السوسيولوجي المغربي محسن الأحمدي : الكذب أصبح إستراتيجية للعيش لدى المغاربة .. انتفاء - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني

أدوات الموضوع

التربوية
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2008
المشاركات: 10,765
معدل تقييم المستوى: 1293
التربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداع
التربوية غير متواجد حالياً
نشاط [ التربوية ]
قوة السمعة:1293
قديم 31-01-2008, 05:38 المشاركة 1   
مقال السوسيولوجي المغربي محسن الأحمدي : الكذب أصبح إستراتيجية للعيش لدى المغاربة .. انتفاء

السوسيولوجي المغربي محسن الأحمدي : الكذب أصبح إستراتيجية للعيش لدى المغاربة .. انتفاء الأساس الأخلاقي للسياسة يعلن وشوك الكارثة

حاوره بمراكش : عبد الصمد الكباص
في هذا الحوار يتناول الباحث السوسيولوجي المغربي محسن الأحمدي مستويات الاشتغال العمومي للكذب في المجتمع المغربي . و يطرح من خلاله سؤال الإصلاح العام الذي يشكل الإصلاح القيمي جزأ أساسيا منه . الباحث محسن الأحمدي أستاذ علم الاجتماع بكلية الحقوق بمراكش صدرت له عدة أعمال منها الملكية و الإسلام و الحركات الإسلامية و الحركة الياسينية و يوجد له قيد الطبع التعليم الديني بالمغرب و بالاشتراك مع فاطمة المرنيسي بماذا يحلم الشباب ؟ •• ü سؤال : يبدو أن الكذب سؤال يهم كل مستويات المجتمع المغربي ؟ - جواب : بخصوص علاقة المغاربة بالكذب يمكن التمييز بين ثلاثة مستويات على الأقل . أولا المستوى السيكولوجي يكون فيه الكذب لصيق بشخص معين فتكون له وظيفة نفسية يعوض بها هذا الشخص عن واقع معين أو حرمان ما أو ارتباك. أما المستوى الثاني فهو المستوى الاجتماعي حيث تجد مجموعة من الأشخاص نفسها في وضعيات معينة اما تفرض عليهم أو تشجعهم أو تبيح لهم اللجوء الى الكذب كطريقة ليس لتعويض الحرمان و إنما للتغطية على وضعية معينة . و المستوى الثالث هو الكذب السياسي حيث ندخل في تمويهات سياسية اما لتحوير أو لتحريف أو التغطية على واقع سياسي . وهكذا في تحليلنا لهذا السؤال لا يجب أن نتصور المغاربة كمجرد أفراد معزولين بل هم أفراد في جماعات كالأسرة و الحزب و النقابة و الزاوية والنادي و المهنة ، بمعنى أنه يجب ان نضع الأفراد في سياقاتهم الاجتماعية . و هنا يبدو أن الكذب يمثل فعلا مكونا طبيعيا في سلوك المغاربة لأن المغربي لا يريد أن يصارح نفسه و أن يصرح للآخرين بوضعيته كما هي. أي الاعتراف بالواقع كما هو. فالمغربي فقير و يحاول أن يظهر للآخر أنه غني. و إذا حللنا اللغة السائدة سنجد استعمالات من مثل " و لله الحمد حسن من شي و قل من شي " ... و كلها عبارات جد دالة في هذا الإطار ... ü سؤال : و ماذا عن الكذب السياسي ؟ - جواب : تجلياته الأقوى تكمن في خوف المغربي من التعبير بصراحة عن موقفه السياسي . و هو سلوك لاحظته حتى عند مناضلين سياسيين و نقابيين و جمعويين لهم دور ووزن و وعي سياسي . حيث إنهم يلجأ ون الى الكذب لأنهم لا يقدرون على المجاهرة بالموقف و يعمدون إلى لبس الوضعيات التي يتكلمون فيها و يتكيفون مع الأشخاص و نوع الخطاب السائد في الحلقة و الاجتماع أو اللقاء أو التجمع أو المؤتمر . و هذا يعني انتفاء الموقف الثابت.. ü سؤال : أذا ما فهمت جيدا كلامك فالشعبوية ستكون بدورها نوعا من الكذب أي هذا النزوع السياسي للتملق لعواطف الجمهور و انطباعاته السطحية - جواب : نعم هناك نمط من رجل السياسة يعمل على مسايرة خطاب الشعب . و رجل السياسة هنا يكف عن يكون ذلك المنار الذي به تهتدي الجماهير في القرار السياسي , الشعوبية في عمقها تعني أن الشعب دائما على حق و من ثمة لا يمكنك أن تخالفه لأنك بذلك ستخالف الحقيقة . و هذه مسألة خطيرة جدا لأنها تؤدي إلى السياسة المبتذلة أي السياسة الشعبوية التي تؤدي إلى مخاطر على مستوى المجتمع و الدولة و الأمة . و لنا أمثلة على ذلك في مجموعة من الأنظمة السياسية التي بنيت على الكذب و التي انتهت إلى ما انتهت إليه من خراب. و لذلك فعلى السياسي الحقيقي الواعي بمهمته ألا يساير الجمهرة. فالسياسي المحنك هو الذي يحافظ على حذره في سياق جماهيري معين حتى لاتتملكه الجماهير في تلك اللحظة .. ü سؤال : عندما نطرح سؤال الاشتغال الاجتماعي للكذب في الفضاء العمومي المغربي يحيلنا ذك مباشرة على النزعة الانتهازية التي تمكنت من الحقل السياسي ببلادنا و هي نزعة تتحدد ملامحها الأساسية في تكييف الخطاب السياسي وفق مصالح آنية و شخصية ... - جواب : أولا هذه خاصية من خصائص الطبقات الوسطى المثقفة . لكن يجب أن نستحضر هنا أن الانتهازية في جذرها المعقول ليست أمرا سيئا بل هي ظاهرة عقلانية و تعني انتهاز الفرصة لتحقيق الهدف. لكن الخطر هو عندما يتغيب الهدف التاريخي الجماعي و الموضوعي لصالح الهدف الفردي أو الفئوي أو النخبوي . و هذا شيء مدان . ü سؤال : ألا تعتقد أن هناك تحولا قيميا حدث بالمجتمع المغربي الذي أصبح بفعل سطوة النموذج الرأسمالي الاستهلاكي خاضعا لقيمتي المرودية و النجاعة أكثر من الصدق ؟ - جواب : كان ماكس فيبر مشغولا بهذا الإشكال عندما كان يحلل بزوغ الرأسمالية بأوروبا فتوصل إلى قناعة مبدئية مفادها انه يجب أن يكون هناك حد أدنى من الالتزام الأخلاقي من طرف البرجوازية عبرت عنه من خلال الإصلاح الديني في الفعل الاقتصادي، بمعنى تلازمية الاقتصاد و الأخلاق و السياسة لاحقا. و هنا نطرح سؤال الصدق، فما معنى أننا كاذبون ؟ يعني ذلك أننا لا نلتزم بقاعدة الصدقية التي تعني تلازم الخطاب و الفعل ، أي ربط الخطاب بالنوايا و الممارسة من حيث هي نتائج نهائية . و هذا يثير مسألة مهمة تتمثل في كوننا لم نستوعب بعد ما معنى دخول النظام الرأسمالي كنمط إنتاج مهيمن ، فالخطابات كلها تركز على الاقتصاد . في حين إن تبيئته العامة هي أخلاقية و جمالية و دينية و جنسية و فنية و شعرية أي نظرة شاملة إلى الوجود .. و من هذا المنظور فالمرودية الاقتصادية لا يمكن أن تتحقق بمعزل عن الصدق, فالنجاح في السوق يقتضي الالتزام بالشفافية . و هنا تتضح بقوة دلالة الصدق . فأن أكون صادقا أولا هو أن أكون واضحا مع ذاتي و شفافا معها. ü سؤال: ألا تعتقد أن المغاربة يدركون عالمهم بواسطة إعلام يسوق الكثير من الأكاذيب ؟ و ألا ترى معي إن الإعلام مارس نوعا من الترسم للكذب في افقه السياسي ؟ - جواب : الخطير في الأمر هو أننا ندخل بمنطق الكذب التقليدي للمجتمع الإسلامي التقليدي و نضيف إليه منطق كذب جديد أي الإشهار و الدعاية الرأسمالية و منطق السوق , و أهم ما يسترعي اهتمامي في هذا الكذب واحتقار الذات فالذي يكذب على الآخرين يكذب أولا على نفسه فيتمادى في كذبه حتى يصبح واقعا أو حقيقة . لنأخذ أية مجلة مغربية ونتصفحها ابتداء من صور عارضات الأزياء اللائي يعرضن الأزياء المغربية و نموذج الأسرة الذي يروج له و الذي يتكون من الزوج و الزوجة ببشرة بيضاء و شعر أشقر أي النموذج الاروبي و نموذج الاستهلاك الذي يبشر به من قبل شركات القروض الاستهلاكية ، كل ذلك يشكل كذبا إضافيا إلى الكذب التقليدي بمجتمعنا و يكثفان البعد المرضي للشخصية المغربية . و يعكس بقوة أن لدينا مشكلا حقيقيا مع الذات تفرضه السوق و الإيديولوجية الدينية المهيمنة .. ü سؤال : ربما أن خلاصة تحليلك هي إن المغاربة يعانون تراكبا قيميا متناقضا و أنهم في حاجة إلى إصلاح قيمي مثلما هم في حاجة إلى إصلاح سياسي و اقتصادي و ثقافي ؟ - جواب : هنا وضعت الأصبع على الداء . فخارج الخطاب الاستهلاكي الذي يتحدث فيما يشبه الموضة عن أزمة القيم ، هذا التحليل جد مهم لأنه يحيلنا إلى ضرورة الإصلاح الشامل و ليس الإصلاح المجزأ المؤدلج . أي الإصلاح كمشروع للفعل السياسي و العمل الارادوي الذي يجب أن يتحكم في سلوكنا لمدة لا تقل عن خمسين سنة أي لجيل بكامله . فالكذب بالمغرب أصبح إستراتيجية للعيش و الرشوة خير مثال على ذلك . و هذا يؤكد انه علينا أن نأخذ مسألة الإصلاح الأخلاقي بجدية و ذلك لا يعني العودة إلى دين معين لأن الأديان في حد ذاتها يجب ان تحقق الأخلاق الإنسية و ليس العكس . و لذلك فأنا أعتقد أن البرنامج الثقافي و الفكري المقبل ينبغي أن يتمحور حول الإصلاح العام بمضمون ثقافي و ليس كهندسة تقنية . لكن الخطر الذي يجب التنبيه إليه هو ان الكذب يصبح إستراتيجية للعيش في المجتمعات التي تجتاز لحظات انفجار و تظهر نفسها في الرغبة في إخفاء الحقيقة ليس على الآخرين و إنما على الذات نفسها . فعندما ينتفي الأساس الأخلاقي للدولة وللحزب و للسياسة بشكل عام تكون الكارثة أوشك ...

2008/1/25
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
الإتحاد الإشتراكي 2004-









آخر مواضيعي

0 ورشة التقاسم و التعميق و التصويب في مجال tice
0 مقاربة النوع بمنظومة التربية والتكوين الدورة الخامسة لمسابقة الفن والآداب في خدمة المساواة
0 مشروع دعم تكوين المكونين في اللغة الفرنسية
0 المراسلة رقم 006-15 الصادرة بتاريخ 26 يناير 2015 بشأن تكوين الأساتذة المتدربين في الإسعافات الأولية و الإنقاذ
0 'الدروس الخصوصية' تسقط 18 أستاذا في نيابتي سطات وسلا
0 المراسلة رقم 225-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن تنظيم المسابقة الوطنية الخامسة لفن الخطابة
0 المراسلة رقم 227-14 الصادرة بتاريخ 11 دجنبر 2014 بشأن الاحتفال بأسبوع الساحل
0 المراسلة رقم 226-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن الثقافة المقاولاتية
0 هذه خطة بلمختار لـ«إنقاذ» التعليم في أفق 2030
0 غاز البوتان يتسبب في مقتل معلمة شابة باقليم شفشاون

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للعيش, لدى, أحسن, أصبح, الأحمدي, المغاربة, المغربي, السوسيولوجي, الكذب, انتفاء, إستراتيجية

« الجامعة الوطنية لموظفي التعليم تدعو الى تغليب ثقافة اداء الواجب | لماذا هذا الملف؟! واش المغاربة كذابة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إنتقال عائلة أوباما للعيش بالبيت الأبيض. anas5 دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 4 06-12-2008 20:29
جديد الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري غسان يوسف الأرشيف 2 09-11-2008 16:17


الساعة الآن 03:25


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة