|
خاطرة تتضمن بين طياتها قراءة نقذية ذاتية تغني الناقذ عن إضافة أي تعليق. ليكتفي بالاستمتاع بعذب الكلمة و جمال التعبير.
كثيرا ما يتساءل المرء عن ماهيته،و من يكون و مدى جدوى وجوده،في هذه الحياة. و لم أصلا هو هنا، أسئلة غريبة و اعتباطية ،إن لم أقل عشوائية،يتوخى من خلالها إدراك حقيقته الإنسانية،ليتم له مراجعة نفسه و تقويم سلوكات ظهر عدم جدواها ، أو تصحيح مسار نفسي.
إجمالا، يكون هاجس مراجعة الذات حاضرا بقوة ، للبحث عن متنفس جديد و أخذ الأمور بما لم تؤخذ به من قبل وإعطاء انطلاقة و دفعة متينتين للانغماس مجددا في متاهات الحياة التي لا تفتأ تتجدد مآسيها ثانية و خصوصا منها الوجدانية.
النص الذي بين أيدينا قد يكون من هذا القبيل ، و أظنه منه لسببين: أولهما ما يستوحى من جل مشاركات صاحبته التي تعطي للجانب الوجداني قدرا وافرا من مداد قلمها المتميز طبعا. و ثانيهما الجرأة في طرح المعاناة/الدواخل، الأدبية للآخر لمشاركتها التعايش/المشاركة ، و إبداء الرأي عسى أن يكون بلسما للروح الحائرة بين الماهية و الجدوى من الكينونة، و إعطاء تقدير إن كمي أو كيفي عن الحالة.
كل هذا في اعتقادي ورد عبر مراحل ثلاث :
1) تساؤلات الحيرة و التيه ، عن الذات.
لا أعرف من أنا ؟
تائهة في بحر الهيام!!!
أكاد أنسى نفسي !!!
الدموع تسكب فوق خدي
الأعين ترقبني!!!
هل أنا غريبة عن هذا العالم؟؟؟
2) تعريف بنفس عانت مأساة ،قد لا يعانيها الآخر:
أ تدرون من أنا..؟؟
عمق البحر محدود ..
و عمقي أنا لا...
ليتضح أنها كسائر أكثر الخلق ، مع تلميح لبعض الخصوصيات التي تنفي بعض النواقص ، لتكون سوية ، تنزع إلى ما يميل إليه ذوو الرزانة و حسن الذوق ،لولا نظرات الغير و عدم سبر أغوار هذه الشخصية .
للتأمل والتفكير أميل
و للعزلة والوحدة أحيانا أسير
عند غروب شمس الأصيل
لكن أمام النسيم
كالفراشة أطير
هادئة البال والضمير
3) عودة من التيه إلى عين الصواب و صلب الحقيقة، ولا بد هنا من الرجوع إلى عبارة " تنزع إلى ما يميل إليه ذوو الرزانة و حسن الذوق" . لنفهم بجد مدى شعبية و حيوية المشاركة ، التي تحدت كل إكراه و اجتازت كل عقبة ، بنجاح باهر ،و لم تبق تتأرجح بين التساؤل و التيه ، في نشوة لا مثيل لها مؤكدة قيمة الوجود الإنساني و نبل العواطف ، و التحرر شبه المطلق من قيود كل ما يقف حجر عثرة.
ها أنا ذي عدت
عدت كما أنا..
مطرا وافر العطاء
عدت دون كلل.. دون ملل ..
أركض بين أكوام الجبال
أقطع الأميال تلو الأميال
لأخبركم من أنا ..
أنا المعلقة في الهواء
أنا المتأرجحة بين الأرض والسماء
على خيط رفيع أقف دون عناء
لن نغادر ،و لا بد أن نهمس لطيف المغرب ، بأننا كنا هنا و لا زلنا هنا نستمتع بجميل كلامك ،و أشهى أطباقك، ونتحسس أحلى أشواق نبضك الأدبي. فأنت فعلا المتميزة/المتفائلة. ننتظر جديدك.
لا تغادروا !!
أنا الفؤاد الخفاق
أنا النهر الرقراق
أنا الطير البُراق
لا تغادروا !!
سأعود بأشهى الأطباق
تنبض بأحلى الأشواق
وأعانق الحاضر أحلى عناق
كل الإمتياز للأستاذة طيف المغرب
Adam
|
|
ألف مرحى بسيد الوزن والقافية .. بنبع الحرف والكلمة .. و أخيرا حصلت على رد من الأستاذ آدم .. رد ليس كأي رد .. رد يتطلب مني انحناءة إجلال لقلم متميز .. رد يتطلب تقديم التمر و الحليب لاستقبال هجاء ومادح بل شاعر متمرس
أرأيت أنك أصبحت الناقد بدل الشاعر؟؟ ولا يخفى عليك ما يناله الناقد من ويلات حين يقوم بفصل الغث عن السمين ههههه وهذا ما نخشاه من بعضنا البعض في المنتدى فنكتفي بقول: كلماتك رائعة .. أسلوبك جميل .. قصتك مشوقة .......
لهذا فتحت طيف المغرب الباب على مصراعيه لنقدها وانتقادها ..
و هنا أقف عند كلمة نقد : يعني التمييز بين الجيد و الرديء .. بين الصحيح و الخاطئ ..بين البسيط و المعقد ..........و ان كانت المقاييس النقدية في الأدب تختلف من شخص لآخر ..
و ما جاء في ردك جزء من هذا القبيل إذ أعجبت بتحليلك المنطقي المرتب و كأنك تقدم لكل فقرة عنوانا يدلني على ما قمت به إن عن وعي أوعن غير وعي و بالتالي يرشد المتلقي لمفهوم النص العام
و إن كنت أرى ان التحليل لا يكتفي بالمضمون وإنما يتعداه للشكل أيضا
ولن ازيد عما قلته من وصف لشخصية طيف التي تمثل الانسان ككل لا كجزء..هذا الانسان الذي لا يدري من حيث أتى و لا إلى أين يمضي ..هذا الانسان الذي يعيش بين الولادة والموت كل تناقضات الحياة والطبيعة فيغلبها حينا وتغلبه أحيانا أخرى و الغريب أنه كما جاء في آخر خاطرتي سأعود بأشهى الأطباق
تنبض بأحلى الأشواق
وأعانق الحاضر أحلى عناق
نظل متشبتين بالحياة مع العلم انها اقوى مني ومنا.. فالنفس البشرية تتارجح بين الصعود والهبوط..كما جاء على لسان أحد شاعر
يا نفس مالك والانين
تتألمين و تؤلمين
عذبت قلبي بالحنين
و كتمته ما تقصدين
أصعدت في ركب النزوع
حتى وصلت الى الربوع
فأتاك أمر بالرجوع
أعَلى هُبوطِك تأسفين
شكرا أستاذنا آدم على التقييم و لا تغادر مرة أخرى ربما أصنع طبقا شهيا من هذه الثلاثية
تحيات وسلام
طيف المغرب