الصباح ::::: 17/11/2014 ......... بدا رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أمس (الجمعة)، مصمما على ضرورة انسحاب الحكومة من قطاع طب الأسنان، "مادام هناك أشخاص يمكنهم التكفل بعلاج أسنان المواطنين". وتوجه بنكيران بحديثه إلى أطباء الأسنان الذين حضروا المناظرة الوطنية الثانية لأطباء الأسنان، "صحيح أنكم تعانون ممارسات غير قانونية، اتخذت أشكالا مزعجة، ونحن لدينا مشكل تدبير صحة المواطنين في طب الأسنان، الذي هو طب خاص ومتميز، ويجب أن ينجح فيه الطب العام بشكل كبير، ونحن نفكر في صيغة لتتكفلوا بهذا المجال".
وكان رئيس الحكومة اقترح، سنة قبل انعقاد المناظرة الوطنية الثانية التي نظمتها أمس (الجمعة)، هيأة أطباء الأسنان الوطنية بالرباط، على أطباء الأسنان التفكير في النهوض بالقطاع، حتى يستفيد منه الجميع بما فيها الفئات المستضعفة، على أن يقوم طبيب الأسنان بالدور الأساسي، والدولة تساعد فقط، ليتسنى لها القيام بأدوارها الأساسية المتمثلة في التقنين والمراقبة والتنسيق.
وأوضح بنكيران أن "هذا لا يفيد أن الدولة ستتخلى عن طب الأسنان أو الطب العام، بل يفيد أن الدولة ستهتم بالأمور التي تتقنها، ففي هذه المهنة، شئنا أم أبينا فيها أطباء صالحون أولياء الله من حيث كفاءتهم، لكن الطب العام في النهاية يرتبك ويضطرب، علما أن الوردي يقوم بعمل جيد".
وتابع بنكيران قائلا "أنتم أطباء لابد أن تخضعوا لمعادلة ترسخت في العالم كله، هو أن الطب جالب للثروة، ولا مشكلة لنا في ذلك، لكنه أيضا مهنة إنسانية ونبيلة وشريفة، وبالتالي عليكم أن تمارسوا في إطار التوازن بين هذين الجانبين"، مضيفا "فحتى إذا لم تكن هناك ثروة، على الأقل سيكون هناك نوع من الرفاهية"، مشددا في المقابل على أن من الضروري ألا يصبح المال هو الهدف الأول.
ونبه رئيس الحكومة، مخاطبا الأطباء إلى أن "ما تنتظرونه من الدولة اليوم يمكنكم تحقيقه بأنفسكم غدا، بل إنكم قد تذهبون بعيدا في تنمية حرفتكم، وتصبحون مرجعا في العالم". وعن مطلب القطع مع الممارسات غير القانونية، التي يمارسها أشخاص يفتقرون إلى الخبرة الطبية والعلمية، ومع ذلك ينافسون أطباء الأسنان، قال رئيس الحكومة إن المطالب القاضية بالتشدد مع "الآخر"، قد تكون سهلة، "وهذا أمر مطلوب في مختلف المجالات، وهو توجه الدولة، لكن الدولة تتساءل عن كيفية تنزيل ذلك، ما لم يكن ممكنا للمواطن العادي كيفما كانت إمكانياته الحصول على العناية الطبية اللازمة".
هجر المغلي