المفكر المغربي بنسالم حميش يخوض عباب "الإسلام الثقافي"
هسبريس من الرباط
الاثنين 17 أكتوبر 2016
عن الدار المصرية اللبنانية، صدر حديثا للمفكر والأديب بنسالم حميش كتاب جديد، عنوانه "في الإسلام الثقافي". وجاء في تقديمه: "ما الخيط الناظم بين عينة أعلام كبار (أبو حنيفة، التوحيدي، ابن بطوطة، ابن رشد، ابن خلدون) تجمعهم أواصر اللغة العربية كلغة فكر وثقافة وتعبير، وتفرقهم، فضلا عن أزمنتهم، مرافق اهتماماتهم (الفقه/ الأدب الفلسفي/ الرحلة/ الفلسفة المفسرةُ المؤولة/ التاريخ المنظَّر) مع أن ثلاثة منهم مارسوا أيضا خطة القضاء المالكي؟»".
ويضيف التقديم: "إننا مع الثقافة في تاريخ الإسلام (أو الإسلام الثقافي) نكون إجمالا في أجواء وسياقات ذات طبائع ووظائف مغايرة للإسلام السياسي، إذ يغلب عليها التوجه النقدي وإعمال الفكر المعمَّقِ النيّر وتوخي الإبداع الرافعِ المطور، بعيدا عن بداوة الفكر، ذهنيةً وحساسيةً وإدراكا.. ذلك ما نطمح إلى تبيانه في هذا الكتاب، وأيضا من خلال نصوص نترجمها لبعض الفلاسفة الأوروبيين الكبار من مصف كانط وهيجل ونيتشه، إضافة إلى دارسين وقفوا عند الاسلام الثقافي، ليس من باب الإعجاب والتنويه حصريا، وإنما أساسا بالتحليل وحسن الإدراك وحس الإنصاف"، يورد حميش.
ومن فصول الكتاب: أبو حنيفة وأنسنة الفقه الإسلامي/ تجربة الوجود والكتابة عند التوحيدي/ ابن رشد وشوق المعرفة/ ابن بطوطة ورحلة المتعة والتقوى/ في سيرة ابن خلدون المغربي/ عن حقوق الإنسان والمرجعية الإسلامية/... ويتضمن الكتاب خاتمات: إن الإسلاموفوبيا لواقع/ محمد أركون بين الاختزال والافتراء/ عن المدجنين الجدد.
يحتوي الكتاب على ملاحق ونصوص منتقاة، وهو من القطع المتوسط في 335 صفحة. وصدر للأستاذ حميش أيضا ديوان شعري، عنوانه "الحبُّ ذو الحرثِ والريحان"، وذلك عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. ومن قصائده "أيامي بعدها"، ومنها:
بين كتابةِ حكمةٍ وانتظارِ أخرى
يعاودني طيفُها قطعةً قطعةً وجسماً ونفساً
وحين يبلغُ في رأسي وكياني منتهى ريحانهِ وعُراه
أشْطبُ على كل حكمي وأهيمُ على وجهي في صحراءِ يومي
باحثاً عن رسومها وأفياءِ عِرضها
وشاهراً سيفي في وجه من ينكرُ الحبَّ ويلهجُ بالبغضِ".