خدعة مؤسسة التميز بنيابة الناظور والتغرير بنخبة المتعلمين المتميزة
دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
خدعة مؤسسة التميز بنيابة الناظور والتغرير بنخبة المتعلمين المتميزة
خدعة مؤسسة التميز بنيابة الناظور والتغرير بنخبة المتعلمين المتميزة
محمد شركي
من أساليب التسويق الإعلامي المتهافت لمشاريع المخطط الاستعجالي شعارات رنانة من قبيل جيل النجاح ، ومؤسسة التميز… وغيرذلك. ولقد صكت الدعاية المروجة لهذه الشعارات الآذان خلال ثلاثة مواسم دراسية سابقة. وبعد حلول السنة الأخيرة من مخطط الإصلاح المستعجل، ثبت أن تلك الشعارات كانت محض ذر للرماد في العيون أو سحاب أزرق كما يقال. وعلى غرار تبخر مشاريع المخطط الاستعجالي التي أصبحت الوزارة الحالية تتبرأ منها براءة الشيطان من وساوسه ،ها هي خدعة مؤسسة التميزفي نيابة الناظور بأكاديمية الجهة الشرقية قد انكشفت وسقط قناعها . ولقد تبين أن مؤسسة التميز لم تكن سوى خدعة غررت بنخبة متميزة من أبناء الشعب الذين قدمت لهم وعود كاذبة وسرابية حتى إذا ما تركوا أهلهم وآثروا الغربة ،وشدوا الرحال إلى إحدى مؤسسات نيابة الناظور وجدوا أنفسهم أمام خدعة خيبت آمالهم ، وحولت آمالهم إلى يأس وإحباط . ولقد كانت فكرة التميز بهذه الصيغة ناكبة عن الصراط أصلا ،لأنها عبارة عن تكريس لتميز مشبوه عندما تخص به مؤسسات ونيابات دون غيرها من المؤسسات والنيابات. وكان بالإمكان لو صدقت النوايا أن تحظى كل المؤسسات في كل النيابات بصفة التميز كما كانت في الماضي بشكل عفوي ، ودون إشهار، عندما كان المتعلمون يتنافسون على الانتماء إلى فصول التميز التي ينتدب للتدريس فيها خيرة المدرسين لتشجيع التميز. وبعد تراكم سنوات فساد المنظومة وإفسادها ،انبرى بعض المفسدين لطريقة احتضان التميز هذه ، واعتبروها ميزا وليست تميزا ، وخلطوا بين المتميز والمتعثر من المتعلمين ، فأفسد المتعثر المتميو ، وذلك بدعوى تكافؤ الفرص التي ظاهرها حق وباطنها باطل . ومع الحملة الإشهارية للمخطط الاستعجالي عادت فكرة التميز من جديد ، وبشكل يعكس حقيقة الميز لا التميز بعدما مرت عقود على إجهاض أسلوب التميزالعفوي الذي كان يشمل كل المؤسسات التربوية من خلال فصول التميز التي يتنافس عليها كل المتعلمين من خلال المعدلات العالية ، ولا تلجها إلا النخبة المتميزة منهم من خلال نتائجها ، وهي نتائج لم تكن موضوع طعن أو شك وريب، كما صارت فيما بعد حتى بلغ الأمر في بعض النيابات بالجهة الشرقية حد اقتناء المعدلات العالية بالرشاوى الفاحشة ، وتناقل الرأي العام فضائح الغش المخزية التي كانت تكشفها الفوارق الفاضحة في معدلات النجاح بين المتعلمين . ولما كانت الحملة الإشهارية لمؤسسة التميز في محيط موبوء بالغش المكشوف مغرية، فقد أقبل المتميزون من المتعلمين وأولياء أمورهم على هذه المؤسسة ، وفارق الآباء والأمهات فلذات أكبادهم رغبة في جني ثمار التميز، فإذا بالجميع يجني السراب ووعود عرقوب الكاذبة. وها هي اليوم وسائل الإعلام تكشف خدعة مؤسسة التميز على لسان النخبة المغرر بها . فبأي وجه سيقابل الذين غرروا بهذه النخبة هؤلاء المتعلمين الذين خدعوا ؟ وإن خدعة مؤسسة التميزالمكشوفة فضحت اعتماد مروجي على الدعاية الإشهارية الكاذبة لبرامج المخطط الاستعجالي ، حيث لم يجد المتعلمون المغرر بهم شيئا مما وعدوا به شكلا أو مضمونا . وليست مؤسسة التميز بنيابة الناظور الخدعة الأولى بل خدعت من قبل نخب الأقسام التحضيرية المتميزة بمؤسسة عمر بن عبد العزيز بنيابة وجدة أنكاد . ولا زلت أتذكر يوم توسطت لفوج من طلبة الأقسام التحضيرية ،ـ وكانت بنتي من ضمنهم ـ لدى فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة لتحسين أحوالهم في داخلية ثانوية عمر بن عبد العزيز حيث كانوا ينامون على أسرة ممزعة الأوصال قد ظهرت أسلاكها. ولا زلت أذكر كلمة ممثلة ذلك الفوج بين يدي السيد رئيس المجلس العلمي، الذي أقام مأدبة عشاء لنزلاء داخلية الأقسام التحضيرية ، ومما جاء في كلمتها : ” كيف يعقل أن يشتغل بالرياضيات والفيزياء من يبيت فوق أسلاك أسرة مهترأة ، ويتناول وجبة رديئة ؟ ” وهو ما حذا بالسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة لتوفير عدد مهم من الأسرة لطلبة الأقسام التحضيرية في التفاتة كريمة لتشجيع التميز لدى هذه النخبة ، وكانت بالفعل فوجا متميزا حصل على رتبة مشرفة على الصعيد الوطني . إن الذي يرفع شعار التميز يجب أن يقيس أولا ذراعه بلسانه ، فإذا وجد أن طول لسانه يفوق طول ذراعه، فعليه أن يعالج طول لسانه بالصمت على الأقل إن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) . وعلى أصحاب الدعاية الكاذبة أن يعلموا أن حبل الكذب قصير ، وأن الإدعاء لا يكسب صاحبه مصداقية، أو كما يقول المثل الشعبي ” الفيش ما يزيد في الرجولةّ” وبقيت كلمة أخيرة أوجهها إلى النخبة المخدوعة بما يسمى مؤسسة التميز، عليكم بالجد ولا يصرفنكم خداع من خدعكم عن إثبات تميزكم بالرغم من سوء ظروفكم وحسبكم قول الله تعالى : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )). أما من خدعكم فحسبه قوله تعالى : (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )) . محمد شركي
وجدة سيتي نت
27-2-2012