الأمازيغية تخرج أكاديمية البيضاء عن صمتها
مسيرة احتجاجية للحركة الأمازيغية يوم 22 أبريل للتنديد بقرار التخلي عن تدريس الأمازيغية
يوسف الساكت
الصباح : 05 - 04 - 2012
أكدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء الكبرى أن لجوء نيابة البرنوصي إلى تكليف الأساتذة المسند إليهم تدريس اللغة للتعويض المؤقت واستكمال الحصة لأساتذة آخرين، لا يعني تخلي النيابة عن تدريس هذه المادة الأساسية، كما ورد في مقالات صحافية سابقة.
واستدلت الأكاديمية على ذلك بمجموع عدد التلاميذ المستفيدين من الأمازيغية الذي بلغ بنيابة البرنوصي 2238 موزعين على 68 قسما برسم سنة 2012.
وكانت جمعية "تفاوت" لمدرسي اللغة الأمازيغية بجهة الدار البيضاء الكبرى نبهت، في بلاغات سابقة، إلى خطورة قرار نيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي البرنوصي إعادة انتشار أساتذة الأمازيغية، الذين أشرفوا في وقت سابق على تجربة أقسام تدريس اللغة الأمازيغية بالنيابة نفسها، بتكليفهم بتدريس مواد اللغتين العربية والفرنسية.
في وقت لائق، اتخذ الموضوع بعدا وطنيا، حين أصدرت ست جمعيات، تمثل الحركة الأمازيغية بالدار البيضاء، بيانا حول واقع تدريس اللغة الأمازيغية نددت فيه بقرار النائب "الذي حدث في ظل شعار الدستور الجديد الذي أقر ترسيم اللغة الأمازيغية، وفي ظل الحكومة الجديدة التي ينتظر منها الكل بادرة حسنة لصالح الأمازيغية، وإذا بنا نسمع عن مبادرات لإفشال تدريسها"، كما نددت الجمعيات بالمضايقات التي يتعرض لها مدرسو اللغة الأمازيغية في مختلف النيابات بالدار البيضاء الكبرى وبالخصوص نيابة البرنوصي.
وأعلنت الجمعيات مشاركتها ودعمها لتنسيقية "تاوادا" التي قررت تنظيم مسيرة وطنية بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي يوم 22 أبريل الجاري بالدار البيضاء.
في الطرف الآخر، أكدت الأكاديمية الجهوية "أن تدريس الأمازيغية يكتسي لديها ولدى النيابات التابعة لها أهمية قصوى باعتبار الأمازيغية مكونا أساسيا للثقافة الوطنية ونظرا لبعدها الحضاري، ودورها الطلائعي في ترسيخ الهوية الحضارية المغربية بمختلف مكوناتها وأبعادها وروافدها وكذا في المساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة للمغرب".
وقالت الأكايديمية "يمكن لأي كان أن ينكر مجهودات الأكاديمية في توسيع العرض لهذه المادة سواء من حيث الحرص على توسيع شبكة المدارس المحتضنة لتدريسها، إذ تطور العدد ما بين الفترة الممتدة من 2003 إلى 2012 من 15 مدرسة إلى 144 مدرسة أو من حيث عدد التلاميذ المستفيدين حيث بلغ 36703 تلميذ سنة 2012، فيما كان يبلغ سنة 2003 1525 تلميذا، وكذا من حيث توفير الموارد البشرية إذ تجاوز العدد 135 أستاذاً سنة 2012 في ما بلغ سنة 2003 22 أستاذا".
وحرصت الأكاديمية، حسب بلاغ توضيحي توصلت به "الصباح"، على تفعيل أدوار اللجن الجهوية والإقليمية، وتفعيل المذكرات الإطار، وتكثيف التكوينات وتوفير الكتاب المدرسي للتلميذ، وكتاب المدرس".
وتسعى الأكاديمية ومصالحها الخارجية، حسب التوضيح نفسه، إلى بذل المزيد من الجهود واتخاذ خطوات قمينة بالارتقاء بجودة تدريس الأمازيغية وبلورة مسار تدريسها لتحقيق المشروع الجماعي والانخراط في المجهود الوطني الهادف إلى بناء مجتمع ديمقراطي حداثي".
وكان التباري كبير، نائب البرنوصي، أوضح في وقت سابق أن النيابة حافظت، خلال الموسم الحالي، على المنهجية نفسها لتدريس الأمازيغية، "غير أن ما أثار حفيظة هؤلاء الأساتذة في هذه الفترة من السنة تكليفهم المؤقت بتدريس باقي الوحدات الدراسية المقررة في التعليم الابتدائي، وهو التكليف الذي تبرره ضرورة تعويض مدرسين ومدرسات يستفيدون من رخص ولادة ورخص مرضية".