جلالة الملك يهنئ السيد باراك أوباما بمناسبة تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية
فاس 20-1-2009 بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة إلى فخامة السيد باراك أوباما ، بمناسبة تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية.
وبهذه المناسبة أعرب جلالة الملك ، باسمه الشخصي وباسم الشعب المغربي، عن أحر تهانئه وأخلص متمنياته لفخامة الرئيس أوباما بالتوفيق في مهامه السامية، وللشعب الأمريكي الصديق باطراد التقدم والرخاء، بقيادته النيرة.
وقال جلالة الملك في هذه البرقية ،إنه "وعلى غرار انتخابكم، فإن تنصيبكم حدث سيكون له تاريخ".
"فقد شكل اختياركم لرئاسة بلدكم العظيم، يضيف جلالة الملك، تأكيدا لحيوية وفعلية الديمقراطية الأمريكية، وتعبيرا قويا عن الثقة الواسعة في شخصكم المحترم، لما هو معهود فيكم من خصال إنسانية رفيعة، ومؤهلات سياسية عالية، واختيارات حكيمة، مطبوعة بالتحلي بالحوار والواقعية، والروح التوافقية. سواء لتحقيق ما يعقده الشعب الأمريكي الصديق على قيادتكم من تطلعات لمستقبل أفضل، أو في تعاطيكم مع مختلف القضايا المطروحة على المجتمع الدولي، من خلال الحضور الوازن لبلدكم العظيم في الساحة العالمية، وكذا حرصكم الراسخ على تعزيز العلاقات الثنائية والجهوية".
وأعرب جلالة الملك ،في هذا الصدد، للرئيس الامريكي الجديد ، عن ارتياح جلالته العميق ، للمستوى المتميز للشراكة الاستراتيجية، القائمة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا حرص جلالته القوي على العمل سويا مع فخامته ومع إدارته الموقرة، من أجل إعطاء هذه الشراكة دفعة جديدة وقوية، ترقى بها إلى مكانة أسمى في كافة المجالات.
وقال جلالته إن "رصيدنا الثمين في ذلك، ما يجمع شعبينا وبلدينا الصديقين من صداقة متينة، أساسها روابط تاريخية عريقة، وتفاهم ودي، وتقدير متبادل، وتعاون مثمر، وعمادها تقاسم القيم الإنسانية الكونية، للديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامته، والعدل والإنصاف، وإشاعة مثل التسامح والاعتدال، والتعايش بين الأديان والحضارات، ونبذ العنف والكراهية والتطرف والإرهاب، وكذا العمل الصادق من أجل إرساء الأمن والسلام، وتفعيل التضامن والتقدم والتنمية المشتركة".
وأكد جلالة الملك أن "هذا الرصيد الثمين لهو خير حافز لعملنا سويا، على مواصلة التشاور على أعلى مستوى، والتنسيق الجيد في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى جميع الأصعدة" .
واستطرد جلالته موضحا "ثنائيا، ، بالمضي قدما في تطوير الشراكة الاستراتيجية المتميزة. وأغتنم هذه المناسبة، للتعبير لكم عن اعتزاز المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، بدعم بلدكم الوازن والملموس للإصلاحات العميقة، التي نقودها من أجل تحديث وتنمية بلدنا، وللمبادرات الجريئة الهادفة لخدمة القضايا الوطنية الكبرى"."وجهويا، يضيف جلالته، لما فيه صالح إقامة اتحاد مغاربي متكامل ومندمج، وبناء فضاء جهوي تنعم فيه شعوب المنطقة بالأمن والرخاء، والعمل على تنمية واستقرار وتقدم إفريقيا. ودوليا، لما فيه خير انبثاق عالم أفضل، أكثر أمنا وسلاما، وتوازنا وإنصافا، وعدلا وتضامنا، والتزاما بالشرعية الدولية، في مختلف أرجاء العالم".
وقال جلالة الملك في ختام هذه البرقية "وفي هذا الصدد، فإننا واثقون بأنكم لن تدخروا جهدا، بما هو معهود فيكم من التزام وحصافة رأي، من أجل إسهام بلدكم الفعال في تحقيق هذه الأهداف الكبرى للمجتمع الدولي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي أصبحت أوضاعها الحرجة تقتضي تكثيف الجهود، للتوصل إلى حل نهائي سلمي شامل وعادل ودائم للصراع في المنطقة، يضع حدا لمأساة الشعب الفلسطيني، ويضمن حقه في إقامة دولة مستقلة، قابلة للحياة، تعيش في أمن ووئام، جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل".