هيئة التلميذ(ة) بين مواقف الأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربوية هنا نرتب أهم وآخر مقالات الرأي والتقارير الصحفية الواردة بالصحافة الوطنية والمتعلقة بموضوع التربية والتعليم

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nasser
nasser
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,115
معدل تقييم المستوى: 7535
nasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميز
nasser متواجد حالياً
نشاط [ nasser ]
قوة السمعة:7535
قديم 26-03-2015, 21:38 المشاركة 1   
نجمة هيئة التلميذ(ة) بين مواقف الأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية

إدارة نيوز :نهاري امبارك / ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ الخميس 26 مارس 2015

مقدمة:

تعتبر المدرسة مجتمعا مصغرا تتناغم ثقافة ساكنته والثقافة الاجتماعية السائدة المنبثقة من قلب المجتمع سلوكا ومعاملات لتساهم وبشكل فاعل في صناعة وتشكيل الإنسان الذي نريد، ضمن الإطار العام للمجتمع.
وتحرص المدرسة على زرع القيم الإنسانية والتطوير والتعديل وتهذيب السلوك ضمن أطر المنظومة الأخلاقية للمجتمع، كما أنها تعمل على إعداد الفرد المتوازن تربويا وأخلاقيا، ليكون مواطنا صالحا نافعا لنفسه ولمجتمعه، ومساهما في رقيه وتقدمه.

وقد أوجد المجتمع المدرسة لتحقيق أهداف وغايات نبيلة. والمدرسة هي الحلقة الثانية بعد الأسرة حيث تمد المجتمع بالطاقات البشرية المؤهلة والمدربة. والمدرسة مؤسسة تربوية تتجلى أدوارها الأساسية في تنمية شخصية المتعلم في جميع جوانبها الجسمية والعقلية والنفسية والانفعالية والاجتماعية والروحية والأخلاقية، بصورة متكاملة، ومساعدة الفرد على الاندماج في الحياة العملية، والتكيف مع الثقافة الاجتماعية قيما وأعرافا وعادات. وحيث يفد على المؤسسة التعليمية أفراد كثر، تلاميذ وأطر إدارية وتربوية يختلفون باختلاف مشاربهم وبيئتهم الاجتماعية والثقافية، وحيث تغزو المجتمعات، عبر وسائل الإعلام، تيارات سلوكية تتجلى عموما في هيئة الفرد وتتمثل في الهندام وشكل حلاقة الرأس وبعض الأحذية المثيرة، وسراويل فضفاضة وتتخللها ثقوب، وبعض أنواع المساحيق المثيرة للانتباه، فما موقف الأطر الإدارية والتربوية من هيئة التلميذ(ة) داخل المؤسسة التعليمية؟ وكيف يراها الأطر الإدارية والتربوية؟ وكيف يتعاملون مع التلاميذ؟ وعلى أي أسس معيارية يصدرون أحكاما حول التلاميذ؟ وما هي الآثار التربوية والنفسية والثقافية لهذه الأحكام على التلاميذ ؟ وكيف يمكن تقنين وتوحيد المعاملات والسلوكات وهيئة التلاميذ بالمؤسسة التعليمية؟

سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة المؤطرة لإشكالية الخصوصيات الشخصية والثقافية للأطر الإدارية والتربوية وأثرها على التلاميذ في ظل تفسيرات وتأويلات شخصية ومتباينة لهيئة التلميذ(ة) من هندام وحلاقة … ، استنادا إلى الواقع التربوي والتعليمي من خلال معاينة هندام التلاميذ وتنوع حلاقة شعرهم وتفاعلهم داخل الوسط المدرسي، وذلك من خلال الفقرات التالية:

1. انتشار أنواع الهندام وحلاقة الشعر والمساحيق:
حيث الإنسان ابن بيئته، فإن التلاميذ يختلفون باختلاف أوساطهم الأسرية والاجتماعية، فيتشبعون منذ اللحظات الأولى لإدراكهم الكلمة والحركة والإيماء بثقافة الوالدين التي يتأثرون بها ويعتقدونها ويِؤمنون بمضامينها، من شدة التكرار والأمر والنهي وترسيخ السلوكات والمعاملات وفق ما يطبع الوالدين وأفراد الأسرة، فيكبر الأطفال ويترعرعون متمسكين بالطبع، ولا ينال منه التطبع شيئا.

لكن، وكما تنتشر الكلمات والمفردات في صفوف التلاميذ وكذا السلوكات المتباينة واستعمال الهواتف النقالة والتباهي بأبهاها، تنتشر، من خلال وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وتأثير الشارع، » الموضة » على حد تعبير التلاميذ، عن طريق عولمة اللباس وشكل حلاقة الشعر المنتشرة من خلال التقليد عموما، وتقليد الرياضيين خصوصا منهم لاعبي كرة القدم. فلا يتوانون في التنافس في لباس السراويل ذات الثقوب على الفخذين والركبتين وأنواع حلاقة الشعر ووضع دهون مثيرة، أما الفتيات فيتنافسن في العري ووضع الإكسسوارات والمساحيق المثيرة والمبالغ فيها. ومعلوم أن هذه الظواهر تحدث تحت أنظار الأمهات والآباء، حيث التلاميذ يغادرون المنازل إلى المدرسة وآباؤهم يشاهدون بأم أعينهم، فما مواقف الآباء والأمهات؟ وهل أصبحوا مغلوبين على أمرهم واستسلموا لممارسات أبنائهم؟ أو هل انساقوا وراء الموضة ولا يرون تأثير ذلك على سلوكاتهم، أو لا يقدرون العواقب والانعكاسات على العملية التربوية والتحصيل الدراسي؟….

2. تباين مواقف الأساتذة والإداريين:
لا يجادل اثنان أن تنوع الثقافات ثروة ونعمة، لكن سوء التفاعل والتعامل مع هذا التنوع يصبح نقمة.





وحيث تختلف الحمولات الثقافية لدى المدرسين والإداريين، فإن مواقفهم من هندام التلاميذ وحلاقة شعرهم والمساحيق تتباين فتسير إلى حد التعارض، حيث إن البعض يبدي صرامة اتجاه هذه الهيئة ويصفها بالمخلة بالحياء داخل الفضاءات التربوية ومستفزة لتلاميذ ذوي هيئة عادية، والبعض الآخر لا يرى في ذلك إخلالا بالسلوك بالمؤسسة التعليمية معللا أن المطلوب من التلميذ الانضباط والعمل والإنتاج لا غير.

3. أثر تباين مواقف الأطر الإدارية والتربوية على التلاميذ:
في ظل هذه الأوضاع المتباينة، والمواقف المختلفة، وتعارض مواقف الأطر الإدارية والتربوية حول هيئة التلاميذ، فإن كل إداري أو مدرس يصدر أحكامه الشخصية على التلميذ(ة) ذي الهيئة المثيرة، فينبهه ويوبخه أمام التلاميذ، وقد يقصيه من فضاء المؤسسة، أو يحرمه من متابعة الدرس طالبا منه إحضار أولياء أمره، وقد يصل الأمر إلى إنجاز تقرير في الموضوع يعرض على مجلس القسم لاتخاذ القرار المناسب لمخالفة سلوكية تتجلى في الهيئة المخلة بالحياء.

وقد نجد مدرسا من بين أساتذة نفس القسم لا يعير اهتماما لنفس التلميذ المنجز في شأن هيئته تقرير، أو المقصى من المؤسسة لإحضار أولياء أمره، أو ربما لا ينتبه تماما لوجوده داخل الفصل الدراسي، فلا يحرك أحاسيسه ولا يتشكل لديه أي موقف.

وهكذا نجد، من جهة، بنفس المؤسسة التعليمية وبنفس الفصل الدراسي، أساتذة وإداريين تختلف لديهم معايير الحكم على هيئة التلاميذ من حيث الهندام والحلاقة واستعمال المساحيق، ما يترتب عنه شعور ومواقف مختلفة لدى التلاميذ، تتراوح بين الحب والكراهية، فيحبون الأستاذ القابل بتلك الهيئة، ويصفونه بالمتفاهم والواعي والمتفتح والمساير لتطور الموضة، ويكرهون الأستاذ المتشدد اتجاه هذه الهيئة، وينعتونه بالمتزمت وغير المواكب للتطور.

ونجد من، جهة أخرى، تلميذا تتقاذفه أمواج القبول والرفض لهيئته التي تنعكس عليه سلوكا يؤثر في متابعة دروسه، فأستاذ يقبله وآخر يرفضه، فيشعر أنه منقسم على ذاته ومتعدد الشخصيات، ولا يستطيع التوفيق بين مواقف المدرسين، فيضطر للتغيب لدى الأستاذ الذي يرفض هيئته، ويحضر لدى الأستاذ الذي يقبل هيئته، فيتراكم لديه الغياب وتنقصه دروس عدة، ما يؤثر سلبا في معدلات المواظبة والسلوك والإنتاج.

وهكذا يشعر التلميذ(ة) بحيف يمسه وظلم ينال منه، فيبقى متشبثا بهيئته، معتبرا الإجراءات المتخذة في حقه عقوبات وتجاوزات غير مبررة، فيكبر الحقد في قرارة ذاته، ويتنامى موقف الكراهية والبغضاء في أحشائه، وتتحول جل السلوكات إلى عنف يمارسه التلميذ(ة) ضد الفضاءات المدرسية والعناصر البشرية، وقد يصبح التلميذ(ة)، لمرات متكررة، ضحية سوء تفاهم، فيدخل دوامة مقيتة، ويدور في حلقة مفرغة من الأفعال والسلوكات الخشنة والإجراءات التربوية المتوالية، ما قد يؤدي به إلى النفور من المدرسة، ومغادرته الأسلاك الدراسية.

4. نحو تقنين هيئة التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية وتوحيد الأحكام:
بالرغم من سن المشرع قانونا داخليا لضبط السلوكات والمعاملات بين الأطراف والشركاء داخل المؤسسة التعليمية، وتحديده حقوق وواجبات كل الأفراد من تلاميذ ومدرسين وإداريين وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، فإن تطبيقه يصطدم ببعض الحواجز والتأويلات لعدم مواكبته التغييرات الثقافية المتواترة، التي تغزو يوميا صفوف التلاميذ والوسط المدرسي، المتجلية في الهندام وشكل حلاقة الشعر واستعمال المساحيق المثيرة وسلوكات تبدو للتلاميذ عادية، ويصنفها الأطر الإدارية والتربوية ضمن خانة الإخلال بالنظام والمس بالأخلاق وخدش الحياء داخل مرافق المؤسسة التعليمية.

وعليه فالأمر يتطلب تجديد وتعديل محتويات النظام الداخلي للمؤسسة، وصياغة مختلف فقراته في شكل ميثاق يترجم توافق مختلف الأطراف ثقافيا وتربويا وإداريا واجتماعيا.

خاتمة:

تبدو الإجابة على الأسئلة التالية، من أهم مرتكزات التوافق حول سلوكات التلاميذ حتى لا يبقوا ضحية تنافر وتجاذب مواقف وأحكام شخصية متباينة لدى الأطر الإدارية والتربوية:

· التعليم الأولي:أي سلوك؟ أي ثقافة؟
· الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب: أي إسهام في المنظومة التربوية، سلوكا وثقافة؟
· التلميذ(ة): أي مواصفات نريد أن تسم تلميذ(ة) اليوم، رجل وامرأة الغد، قيما وأخلاقا؟


بقلم: نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي مكناس، بتاريخ 22 مارس 2015.









الحمد لله رب العالمين
آخر مواضيعي

0 بعد الإمارات .. أمطار طوفانية تغرق عدد من المناطق السعودية وتعلق الدراسة بها
0 الـ umt تعتبر مكاسب الاتفاق الاجتماعي “مقبولة” وتتشبث برفض “الثالوث الملعون” وقانون الإضراب
0 فاس..”مذكرة بحث”في حق مدير ثانوية تحرش بتلميذة بعين الشقف
0 اعتقال قاتل التلميذة "حورية" بمدينة صفرو
0 ​دفتر مساطر تدبير الوسائل التعليمية .- 29 أبريل 2024
0 ​مذكرة وزارية عدد 147-24 بتاريخ 05 أبريل 2024 في شأن الصيغة المحينة لدفتر مساطر تدبير الوسائل التعليمية.
0 اتفاق أبريل 2024 من الحوار الاجتماعي
0 ​مباراة ولوج سلك أطر التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين - مسلك التعليم الثانوي الإعدادي - دورة أبريل 2024
0 بيان توضيحي - مديرية مولاي يعقوب
0 الحكومة تصادق على مشروع قانون جديد يهم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض


nadiazou
:: مراقبة عامة ::

الصورة الرمزية nadiazou

تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032

nadiazou غير متواجد حالياً

نشاط [ nadiazou ]
معدل تقييم المستوى: 1386
وردة هيئة التلميذ(ة) بين مواقف الأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية
قديم 26-03-2015, 21:38 المشاركة 2   

هيئة التلميذ(ة) بين مواقف الأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
إدارة نيوز :نهاري امبارك /
مقدمة:
تعتبر المدرسة مجتمعا مصغرا تتناغم ثقافة ساكنته والثقافة الاجتماعية السائدة المنبثقة من قلب المجتمع سلوكا ومعاملات لتساهم وبشكل فاعل في صناعة وتشكيل الإنسان الذي نريد، ضمن الإطار العام للمجتمع. وتحرص المدرسة على زرع القيم الإنسانية والتطوير والتعديل وتهذيب السلوك ضمن أطر المنظومة الأخلاقية للمجتمع، كما أنها تعمل على إعداد الفرد المتوازن تربويا وأخلاقيا، ليكون مواطنا صالحا نافعا لنفسه ولمجتمعه، ومساهما في رقيه وتقدمه.
وقد أوجد المجتمع المدرسة لتحقيق أهداف وغايات نبيلة. والمدرسة هي الحلقة الثانية بعد الأسرة حيث تمد المجتمع بالطاقات البشرية المؤهلة والمدربة. والمدرسة مؤسسة تربوية تتجلى أدوارها الأساسية في تنمية شخصية المتعلم في جميع جوانبها الجسمية والعقلية والنفسية والانفعالية والاجتماعية والروحية والأخلاقية، بصورة متكاملة، ومساعدة الفرد على الاندماج في الحياة العملية، والتكيف مع الثقافة الاجتماعية قيما وأعرافا وعادات. وحيث يفد على المؤسسة التعليمية أفراد كثر، تلاميذ وأطر إدارية وتربوية يختلفون باختلاف مشاربهم وبيئتهم الاجتماعية والثقافية، وحيث تغزو المجتمعات، عبر وسائل الإعلام، تيارات سلوكية تتجلى عموما في هيئة الفرد وتتمثل في الهندام وشكل حلاقة الرأس وبعض الأحذية المثيرة، وسراويل فضفاضة وتتخللها ثقوب، وبعض أنواع المساحيق المثيرة للانتباه، فما موقف الأطر الإدارية والتربوية من هيئة التلميذ(ة) داخل المؤسسة التعليمية؟ وكيف يراها الأطر الإدارية والتربوية؟ وكيف يتعاملون مع التلاميذ؟ وعلى أي أسس معيارية يصدرون أحكاما حول التلاميذ؟ وما هي الآثار التربوية والنفسية والثقافية لهذه الأحكام على التلاميذ ؟ وكيف يمكن تقنين وتوحيد المعاملات والسلوكات وهيئة التلاميذ بالمؤسسة التعليمية؟
سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة المؤطرة لإشكالية الخصوصيات الشخصية والثقافية للأطر الإدارية والتربوية وأثرها على التلاميذ في ظل تفسيرات وتأويلات شخصية ومتباينة لهيئة التلميذ(ة) من هندام وحلاقة … ، استنادا إلى الواقع التربوي والتعليمي من خلال معاينة هندام التلاميذ وتنوع حلاقة شعرهم وتفاعلهم داخل الوسط المدرسي، وذلك من خلال الفقرات التالية:
  1. 1. انتشار أنواع الهندام وحلاقة الشعر والمساحيق:
حيث الإنسان ابن بيئته، فإن التلاميذ يختلفون باختلاف أوساطهم الأسرية والاجتماعية، فيتشبعون منذ اللحظات الأولى لإدراكهم الكلمة والحركة والإيماء بثقافة الوالدين التي يتأثرون بها ويعتقدونها ويِؤمنون بمضامينها، من شدة التكرار والأمر والنهي وترسيخ السلوكات والمعاملات وفق ما يطبع الوالدين وأفراد الأسرة، فيكبر الأطفال ويترعرعون متمسكين بالطبع، ولا ينال منه التطبع شيئا.
لكن، وكما تنتشر الكلمات والمفردات في صفوف التلاميذ وكذا السلوكات المتباينة واستعمال الهواتف النقالة والتباهي بأبهاها، تنتشر، من خلال وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وتأثير الشارع، » الموضة » على حد تعبير التلاميذ، عن طريق عولمة اللباس وشكل حلاقة الشعر المنتشرة من خلال التقليد عموما، وتقليد الرياضيين خصوصا منهم لاعبي كرة القدم. فلا يتوانون في التنافس في لباس السراويل ذات الثقوب على الفخذين والركبتين وأنواع حلاقة الشعر ووضع دهون مثيرة، أما الفتيات فيتنافسن في العري ووضع الإكسسوارات والمساحيق المثيرة والمبالغ فيها. ومعلوم أن هذه الظواهر تحدث تحت أنظار الأمهات والآباء، حيث التلاميذ يغادرون المنازل إلى المدرسة وآباؤهم يشاهدون بأم أعينهم، فما مواقف الآباء والأمهات؟ وهل أصبحوا مغلوبين على أمرهم واستسلموا لممارسات أبنائهم؟ أو هل انساقوا وراء الموضة ولا يرون تأثير ذلك على سلوكاتهم، أو لا يقدرون العواقب والانعكاسات على العملية التربوية والتحصيل الدراسي؟….
  1. 2. تباين مواقف الأساتذة والإداريين:
لا يجادل اثنان أن تنوع الثقافات ثروة ونعمة، لكن سوء التفاعل والتعامل مع هذا التنوع يصبح نقمة.
وحيث تختلف الحمولات الثقافية لدى المدرسين والإداريين، فإن مواقفهم من هندام التلاميذ وحلاقة شعرهم والمساحيق تتباين فتسير إلى حد التعارض، حيث إن البعض يبدي صرامة اتجاه هذه الهيئة ويصفها بالمخلة بالحياء داخل الفضاءات التربوية ومستفزة لتلاميذ ذوي هيئة عادية، والبعض الآخر لا يرى في ذلك إخلالا بالسلوك بالمؤسسة التعليمية معللا أن المطلوب من التلميذ الانضباط والعمل والإنتاج لا غير.
  1. 3. أثر تباين مواقف الأطر الإدارية والتربوية على التلاميذ:
في ظل هذه الأوضاع المتباينة، والمواقف المختلفة، وتعارض مواقف الأطر الإدارية والتربوية حول هيئة التلاميذ، فإن كل إداري أو مدرس يصدر أحكامه الشخصية على التلميذ(ة) ذي الهيئة المثيرة، فينبهه ويوبخه أمام التلاميذ، وقد يقصيه من فضاء المؤسسة، أو يحرمه من متابعة الدرس طالبا منه إحضار أولياء أمره، وقد يصل الأمر إلى إنجاز تقرير في الموضوع يعرض على مجلس القسم لاتخاذ القرار المناسب لمخالفة سلوكية تتجلى في الهيئة المخلة بالحياء.
وقد نجد مدرسا من بين أساتذة نفس القسم لا يعير اهتماما لنفس التلميذ المنجز في شأن هيئته تقرير، أو المقصى من المؤسسة لإحضار أولياء أمره، أو ربما لا ينتبه تماما لوجوده داخل الفصل الدراسي، فلا يحرك أحاسيسه ولا يتشكل لديه أي موقف.
وهكذا نجد، من جهة، بنفس المؤسسة التعليمية وبنفس الفصل الدراسي، أساتذة وإداريين تختلف لديهم معايير الحكم على هيئة التلاميذ من حيث الهندام والحلاقة واستعمال المساحيق، ما يترتب عنه شعور ومواقف مختلفة لدى التلاميذ، تتراوح بين الحب والكراهية، فيحبون الأستاذ القابل بتلك الهيئة، ويصفونه بالمتفاهم والواعي والمتفتح والمساير لتطور الموضة، ويكرهون الأستاذ المتشدد اتجاه هذه الهيئة، وينعتونه بالمتزمت وغير المواكب للتطور.
ونجد من، جهة أخرى، تلميذا تتقاذفه أمواج القبول والرفض لهيئته التي تنعكس عليه سلوكا يؤثر في متابعة دروسه، فأستاذ يقبله وآخر يرفضه، فيشعر أنه منقسم على ذاته ومتعدد الشخصيات، ولا يستطيع التوفيق بين مواقف المدرسين، فيضطر للتغيب لدى الأستاذ الذي يرفض هيئته، ويحضر لدى الأستاذ الذي يقبل هيئته، فيتراكم لديه الغياب وتنقصه دروس عدة، ما يؤثر سلبا في معدلات المواظبة والسلوك والإنتاج.
وهكذا يشعر التلميذ(ة) بحيف يمسه وظلم ينال منه، فيبقى متشبثا بهيئته، معتبرا الإجراءات المتخذة في حقه عقوبات وتجاوزات غير مبررة، فيكبر الحقد في قرارة ذاته، ويتنامى موقف الكراهية والبغضاء في أحشائه، وتتحول جل السلوكات إلى عنف يمارسه التلميذ(ة) ضد الفضاءات المدرسية والعناصر البشرية، وقد يصبح التلميذ(ة)، لمرات متكررة، ضحية سوء تفاهم، فيدخل دوامة مقيتة، ويدور في حلقة مفرغة من الأفعال والسلوكات الخشنة والإجراءات التربوية المتوالية، ما قد يؤدي به إلى النفور من المدرسة، ومغادرته الأسلاك الدراسية.
  1. 4. نحو تقنين هيئة التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية وتوحيد الأحكام:
بالرغم من سن المشرع قانونا داخليا لضبط السلوكات والمعاملات بين الأطراف والشركاء داخل المؤسسة التعليمية، وتحديده حقوق وواجبات كل الأفراد من تلاميذ ومدرسين وإداريين وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، فإن تطبيقه يصطدم ببعض الحواجز والتأويلات لعدم مواكبته التغييرات الثقافية المتواترة، التي تغزو يوميا صفوف التلاميذ والوسط المدرسي، المتجلية في الهندام وشكل حلاقة الشعر واستعمال المساحيق المثيرة وسلوكات تبدو للتلاميذ عادية، ويصنفها الأطر الإدارية والتربوية ضمن خانة الإخلال بالنظام والمس بالأخلاق وخدش الحياء داخل مرافق المؤسسة التعليمية.
وعليه فالأمر يتطلب تجديد وتعديل محتويات النظام الداخلي للمؤسسة، وصياغة مختلف فقراته في شكل ميثاق يترجم توافق مختلف الأطراف ثقافيا وتربويا وإداريا واجتماعيا.
خاتمة:
تبدو الإجابة على الأسئلة التالية، من أهم مرتكزات التوافق حول سلوكات التلاميذ حتى لا يبقوا ضحية تنافر وتجاذب مواقف وأحكام شخصية متباينة لدى الأطر الإدارية والتربوية:
  • · التعليم الأولي:أي سلوك؟ أي ثقافة؟
  • · الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب: أي إسهام في المنظومة التربوية، سلوكا وثقافة؟
  • · التلميذ(ة): أي مواصفات نريد أن تسم تلميذ(ة) اليوم، رجل وامرأة الغد، قيما وأخلاقا؟
بقلم: نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي مكناس، بتاريخ 22 مارس 2015.

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« تحذير:معايير الحركة في تغيير | ماء العينين: الحكومة لا تمتلك رؤية واضحة لإصلاح التعليم »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلوكات التلميذ(ة) بالمؤسسة التعليمية بين المواقف الشخصية للأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية nasser دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربوية 1 24-03-2015 20:46
الأطر الإدارية والتربوية بإعدادية المسيرة بخريبكة تطالب الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل abo fatima دفاتر أخبار المؤسسات: مدارس، ثانويات، نيابات، أكاديميات 0 08-03-2015 19:10
العلاقات المهنية بين الأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسة التعليمية الطالب الباحث دفاتر الإدارة التربوية 4 20-06-2009 23:27
العلاقات المهنية بين الأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسة التعليمية manar al 3ilm الأرشيف 2 21-10-2008 19:56
العلاقات المهنية بين الأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسة التعليمية نهاري امبارك التربوية الأرشيف 2 16-10-2008 14:56


الساعة الآن 02:35


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة