الواقع المعيشي للموظف أو العامل في كثير من أحايينه يكون عنيدا ، و لا بشكل الواقع المعيشي لأسرة التعليم استثناء،و لذا كان البحث عن آلية لحلحلة الواقع إياه من مكانه و التقدم به إلى المكان الأسنى و الأحسن أو إلى المكان الأقل نكدا متطلبا ضروريا لا مناص منه...و قد وجدت اسرة التعليم أن افضل آلية لتغيير واقعها هو اللجوء إلى العمل النقابي بوصفه عملا يندرج في إطار القانون و تحكمه ضوابط تنأى به عن أن يكون عملا متسيبا...
في هذا الإطار ما فعلته أسرة التعليم هو المعقول بعينه...و بما أن العمل النقابي هو عمل شريف و نبيل فإنه أحيانا يكون عرضة للتمييع ..و التحريف....و للأسف فالتمييع و التحريف قد يأتيان من القيادة النقابية و الجلاوزة المحيطين بها أكثر مما يأتيان من عدم انضباط الأعضاء أو من عقلية القطيع التي لا يسلم منها حتى المثقفون و من هم على شيء من الثقافة...
عندما يكون العضو النقابي متحمسا للدفاع عن حقوقه و لا يجد في نقابته السند لأسباب لا يعلمها إلا ذوو الشأن في النقابة فإن عزيمته تأخذ في الفتور و بالتالي فإنه يصبح ذاتا نقابية مفلولة غير قادرة على ممارسة الفعل النقابي إن حاضرا او مستقبلا....
واقع هذه الذات النقابية المفلولة التي فقدت الإيمان بالعمل النقابي مرده إلى زيغ النقابة متمثلة في قيادتها عن المبدإ النقابي القائل بأن الأولوية هي للدفاع عن حقوق الشغيلة -و منها أسرة التعليم - و السعي إلى تحقيقها ...و حين تصبح مكتسبا يجب تحصينها بالذود عنها أمام هجوم الحكومة و ارباب المعامل و المقاولات....
إن عدم الوفاء لهذا المبدإ أدى في نظري إلى بزوغ نوع من إهدار طاقة العمل النقابي...و خلق بلبلة في صفوف الأعضاء أنتجت مزيدا من التشرذم و خلقت حالات من الإحباط ...مما يستلزم إعادة النظر في الهدف من وجود النقابة و العمل على صياغة ميثاق شرف بموجبه تلتزم النقابات بعدم التنازل عن أي مكتسب في حوزة الشغيلة و بالتفاني في تحقيق الكرامة لها عن طريق الزيادة في الأجور و الاستفادة من الخدمات الاجتماعية المقدمة من الدولة.ماعدا هذا فالنقابي عضوا أو قياديا سيبقى ذاتا مفلولة ملقاة في شباك الانهزامية و الهروب السلبي.
محبتي للجميع.