من أستاذ الدرجة الثالثة
.............................
إلى السيد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي
وتكوين الأطر والبحث العلمي
الموضوع : طلب إنصاف
بعد طول انتظار أقدمت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي على فتح مركز تكوين المفتشين بمعايير جديدة ولقد ظهرت هذه البداية متسمة بالارتجالية والارتباك ، مقتصرة على فئات معينة دون غيرها وبمعايير مجحفة طابعها الإقصاء والتهميش حيث حصر الأمر بداية في أساتذة الدرجة الثانية ثم أضيف إليه أساتذة الدرجة الأولى بمذكرة استدراكية !!! بينما تم إقصاء أساتذة الدرجة الثالثة الأمر الذي يؤكد عدم توفير المساواة بين جميع الفئات في الحظوظ المتاحة وهي تضرب في العمق الديمقراطية وتكافؤ الفرص في بعدها الدستوري .
فان كان الأساتذة يختلفون في الدرجات إلا أنهم أمام نفس الواجبات ويمارسون نفس المهام وبالتالي كان لا بد أن يتمتعوا بنفس الحقوق دون أفضلية أو تمايز يرفضه المنطق التربوي والأخلاقي ، فلا يوجد أي مبرر واقعي يمنع أساتذة الدرجة الثالثة من اجتياز الامتحان .
إن اعتماد الوزارة أساليب تولد الإقصاء والتهميش من شاتها أن توسع الإحساس بالإحباط والشعور بالمرارة .
وبهذا لا تعمل وزارة التربية الوطنية إلا على إذلال هذه الفئة من رجال التعليم وتعميق تهميشها وتنزع منها الطموح والفعالية والرغبة في التجديد ومصادرة حقها في الشعور بأنها جزء من المنظومة التربوية وكأنها تنتمي إلى قطاع آخر غير قطاع التعليم تكتفي فقط بالتفرج رغم ما قدمته وتقدمه لصالح المنظومة التربوية .
كيف يمكن لهذه الفئة وهي تشعر بالغبن والاحتقار أن تتجاوب مع وزارة لا تعترف لها بحقوقها وتجردها من كل أسباب التحفيز والإبداع ؟
أي معنى للكفاءة التي نتبناها كمقاربة في التدريس ونحن لا نعطي معنى لها على صعيد ممارستنا ويبدو أن هناك فرق شاسع بين الخطابات والممارسات التي لا تتجاوز حدود الديماغوجية .
إنكم السيد الوزير رغم المخطط ألاستعجالي الطموح لن تصلوا إلى مبتغاكم وانتم تحاصرون قلب المنظومة التربوية ، فبدون أستاذ بكل حقوقه وطاقته وإبداعه لن تجدوا التجاوب الكامل وبالتالي ستظل المنظومة التربوية عرجاء لن تتقدم كثيرا إلى الأمام ، هناك حاجة إلى الإنصاف في النظرة إلى رجال التعليم ويمكن أن يتم هذا عبر إجراءات لا تستلزم غلافا ماديا بل هي إجراءات رمزية لكنها فاعلة ومنتجة من خلال العمل على تعبئة كل الكفاءات وإدماجها بأشكال مختلفة .
إن الإنصاف الذي تطالبون الأستاذ بتوفيره مع متعلميه عبر كل البيداغوجيات الفارقية نعتقد أنه ليس الوحيد المعني بتطبيقه بل يعني كل الأطراف وبالتالي فالوزارة يجب أن تكون أول من يتبناه .
وفي انتظار إنصاف كل فئات التعليم المهمشة والمتضررة خدمة للمنظومة التربوية ، تقبلوا السيد الوزير فائق الاحترام والسلام .
الإمضاء : أستاذ الدرجة الثالثة
.........................