اللقاء المؤجل مع الدكاترة المعينين بمراكز التكوين التربوي
ملاحظات حول الشكل والجوهر
مرة أخرى يعبر المسئولون بوزارة التربية الوطنية عن استخفافهم بالدكتوراه وحامليها من الذين اجتازوا بنجاح مباراة أساتذة التعليم العالي المساعدين ، إذ بعد الدعوة / الإعلان الذي نشر بموقع الوزارة ، والداعي إلى لقاء تواصلي مع مختلف الدكاترة المعينين بمراكز التكوين ، وفق جدولة زمنية ومكانية ، فوجئ المنتمون منهم لمراكز أكاديميات جهات الرباط سلا زمور زعير والغرب الشراردة ، وطنجة تطوان ، بكون لقاء يوم 13 أكتوبر2011 قد تأجل إلى أجل غير مسمى ، علما بأن الاستدعاءات الموجهة للمعنيين ما زالت متعثرة الخطى في الطريق إليهم .
وبغض النظر عن الإكراهات التي يمكن التذرع بها ، والتي تشكل زلة أكبر من العذر ،لا يسعنا إلا التعبير عن الامتعاض من شكل الاستدعاء ومحتواه ، بل والتقنية المعتمدة فيه ، فالانخراط في ثقافة الإعلام والاتصال لم يبلغ – في المغرب على الأقل على حد علمنا - مستوى اعتماد الانترنيت كقناة رسمية في التواصل ، إذ لا بد من مراسلة ورقية تثبت ذلك ، ويدلي بها الشخص عند الحاجة (وما أكثرها ) حيث لا وجود لنص قانوني يؤكد ذلك ، بالرغم من أن ذلك يشكل طموحا لدى الدكاترة في الانضمام لمجتمع المعرفة والإعلام ، باعتباره نتيجة للتطور التكنولوجي وعامل ثورة في مجال الاتصال . وبناء عليه فالدعوة التي اعتمد فيها الأنترنيت توهم بتدبير سليم واستراتيجي ، غير أن التراجع عنها يكشف بعد الهوة بين الشكل والقيم المحيطة به .
كما أن الرسالة / الاستدعاء في محتواها وشكلها تنعدم فيها كل شروط اللياقة والاحترام الواجب لمقام الأساتذة المدعوين ، فهي رسالة وجهت لمديري المراكز ، وليس للدكاترة ، متضمنة عن قصد أو غيره تعابير غير مقبولة بكل المقاييس ، من مثل " لقاء تواصلي مع الأساتذة المساعدين الجدد " أو مثل " قصد دعم إدماجهم وصقل تجاربهم وتطوير أدائهم المهني في مجال التكوين والتدريس " أو مثل الإلحاح في دعوة مديري المراكز " رفقة الأساتذة المساعدين "
إنها عبارات تشكك إن لم نقل تقدح تلميحا أو تصريحا في مؤهلات الدكاترة الذين لهم خبرات طويلة في التدريس والتأطير ، والذين خبر الكثير منهم ميدان التربية ، وساهم في إثرائه بحثا وتتبعا ، بل شكلت أعمالهم ، في تنوعها وغناها ، إطارا للمناقشة والحوار أثناء مباراة أساتذة التعليم العالي المساعدين ،وفق ما عبرت عنه لجن الامتحانات من الدكاترة الجامعيين . بيد أن ذلك وما أحاط به من تواضع ، لا ينبغي في كل الأحوال أن يفهم عند البعض بأنه ترخيص على بياض يسمح بإرجاعهم إلى الخلف ، للدوس على وضعهم الأكاديمي ، مما يشكل سابقة ينبغي أن يوضع لها حد قبل استفحالها ، تقديرا لمقامهم العلمي وللجامعة المغربية التي أجازتهم ومنحتهم اللقب الذي هم أهل له .
د. التادلي الزاوي
عن المدرس