احمد فؤاد نجم في المعرض الدولي للكتاب

[hamad5]

اضطر الساهرون على البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، الذي من المقرر أن يختم أمس، إلى تغيير القاعة التي كان مبرمجا أن تحتضن اللقاء مع الشاعر العربي الكبير احمد فؤاد نجم، وكان لابد من البحث عن فضاء أرحب، بالنظر للجمهور الغفير الذي ضبط عقارب ساعته على موعد مع صاحب مر الكلام. ما يقارب خمسمائة متفرج استووا على مقاعدهم، قبل ساعات من حلول الموعد، ومنهم من اضطر إلى البقاء واقفا بعد أن تم شغل جميع المواضع. وبمجرد أن ولج احمد فؤاد نجم القاعة، وقف الجميع ورددوا مقاطع من قصائده المغناة، وظهرت إلى جانبه وزيرة الثقافة الفنانة ثريا جبران، وهي ترفع يده عاليا، بما يحمله ذلك من دلالات قوية، كما تابع هذا اللقاء الفنان الساخر احمد السنوسي، الملقب ببزيز، الذي حافظ على صمته بالرغم من دعوة الضيف الكبير له لكي يقول كلمة. وفي الكلمة التقديمية التي ألقاها الزجال مراد القادري، قال عنه انه شاعر تكدير الأمن العام الذي استضافته الأقبية والسجون، وناضل من أجل التحرر والعدالة الاجتماعية، وان صوته مميز ومجروح، يطلع من الأشرطة مفعما بالألم. تجربته الشعرية أصيلة وعميقة، تعري زيف الحياة. رافق فؤاد نجم في هذا اللقاء، ابنته التي قامت بأداء بعض قصائده المغناة، وكان فؤاد نفسه شارك في الغناء، وأكدا معا على تمتعهما بصوت طروب، كما كان إلى جانبهما عازف ماهر على آلة العود. وكان الجمهور الذي يتألف معظمه من الشباب المتحمس، يردد بين الفينة والأخرى، مختارات من كلماته الشهيرة المغناة. وتلا الشاعر الكبير بشكل تلقائي ودون التقيد بالنظر إلى أوراق مخطوطة، مجموعة من قصائده الطويلة الثائرة، وقد قام بأداء ذلك، بأسلوب تشخيصي- إذا صح التعبير- ومن مقاطع القصائد التي أداها والتي يثير من خلالها الوضع الفلسطيني، بعد العدوان الإسرائيلي الظالم:
يا احبابي يالغزاوية
ياوجع الأمة العربية
لاانتو حماس ولا انتو عباس
فلسطين هي القضية
يا الميجانا وعلى دا لعونة
خدعونا الشلة الملعونة
والاخر خانوا وباعون
للنخاس الصهيونية
يااحبابي يا زينة الفرسان
يا براءة قلب الإنسان
غنوتكم على كل لسان
وقلوبنا عليكم مكوية
وعند انتهاء اللقاء، وجد نجم صعوبة في مغادرة القاعة، بسبب حب الجمهور الدافق لشخصه ولرمزه، وقد تمت الاستعانة برجال الأمن لفتح الطريق امامه، مخافة ان يصاب بمكروه، سيما وان جسمه عليل، وعند لبوغه السيارة التي كانت بانتظاره عند مدخل القاعة، تبين انها بسيطة متواضعة، وكان هذا منسجما مع وضعه الرمزي باعتبار انتمائه الى البسطاء ووقوفه إلى جانب المقهورين، وباعتبار كذلك المهمة التي يتقلدها وهي سفير الفقراء لدى الامم المتحدة.

[أشرف كانسي]

شكرا أخي على الخبر
تحياتي ... دمت متميزا