وفد من ممثلي المؤسسات الدولية المانحة في زيارة تفقدية لبعض المنشئات المدرسية المحدثة بتيزنيت

[التربوية]

وفد من ممثلي المؤسسات الدولية المانحة في زيارة تفقدية لبعض المنشئات المدرسية المحدثة بإقليم تيزنيت
السبت, 13 تشرين1/أكتوير 2012 المحرر التربوي

قام وفد مكوّن من ممثلين عن مجموعة من الشركاء التقنيين والماليين لوزارة التربية الوطنية على الصعيد الدولي ، بزيارة استطلاعية وتفقدية لبعض المؤسسات التعليمية بإقليم تيزنيت يوم 10 أكتوبر 2012 في إطار مهمة تتبع وتقييم تنفيذ برنامج إرساء الإستراتيجية التربوية لقطاع التربية والتكوين ودراسة فرص تمويل بعض المشاريع المستقبلية، مصحوبين بلجنة مركزية من الوزارة،تنتمي لمديرية الشؤون العامة والميزانية،ومديرية الإستراتيجية والإحصاء والتخطيط. ويضم الوفد المذكور خبراء يمثلون الاتحاد الأوروبي (UE) ،والبنك الأوروبي للاستثمار (BEI) والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، بالإضافة الى رؤساء مصالح بوزارة التربية الوطنية مكلفين بالدراسات السوسيو اقتصادية، وبالسياسات التربوية وبالدراسات الإستراتيجية وبالميزانية, وكان برفقة الوفد خلال زياراته للمدرسة الجماعاتية برسموكة ولمركزية مجموعة مدارس الحسن البونعماني بجماعة بونعمان،وللثانوية الإعدادية الرازي بجماعة تيغمي، السيد النائب الإقليمي ورئيسا مصلحتي التخطيط والشؤون التربوية و والمسئولان عن مكتب الاتصال بالأكاديمية الجهوية وبالنيابة الإقليمية.
وخلال الزيارة الأولى التي تمت بالمدرسة الجماعاتية لرسموكة، وقف الوفد على العديد من المنشآت التربوية والاجتماعية والإدارية بها، وعاينوا عن قرب خصوصيات المدرسة الجماعاتية وتميزها عن باقي المؤسسات التعليمية الابتدائية بالوسط القروي وخاصة ما تعلق بالنقل المدرسي والإطعام المدرسي والتاطير التربوي وجاذبية الفضاء ومواظبة التلاميذ وكفاية المدرّسين. وقد أعجبوا بالمشروع لكونه مشروعا مندمجا تساهم في انجازه الأكاديمية الجهوية والنيابة الإقليمية والجماعة القروية والمجتمع المدني النشيط . واستفسروا الأطر الإدارية والتربوية العاملة به عن ايجابية المشروع ودوره في تحسين الجودة العامة ، مؤكدين على ان تحسين الفضاء الداخلي والخارجي أمر مهم وأساسي لمكونات المنظومة التربوية، لكنه يبقى غير كاف لتحقيق المردود التربوي المنتظر ، الذي يصنعه العنصر البشري المؤهل والمبادرات التربوية الفعّالة والفاعلة داخل المؤسسة التعليمية، والتي تجعل المتعلم يستفيد من كل الإمكانات المتوفرة لديه بالمؤسسة (تنشيط، رياضة،معلوميات،خزانة،مسرح، موسيقى...)، تجعله في نفس مستوى تلميذ المدن أو أكثر.
وللمزيد من المعرفة وجمع المعطيات التقنية والفنية حول المشروع، نظمت طاولة مستديرة بمقر الجماعة القروية لرسموكة،حضرها جميع أعضاء الوفد ورئيس الجماعة وممثلو الجمعيات الفاعلة ومفتشو المقاطعة التربوية، قدّم خلالها السيد النائب الإقليمي عرضا حول المدرسة الجماعاتية من حيث البنيات التحتية والموارد البشرية ومساهمات كل الاطراف المتدخلة في انجاز المشروع والراغبة في إنجاحه باعتباره تجربة رائدة ونموذجا يحتذى به في العديد من المناطق، بالإضافة الى العمليات المبرمجة لتجويد العمل التربوي بمجالاته المتعددة داخل المؤسسة في انتظار ارساء الاطار المرجعي للمدارس الجماعاتية ومأسستها بصفة رسمية. كما شهد اللقاء عرضا آخر لرئيس المجلس الجماعي، تحدث فيه عن اسهامات الجماعة في تدبير الشأن التربوي باعتباره شأنا مجتمعيا وذا أولوية وطنية، وقدّم جردا للعمليات التي قامت بها الجماعة في مجال تأهيل وصيانة المؤسسات التعليمية والنقل المدرسي والدعم الاجتماعي وتخصيص حصة كبيرة من ميزانية الجماعة لدعم المؤسسات التربوية ودور الطالب والطالبة ، مثمّنا مجهودات المجتمع المدني في تنشيط الحياة المدرسية بالجماعة، وواعدا الجميع بأن جماعته تضع امكانياتها رهن اشارة قطاع التربية الوطنية والمدرسة الجماعاتية المحدثة بالجماعة، معتبرا التعليم قاطرة التنمية المحلية بامتياز.
ممثل جمعية » إمزّالن « لتنمية النقل المدرسي وهي إحدى فروع جمعية المهاجرين من أبناء المنطقة بفرنسا «espoir du sud » ، تحدّث عن مخطط تنمية النقل المدرسي وتوسيع مرافق المدرسة الجماعاتية ، مؤكدا استعداد جمعيات المهاجرين والجمعيات التنموية المحلية للانخراط في المشاريع التربوية بالجماعة لاقتناعها الراسخ بجدوى العمل التربوي وبجدية وحيوية الاطر التربوية والإدارية العاملة بالجماعة. وأنها وضعت من بين أهدافها الرئيسية تنمية مشروع المدرسة الجماعاتية ومشروع النقل المدرسي لفائدة تلاميذ الجماعة الملتحقين بالتعليم الثانوي التاهيلي بجماعة المعدر المجاورة ،
تدخلات ممثلي المؤسسات الدولية انصبّت في مجملها على التنويه بالمشروع باعتباره نموذجا للمدرسة المندمجة الحديثة ، ينخرط فيه جميع الفاعلين المحليين ويسعون جاهدين لإنجاحه بكل الوسائل المتاحة ووفق مقاربة تشاركية جماعية، وهو نموذج مغربي جدير بالتقديم وبالتتبع، ووقفوا من خلال مناقشاتهم مع كافة الفاعلين بمن فيهم اطر المراقبة التربوية والمدرسون الحاضرون في الاجتماع، على أن المدرسة الجماعاتية مكّنت من تجاوز العديد من معيقات التمدرس وخاصة ما تعلّق بمواظبة التلاميذ وبتعدّد المستويات الدراسية وباستقرار الاطر التربوية والإدارية وبالتأطير البيداغوجي وبدعم المتعثرين وبتكافؤ الفرص بين الجنسين.
وقد استغل الوفد فرصة تواجده بجماعة رسموكة،للقيام بزيارة خاطفة لبحيرة سد يوسف بن تاشفين والإطلاع عن بعد على التجهيزات المتوفرة،وأبدى اعجابه بالمشروع المائي الكبير الذي يحتضنه اقليم تيزنيت.
وبجماعة بونعمان، كان الوفد على موعد مع لقاء تواصلي بمقر المدرسة المركزية لمجموعة مدارس الحسن البونعماني،مع اطر المدرسة والمستشارين الجماعيين ورجال المراقبة التربوية والجمعيات المحلية ، لمناقشة القضايا التربوية والإطلاع على المنجزات فيما يخص مشاريع المؤسسة، وتفعيل المستجدات الجديدة المتعلقة بالتوقيت اليومي الجديد في استعمال الزمن، مبادرات المؤسسة للحد من ظاهرة الهدر المدرسي ، تفعيل مجالس التدبير وخلايا اليقظة، تفعيل دفتر التتبع الفردي للتلميذ، تفعيل ادوار جمعية مدرسة النجاح وجمعية الاباء والجمعية الرياضية ونوادي المؤسسة، صيانة المرافق والتجهيزات وتقييم حصيلة التلاميذ في الامتحانات الاشهادية...، ليقوم الوفد بعد ذلك بزيارة لمؤسسة التعليم الاولي (روض الاطفال) المحدث خلال الموسم المنصرم بالمؤسسة والذي يضم حاليا 40 طفلا وطفلة، للإطلاع على التجربة والتعرف على نتائجها الآنية والمستقبلية لصالح المنظومة التربوية من خلال الاستماع الى آراء الفاعلين الميدانيين (إادارة تربوية، مربية التعليم الأولي، المراقبة التربوية، جمعية الآباء). وكانت الزيارة مناسبة لأعضاء الوفد للوقوف على حاجيات هذا النوع من التعليم (قاعات متخصصة، مرافق مساعدة على تنمية السلوك الحسي الحركي للمتعلمين،موارد بشرية مؤهلة ومكونة، وسائل تعليمية حديثة، وسائل النقل الخاصة باطفال الدواوير البعيدة عن مركز الجماعة...).
وبمقر الثانوية الاعدادية الرازي بجماعة تيغمي، زار الوفد جميع المرافق التربوية والاجتماعية بالثانوية ، واطّلع عن قرب على سير العمل التربوي وظروف استقبال وإيواء التلميذات والتلاميذ بالقسم الداخلي، وبرنامج الانشطة الموازية المخصصة لهم (دعم، تنشيط، رياضة، رحلات ترفيه وتسلية، ...) ، كما عقد اجتماعا مع الاطر الادارية والتربوية للإعدادية بحضور اطر النيابة الاقليمية والمصالح المركزية بالوزارة ورئيس الجماعة ورئيس جمعية اباء وأولياء التلاميذ واطر المراقبة التربوية للتعليم الثانوي وممثلي جمعيات المجتمع المدني ، واستمع الى عرض قدمه السيد مدير الثانوية بالمناسبة، تضمّن جميع المعطيات الاحصائية المتعلقة بالتمدرس وبطاقة تقنية عن المؤسسة منذ ان كانت ملحقة تابعة لإعدادية أنزي (موسم 2000/2001) الى أن أصبحت اعدادية مستقلة قائمة بذاتها (موسم 2002/2003) ممولة من طرف وزارة التربية الوطنية بمبلغ اجمالي قدره 7ملايين و 500 الف درهم ، وتتوفر على القسمين الخارجي والداخلي بجميع المرافق الضرورية، وتستقبل حاليا 378 تلميذ وتلميذة، موزعين على الشكل التالي: 135 بالسنة اولى اعدادي منهم 54 فتاة، 123 بالسنة الثانية اعدادي ومن بينهم 39 انثى و122 بالسنة الثالثة اعدادي من ضمنهم 35 فتاة، ويستفيد من خدمات الداخلية حوالي 136 نزيل ونزيلة من بينهم 42 تلميذة ، فيما يستفيد ثلاثة تلاميذ من خدمات دار الطالب وثلاثة تلميذات من خدمات دار الطالبة بفضل الشراكة المبرمة بين الاعدادية وجمعية دار الطالب والطالبة. كما تحدّث السيد المدير عن النتائج المحقّقة في الامتحانات الاشهادية ،إذ بلغت نسبة النجاح 83% بالنسبة للسنة الثالثة ، و 96% بالنسبة للسنتين الاولى والثانية اعدادي برسم الموسم الدراسي 2012/2011 ، مما بوّأها المرتبة الثانية اقليميا. وفي مجال الدعم الاجتماعي، تحدّث عن استفادة المؤسسة من المبادرة الملكية لتوزيع مليون محفظة ومن الدراجات الهوائية في اطار مشروع النقل المدرسي الذي تشرف عليه فيدرالية جمعيات الاباء بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومن حافلة النقل المدرسي في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. أما في مجال تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، تحدّث السيد المدير عن مجهودات المؤسسة وشركائها من مجالس منتخبة وسلطات محلية ومصالح النيابة الاقليمية وجمعيات المجتمع المدني في محاربة الظاهرة تربويا واجتماعيا ،وخاصة بالنسبة للالتحاق بالسنة الاولى ، مسجلا تراجعا ملموسا في عدد التلاميذ غير الملتحقين حيث انتقل العدد من 103 برسم الموسم الدراسي 2011/2010 (منهم 55 فتاة) الى 66 خلال الموسم المنصرم 2012/2011 (من بينهم 40 فتاة) ، ليصل العدد في بداية الموسم الدراسي الحالي الى 54 تلميذ وتلميذة ، توجد من بينهم 38 تلميذة، وقد زارت لجنة نيابية المؤسسة صباح نفس اليوم وقامت بحملة تحسيسية في صفوف الاباء والأولياء في اطار قافلة التعبئة الاجتماعية. وأشار السيد المدير في ختام عرضه أن رهانات التربية والتكوين اليوم تستوجب منا جميعا استحضار بعدين أساسيين، اولهما يتجسّد في كيفية تنمية المهارات والقدرات الذاتية لدى المتعلم والمتعلمة ، وثانيهما يرتكز على استحضار التمثل الحقيقي لمفهوم المواطنة والقائم على المبادرة الايجابية في تحديد الحقوق والواجبات، ومن هذا المنطلق، تكوّنت بالمؤسسة عدة اندية من قبيل نادي المواطنة وحقوق الإنسان، النادي البيئي، نادي الشطرنج وغيرها من النوادي التي تساهم في تكوين شخصية المتعلم وإعداده للانخراط في المجتمع والانفتاح على المحيط السوسيو ثقافي والاجتماعي والاقتصادي. وتحدث في الاخير عن حاجيات المؤسسة لبعض المرافق والمنشئات التربوية الداعمة، حتى تتمكّن المؤسسة من إتمام مهمتها على الوجه الاكمل ، والمتمثلة في توفير قاعة متعددة الوسائط وفضاء خاص بالمداومة وم*** وملاعب رياضية خاصة ومستودع.
وفي ختام الزيارة، اغتنم الوفد تواجد اطر المراقبة التربوية بالمؤسسة في اطار اشرافهم على امتحانات الكفاءة التربوية لبعض الأساتذة، لاستفسارهم عن العديد من القضايا التربوية التي تشغل بال هؤلاء الخبراء الاجانب ( المنهجية ، المقررات الدراسية، بيداغوجيا الادماج، بيداغوجيا الاهداف أو التدريس بالأهداف، المقاربة بالكفايات، طريقة اجراء امتحانات الكفاءة... ، ليعبّر في الاخير ممثل عنهم عن ارتياحهم الكبير لهذه الزيارة ، وما سجّلوه من ارتسامات جيدة عن التمدرس بالجماعة وعن مستوى انخراط المجتمع المدني والسلطات والمنتخبين في تنمية التعليم بالمنطقة، كما أشادوا بمستوى الصيانة التي لاحظوها بجميع مرافق الثانوية وبتجهيزاتها المختلفة.