نهاية التعريب
هذا ما يلوح في الأفق
وُلد و فرحنا به
لكن لم تعطاه وسائل النمو و الانتشار و الإزهار و الانفتاح و التطور
فبقي في مكانه أسير التطبيق المرتجل الأعرج و المناهج الدراسية المفتقرة للمنهج
و بقي يتخبط بين تململ أصحابه في استعمال لغتهم أو لغة مستعمريهم
و سُدّ أفقه دون التعليم العالي ليبقى التلميذ في وضعية غير سليمة
و ها هو الآن أصبح من محاور الإصلاح التراجع عنه
هذا ما يستشف من الاجراءات المعتمدة مؤخرا و ما يلوح بين السطور
إن الدفاع عن التعريب هو دفاع عن الشخصية المغربية
هو دفاع عن الهوية
هو دفاع عن الوطن
هو تفعيل حقيقي و تجسيد واقعي لحب الوطن
وهو بناء متين لشخصية التلميذ، لكن ليس كما طُبّق إلى الآن
تعثّر التطبيق لا يعني إلغاء المشروع برمّته
ارجعوا إلى تاريخ الأمم التي نمت و ازدهرت بعد الحروب العالمية
راجعوا التاريخ و استفيدوا من التجارب الناجحة
هل العربية أضعف من اليابانية و الكورية و الماليزية و التركية و الاوردية و الاسبانية.....؟
كيف كانت هذه الدول قبل 70 سنة أو ما يقارب ؟ و كيف كانت لغاتها ؟
لماذا لم تلغ لغاتها حين أرادت البناء و لم تتبّع اللغات العالمية في التدريس ؟
إن بناء الانسان هو المهم في بناء البلاد
و بناء الانسان يتمّ من الداخل و ليس من الخارج
الانفتاح و تعلم لغات الآخرين أمر ضروري و لازم لكن التدريس ينطلق من الهوية الذاتية
إذا أردنا بناء الوطن و كنا نحب حقا هذا الوطن
فلنشمّر على سواعدنا
و لنعط للتعريب وسائل النجاح و وسائل التطبيق الناجع الناجح
و لنطور أساليب التدريس و لنفعّل مجامع البحوث في اللسانيات و العربية و المصطلحات
هناك نقص كبير لدينا و هناك تجارب كثيرة في بلدان عربية أخرى ناجحة
درّست الطب و الهندسة و مختلف العلوم بالعربية
وتعليمها أفضل من تعليمنا بكثير
لا يضيرنا أن نستفيد منها و سيظهر نبوغ مغربي يعطي قالبا و صبغة خاصة لنا
أما الاستهانة بهذا الجانب و الانجرار وراء عولمة مشبوهة تُفني آخر ما كان من أمل
انتبهي يا أسرة التعليم