ليس سهلاً أن تدرك الحقيقة التي ستفاجئك بعد التخرج، صحيح أننا نستمتع بلحظات التخرج كونها تعد ملخصاً مرحلة مابعد التخرج ورحلة البحث عن الوظيفةلمجهودات بذلناها طيلة مسيرة دراسية حافلة امتدت لأكثر من عشر - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
ليس سهلاً أن تدرك الحقيقة التي ستفاجئك بعد التخرج، صحيح أننا نستمتع بلحظات التخرج كونها تعد ملخصاً مرحلة مابعد التخرج ورحلة البحث عن الوظيفةلمجهودات بذلناها طيلة مسيرة دراسية حافلة امتدت لأكثر من عشر
دفاتر أخبار ومستجدات التعليم العاليهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بمستجدات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من جامعات وكليات ومعاهد ومدارس عليا
=== عبد اللطيف شعيب == مرحلة مابعد التخرج ورحلة البحث عن الوظيفة == ليس سهلاً أن تدرك الحقيقة التي ستفاجئك بعد التخرج، صحيح أننا نستمتع بلحظات التخرج كونها تعد ملخصاً مرحلة مابعد التخرج ورحلة البحث عن الوظيفةلمجهودات بذلناها طيلة مسيرة دراسية حافلة امتدت لأكثر من عشر سنوات، الحقيقة هي أنه بعد تخرجنا ليست إلا البداية لمرحلة جديدة في حياة كل طالب متخرج للبحث عن فرصة عمل والتي لن تكون بالسهولة نظراً لكون عالمنا العربي يفتقر للدعم الفني والاستشاري للطلبة بعد تخرجهم لايجاد فرص عمل وفق تخصصاتهم.
طيلة هذه السنوات الطويلة التي كنا ندرس فيها ونجتهد، ونبذل فيها الغالي والنفيس من أجل توفير كل الظروف المواتية لندرس ونحقق أعلى الدرجات العلمية، وبعد التخرج كما يقال في الجزائر وما هو شائع في المجتمع بكثرة مقولة (مرحبا بيك في عالم البطالة المبكرة)، نعم هي الحقيقة المرة فرحلة البحث الشاقة عن الوظيفة قد بدأت وليس بالسهل أن تجد الوظيفة التي ترغب حسبما تشتهي، بل قد تضطر إلى اتخاذ مهنة أخرى كنادل في مطعم أو عامل في مصنع، أو غير ذلك بالرغم من أن شهادتك الجامعية تسمى الماستر، إن غياب مؤسسات استشارية خاصة ترشد الطالب وتتابع مساره الدراسي منذ ولوجه إلى الجامعة وحتى تخرجه ساهم في ارساء ثقافة الغموض والحيرة لدى الطالب الذي أضحى هدفه هو الحصول على تلك الشهادة فقط، وليس التفكير في ما بعد التخرج وعن الخيارات التي سيعتمدها في المرحلة المقبلة، طلابنا في العالم العربي يفتقدون للتخطيط الجدي لحياتهم، ويعتمدون على مبدأ الفوضوية في الحياة التي يميزها الاستهتار والتواكل، وهنا يكمن دور المؤسسات التعليمية الرسمية في الدولة في تقديم الدعم اللازم والمرافقة البيداغوجية للطالب خصوصاً قبل الامتحانات النهائية الرسمية في مختلف الأطوار التعليمية، فالطالب العربي المتخرج مؤخراً أصبح أمام حتمية الأمر الواقع الذي يفرض عليه اللجوء لخيارات ليست مفضلة لديه ولا يمكن أن توفر له المهنة التي يسعى إليها، على الدول العربية مراجعة سياساتها التوظيفية من أجل الحد من نسبة البطالة المرتفعة التي تزداد كل سنة، فالعدد الخاص بخريجي الجامعة الجزائرية سيبلغ مليون متخرج سنوياً حسب مؤشرات أبرزها خبراء اقتصاديون الذين دعوا الدولة الجزائرية إلى تبني سياسات جديدة لخلق فرص عمل للمتخرجين، ومحذرين في ذات الوقت من ارتفاع جنوني لنسبة البطالة وفقدان الجامعة لدورها الأساسي في تكوين قادة المستقبل، إلى مكان لتضييع الوقت والقضاء على القدرات العلمية الشابة.