النشر والترجمة واجهة احتفال كلية آداب الرباط بمائوية العاصمة
العميد يكشف عن مشاريع الكلية في لقاء مع وسائل الإعلام
شريف
الصحراء المغربية : 27 - 02 - 2012
ذكر عبد الرحيم بن حادة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أن برنامج الاحتفال بمائوية الرباط عاصمة للمغرب سيأخذ بعدا أكاديميا بالنسبة إلى الكلية، وسيغطي سنة 2012، عبر التركيز على النشر والترجمة
عبد الرحيم بن حادة مع بعض الباحثين الأجانب (خاص)
إذ ستعيد الكلية نشر أغلب الكتب والدراسات التي تناولت مدينة الرباط في الفترة الاستعمارية، وما تلاها من ذخائر المكتبة الوطنية، مثل مجلة "رسالة الأديب"، ومجلة "هيسبريس تمودا"، و"Times of Morocco"، أول جريدة إنجليزية اهتمت بالمغرب، وغيرها من الأعمال، التي تناولت مدينة الرباط بشكل من الأشكال.
وقال بن حادة، في لقاء تواصلي مع وسائل الإعلام، حول موضوع "الجامعة والإعلام، أي حاضر، أي مستقبل؟"، الجمعة الماضي، بتأطير من جمال الدين الناجي، المنسق الوطني للحوار حول الإعلام والمجتمع، إن "الكلية سعت إلى تنسيق الجهود مع مجموعة من الجهات في الرباط، لتأخذ الاحتفالية طابعا خاصا وبعدا كبيرا، لكنها لم تستجب لطلب الكلية، وفضلت أن تكون احتفالياتها عن طريق المهرجانات، التي لا تدخل في مسعى الكلية الأكاديمي والبحثي، الذي لا يعرف عنه الرأي إلا النزر القليل، بسبب غياب خلية للتواصل بالكلية".
وأكد العميد، أنه إضافة إلى النشر والترجمة، التي ستميز احتفالية الكلية بمناسبة مرور مائة سنة على اختيار الرباط عاصمة للمغرب من طرف المارشال ليوطي سنة 1912، ستعمل الكلية على تنظيم معرض كبير يوثق لمدينة الرباط، سيضم 400 صورة استقاها الباحث في التاريخ، جامع بيضا من الأرشيف العالمي، وتخصيص ندوة علمية، تختتم بها الاحتفالية في نوبر المقبل، حول موضوع "الرباط قرن من التاريخ والتحولات".
وأشرك بن حادة في هذا اللقاء التواصلي، الأول من نوعه للكلية مع وسائل الإعلام، الصحافيين في التفكير معه في الطريقة الأنجع للتعريف بما يدور داخل أسوار الكلية، التي قال إنها تشهد تحولات كبيرة، وتنظم طيلة السنة الكثير من الأنشطة، والإصدارات، والمشاريع الثقافية والعلمية المهمة، مشيرا إلى أنه، منذ توليه مسؤولية عمادة الكلية سنة 2009 وهو يسعى إلى تكريس أربعة مبادئ أساسية هي" الاستمرارية وتكريس المكتسبات السابقة، وتقييم عمل الكلية في 21 دجنبر من كل سنة، تاريخ تأسيسها، واعتماد المنظورية لكل مشاريع الكلية، والتي لا يعرف منها إلا الشيء القليل، ثم ترسيخ ثقافة الاعتراف، ونبذ ثقافة الجحود، عبر إطلاق أسماء أحياء وأموات من المفكرين والباحثين المغاربة على قاعات ومدرجات وفضاءات الكلية، وتخصيص ندوات تكريمية لهم، وتأثيث جدرانها بصورهم، حتى تتعرف عليهم الأجيال اللاحقة من الطلبة الباحثين".
وحرصا منه على هذه الكلية العريقة، ورغبة في "تحصينها من الهجمة الشرسة للمؤسسات التجارية الزاحفة في العاصمة"، ذكر العميد أنه تقدم بطلب لتصنيفها تراثا وطنيا، لأنها أول مؤسسة علمية تكوينية تأسست سنة 1915، وعرفت تحولات كبيرة، من مدرسة لتعلم اللغة العربية والأمازيغية للفرنسيين المقيمين بالمغرب، إلى معهد للدراسات العليا المغربية متخصص في التاريخ، وعلم الاجتماع، والإثنوغرافيا، ثم إلى أول كلية للآداب سنة 1957.
وبعد مناقشة جادة مع وسائل الإعلام، خلص اللقاء التواصلي إلى اعتماد تاريخ 24 يناير من كل سنة، لحظة تقييمية وتأملية وتواصلية مع الصحافة، كما جرى الاتفاق على السعي لمأسسة مجموعة من المشاريع المهمة بالكلية، حتى لا تتعرض للزوال مع مغادرة أصحابها للحرم الجامعي، وعلى رأسها مركز اللغات، الذي يساعد الطلبة على تقوية ملكتهم اللغوية، والجامعة المواطنة، التي انخرطت فيها الكلية منذ سنتين بتنسيق مع وزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، من خلال جامعة صيفية، تستضيف فيها الكلية مجموعة من الشباب المهاجرين، بعضهم لم تطأ أقدامهم أرض المغرب من قبل، من خلال دورات تكوينية خفيفة، تعرفهم بالمغرب وبقضاياه الأساسية.
ومن بين المشاريع الأخرى، التي تدخل في إطار أقطاب الامتياز بالكلية، هناك مركز الأبحاث والدراسات الجغرافية، الحديث العهد، ومركز الدراسات والأبحاث حول تاريخ المغرب الراهن، الذي تسعى الكلية لإحداثه، بناء على توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، التي دفعت الكلية إلى خلق ماستر في هذا التخصص، سيتخرج فوجه الأول هذه السنة، وإحداث مركز ثالث للدراسات والأبحاث الصحراوية، يهتم بالتوثيق للذاكرة والمستقبل، والبحث في المجال الصحراوي، لأنه من دون ذلك، كما قال العميد "لا يمكن أن ندافع عن قضيتنا الوطنية، خاصة إذا علمنا أن ما أنتجه المغرب منذ 1975 لا يرقى إلى مستوى وكم ما كتبته إسبانيا، مثلا".