دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
2012/06/30 | Souss24.com
الفرق بين عدد الساعات المقررة رسميا، وعدد الساعات المنجزة فعليا، بالتعليم الثانوي منعدم، هذه هي المعادلة الرياضية الخاطئة، التي انتهت إليها تقارير بعض المؤسسات التعليمية بنيابة تارودانت، حول تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم خلال الموسم الدراسي 2011 – 2012 وهي تقارير لا تعكس الواقع كما نبهنا إلى حقيقته في مقال سابق نشر بسوس 24 ، وتسير في اتجاه “كولو العام زين”
في حين أن دفاتر النصوص والدفاتر اليومية للسادة الأساتذة، شاهدة على الفرق البين، والشرخ الكبير، الذي يعكس استمرار ظاهرة هدر زمن التعلم، التي تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي، وترفع من نسب الهدر المدرسي؛ لقد صرح أستاذ لم يتغيب قط، أن الفرق الحقيقي هو 94 ساعة مهدرة في مادة اللغة العربية بالنسبة للأقسام التي يدرسها، وقس على ذلك في مواد أساسية كالرياضيات واللغة الفرنسية، بدون احتساب ساعات التغيب شبه الجماعية للتلاميذ.
ولعل السنتين الأولى والثانية إعدادي، والجذع المشترك، هي أكثر المستويات تضررا والتي يجد فيها الأستاذ صعوبات بالغة في إتمام المقررات الدراسية، وانجاز حصص الدعم المندمج، مما يؤثر سلبا في بناء الكفايات الأساسية للتلميذ، ويضع أساتذة الأقسام الموالية في وضعية صعبة أمام تلاميذ يعانون من نقص حاد في المكتسبات القبلية، لا تنفع معه إجراءات الدعم الوقائي والتصحيحي، ويكرس ظاهرة الساعات الإضافية التي تطرح نفسها كبديل، بكل أسف، للساعات المهدرة.
إن الزمن المدرسي هو القناة الرئيسية لتصريف أهداف وتوجهات المنهج الدراسي، وأي تبذير له، أو خلل في تدبيره، يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى التحصيل.
وعليه فإن الجهود المبذولة في إطار إصلاح المدرسة العمومية ينبغي أن تصب في الاستثمار المعقلن له، ورفع كافة أشكال تبديده، ولن يتم ذلك، ما دمنا نفتقد الشجاعة الكافية للقيام بنقد ذاتي، وفتح نقاش جاد ومسؤول، كل من موقعه، حول التنزيل العملي لمختلف إجراءات عدة التأمين.