التدبير المندمج وغياب التنسيق بين الرباعي الوزاري.(التربية ؛ الأوقاف؛ الثقافة؛ الشباب و الرياضة)
في إطار ما عرفه البرنامج الحكومي من خلال التصريح المقدم من رئيسها؛ والذي يقر بتدبير مندمج ؛ للعديد من الملفات التي تنتظر نفض الغبار عنها؛ من رفوف الوزارات التي طال أمد الانتظار بها ؛ والعمل على حلحلتها من خلال التوجه الجديد؛ الذي يتبنى منهجية مندمجة لتدبير العديد من القضايا ؛التي ترتبط ارتباطا وثيقا؛ بوزارات لها قواسم مشتركة على مستوى التوجهات العامة ؛ والاستراتيجيات التدبيرية ؛ بحكم ارتباطها بتكوين المواطنw25; المواطنة ؛ سواء على مستوى التربية r3; الدين أو الثقافة أو الرياضة ف.
فإذا كان هذا الرباعي الوزاري المكون من وزارة التربية الوطنية ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة ؛ لا يعمل بطريقة مندمجة ؛بحكم الهوة العميقة التي تحول وإقامة جسور التواصل والعمل بين مكوناته ؛ فتلك من الأسباب الرئيسة التي تحول والنهوض بالشباب المغربي إن تربويا ـ تعليميا ـ أو دينيا أو ثقافيا أو رياضيا .
ونعتقد من خلال الوضع العام الذي يعرفه العالم العربي؛ والمجتمع المغربي على وجه الخصوص نتيجة الربيع الذي ساقته رياح التغيير ؛ والذي أسفر عن تغيير الدستور بالاستفتاء حوله ؛ وإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها ؛ في أول دستور يمنح صلاحيات كبرى لرئيس الحكومة ؛ كما يمنح للمعارضة صلاحيات النقد والتتبع والمواكبة والتقويم؛ ولم لا التعرض لقرار من القرارات أو إجراء من الإجراءات يتبين أنه في غير صالح المواطنات والمواطنين . وبمنهجية مندمجة تسعى إلى ربط الجسور بين كل مكونات الوزارات المهتمة بالشأن الوطني ؛ لتسريع وتيرة الإنجاز ؛ وفك الارتباط بآليات التدبير العتيقة والمتجاوزة .
من هذا المنطلق نعتبر بأن رباعي الوزارات المتحدث عنه سابقا يجب أن تلتحم أواصره ؛ وأن تفتح أبواب التواصل بين مكوناته المادية والبشرية ؛ للاستفادة مما تتيحه كل وزارة على حدة من إمكانيات؛ إن تكوينيا على مستوى الثقافة أو التربية أو الدين أو الرياضة ؛ أو على مستوى البنيات التحتية التي يمكن استغلال فضاءاتها لتقديم العديد من الأنشطة التي لها قواسم مشتركة بين الوزارات ( مركبات ؛ملاعب ؛ قاعات؛ مسارح..).
فإذا كانت القطيعة هي السمة التي تطبع تدبير شأن كل وزارة من الوزارات الأربع ؛ فلهذا السبب وغيره ؛ كانت النتائج كارثية على جميع الأصعدة ؛ إن تربويا أو ثقافيا أو رياضيا . ولهذا السبب أيضا دق ناقوس الخطر لإعطاء انطلاقة جديدة وذلك بإعادة النظر في المنظومة التربوية باعتبارها قاطرة التنمية والتقدم لأي مجتمع من المجتمعات يتوق نحو التطور والرفاه.. لذلك تم إقرار ميثاق وطني للتربية والتكوين تم التوافق عليه من قبل العديد من فعاليات المجتمع المدني من رجال الفكر والعلم والتربية والاجتماع.. تضمن مرتكزات أساسية ودعائم للنهوض بالمجتمع نهضة مأمولة النجاح؛ يتوخى منها اللحاق بركب الدول المتقدمة التي جعلت من المعرفة أساسا للتنمية البشرية .
فبحكم التعثرات التي عرفها تدبير ما تضمنه الميثاق على مستوى الأجرأة ؛ نتيجة التجزيء لمقتضياته ؛ تمت الاستغاثة ببرنامج استعجالي اعتبر كنفس جديد لتجاوز التعثرات؛ تبنت من خلاله الوزارة الوصية عدة استراتيجيات من بينها تغيير البرامج والمناهج ؛ وتبني بيداغوجيا الإدماج.
فإذا كان هذا حال التربية والتكوين؛ فهو حال الأوقاف و الثقافة والرياضة. حيث القطيعة بين المكونات الأربع؛ وما بين المسؤول عن تدبير شؤون كل وزارة؛ والتابعين له في القطاع.
فإن ارتضت الحكومة الجديدة تبني منهجية جديدة وسمتها بالمندمجة حيث تلاقح مكونات الرباعي الوزاري على مستوى الاشتغال؛ بحيث يكمل الواحد عمل الآخر بحكم الارتباط الوثيق الذي يتمفصل في إعداد المواطن الصالح ؛ المواطن المعولم ؛ المواطن ذو خصوصيات ؛ والمنفتح على ثقافات وحضارات الآخر؛ المواطنw25; الإنسان ؛ انطلاقا من التربية والثقافة والرياضة ؛ فهذا هو المأمول ومن المنتظرات التي يجب أن تتأجرأ على أرض الواقع بأقصى سرعة .
فهلا انفتحت جسور التواصل بين هذا الرباعي؛ الذي يفرض المنطق تبني استراتيجيات ومنهجيات مندمجة للاشتغال على برنامج موحد ؛ بحكم القواسم المشتركة التي تجمع التربوي بالديني؛ والثقافي بالرياضي ؟.
فالمؤسسة التربوية وأقصد بذلك المدرسة العمومية هي المشتل الذي يعمل على تربية وتكوين النشء لإنتاج المواطن الفاعل : المربي و المثقف والرياضي..
فبفضاءاتها تتكرس العديد من الممارسات الإبداعية والرياضية من مسرح وشعر وقصة وموسيقى ورقص وغناء ومباريات في شتى الأنواع الرياضية.. وكذلك ممارسة الطقوس الدينية.. . إلا أننا نعيب عنها غياب التنسيق فيما بينها .
فلم لايعمل مثلا خريجوا المعهد العالي والتنشيط الثقافي والمسرحي على تنشيط بعض الدورات التكوينية لمنشطي المسرح المدرسي ؟.
ولم لا يستفيد منشطي المسرح المدرسي من المركز النموذجي للتكوين المسرحي المتواجد بالرباط ؟ .
ولم لا يتم ربط الصلة بالأندية الرياضية لاحتضان الموهوبين والموهوبات في شتى الأنواع الرياضية ؟ .
ولم لا يهتم بمنشطي التربية البدنية بالمدرسة العمومية ؛ من حيث التكوين والتدريب من قبل أطر الشبيبة والرياضة ؟
ولم لايهتم أيضا بمدرسي مادة الرسم والتفتح الفني من قبل فناني وفنانات أطر وزارة الثقافة ؛ من أجل تنشيط ورشات خاصة بالفنون الجميلة ؟
ولم لا يتم استغلال البنيات التحتية من ملاعب ومسارح ودور العرض بالتوازي بين الوزارات الأربع ؟ .
ولم لا .................................................؟
ولم لا .................................................. ؟
تبقى هذه الأسئلة وغيرها معلقة إلى حين أجرأة الإجابة عنها من قبل من يتحملون مسؤولية تدبير شؤون هذا الرباعي الوزاري .
مقال لـ :عبدالكريم القيشوري
عن مجلة المدرس