بنك معلومات مادة التربية الإسلامية - الصفحة 2 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

achraf1998
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 12 - 12 - 2008
المشاركات: 12

achraf1998 غير متواجد حالياً

نشاط [ achraf1998 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 31-01-2009, 11:10 المشاركة 6   

السلام عليكم...أرجوكم أريد درس الخصائص العامة للاسلام التجديد والانفتاح على القضايا المعاصرة
ضرووووووووووووووري وسأكون جزيلة الشكر لكم
*أختكم كريمة*


salah123
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية salah123

تاريخ التسجيل: 2 - 9 - 2008
السكن: المغرب وطننا الحبيب
المشاركات: 1,231

salah123 غير متواجد حالياً

نشاط [ salah123 ]
معدل تقييم المستوى: 317
افتراضي
قديم 31-01-2009, 11:54 المشاركة 7   

السلام عليكم...أرجوكم أريد درس الخصائص العامة للاسلام التجديد والانفتاح على القضايا المعاصرة
ضرووووووووووووووري وسأكون جزيلة الشكر لكم
*أختكم كريمة*
قد تفيدك هذه الخلاصة: هنا.


حسام الدين
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية حسام الدين

تاريخ التسجيل: 17 - 1 - 2009
السكن: بركان
المشاركات: 149

حسام الدين غير متواجد حالياً

نشاط [ حسام الدين ]
معدل تقييم المستوى: 201
افتراضي
قديم 14-02-2009, 15:10 المشاركة 8   

ما هو سرّ الصلاة ؟ و تمثيل لذلك

و كان سرُّ الصلاة و لُبها إقبال القلب فيها على الله ، و حضوره بكلِّيته بين يديه ، فإذا لم يقبل عليه و اشتغل بغيره و لهى بحديث نفسه ، كان بمنزلة وافد وفد إلى باب الملك معتذرا من خطاياه وزلـله مستمطرا سحائب جوده و كرمه و رحمته ، مستطعما له ما يقيت قلبه ، ليقوى به على القيام في خدمته ، فلما وصل إلى باب الملك ، و لم يبق إلا مناجته له ، التفت عن الملك وزاغ عنه يمينا و شمالا ، أو ولاه ظهره ، و اشتغل عنه بأمقت شيء إلى الملك ، و أقلّه عنده قدرا عليه ، فآثره عليه ، و صيَّره قلبة قلبه ، و محلَّ توجهه ، و موضع سرَّه ، و بعث غلمانه و خدمة ليقفوا في خدم طاعة الملك عوضا عنه و يعتذروا عنه ، و ينوبوا عنه في الخدمة ، و الملك يشاهد ذلك و يرى حاله مع هذا ، فكرم الملك وجوده و سعة برّه و إحسانه تأبي أن يصرف عنه تلك الخدم و الأتباع ، فيصيبه من رحمته و إحسانه ؛ لكن فرق بين قسمة الغنائم على أهل السُّهمان من الغانمين ، و بين الرضَّخ لمن لا سهم له : { و لكل درجات ممَّا عملوا و ليُوَفيهم أعمالهم و هم لا يظلَمون }[الأحقاف :19] ، و الله سبحانه و تعالى خلق هذا النوع الإنساني لنفسه و اختصه له ، و خلق كل شيء له ، و من أجله كما في الأثر الإلهي : " ابن آدم خلقتك لنفسي ، و خلقت كلِّ شيء لك ، فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عمَّا خلقتك له " .
و في أثر آخر : " ابن آدم خلقتك لنفسي فلا تلعب و تكفلت برزقك فلا تتعب ، ابن آدم اطلبني تجدني ، فإن و جدتني و جدت كلّ شيء ، و إن فُتَّك فاتك كلّ شيء ، و أنا أحب إليك من كلّ شيء".
و جعل سبحانه و تعالى الصلاة سببا موصلا إلى قُربه ، و مناجاته ، و محبته و الأنس به

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
من فوائد الصلاة القرب من الله

و لهذا تَعِدُ الملوك من أرضاهم بالأجر و التقريب ، كما قال السحرة لفرعون : { إنَّ لَنَا لأَجراً إن كُنَّا نحنُ الغالبينَ} [الشعراء:41] ، { قالَ نَعم و إنَّكم لَمنَ المُقرَّبين} [الأعراف : 114].
فوعدهم بالأجر و القرب ، و هو علو المنزلة عنده.
فالأول : مَثَله مثل عبد دخل الدار ، دار الملك ، و لكن حيل بينه و بين رب الدار بسترٍ و حجاب ، فهو محجوب من وراء الستر فلذلك لم تقر عينه بالنظر إلى صاحب الدار و النظر إليه ؛ لأنه محجوب بالشهوات ، و غيوم الهوى و دخان النَفس ، و بخار الأماني ، فالقلب منه بذلك و بغيره عليل ، و النفس مُكبَّة على ما نهواه ، طالبة لحظها العاجل.
فلهذا لا يريد أحد من هؤلاء الصلاة إلا على إغماض ، و ليس له فيها راحة ، و لا رغبة و لا رهبة فهو في عذاب حتى يخرج منها إلى ما فيه قرة عينه من هواه و دنياه.
و القسم الآخر :مَثَلُهُ كمثلِ رَجُلٍ دخَل دار الملك ، و رفع الستر بينه وبينه ، فقرَّت عينه بالنظر إلى الملك ، بقيامه في خدمته و طاعته ، و قد أتحفه الملك بأنواع التحف ، و أدناه و قربه ، فهو لا يحب الانصراف من بين يديه ، لما يجده من لذَّة القرب و قرة العين ، و إقبال الملك عليه ، و لذة مناجاة الملك ، و طيب كلامه ، و تذلُّله بين يديه ، فهو في مزيد مناجاة ، و التحف وافدة عليه مِن كلِّ جهة ، و مكتن و قد اطمأنت نفسه ، و خشع قلبه لربه و جوارحه ، فهو في سرورٍ و راحةٍ يعبد الله ، كأنه يراه ، و تجلَّى له في كلامه ، فأشد شيء عليه انصرافه مِن بين يديه ، و الله الموفق المُرشد المعين ، فهذه إشارة و نبذة يسيرة في ذوق الصلاة ، و سرّ من أسرارها و تجلٍّ من تجلياتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــلماذا الراحة بالصلاة ؟


أي أقمها لنستريح بها من مقاساة الشواغل كما يستريح التعبان إذا وصل إلى مأمنه و منزله و قرَّ فيه ، و سكن و فارق ما كان فيه من التعب و النصب.
و تامل كيف قال : " أرحنا بالصّلاة " و لم يقل : " أرحنا منها " ، كما يقوله المتكلف الكاره لها ، الذي لا يصليها إلا على إغماض و تكلف ، فهو في عذاب ما دام فيها ، فإذا خرج منها وجد راحة قلبه و نفسه ؛ و ذلك أنَّ قلبه ممتلئ بغيره ، و الصلاة قاطعة له عن أشغاله و محبوباته الدنيوية ، فهو معذَّب بها حتى يخرج منها ، و ذلك ظاهر في أحواله فيها ، من نقرها ، و التفات قلبه إلى غير ربه ، و ترك الطمأنينة و الخشوع فيها ، و لكن قد عَلِمَ أنَّه لا بدّ له من أدائها ، فهو يؤديها على أنقص الوجوه ، قائل بلسانه ما ليس في قلبه و يقول بلسان قلبه حتى نصلي فنستريح من الصلاة ، لا بها.
فهذا لونٌ و ذاك لونٌ آخر .
ففرق بين مَن كانت الصلاة لجوارحه قيداً ثقيلاً ، و لقلبه سجناً ضيقا حرجاً ، و لنفسه عائقا ، و بين مَن كانت الصلاة لقلبه نعيماً ، و لعينه قرة و لجوارحه راحة ، و لنفسه بستاناً و لذة.
فالأول : الصلاة سجن لنفسه ، و تقييد لجوارحه عن التورط في مساقط الهلكات ، و قد ينال بها التكفير و الثواب ، أو ينال من الرحمة بحسب عبوديته لله تعالى فيها ، و قد يعاقب على ما نقص منها.
و القسم الآخر : الصلاة بستان له ، يجد فيها راحة قلبه ، و قرّة عينه ، و لذَّة نفسه ، و راحة جوارحه ، و رياض روحه ، فهو فيها في نعيم يتفكَّه ، و في نعيم يتقلَّب يوجب له القرب الخاص و الدنو ، و المنزلة العالية من الله عزَّ و جل ، و يشارك الأولين في ثوابهم ، بل يختص بأعلاه ، و ينفرد دونهم بعلو المنزلة و القربة ، التي هي قدر زائد على مجرد الثواب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ



لكل شيء ثمرة و ثمرة الصلاة الإقبال على الله


و كما أن الصوم ثمرته تطهير النفس ، و ثمرة الزكاة تطهير المال ، و ثمرة الحج وجوب المغفرة ، و ثمرة ال**** تسليم النفس إليه ، التي اشتراها سبحانه من العباد ، و جعل الجنة ثمنها ؛ فالصلاة ثمرتها الإقبال على الله ، و إقبال الله سبحانه على العبد ، و في الإقبال على الله في الصلاة جميع ما ذكر من ثمرات الأعمال و جميع ثمرات الأعمال في الإقبال على الله فيها.
و لهذا لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم : جعلت قرة عيني في الصوم ، و لا في الحج و العمرة ، و لا في شيء من هذه الأعمال و إنما قال : " و جعلت قرة عيني في الصلاة ".
و تأمل قوله : " و جعلت قرة عيني في الصلاة " و لم يقل : " بالصلاة " ، إعلاماً منه بأن عينه لا تقر إلا بدخوله كما تقر عين المحب بملابسته لمحبوبه و تقر عين الخائف بدخول في محل أنسه و أمنه ، فقرة العين بالدخول في الشيء أم و أكمل مِت قرة العين به قبل الدخول فيه ، و لما جاء إلى راحة القلب من تعبه و نصبه قال : " يا بلال أرحنا بالصلاة


حسام الدين
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية حسام الدين

تاريخ التسجيل: 17 - 1 - 2009
السكن: بركان
المشاركات: 149

حسام الدين غير متواجد حالياً

نشاط [ حسام الدين ]
معدل تقييم المستوى: 201
افتراضي
قديم 14-02-2009, 15:14 المشاركة 9   

الصيام من منظور حضاري
معظم المسلمين في يومنا هذا يصومون بحكم العادة والإلف، وفي أحسن الأحوال لأن الله أمر بذلك، ولأن ذلك فريضة، أي طاعة لله وامتثالا له، لكن أن يدركوا مقاصد الصيام وحكمه وأسراره وأهدافه، وأن يستفيدوا من ذلك كله، فهذا أمر لازال بعيد المنال عن جمع غفير منهم، وهذا في ظل الأمية الأبجدية المنتشرة في هذه الأمة؛ أمة"إقرأ" ، وفي ظل الأمية الدينية السائدة على مستوى كبير جدا، وفي ظل الانشغالات الجزئية والسطحية لكثير من الدعاة، والعاملين في الحقل الديني من وعاظ وخطباء، وأئمة..
وفي هذا المقال سأعرض بعضا من العوامل الحضارية الرائعة المستفادة من الدرس الصيام، وهي كالآتي:
-الصيام –وكما هو مذكور في الآية الكريمة- الهدف منه هو حصول التقوى "لعلكم تتقون" .
فما هي التقوى؟
التقوى هي أن تجعل بينك وبين السلبيات(أو المعاصي والمحرمات بالتعبير الشرعي) وقاية، فلا تقع فيها، أي أن الصيام معسكر تدريبي يتدرب فيه الإنسان على أن يتحكم في نزواته وشهواته، فيتكون لديه ما يسمى في علم النفس بنظام الضبط، أو التحكم الذاتي، أو بالتعبير الشرعي؛ يتدرب على مراقبة الله في كل أقواله وأفعاله وسلوكاته، فلا يفعل ما فيه معصية لله، ويحرص على أن يكون عمله على أحسن وجه، وهذا معناه أن الصيام يعلم الإنسان أن يراقب نفسه بنفسه، فلا يحتاج إلى مفتش يفتشه، ولا إلى مسؤول عنه يراقبه
وبهذا تكون عندنا جودة في أعمالنا ومنتجاتنا، وبهذا تقل حوادث الطرق التي أصبحت حربا أخرى تهدد حياة المئات كل سنة
وبهذا تقل الرشوة، واختلاس المال العام، وأكل أموال الناس بالباطل وغيرها من الآفات الاقتصادية والاجتماعية التي تفشت في مجتمعاتنا الإسلامية بالرغم من أننا نحن الذين عندنا في ديننا أن كل المشاركين في هذه الجرائم ملعونين من الله سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم:"لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما" و"لعن الله السارق يسرق البيضة
-الصيام واحترام الوقت: تقدير الوقت والإحساس الكبير بقيمته، هذه سمة من سمات الأمم المتحضرة، وبهذا، تمكنت من مضاعفة إنتاجها، والرقي إلى قيادة العالم، لكننا نحن المسلمين- للأسف الشديد- الوقت عندنا لا قيمة له البتة، آخر شيء يمكن أن نفكر فيه، أو نعطيه أهمية هو الوقت! وهذه ظاهرة منتشرة بيننا بشكل تكاد تكون آفة عامة؛ من المواعيد الشخصية بين الأفراد، إلى الاجتماعات واللقاءات على مستوى عال، مرورا بمواعيد عمل الموظفين والأجراء في مختلف القطاعات؛ فأن يأتي الموظفون في مصلحة ما بعد الوقت المحدد بنصف ساعة، ويغادروا مكاتبهم قبل الوقت بنصف ساعة مسألة عادية وطبيعية جدا، بينما درس الصيام يقول: لا!
الأمر بخلاف ذلك تماما! نصف ساعة وقت طويل، وطويل جدا، بل خمس دقائق وقت كثير.. كثير
فهذا المواطن، أو هذا الموظف الذي يرى نصف ساعة أو حتى ساعة لا تساوي شيئا، هو نفسه يأتي في شهر رمضان فيسأل قائلا: أكلت قبل آذان المغرب بدقيقة واحدة، فهل صومي صحيح أم لا؟
ويقول الآخر: بينما أنا أشرب الماء، في فترة السحور، وإذا بالمؤذن ينادي لصلاة الصبح؟ هل صومي خلال هذا اليوم جائز أم أعيد صيام هذا اليوم، وثالث يسأل: إذا كانت اللقمة في فمي وأذن الصبح هل أبلعها أم لا؟ إلى غير ذلك من التساؤلات الكثيرة والتي محصلتها أن الشخص يحاسب نفسه على اللحظات، والثواني القليلة..
فواعجبا، كيف ينسى الإنسان هذه الأشياء بمجرد انتهاء رمضان، ويخرج من الصيام كما دخله أول مرة؛ دخل المدرسة فخرج منها أميا كحال التعليم في بلداننا هذه الأيام!!!
-الصيام والأمن والسلم: انتشرت ثقافة العنف في عصرنا هذا بشكل مفرط، وتأثر المسلمون بهذه الآفة الخطيرة، بل وأكثر من ذلك ألبسوها رداءا إسلاميا، فأصبح الإسلاميون موصوفون بأنهم هم الأكثر عنفا ودموية، وهذا في دين فيه مدرسة اسمها الصيام تعلم الناس أن يكونوا أكثر عقلانية وحكمة ، وأشد رزانة وهدوءا، ذلك أن في حديث النبي الكريم: إذا خاصم الصائم أحد أو قاتله" فيلقل إني صائم"
فهل يستفيد المسلمون من هذا الدرس الرمضاني الذي يتكرر كل سنة ولمدة شهر كامل؟ الواقع يقول عكس ذلك! ففي معظم بلدان العالم الإسلامي تجد المسلم يقتل أخاه المسلم على المال، وعلى المنصب، وعلى الزعامة، وعلى الخلاف في الفكر..على كل شيء
ويؤسفني أن أقول: إننا نحن المسلمين عندنا خلل فادح في التصور الإسلامي الصحيح، فالرسول صلى الله عليه وسلم جعل حرمة دم المسلم وعرضه وماله كحرمة البلد الحرام، في الشهر الحرام، في اليوم الحرام
ولكن قد أسمعت لو ناديت حيا...
علينا أن نعمل على فهم وإفهام الناس أن الصوم وكغيره من التشريعات الإلهية، ليس طقوسا جوفاء نؤديها، أو عادات وتقاليد توارثناها، أو عبثا نضيع فيه جهودنا، وإنما هو رسائل ربانية وتوجيهات إلهية الهدف منها رقي البشرية وإسعادها، أو بتعبير علماء المقاصد: أن الشريعة المقصود منها جلب المصالح للناس ودفع المفاسد عنهم، في العاجل والآجل، في الدنيا والآخرة. فما هي المصالح التي يستفيد منها من يترك الطعام والشراب؟ وماهي المفاسد التي يتجنبها بفعله هذا؟ ولقد صدق المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال:"رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش" وهذا حال الكثير من المسلمين الذين يظنون أن الصيام هو ترك الطعام والشراب، والشارع الحكيم يقول غير ذلك ف"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
لأن المقصود من الصيام ليس هو الجوع والعطش-كما يتخيله معظم المسلمين- وإنما حصول مقاصد كبرى، من أهمها كما في الحديث التدرب على ترك الباطل من الأقوال والأفعال، والتحلي عوض ذلك بفضائل الأخلاق والصفات، فمتى يعلم المسلمون أن الصيام مدرسة للنهوض الحضاري؟"قل عسى أن يكون قريبا" .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
القيم الروحية والمادية للصيام
هي إصلاح النفس والسيطرة علي أهوائها



ومنمظاهر العبادة في رمضان الاعتكاف في العشر الأواخر منه. فرمضان شهر فيالعام. تركيزا للوقت، وإذكاء لعلاقة الإنسان بالله من أجل تقوية علاقةالإنسان بالعالم وبالناس. والعشر الأواخر منه قمة الزمن في رمضان، نوع منالعزلة الروحية مرة في العام بعيدا عن هموم الدنيا بما في ذلك النساء. وقدكان الاعتكاف سنة جاهلية قبل الإسلام استمرت بعده وأقرها الرسول تواصلا معالماضي. فقد سأل عمر النبي أنه كان قد نذر في الجاهلية أن يعتكف ليلة فيالمسجد الحرام فأجابه الرسول (أوف بنذرك). فالوفاء بالنذر عبادة وقيمةإسلامية.

وقته العشر الأواخر من رمضان في الثلث الأخير من شهر الصومحين يبلغ الصوم الذروة وقبل وداع الشهر الكريم. الاعتكاف راحة من مجموعالعلاقات الاجتماعية، الأهل والأقارب والأصدقاء، رجالا ونساء، من أجلتقوية الذات وحتي لا تضيع في تشابك العلاقات الشخصية والاجتماعية وتضعفأمام الآخرين (من اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر).

وفيه تتجلي الروح،وتكون أقدر علي الرؤية الصادقة نظرا لشفافية النفس وقدرتها علي قراءةالمستقبل وارتياد المجهول (من كان اعتكف فليرجع إلي معتكفه فإني رأيت هذهالليلة ورأيتني أسجد في ماء وطين). فالبدن لا يستطيع إدراك إلا الحاضر منخلال الحواس في حين أن الروح تستطيع استدعاء الذكريات واستشراف المستقبلطالما كانت قادرة علي العمق الداخلي، والتحول من الخارج إلي الداخل حتييتم التحول من الداخل إلي أعلي. تنعكف علي الذات فتسمو إلي الآفاق.
ولمااعتكف الرسول وأذن لعائشة بالاعتكاف بعد طلبها وأقامت خباء تعتكف فيه ثمقلدتها باقي زوجات الرسول، حفصة وزينب تساءل عن الدافع لذلك (ما حملهن عليهذا البر، أنزعوها فلا أراها). واعتكف في العشر الأواخر من شوال حتي تكونالعزلة كاملة ويكون الاعتكاف تاما. وعندما زارته زوجه صفية في اعتكافه خشيالرسول مما قد يدور في قلوب الناس (إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدموإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا) متوجها إلي رجلين من الأنصار مرا عليباب المسجد. فالاعتكاف اكتشاف مطلق لعالم الذات وغوص فيها من دون شبهة أوإغراء.

قمة زمان السنة

إذا كان شهر رمضان هو قمة زمان السنة،شهرا من اثني عشر شهرا، وكان الاعتكاف في العشر الأواخر منه قمة زمان هذاالشهر فإن ليلة القدر هي قمة قمتي الزمان، وقت مركز للغاية، ليلة واحدة فيالعام يقوي فيها الاتصال بين العبد والرب، الاتصال الفكري والروحي. انزلفيها القرآن، بداية الاتصال بين السماء والأرض، في وعي الرسول وإبلاغهللناس.

وهي ليلة المغفرة إذا ما كان قيامها احتسابا لوجه الله وليسطلبا لغنم أو سؤالا لرزق أو استجداء لإحدي مطالب الدنيا. (ومن قام ليلةالقدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه). هي ليلة الصفاء وعودةالنفس إلي براءتها الأولي بعيدا عن هموم الدنيا وأهواء البشر، والمساوماتعلي الحق وحب المغانم وزيادة الأرزاق.

ووقتها محدد وغير محدد، محددبالعشر الأواخر من رمضان، وغير محدد لأنها غير معينة اليوم حتي يظل جهدالإنسان قائما في بحبوحة من الزمان، وحرية من الفعل ومن دون ارتباط ضروريبين المنتظِر والمنتظَر، بين السؤال والجواب، أشبه بالتراخي في الوقت فيالصلاة، لا هو علي الفور ولا هو قضاء. (تحرروا ليلة القدر في العشرالأواخر من رمضان). ومع ذلك فإنه يمكن تحديد وقت أيضا غير محدود. فهي ليلةوتر، في التاسعة أو السابعة أو الخامسة في العشر الأواخر (التمسوها فيالعشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقي في سابعة تبقي فيخامسة). والوتر إشارة إلي التوحيد، وحدانية الله. وبالوتر كان القسم (والشفع والوتر) (3:89). وهو عدد غير قابل للقسمة مثل صفة الواحد
. (فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر).

ولا يكون الانتظاربالساعة واليوم المحددين فذلك انشغال للقلب، وخروج علي الاعتكاف. وليسانتظارا لشيء هابط من السماء يحمل الذهب والفضة والأرزاق. فتلك همومالدنيا التي أبعدها الاعتكاف. ولا يكون الانتظار علي الأسطح أو من الشرفاتوالنوافذ بالنظر خلف كل كوكب وحول كل نجم. إذا لمع شاهد الناس جبريل. وإذابرق رأي الناس ملائكة السماء. إنما الانتظار داخلي، مع التركيز علي النفسومزيد من الإخلاص والتجرد حتي تنفتح طاقة السماء في القلب.

إذا كانتالغاية من الصوم تطهير النفس وتخليصها من الذنوب يكون الصوم صدقة عليهاوتكفيرا من الذنوب (فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، تكفرها الصلاة،والصيام صدقة). الصيام إذن إصلاح للنفس واتقاء من الفتنة، فتنة الأهل، وحبالنساء والأولاد أكثر من حب الحق، والسعي وراء المال غاية في ذاته من أجلجمعه طلبا للثراء وليس للإنفاق علي النفس والسعي في مصالح الناس، وفتنةالجار والصديق وجماعات الهوي التي تجعل الإنسان يؤثر تقليد الآخرينوالتنازل لهم عن متطلبات الوعي الفردي.

السيطرة علي النفس

وإذاما خرق الصائم صومه نظرا للضعف البشري، وواقع امرأته أثناء النهار فعليهعتق رقبة. فإن لم يستطع أن يخلص نفسه من إسار البدن وأسر الروح فعليه أنيخلص عبدا من إسار الرق. فخلاص الآخر يأتي تعويضا عن الضعف في خلاص الأنا. فإن لم يستطع تحرير العبيد مباشرة فإنه يصوم شهرين متتابعين تقوية لإرادتهبعد أن ضعفت، ومرانا لنفسه علي السيطرة علي أهواء البشر وانفعالات النهار. ومن لم يستطع الصبر علي صوم نهار فإنه يكون في حاجة إلي مزيد من التدريبعلي السيطرة علي النفس. فإن لم يستطع وكان فقيرا لا يملك تحرير رقبة أوضعيفا لا يقوي علي صوم شهرين متتابعين فعليه إطعام الفقراء. وإذا لم يشعربأن إحدي غايات الصوم هو الإحساس بالجوع فعليه أن ينمي هذا الإحساس بإطعامالمساكين، ستين مسكينا في يوم واحد أو مسكينا كل يوم علي مدي ستين يوما. فإن لم يستطع وكان فقيرا مسكينا يستحق أن يُطعم وأن يتصدق عليه فإنه يعطيصدقة للتصدق بها علي الفقراء والمساكين مساعدة من الآخرين له، ومساعدة منهللآخرين. فإن تصدق بها علي نفسه فلا يوجد من هو أفقر منه عرف أن الإسلامبه رحيم، وأنه كان به كريم مما قد يولد في نفسه الإحساس بالذنب ومقابلةالسماحة بالسماحة، ومكافأة الكرم بالكرم، فتطهر النفس، وتقوي الإرادة،وتعظم المقاومة.

ليس الصوم جوعا أو عطشا بل هو إمساك عن الأهواء،وسيطرة علي الانفعالات، وتوجيه للحاجات. الصيام مسرة وفرح وابتهاج. فلافحش في القول، ولا غضب علي أحد. فالسيطرة علي النفس علم، والتصدي عليالآخرين جهل. والصيام مبادلة الإساءة بالحسنة، والعدوان بالعفو. وأن خلوففم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لأنه يترك طعامه وشرابه من أجل طاعةالله. والله يجزي الحسنة بعشر أمثالها. هذه المعاني كلها هي التي حواهاحديث الرسول (الصيام جُنــّة فلا يرفُث ولا يجهل. وإن امرئ قاتله أو شاتمهفليقل إني صائم مرتين. والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله منريح المسك، يترك طعامه وشاربه وشهوته من أجلي. الصيام لي وأنا أجزي به. والحسنة بعشر أمثالها).
وتزيد رواية أخري (للصائم فرحتان يفرحهما. إذاأفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه). فالصيام فرح وبهجة وسرور وليس غماوكربا وهما. يفرح الصائم بعدها بالإفطار أي بالحصول علي نتيجة السيطرة عليالأهواء والانفعالات والمرور في الامتحان بعد الاجتهاد والمثابرة. كمايفرح في الامتحان النهائي بعد لقاء الله وأداء الواجب وحسن التكليف.

الصياموسيلة للسيطرة علي حاجات البدن، الطعام والشراب والنكاح. الصوم بديل عنالزواج للذين لا يجدون نكاحا وكإشباع بديل للروح. (من استطاع الباءةفليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه لهوجاء). الوضع الأمثل هو الزواج، وهو الإشباع الطبيعي. فإن صعب ذلك نظرالما يقتضيه من مصاريف تأسيس المنزل وإعداد البيت يكون الصيام بديلا مؤقتاعنه، تهذيبا للنفس وتشذيبا للبدن. الطبيعة قبل الصنعة، والإشباع قبل السمو.

والصيامأيضا هو صيام عن الرذائل، عن قول الزور والعمل به (من لم يدع قول الزوروالعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). الصوم صدق مع النفس عنطريق التحكم في حاجات البدن وفي الوقت نفسه صيام عن الرذائل عن طريقالتحكم في أهواء النفس والكذب علي الحق وشهادة الزور. الصوم إذن مدرسة فيالصدق، الصدق مع النفس، والصدق مع الآخرين بعد الصدق مع الله. النفس تعودإلي نفسها، وتنظر في داخلها، وتقوي عالمها، وتعكف علي ذاتها فتكتشفالتعالي فيها والمفارقة داخلها، التعالي نحو الله، والمفارقة في العالمنحو الآخرين.

ويظهر في السنة النبوية بوضوح موضوع التوقيت، معرفة بدايةشهر رمضان وآخره، اتصالا مباشرا بالطبيعة، ورؤية مباشرة للهلال. (إذارأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له). ليسالأمر إذن مجرد حساب فلكي يتم قبل الشهر أو بعده بعام أو بعامين أو بعشراتالسنين. إنما يتعلق الأمر بالفرح بمظاهر الطبيعة وبدوراتها نظرا لما فيالقرآن من توجه للتأمل في الكون والاعتبار بالشمس والقمر والكواكبوالنجوم. فإن لم تتم رؤية الهلال هنا يأتي التقدير ولكن بعد الاتصال الحيالمباشر بالطبيعة.


السنة تعد بالليالي وليس بالأيام
ثم يأتي بعدذلك تحديد الشهر وعدد أيامه. وتعد السنــّة بالليالي وليس بالأيام، تسعاوعشرين ليلة.
فإن غم القمر ولم يتضح الهلال فإكمال العدة إلي ثلاثين يوما (الشهر تسع وعشرون ليلة. فلا تصوموا حتي تروه فإن غُم عليكم فأكملوا العدةثلاثين). فإذا كان الشهر العربي تسعا وعشرين يوما فإن شهرين لا ينقصانويكملان ثلاثين يوما شهر رمضان وشهر ذي الحجة (شهران لا ينقصان، شهرا عيدرمضان وذو الحجة). فمن صام قبل ذلك وكان ينوي الصيام يوما أو يومين قبلرمضان فله ما أراد. (لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكونرجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم). فالبداية بشهر الصوم في أول يوم فيهفرح، فرح البداية والجدة والانتقال من حال إلي حال. والفرح بالنهاية فيخاتمة الثلاثين، فرح النهاية والانتقال أيضا من حال الصيام إلي حال الفطر. ومن هنا أتت أهمية التركيز علي البداية والنهاية، أول يوم وآخر يوم، يومالغرس ويوم الحصاد.




حسام الدين
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية حسام الدين

تاريخ التسجيل: 17 - 1 - 2009
السكن: بركان
المشاركات: 149

حسام الدين غير متواجد حالياً

نشاط [ حسام الدين ]
معدل تقييم المستوى: 201
افتراضي
قديم 14-02-2009, 15:15 المشاركة 10   

مفهوم التجديد في الدين
مفهوم الحديث الشريف في بعث المجددين في كل عصر وزمان، الذي رواه أبو علقمة عن أبي هريرة الذي قال: فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة، من يجدد لها أمر دينها"سنن أبي داود
ظاهر الحديث أن هناك وعد من الله عز وجل في بعث المجددين في كل قرن يكون الإسلام فيه بحاجة إلى من يجدد صبغته وتكيفه مع الواقع المعاش.
والمجددون في هذه الأمة يأتون الواحد تلو الآخر، في مناحي الحياة المتعددة، فقط بعث الله سبحانه وتعالى - على حسب الكثير من أهل العلم - على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز (99)هـ، وبعث على رأس المأتين محمد بن إدريس الشافعي، وأنشد بعضهم يقول (ابن كثير: البداية والنهاية ):
اثنان قد مضيا و بورك فيهما عمر الخليفة ثم خلف السؤدد
الشافعي الأبطحي محمد إرث النبوة و ابن عم محمد
فالظاهر أن التجديد يكون في تفاعل Interaction الدين مع المشكل و الواقع، فعمر بن عبد العزيز أعاد لطبيعة الحكم السياسي في الإسلام دوره الريادي والحضاري، بعد الأزمات السياسية والوراثية الذي عاشتها الأمة بعد استشهاد الخليفة الرابع، علي بن أبي طالب 40هـ، وانقسام الأمة إلى سنة وشيعة وخوارج، أما الشافعي فبرز في تجلية أحكام الدين وأصوله في كتابه الرسالة، من خلال منهجه المحكم لعلم الأصول، بعد افتراق المدرستين الكبيرتين في الفقه وأصول الاستنباط، وهما الحنفية والمالكية، وبداية عهد الطعن في السنة ومحاولة البعض إلغاء حجيتها(انظر: عبد الوهاب أبو سليمان، منهجية الشافعي في الفقه وأصوله )
من هنا نستطيع أن نوضح طبيعة التجديد والمجدد، وهو أن:
1. التجديد لا ينحصر في عمل أو مجال معين من مجالات الحياة، بل قد يكون عاماً وشاملاً لكافة المجالات، فقد لا يقتصر على السياسة أو الاقتصاد، أو العلم الشرعي وغير ذلك من مجالات الحياة ومتطلباتها، وهذا من رفق الله عز وجل في عباده الصالحين، أن كلفهم بما يستطيعون، وليبدعوا فيما يستطيعون، لأن قيمة المرء فيما يُحسن (قارن مع: محسن عبد الحميد: تجديد الفكر الإسلامي )
فالمجدد يجدد عنصر الدين في أي مجال من مجالات الحياة، سواءً أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو علمية أو ثقافية وغير ذلك، فقد كان سالفاً تجديد علم الكلام على يد أبي الحسن الأشعري، وتنزيه العقيدة ومفاهيمها على يد محمد بن عبد الوهاب ، وتجديد في فهم طبيعة الإسلام كمنهج حياة على يد حسن البنا وغيرهم الكثير، وهذا ما ذكره ابن كثير 748هـ إذ يقول:" وقد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر والله أعلم أنه يعم جملة أهل العلم من كل طائفة، وكل صنف من أصناف العلماء، من مفسرين ومحدثين وفقهاء ونحاة ولغويين إلى غير ذلك من الأصناف والله أعلم" ) ابن كثير، البداية والنهاية. (
2. وهو أن المجدد قد يتعدد في العصر الواحد نظراً لوجود سبب تجدده، وأغلب الظن أن لا تعارض في بعث المجدد في أمر، وأن يكون هناك مجدداً آخر في أمرٍ آخر، ما دام الأمر يتسع لهذا والحاجة تؤيده.
ولعل في كلام العلامة ابن حجر العسقلاني 852هـ ما يشير إلى هذا بجلاء ووضوح، إذ يقول رحمه الله:" .. ما حمل عليه بعض الأئمة حديث إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، أنه لا يلزم أن يكون في رأس كل مائة سنة واحدة فقط، بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة وهو متجه، فإن اجتماع الصفات المحتاج إلى تجديدها لا ينحصر في نوع من أنواع الخير، ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخص واحد، إلا أن يدعى ذلك في عمر بن عبد العزيز، فإنه كان القائم بالأمر على رأس المائة الأولى باتصافه بجميع صفات الخير وتقدمه فيها، ومن ثم أطلق أحمد أنهم كانوا يحملون الحديث عليه، وأما من جاء بعده فالشافعي وإن كان متصفاً بالصفات الجميلة، إلا أنه لم يكن القائم بأمر ال**** والحكم بالعدل، فعلى هذا كل من كان متصفاً بشيء من ذلك عند رأس المائة هو المراد سواء تعدد أم لا" (انظر: ابن حجر العسقلاني، فتح الباري بشرح صحيح البخاري )
لهذا، يأتي المجدد في زمن وعصر يكون الدين بحاجة حقيقية لمن يقود أمر التجديد فيه، وهذا من رحمة الله وعنايته بهذه الأمة يبعث لها عند دروس السنة وظهور البدعة من يجدد لها دينها، ولا يزال يغرس في دينه غرساً يستعملهم فيه علماً وعملاً.
وهذا ما أكد عليه العلامة ابن القيم 751هـ، عندما تناول أقسام المفتين، فتناول أولهم، وهو على حد تعبيره:" أحدهم العالم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة، فهو المجتهد في أحكام النوازل، يقصد فيها موافقة الأدلة الشرعية حيث كانت، .. فهذا النوع الذي يسوغ لهم الإفتاء، ويسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرض الاجتهاد، وهم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها وهم غرس الله الذين لا يزال يغرسهم في دينه، وهم الذين قال فيهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: لن تخلو الأرض من قائم لله بحجته"( ابن القيم، أعلام الموقعين عن رب العالمين )
وبدقيق العبارة، كل هؤلاء المجددين كان لهم اليد الظاهرة في محاربة ومقاتلة أعداء الله، كل حسب تخصصه ومجاله، وكلهم ما نال شرف التجديد في الدين بعدما كانت لهم مفاصلة ومنازلة مع من أراد لهذا الدين السوء ، ولهذا لم يكن عجباً أن " جميع المجددين والمفكرين الإسلاميين حددوا موقفهم من القوى الاستعمارية المتنوعة الطاغية القائمة في هذا العالم، بمحاربتها وإعلان ال**** العام الشامل عليها، لأنه لا يسع المسلمين في دينهم إلا أن يعيشوا أحراراً يملكون زمام أنفسهم

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مادة, معلومات, التربية, الإسلامية, بنك

« سؤال في التربية الاسلامية | بنك معلومات مادة الفلسفة. (لكل الطلاب، المرجو الدخول) »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مادة التربية الإسلامية oussamabr التربية الاسلامية - الاجتماعيات - الفلسفة - التربية البدنية - التوثيق 3 05-07-2009 14:37
فهرس مادة التربية الإسلامية oussamabr التربية الاسلامية - الاجتماعيات - الفلسفة - التربية البدنية - التوثيق 31 09-06-2009 19:29
طلب تبادل _ مادة التربية الإسلامية أستاذة 1 طلبات الانتقال بالتبادل 1 29-04-2009 00:45
بنك معلومات مادة الترية الإسلامية ....... raro دفاتر أساتذة و تلاميذ التعليم الثانوي الاعدادي 1 16-03-2009 12:53


الساعة الآن 20:51


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة