يوسف .. طفل يلازم مسكن أسرته بجسد سكنه السرطان منذ سنوات
يوسف .. طفل يلازم مسكن أسرته بجسد سكنه السرطان منذ سنوات : هسبريس - خديجة تشوت
الأربعاء 30 غشت 2017
بابتسامة شاحبة وبصمت رهيب ونظرات حزن تكبر عمره، الذي لا يتعدى 5 سنوات، يحمل الطفل يوسف مشموم همه بين ذراعيه، بعد حرمانه من العلاج بالمستشفيات العمومية جراء إصابته منذ 4 سنوات بورم خبيث حوّل حياته إلى جحيم.
لم يذق الصغير يوما طعم الحياة والفرح والمرح مثل أقرانه، ولم يمهله السرطان للذهاب إلى المدرسة، أو اللعب بشوارع "حي العواطف" الكائن بمدينة قلعة السراغنة.
وقبل أربع سنوات من الآن، بينما كان يوسف يلعب وسط بيت أسرته، وفي غفلة عن والدته، وقع بالسلالم وانكسرت يده اليسرى، وبعد عرضه على طبيب وخضوعه للعلاج شفي ليتخلص من كل آلامه.
لم ينته الأمر عند هذا الحد كما ظنت الأم؛ لأن الآلام عادت بحدة كبيرة، وبعدما فحصت ابنها تبين لها أن "شيئا غريبا" ينمو بسرعة على مستوى المكان الذي سبق أن تعرّض للكسر، فقررت عرضه على أطباء المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش.
"تعرّض ابني يوسف مشموم لجميع أشكال الإهمال الطبي بالمستشفى ذاته، الذي طرقت أبوابه واستعطفت الرحمة لوضعه؛ لكن ما كان من الإدارة إلا رفضت خضوعه للفحوصات والعلاجات الضرورية بحجة عدم توفر المرفق على الأسِرة"، تقول الأم المكلومة.
وتحكي سناء الذهبي، في تصريح بهسبريس، عن "الإهمال الطبي الذي لقيه نجلها" قائلة: "بعدما رفض المستشفى استقباله ومعاينته رجعت للبيت، مسلِمة أمره ووهن جسده الصغير لخالقي.. وظلت الكتلة الغريبة تنمو إلى أن أصبحت بحجم كرة قدم صغيرة".
وتستطرد الأم بسرد معاناة ابنها: "آلام طفلي المريرة مع الارتفاع الدائم في درجات الحرارة، والأوجاع التي سكنت بجسده، دفعتني إلى التخلي عن كرامتي وعزة نفسي وطرق أبواب المستشفى ذاته مرة ثانية، طامعة في حصول ابني على فرصة الاستشفاء".
بصوت حزين تسترسل سناء الذهبي، البالغة 27 سنة، بقولها: "خضع ابني لفحوصات طبية، ولأشعة سينية، وتحاليل دم أظهرت أنه مصاب بمرض خبيث، وتبين أن السرطان وصل إلى مراحل متقدمة مستعصية تستلزم علاجه عن طريق خضوعه لحصص كيمائية بمستشفى محمد السادس".
وأضافت الأم: "مرة ثانية، رفضت مديرة مصلحة علاج سرطان استشفاء طفلي بالجناح المشرفة عليه، بحجة عدم وجود مكان شاغر، فرجعت رفقته إلى البيت على أمل معالجته بعد مدة حددتها المسؤولة ذاتها في ستة أشهر"، وزادت: "انتظرت طويلا حتى بدأ سائل غريب يخرج من الكتلة المتمركزة في يد ابني، أعقبها نزيف دموي ثم انتشار رائحة كريهة".
وخضع الطفل لحصة واحدة من العلاج الكيميائي؛ لكنها لم تنفعه في شفائه، فزاد وضعه سوءا أكثر من السابق، وأخبرها الأطباء أنه يحتاج إلى عملية جراحية مستعصية لاستئصال الورم الذي انتشر على مستوى يده وأجزاء داخلية من جسمه.
ضيق اليد وعدم توفر الأب على عمل قار عاملان حالا دون خضوع يوسف مشمول لعملية جراحية تستسلزمها حالته، وهو الآن يرقد في بيته في وضعية مأساوية، في انتظار التفاتة تمكنه الحصول على العلاج في أقرب الآجال.
عنوان أسرة الطفل يوسف مشموم: حي العواطف 2 رقم المنزل 1641 ـ قلعة السراغنة.