفلسفة قد يرتكب غدا جرما أو تعنيفا في حق أساتذته أو آبائه، وبالتالي قد يتفوق بالحصول على نقطة عددية في المادة المعرفية ولا يتحقق هذا الشرط في باقي الجوانب الأخرى".
ويرى علكوش أن "السبيل الوحيد للنهوض بالمنظومة التربوية في بلادنا هو التعامل مع فعل التربية والتكوين كفعل شمولي لا يقبل التجزيء، لأن الاهتمام فقط بجانب واحد دون الآخر لن يفيد في تحقيق مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص والارتقاء بالفرد والمجتمع".
هسبريس
================================================== =======