:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,073
|
نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى:
7530
|
|
آيات الصيام
17-06-2017, 01:15
المشاركة 2
آيات الصيام
ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ * أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 183 - 187].
هذه هي آيات الصيام، لم تُذكر في القرآن الكريم كله إلا في هذا الموضع، وقد استفتحت بالترغيب في هذه الفريضة قبل بيان أحكامها، واستخدمت في الترغيب أكثر من أسلوب: من ذلك: البدء بهذا النداء الحبيب: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ï´¾ [ البقرة: 183] يا من صدقتم بالله ورسوله، والكتاب الذي نُزِّل على رسوله، يا من رضيتم بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، ولا شك في أن هذا النداء الحبيب يفتح القلوب قبل الآذان، ويحرك في النفس الرغبة والتشوف إلى معرفة ما بعد النداء، فإنه كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: إذا سمعت الله يقول: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ï´¾، فأرعه سمعك، فإنه إما خير يأمر به، أو شرٌ ينهى عنه.
ومن ذلك: أن هذه الفريضة لم تفرض على المخاطبين وحدهم، وإنما فرضت على من قبلهم، مما يوجب التنافس والتسابق في أداء هذه الفريضة، ليكون المخاطبون أكثر من سابقيهم حظًا في الاستجابة والطاعة والامتثال، فيكونوا أكثر أجرًا وأعظم ثوابًا، قال تعالى: (ï´؟ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ï´¾ [المائدة: 48].
ومن ذلك: ذكر الحكمة العظمى من مشروعية هذه الفريضة، وهي: ï´؟ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 183]، وهم يعلمون أن التقوى هي سبب الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ؛ لأنهم يقرءون: ï´؟ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ï´¾ [الطلاق: 2، 3]. ï´؟ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ï´¾ [ الطلاق: 4]. ï´؟ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ï´¾ [الطلاق: 5]. ويعلمون أن التقوى هي سبب النجاة من النار، كما أنها سبب دخول الجنة ؛ لأنهم يقرءون: ï´؟ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ï´¾ [مريم: 71 - 72 ] ï´؟ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ï´¾ [ مريم: 63]، فمن ثم تهون عليهم هذه الفريضة، بل ويجدون فيها راحة نفوسهم، ولذة قلوبهم.
ومن ذلك: أن هذه الفريضة: ï´؟ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ï´¾ [البقرة: 184]، من: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ï´¾ [البقرة: 185]، فلا تضر الصائم بكثرة الجوع والعطش، ولا تحرمه ما أباح الله له من الطيبات، وإنما هي: ï´؟ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ï´¾ [البقرة: 184] يتخلص فيها من ضرر فضول الطعام والشراب والوقاع، فيصح جسمه، ويعتدل مزاجة، ويقهر نفسه، ويملك زمامها. وبهذا يتضح أن الله تعالى لم يرد بهذه الفريضة أن يشق على عباده ولا أن يعذبهم، وإنما: ï´؟ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ï´¾ [البقرة: 185].
ودليل ذلك أنه سبحانه لم يجعل هذه الفريضة ضرورة حتمية من أول مرة، وإنما بعد هذا الترغيب خيَّرهم في الصيام والفدية، وأعلمهم أن الصيام خير من الفدية، فقال سبحانه: ï´؟ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 184]، فكان من شاء صام، ومن شاء أفطر وأطعم. حتى إذا ألفته النفوس، وتعودت عليه أوجب الله عليهم الصيام فقال: ï´؟ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ï´¾ [البقرة: 185].
واستثنى الله تعالى من هذا الإيجاب المسافر والمريض ومن في حكمه، فقال تعالى: ï´؟ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر ï´¾ [البقرة: 184]، وهكذا أطلق ربنا سبحانه السفر كما أطلق المرض، فالمريض أيًّا كان مرضه له حقُ الترخص بالفطر، والمسافر مهما كان سفره له حقُ الترخص كذلك، وأيهما أفضل: الفطر أم الصيام؟ إن لم يجد المريض والمسافر مشقة بالصوم فالصوم أفضل، وإن وجدا مشقة فالفطر أفضل.
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، فمنا الصائم، ومنا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم، يرون أن من وجد قوة فصام، فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفًا فأفطر، فإن ذلك حسن. رواه مسلم والترمذي.
أما الشيخ الكبير والعجوز، والمريض مرضًا مزمنًا، فإن لهم الفطر وعليهم الفدية: عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ هذه الآية: ï´؟ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ï´¾ [البقرة: 184]، فقال ابن عباس: (ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما مكان كل يوم مسكينًا) رواه البخاري.
وكذلك الحبلى والمرضع إذا لم تطيقا الصوم أو خافتا على أولادهما فلهما الفطر وعليهما الفدية، ولا قضاء عليهما: عن ابن عباس قال: (إذا خافت الحامل على نفسها، والمرضع على والدها في رمضان يفطران ويطعمان مكان كل يوم مسكينًا، ولا يقضيان صومًا)، رواه الطبري بإسناد صحيح على شرط مسلم، وعن نافع قال: (كانت بنت لابن عمر تحت رجل من قريش، وكانت حاملًا، فأصابها عطش في رمضان، فأمرها ابن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينًا)، رواه الدارقطني بإسناد صحيح.
وكانوا في أول الأمر إذا صلى أحدهم العشاء أو نام قبلها حرم عليهم ما يحرم على الصائم، ولو استيقظ قبل الفجر، فعلم الله منهم ضعفًا فخفف عنهم، وجعل الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فـ (إذا أقبل الليل من ههنا، وأدبر النهار من ههنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم). متفق عليه. وأحل له ما كان حرم عليه حتى طلوع الفجر الثاني قال تعالى: ï´؟ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ... ï´¾ [ البقرة: 187].
فإذا دخل العشر الأخير من رمضان استحب الاعتكاف للمسلم، للتفرغ للعبادة وطلبًا لليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، واقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وامتثالًا لأمره، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان). رواه البخاري.
ولا يكون الاعتكاف إلا في مسجد، ولا تصلح فيه معاشرة النساء، ولذا قال تعالى: ï´؟ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ï´¾ [البقرة: 187].
فإذا تمت عدة رمضان، وفرح الناس بفطرهم، وجب عليهم ذكر ربهم، وشكره على هدايتهم، كما قال تعالى: ï´؟ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ï´¾ [البقرة: 185].
عن الزهري: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير)، رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح مرسلاً، وقد روي من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعًا، أخرجه البيهقي.
ويستحب لمن أراد الخروج لصلاة العيد أن يفطر قبل الخروج، فعن أنس قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات)، رواه البخاري.
كما أن الأفضل إخراج صدقة الفطر عند الخروج إلى الصلاة - ولا تكون إلا طعامًا- لقوله تعالى: ï´؟ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ï´¾ [ الأعلى: 14، 15]. فقد قيل: إنها نزلت في صدقة الفطر وصلاة العيد.
نسأل الله تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
والحمد لله رب العالمين.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وآله وصبحه وسلم.
الحمد لله رب العالمين
|