جمعيات تطالب بإشراك المؤسسات التعليمية في مواجهة الإرهاب
هسبريس - عبد الإله شبل
اهتزت مدينة الدار البيضاء على وقع تفجيرات إرهابية أودت بحياة العشرات يوم 16 ماي من سنة 2003، في أعنف هجوم تتعرض له المملكة.
مرور 14 سنة على الحادث الإرهابي الذي كان له وقع كبير، خصوصا على من عاشوا لحظاته ممن أفقدتهم آلة الإرهاب فلذات أكبادهم وأقاربهم، لم يمح تلك الصورة المؤلمة، ويدفعهم، في المقابل، إلى التنديد بهذا العمل الشنيع في كل مناسبة وحين.
ودعت الجمعية المغربية لضحايا الارهاب، التي توجد على رأسها سعاد البكدوري الخمال التي فقدت زوجها وابنها خلال التفجيرات، إلى الحيطة والحذر حتى لا يعاد تكرار التجربة الأليمة نفسها، منوهة في الوقت نفسه بالمقاربة الأمنية والدور الذي تقوم به مختلف الأجهزة الأمنية.
واعتبرت الخمال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الدور اليوم على المؤسسات التعليمية التي يجب أن تساهم في توعية التلاميذ والشباب"، مشيرة إلى وجوب إعادة النظر أيضا في المواد التي تدرس.
وأشارت الخمال إلى أن جمعيتها وقفت خلال حملات تحسيسية بمدارس المملكة، على "انتشار الأجهزة الإلكترونية في صفوف التلاميذ بشكل خطير، إلى جانب توفرهم على حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يجعلهم معرضين للاستقطاب بسهولة من طرف التنظيمات المتطرفة".
ولفتت رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب إلى أن "التلاميذ يستعملون الهواتف دون مراقبة من قبل الأسر، ويطالعون فيديوهات خطيرة؛ ولذلك على الأسر أن تقوم بواجبها في مراقبة ومواكبة أبنائها".
وشددت المتحدثة نفسها على أن المقاربة الأمنية المتبعة غير كافية، داعية إلى تظافر الجهود والقيام بمبادرات أخرى من أجل إنقاذ الأطفال والشباب من الانحراف والاستقطاب.
من جهته، وحيد مبارك، رئيس جمعية الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، أكد أن هذه المناسبة "يجب استحضارها على مدار السنة، وأن يتم الاشتغال على دروسها دون انقطاع، لا أن يتم تبخيسها وتقزيمها في وقفة أو ندوة، على أن تُطوى صفحتها بانصرام الليلة".
واعتبر مبارك أن "ذكرى تفجيرات 16 ماي مناسبة لمساءلة المجتمع والذات، وليست فرصة للتهافت على الصور والتصريحات، وترديد المطالب والشعارات التي تظل مجرد حبر على ورق لا يجد طريقه إلى التفعيل، لتبقى بذلك مجرد أحد أشكال للتفريج عن المكبوتات".