هسبريس من الرباط
السبت 15 نونبر 2014 -
عاد المستكشف والدركي المغربي السابق، عمر بوزلماط، من جديد إلى إثارة موضوع وجود النفط أو الغاز في بعض مناطق المغرب، حيث يؤكد الوصول إلى هذه النتائج بدون حفر، كما يقول، وذلك اعتمادا على موهبته وتجربته في الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز.
بوزلماط، الذي ينتسب إلى قرية "إنحناحن" الواقعة في تخوم الريف المغربي، وكان يشتغل في الدرك الملكي إلى غاية فصله من عمله في 2007 عندما أعلن اكتشافه لأكبر حقل بترولي في العالم بالمياه الأطلسية، أكد وجود بوادر حقيقية للنفط أو الغاز تحت تراب مناطق مغربية.
وكمثال عن ذلك تحدث بوزلماط لهسبريس عن "قلعة عين بوقرة"، التابعة إداريا لإقليم وزان، وقال إن بعض أبناء المنطقة اتصلوا به، قبل أسابيع قليلة، عندما كان شخص بصدد التنقيب عن المياه الجوفية بواسطة آلة الحفر، فتفاجأ بتصاعد لهيب نيران قوية من عمق البئر.
وأفاد المستكشف ذاته أن آلة الحفر نجت من الحريق في قلعة عين بوقرة، على غرار ما حصل بدوار "أولاد صالح" بمنطقة غفساي التابعة لتاونات قبل شهور عديدة، حيث احترقت حينها أجزاء من الشاحنة الحاملة للآلة الحفارة.
وتابع بوزلماط أنه بعد ذلك الحريق حضرت شاحنة الوقاية المدنية، وتمت الاستعانة ببعض السكان المحليين، فنجحوا بصعوبة في إطفاء النيران، بعد أن قاموا بردم البئر، وملئها بالتراب"، مضيفا أن لجنة تابعة لوزارة الطاقة والمعادن حضرت، ثم انفض الجمع دون إعطاء أي شروح أسوة بمناطق أخرى".
وكتفسير علمي لتوقعاته بخصوص وجود نفط أو غاز في منطقة قلعة عين بوقرة، قال المتحدث إن "مياه الحامات" المتواجدة بالمنطقة تدل على أحد أمرين، إما أنها نتاج صهارة بركانية في عمق الجبال، أو صهارة الحقول النفطية والغازية.
وأردف "تتسم المنطقة بوجود الأملاح والرمال، مما يبين أن المنطقة كانت بحرية منذ زمن طويل، كما أن المنطقة عبارة عن تلال محدبة " dômes anticlinaux"، موضحا أنه "في العلوم الجيولوجية التلال المحدبة تعتبر من المصايد البترولية والغازية".
واستطرد المستكشف المثير للجدل بالقول "بما أن منطقة مجاورة لعين بوقرة كان تتدفق منها قديما مادة القطران الأسود، فإنه بالإضافة إلى المعطيات السابقة، واشتعال النار في البئر، فهذا كله يحيلنا إلى كون المنطقة إما أنها تحتضن "غازا أو نفطا" يؤكد بوزلماط.
وتابع المتحدث بأنه "لو كان المكان غازا أو نفطا، سيقوم بدراسة جدواه الاقتصادية؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان سُمك الطبقة الغازية أو النفطية لا تلامس على الأقل 16 متر، آنذاك لا يمكن استغلالها، لأن السّمك الغازي والنفط وثراؤه هو عصب الحقول النفطية التجارية".
وبخصوص أسباب اشتعال النيران في بعض الحقول، أفاد الدركي السابق أنه "عادة ما تنهار جزئيا طبقة الصهارة الخاصة بالحقول النفطية والغازية، جراء ذوبان الصخور، ومن ثم تواجد طبقة هشة غير قادرة على تحمل ثقل الأرض، فتنهار "الجهة" الهشة، ويحدث تصدع في الطبقات الأرضية بطريقة عمودية مائلة أو غير منتظمة".
"وأثناء عملية الحفر بواسطة حفارة قد يتجاوز وزنها طنا من الفولاذ القوي، حيث تدك الأرض، وتدك الصخور الصلدة بقوة، تحدث "زلزالا" طفيفا واهتزازا في الطبقات السفلى، فتسهل تحرك الغاز الذي يكون عالقا بين الطبقات إلى الأعلى، حينها تنتج شرارة، وتشتعل النيران بطريقة مفاجئة".