كيف أصبح رجل التعليم حائطا قصيرا؟ - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني

أدوات الموضوع

nasim111
:: Guest ::
المشاركات: n/a
نشاط [ nasim111 ]
قوة السمعة:
قديم 14-11-2012, 16:11 المشاركة 1   
هام كيف أصبح رجل التعليم حائطا قصيرا؟



حسن ببرين انطلقت السخرية
والتنكيت المغرض ضد رجل التعليم البسيط مند ما يربوا على ثلاثة عقود ، إذ أن المتتبع لحقول الإدراك الاجتماعي سيلاحظ عبر سبر ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹبسيط للتمثل الشعبي لرجل التعليم تحولا جذريا مند أواخر الثمانينيات إلى عقد التسعينيات في إدراك العامة لدور المعلم ، فقد انطلقت النكت كأحد آليات الترويج ونشر الإشاعة السياسية والإيديولوجية على نحو مقبول تبرز فيه ضمنيا معانات رجل التعليم مع تدبيره اليومي لدخله، ومن تمت ظهرت في الثمانينيات نكت كثيرة من بينها نكتة المعلمين الذين يجتمعون في المقهى حول (براد أتاي) يتقاسمون كؤوسه ويتقاسمون ثمنه بالتساوي درهم للواحد... وغيرها من النكت التي حولت رجل التعليم الذي يعيش معانات عميقة سواء على مستوى غربته النفسية، إذ أنه أصبح يستشعر بنفسه غرابة وضعه الاجتماعي الذي ليس مسئولا عنه، فهو غريب في الجبل لأنه ببساطة يحمل قيم و إدراك يتنافى مع القيم المحافظة، لهذا يمضي وقته في عزلة تؤدي به إلى الاكتئاب المزمن، ومن جهة أخرى يستشعر مدى غرابته كذلك حينما يعود إلى وسطه العائلي في العطل ، حينما يلاحظ بأن أصدقاءه و زملاءه بالأمس كيفما كانت وظيفتهم قد تجاوزوه بأشواط كبيرة على مستوى العيش والرفاهية ، بل البعض قد اشتكى بأن من كانوا أقل منه كفاءة وتحصيلا بعد أن أتموا دراستهم الجامعية حصلوا على وطائف وفرص نجاح لم يكن يتوقعها....هنا تبرز مشكلة التكيف لدى المعلم البسيط، فهو مرفوض و غريب في الجبل، وغريب ومحتقر ضمنيا في وسطه الأصلي، بالإضافة إلى الصورة النمطية التي روجت لها الإشاعة المغرضة عبر التنكيت الممنهج ، لكن قبل ذلك لا بد أن نتساءل حول الأسباب التي أدت إلى تشويه صورة المعلم وجعله الحلقة الأضعف ضمن الهرمية الاجتماعية؟ وماهي وضعية رجل التعليم ومكانته ودوره في بناء الوعي السياسي والاجتماعي مند فترة النضال لاستقلال البلاد إلى حدود التحولات السياسية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؟
لقد ساهم رجل العلم ورجل الدين على حد سواء في إذكاء روح الوطنية بين المغاربة مند بداية النضال الوطني من أجل الاستقلال ، لدى كانت المدارس الوطنية والمعاهد الإسلامية بأقطابها ومربيها في شمال ووسط المغرب مهدا لمنظري أفكار التحرر من الاستعمار، وطالما حملوا معهم سلاح العلم والكلمة وكانوا محط تقدير وإجلال الناس في الحواضر والبوادي ، وهنا يصدق القول بأن كاد المعلم أن يكون رسولا، وهكذا منذ فجر الاستقلال أعطيت للمعلم مكانة اجتماعية مرموقة ، والشاهد على ذلك المستوى العلمي والثقافي لمن درسوا في في فترة الستينيات والسبعينيات، وكانت طبقة رجال التعليم تشكل طليعة الوعي الوطني، وفاعلا وازنا في الأحزاب الوطنية بمختلف تلويناتها، وعملت على نقل نفس الانشغال السياسي إلى تلاميذها و طلبتها، ومن تمت فهمت السلطة بأن تلك الطبقة لها دور حاسم في الحراك السياسي آنذاك و يمكن أن نستشف هذا الانشغال في خطابات المرحوم الحسن الثاني الذي تحدت أكتر من مناسبة عن الأساتذة والتلاميذ...فالواضح أن الدولة في ذروة انشغالها الأمني سنوات الجمر والرصاص كان التعليم من بين أجندتها التي لا يمكن أن يخطئها أي تحليل رصين . و لذلك سنتساءل حول ما الذي يجعل رجل التعليم في ذيل هرمية الإدراك الاجتماعية؟ وكيف نالت حسابات مرحلة سياسية من قيمته المعنوية؟ ورغم أن تلك الفترة وتلك الظروف السياسية قد قطعنا معه وأعيد جبر ضررها لدى الأفراد إلا أن التعليم ورجل التعليم لا يزال يعيش آثار تلك الفترة ومخلفاتها النفسية والنمطية على المستوى الاجتماعي، كيف نفسر أن وظائف دون ذكرها تعرف خروقات أخلاقية و قانونية فجة مثل الرشوة والفساد الأخلاقي بكل أنواعه والتملص والتحايل والاختلاس ؟ ولا أحد يتحدث عنها ولو بنكتة، بل وأكتر من ذلك هناك تبجيل واحترام لرموزها، و هنا تصدق مقولة صاحب كتاب الأمير(الأنبياء غير المسلحين يخفقون دائما) إذ أن الناس بحاجة إلى رجل يمثل السلطة والنفوذ أو المال لاحترامه والتزلف له، أما رجل التعليم فليس في مجتمعنا إلا مواطن بأيس يعمل ألف حساب ليدبر معيشه اليومي...لكن الناس يبحثون عن أدق تفاصيل حياته الشخصية وهفواته رغم أنه على الأقل لا يأخذ رشوة، وإن كانت المناهج فاسدة والتعليم فاشل فهو ليس إلا موظف أعطيت له المقررات لكي يلقنها.
و هناك معطى آخر بسيط ينساه المغاربة وهو أن عدد موظفي وزارة التربية الوطنية يزيد على 300.000 أي يقارب من شاركوا في المسيرة الخضراء، و يكفي أن يكون الإنسان ملما بأدنى مبادئ الحياد والموضوعية ليستخلص أن من بين هذا العدد الهائل لابد أن توجد حالات أفراد مدمنين و حالات انحراف جنسي و حالات إلحاد، وربما عدميين و أفراد من كل التلوينات السياسية من السلفية إلى العلمانية، لكن الغريب هو أن يتحامل الكل على رجل التعليم، و يتم إدراكه اجتماعيا على أنه الصور القصير، فأبسط شيء يمكن أن يقوم به أهل الدوار بالبادية هو الافتراء على الأستاذ إما لأنه لا يكلمهم أو لأنه يعيش مشاكل البعد عن زوجته و أولاده، ليفتروا عليه تهمة التحرش الجنسي كما ورد في القناة الثانية. لهذا من السذاجة أن نعمم هذا على جميع رجال التعليم ، ومن المجحف أن ننسى التحرش المضاد بهم وخصوصا من يدرسون بالثانوي، وهذا أمر مسكوت عنه .
يجب مراجعة الصورة النمطية التي كرستها السلطة ولا تزال لرجل التعليم، كما يجب أن توضع النقاط على الحروف بخصوص مسؤولية الوضع المزري للتعليم في بلادنا، فتقدم البلاد رهين بجودة تعليمه، فيكفي لكي تختبر قوة وتقدم بلد ما بالنظر إلى أعمدته الرئيسية، الفلاح والجندي والمعلم ، وهذه الفئات الثلاث يطالها تحقير وازدراء كبير ولعل المعلم في آخر السلم. ولكي ندرك جيدا التحول الذي شهدته مكانة المعلم يكفي أن نسمع لشهادة رجل عاصر التعليم وكان وزيرا له أيام مجده ورجاله، يكفي أن نسمع لعبد الهادي بوطالب في شهادته على العصر يقول، ( قلت للحسن الثاني بأن رجال التعليم لن يقبلوا أن يكونوا مخبرين على تلاميذهم ، لأن رجال التعليم لا يستفيدون من مهنتهم المتعبة إلا امتيازين، العطلة السنوية الطويلة، والكرامة) صدق عبد الهادي في قوله ، فالعطلة لا تزال طويلة ومغرية ، لكن أين الكرامة؟









آخر مواضيعي

0 but then Yan or do not want to be down
0 تحية لنضال وزير التعليم المغربي
0 حوار الحكومة و النقابات حول مصير الترقيات
0 رابطة المدارس الخصوصية ترد على مقرر وزير التربية الوطنية
0 الوفا: البرنامج الاستعجالي فشل مع غياب تام لتقارير انتهاء تنفيذ الصفقات
0 سؤال حول بداية التكوين بالنسبة للأساتذة ببني ملال
0 تحليل نصوص + قواعد عامة + أمثلة للإمتحانات + تمارين + تعلم اللغات و الكثير الكثير هن
0 تحليل نصوص + ...
0 تحليل نصوص + قواعد عامة + أمثلة للإمتحانات + تمارين + تعلم اللغات و الكثير الكثير هن
0 منتدى تلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أصبح, التعميل, حائطا, رجل, قصيرا؟, كيف

« الوفا يسعى الى ضخ دماء جديدة في قطاع التعليم | الوَفا يستعرض برنامج وميزانية وزارته دون اي حديث عن تحسين ظروف العاملين بالقطاع »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخصاص في المدرّسين بقطاع التعليم هل أصبح بنيويا التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 1 24-06-2012 10:39
اكتب لنا نصا قصيرا تحفظه منذ الصغر الغِلاَق دفتر المشاريع والأفكار التربوية 137 27-06-2009 02:16
شي غريب مسبح من دون ماء ساعي البريد الصــــــــــور 18 08-06-2009 17:17
تقاعد نسبي abobahae دفاتر ضد المشروع المشؤوم الخاص بالتقاعد 1 11-02-2009 16:36
أبو المعاني أصبح أبا.... أبو المعاني الترحيب والتهاني 97 09-09-2008 01:42


الساعة الآن 00:50


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة