بعثة جامعية أمريكية عن مركز الدراسات الإفريقية بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس تزور مراكش
مراكش-1-7-2009- تقوم بعثة جامعية أمريكية تمثل مركز الدراسات الإفريقية بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلس برئاسة السيدة أزيب تاديس، حاليا بزيارة لمدينة مراكش في إطار جولة تواصلية تشمل، على الخصوص، عددا من العواصم التاريخية للمملكة.
وتندرج هذه الزيارة في نطاق برنامج "فولبرايت غروب بروجيكتس أبراود"، الذي تموله كتابة الدولة الأمريكية في التعليم في أفق الوصول إلى شراكة مستقبلية بين الجامعات المغربية ونظيراتها الأمريكية.
وأكدت أزيب تاديس عن مركز الدراسات الإفريقية بهذه الجامعة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الأربعاء، أن اختيار المغرب للشروع في تنفيذ هذا البرنامج، يأتي من كونه يعتبر بوابة إفريقيا الاستراتيجية التي تيسر العبور نحو القارة السمراء وبالتالي فتح قنوات الحوار الحضاري بين الثقافات والديانات.
ولاحظت أن المغرب عرف، من خلال حضارته وتاريخه العريق، إشعاعا ثقافيا واسعا امتد من أوروبا إلى أدغال إفريقيا، وشكل بذلك على الدوام أرض اللقاء والانفتاح على الآخرين، فهو يطل على أوروبا وأمريكا ويتوغل بجذوره في إفريقيا، وقد استفاد من موقعه هذا، عبر التاريخ في نشر قيم التحاور والتشاور والتسامح كقيم أساسية للتفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب.
وأضافت أن البرنامج الأمريكي "فولبرايت غروب" يصب في هذا الاتجاه ويروم بعث روح هذه القيم من أجل ترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل من أجل التقارب والتفاهم بين الشعوب، وذلك في مرحلة أولى عبر تكوين مجموعات أمريكية من الأساتذة في اللغة العربية أو اللغة العامية المحلية من أجل الانخراط بشكل مباشر في تحقيق أهداف البرنامج.
وسجلت أن من بين المشاركين في بلورة البرنامج الذي سيربط جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس بجامعة الأخوين في بداية الأمر، يوجد المغربي كمال الودغيري، الذي تعذر حضوره مع هذه المجموعة اليوم، والمتكونة من 15 عضوا، وذلك باعتباره مسؤولا عن المركز المغربي الأمريكي للثقافة بلوس أنجلس والأطر العلمية بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
وأبرزت أن الأمر يتعلق، عموما، بعمل تواصلي حقيقي يروم تطوير وتوسيع إمكانية الاطلاع عن قرب على ثقافات أخرى، مثل الثقافة المغربية المتعددة المشارب والغنية بالخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والثقافية والتي من شأنها إثراء الحوار وتساهم في بلوغ الأهداف المأمولة من البرنامج وهي أهداف إنسانية نبيلة تسعى قبل كل شيء إلى إزالة كل العوائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الرأي العام الأمريكي وكذا في الجانب الآخر والتي تسببت حتى الآن في وقوع كوارث مأساوية في مختلف بقاع العالم.
وقامت البعثة الأمريكية حتى الآن بزيارة مكناس ومراكش، وزارت مجموعة من المآثر التاريخية بهما وكانت لها لقاءات مع عدد من الفعاليات المحلية، وستواصل جولتها غدا إلى مدن الصويرة وورزازات وقلعة مكونة بالجنوب.