في زمن إصلاح التعليم... من المسؤول؟
بقلم: عبد الكريم التيال
كثر الحديث عن اصلاح التعليم في المغرب، فسمعت عن ميثاق للتربية والتكوين، وقالوا لي عن وجود مخطط استعجالي، وأخبروني بوجود تدبير ديموقراطي بالمؤسسات التعليمية من خلال مجموعة المجالس داخل المدرسة المغربية، بالإضافة الى جمعية الإباء وجمعية رياضية مدرسية دون اغفال انفتاح على المحيط و شراكات مع كل من يمكنه دعم المدرسة و التلميذ.
ظننت اننا بكل هذا سندخل نادي الثمانية الأوائل في مجال التعليم، و اعتقدت اني سأجد ثانوية تأهيلية تلبي الطموحات و تشجع على العطاء لكني اصطدمت بواقع مرير يكرس انفراد الإدارة بكل شيء بينما الفشل كله يتحمله الأستاذ و التلميذ، فالمتهم موجود و بما أن كل متهم برئ تثبت ادانته لذا اسوق لكم دلائل من واقع كله اختلالات و مشاكل تبرئ المتهم و تأتي باخر، فالمجالس التي تعتبر أداة لتدبير المؤسسة تعقد بطريقة صورية، و النوادي مجرد أوراق، و الأنشطة عبارة عن صور، حيث لمست محاولة للتحكم في كل شيء في وقت يريد فيه المغرب و المغاربة احتضان الديمقراطية التشاركية بينما يحاول البعض احتكار الكلمة و السلطات، و كأنه بابا الكنيسة في القرون الوسطى يخاف من فتح النقاش و اجاباته جاهزة تسبق الأسئلة .
في زمن الإصلاح وجدت في المؤسسة التي اتحدث عنها قاعات مفتوحة على المحيط ليلا ونهارا، في زمن الرفع من جودة التعليم، قال لي تلميذي " تكايس علينا أستاذ را حنا داخليين ما كناكلوش مزيان" فمن المسؤول هنا؟
فقلت في نفسي فلننسى كل هذا ونعمل على تكوين التلاميذ في مهارات التفوق الدراسي، ونحيي فيهم روح الجد و الاجتهاد، و نرفع من معنوياتهم و نعلمهم قوة الدوافع في تحقيق النجاح، و نأتي لهم بأرضية للنقاش فيما يخص تدبير الوقت و مهارات التلخيص و التذكر... الخ
لكن صدمت حينما اجابني السيد المدير وقال لي ان الموضوع عام رغم انه لا يعرف عنه الا العنوان وفجأة لم يعد عاما انما النادي الذي سينظم باسمه النشاط لم يتم اعتماده في مجلس التدبير الذي انعقد في صمت رهيب و في غياب ممثلين ممن تعنيهم الأنشطة " ممثلون عن التلاميذ" فمن المتهم هنا؟ ومن المسؤول؟
ان الإدارة صديقي المدير انفتاح وتشارك، انها استحضار لمصلحة التلميذ، و عمل من اجل تحقيق اهداف التعليم النبيلة و السامية، و ان من يخشى دينامية الأنشطة و حدة النقاش لن يقوى على احداث التغيير في الجيل الحالي مستقبل هذا الوطن الذي نعيش فيه جميعا و نطمح للإرتقاء به.