ضربُ الأمثال بالحيوان في القرآن - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفــتــر الدروس الفقهية لجميع المسائل الفقهية و الأحكام الشرعية و دروس فقهية تعلمنا ديننا الحنيف ..

أدوات الموضوع

moumen5456
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 17 - 12 - 2007
المشاركات: 76
معدل تقييم المستوى: 0
moumen5456 في البداية
moumen5456 غير متواجد حالياً
نشاط [ moumen5456 ]
قوة السمعة:0
قديم 22-04-2014, 21:28 المشاركة 1   
منقول ضربُ الأمثال بالحيوان في القرآن

ضربُ الأمثال بالحيوان في القرآن

عبد الرحمن بن جار الله العجمي

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [الزمر : 27] .
المثل في القرآن هو إبراز المعنى في صورة رائعة موجزة، لها وقعها في النفس، سواء أكانت تشبيهاً أو قولاً مرسلاً([1]) .
فالتمثيل هو القالب الذي يُبرز المعاني في صورة حسِّية تستقر في الأذهان, بتشبيه الغائب بالحاضر والمعقول بالمحسوس وقياس النظير على النظير . وهو من أساليب القرآن في ضرب بيانه ونواحي إعجازه([2]). قال ابن القيِّم رحمه الله :" ضرب الأمثال في القرآن يُستفاد منه أمور التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره في صورة المحسوس بحيث يكون نسبته للعقل كنسبة المحسوس إلى الحس . وقد تأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر على المدح والذَّم وعلى الثواب والعقاب وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره وعلى تحقيق أمر وإبطال أمر([3]) . ولو دقَّقنا وتأمَّلنا في سياق الأمثال المضروبة بالحيوان لوجدنا أنَّها من قبيل المبالغة في الاحتقار والضعف([4]) . وقد جاء اللفظ في معظمها صريحاً بلفظ المثل أو ما يدل على التشبيه، وهو ما يُعرف بالأمثال المصرِّحة([5]) .
وسأورد هنا بعد عون الله طرفاً مما ضربه الله مثلاً بالحيوان، ومما قيل في بيانها، لعلنا نستخلص ونستقي من معين آياتها ما يستقيم به أمرنا، وتصلح به أحوالنا، وعبرة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع وهو شهيد . قال بعض السلف : " إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي؛ لأنَّ الله تعالى يقول : ﴿ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت :43]" ([6]) .
- مَثلُ العالِم الذي آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة :

قال تعالى : ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(176) ﴾ [الأعراف:175 – 176] .
هذا المثلُ ضربه الله عزَّ وجلَّ في رجل آتاه الله العلم والحجج والآيات، فنبذ كلَّ هذا وراء ظهره وانسلخ منه، وخلعه كما يخلع اللباس، فخرج من الحصن الحصين، وتسلَّط عليه الشيطان فصيَّره لنفسه تابعاً له ينتهي إلى أمره في معصية الله، فكان من الهالكين . ولو علم الله فيه خيراً لوفَّقه ورفع قدره في الدنيا والآخرة، ولكنه فعل ما يقتضي الخذلان بخلوده وميله إلى الأرض، فآثر لذَّتها وشهواتها على الآخرة، واتَّبع هواه ورفض طاعة الله وخالف أمره . فمثله في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها كمثل الكلب الذي يلهث في كل حال . فكل شيء يلهث إنما يلهث من إعياء أو عطش، إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الرَّي وحال العطش، فحرارة الحرص في كبده توجب له دوام اللهث، فهكذا مُشبِهُهُ؛ شدَّة الحرص وحرارة الشهوة في قلبه توجب له دوام اللهف، فإن حَملتَ عليه الموعظة والنصيحة فهو يلهف، وإن تركته ولم تعظه فهو يلهف ([7]) . قال ابن القيِّم رحمه الله : " الكلب من أخبث الحيوانات وأوضعها قدراً وأخسِّها نفساً، وهمَّته لا تتعدى بطنه، وأشدَّها شرهاً وحرصاً، ومن حرصه أنه لا يمشي إلا وخَطمُه في الأرض يتشمَّمُ ويستروِحُ حرصاً وشَرَهاً، ولا يزال يشُمُّ دبُرَه دون سائر أجزائه، وإذا رميت له بحجر رجع إليه ليعضَّه من فرط نَهمتِه، وهو من أمهن الحيوانات، وأحملِها للهوان وأرضاها بالدنايا..، ومن عجيب أمره وحرصه أنه إذا رأى ذا هيئة رثَّة وثياب دنيَّة وحال زريَّة نبَحَهُ وحمَل عليه، كأنه يتصوَّر مشاركته له ومنازعته في قولته، وإذا رأى ذا هيئة حسنة وثياب جميلة ورياسة وضع له خَطمَهُ بالأرض، وخضع له، ولم يرفع إليه رأسه .
وفي تشبيه من آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه سرّ بديع، وهو أنَّ هذا الذي حاله ما ذكره الله من انسلاخه من آياته واتباعه هواه إنما كان لشدَّة لهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة، فهو شديد اللهف عليها، ولهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه، واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى([8]). وقد دلت الآية لمن تدبَّرها على ألا يغتر أحد بعمله ولا بعلمه، إذ لا يدري بما يُختم له . ودلت أيضاً على منع التقليد لعالم إلا بحُجَّة يُبيِّنُها، لأنَّ الله تعالى أخبر أنه أعطى هذا آياته فانسلخ منها فوجب أن يخاف مثل هذا على غيره وألا يقبل منه إلا بحُجَّة([9]).
يتبع










آخر مواضيعي

0 إلى متى هذا الصمت؟
0 ضربُ الأمثال بالحيوان في القرآن
0 لإحياء صداقة
0 شاب سأله أبوه..!


الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1248
افتراضي
قديم 23-04-2014, 13:26 المشاركة 2   

شكرا جزيلا على هذا الدرس القيّم
بارك الله فيك

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

moumen5456
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 17 - 12 - 2007
المشاركات: 76

moumen5456 غير متواجد حالياً

نشاط [ moumen5456 ]
معدل تقييم المستوى: 0
منقول ضربُ الأمثال بالحيوان في القرآن
قديم 25-04-2014, 18:18 المشاركة 3   

- مَثلٌ في عجز وحقارة كلُّ ما يُعبَد من دون الله :
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج : 73] .
قال ابن القيِّم رحمه الله : " وهذا المثل من أبلغ ما أنزله الله سبحانه في بطلان الشِّرك، وتجهيل أهله، وتقبيح عقولهم، والشهادة على أنَّ الشيطان قد تلاعب بهم أعظم من تلاعب الصبيان بالكرة "([10]) .
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} : أي جميع ما تعبدون من دون الله من الآلهة والأصنام وكلِّ ما يُدعى من دون الله لن يخلقوا ذباباً واحداً في صغره وقلَّته ولو اجتمع لخلقه جميعهم، بل أبلغ من ذلك؛ لو يسلب الذُّبابُ شيئاً مما على الآلهة والأوثان من طيب وما أشبهه لا يستنقذوه منه . وخصَّ الذُّباب لأربعة أمور تخصّه : لمهانته وضعفه ولاستقذاره وكثرته . فإذا كان هذا الذي هو أضعف الحيوان وأحقره لا يقدر من عبدوه من دون الله عزَّ وجلَّ على خلق مثله ودفع أذيَّته فكيف يجوز أن يكونوا آلهة معبودين وأرباباً مطاعين . وهذا من أقوى حجة وأوضح برهان . {ضَعُفَ الطَّالِبُ} الذي هو المعبود من دون الله {وَالْمَطْلُوبُ} الذي هو الذُّباب، فكل منهما ضعيف، وأضعف منهما، من يتعلق بهذا الضعيف ويُنزله منزلة ربِّ العالمين([11]). قال الحكيم الترمذي رحمه الله : " أراهم الله ضعف الذُّبَاب وعجزه عن القدرة، ليعلموا عجز أصنامهم التي لا تتحرك وليس فيها حياة أنها أقل وأضعف غياثا عن الذُّبَاب؛ فكيف تكون شريكة للقادر ! "([12])
يتبع


التعديل الأخير تم بواسطة moumen5456 ; 25-04-2014 الساعة 18:20

moumen5456
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 17 - 12 - 2007
المشاركات: 76

moumen5456 غير متواجد حالياً

نشاط [ moumen5456 ]
معدل تقييم المستوى: 0
منقول ضربُ الأمثال بالحيوان في القرآن
قديم 01-05-2014, 01:07 المشاركة 4   

- مَثلُ من لا يَقبل ولا يُذعن للحق والهدى :
قال تعالى : ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الفرقان :44] .
ففي هذا المثل يشبِّه الله المشركين وفي أكثر من موضع في القرآن بالبهائم التي لا تعقل ما يُقال لها ولا تفقه، بل هم من البهائم أظلُّ سبيلا؛ لأنَّ البهائم تهتدي لمراعيها, وتنقاد لأربابها التي تعقِلُها، وهؤلاء لا ينقادون ولا يعرفون ربهم الذي خلقهم ورزقهم، بل هم مع ذلك يعبدون غيره ويشركون به, مع قيام الحجة عليهم, وإرسال الرسل إليهم . فتبيَّن بهذا أنَّ الرامي للرسول بالضلال أحقُّ بهذا الوصف، وأنَّ كلَّ حيوان بهيم فهو أهدى منه([13]). قال ابن القيِّم رحمه الله : " البهيمة يهديها سائقها فتهتدي وتتبع الطريق، فلا تحيد عنها يميناً ولا شمالاً، والأكثرون يدعونهم الرسل ويهدونهم السَّبيل فلا يستجيبون ولا يهتدون ولا يُفرِّقون بين ما يضرهم وبين ما ينفعهم، والأنعام تُفرِّق بين ما يضرها من النبات والطريق فتجتنبه، وما ينفعها فتؤثره، والله تعالى لم يخلق للأنعام قلوباً تعقل بها، ولا ألسنة تنطق بها، وأعطى ذلك لهؤلاء ثمَّ لم ينتفعوا بما جعل لهم من العقول والقلوب والألسنة والأسماع والأبصار، فهم أضلُّ من البهائم، فإنَّ من لا يهتدي إلى الرُّشد وإلى الطريق مع الدليل إليه أضلُّ وأسوأ حالاً ممن لا يهتدي حيث لا دليل معه "([14]). يتبع


moumen5456
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 17 - 12 - 2007
المشاركات: 76

moumen5456 غير متواجد حالياً

نشاط [ moumen5456 ]
معدل تقييم المستوى: 0
منقول ضربُ الأمثال بالحيوان في القرآن
قديم 02-05-2014, 19:17 المشاركة 5   

- مَثلُ العالِم الذي لم ينتفع بعلمه ولم يعمل بمقتضاه :
قال تعالى : ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [ الجمعة : 5 ] .
ضرب الله عزَّ وجلَّ هذا المثل في الذين أُعطوا التوراة من اليهود والنصارى ليتعلموها ويعملوا بما فيها، فحفظوها لفظاً ولم يتفهَّموها ولا عملوا بمقتضاها، فمثلهم في ذلك كمثل الحمار الذي يحمل فوق ظهره كتباً من كتب العلم لا يستفيد منها ولا ينتفع منها ولا يعقل ما فيها . وفي هذا تنبيه من الله تعالى لمن حمَل الكتاب أن يتعلم معانيه ويعلم ما فيه، لئلا يلحقه من الذَّمِّ ما لحق هؤلاء([18]) .
قال ابن القيِّم رحمه الله : " فهذا المثل وإن كان قد ضُرِب لليهود؛ فهو متناول من حيث المعنى لمن حمَلَ القرآن فترك العمل به، ولم يؤدِّ حقَّه، ولم يرعَه حقَّ رعايته"([19]) .يتبع

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« اليكم اسماء الملائكة عليهم السلام ووظائفهم | بل عادة وعبادة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مراسلة حول برامج التربية البيئية المشتركة بين الوزارة و جمعية الرفق بالحيوان و المحافظة على الطبيعة التربوية المذكرات الوزارية 0 22-11-2013 15:33
مشروع المجلس الأعلى للتعليم بالديوان الملكي ومحمد الوفا لا علم له بذلك nasim111 دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 1 07-09-2012 19:37
مشروع المجلس الأعلى للتعليم بالديوان الملكي ومحمد الوفا لا علم له بذلك abouyacer دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 06-09-2012 22:50
رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان abo omamah دفــتــر السنة و السيرة النبوية 0 26-05-2009 07:29
الأمثال في القرآن الكريم imimzirg دفــتــر الـقرآن الكريم 1 06-04-2009 23:53


الساعة الآن 15:24


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة