كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكَادير، تعيش على إيقاع «الاكتظاظ» و«قلة الموارد البشر
على ضوء الدخول الجامعي برسم الموسم الحالي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكَادير، تعيش على إيقاع «الاكتظاظ» و«قلة الموارد البشرية»
عبداللطيف الكامل
تمت عمليات التسجيل بجميع المسالك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكَاديربشكل عاد ، برسم الموسم الجامعي2008/2009، من يوم3 شتنبر إلى14منه، حيث بلغ عدد الطلبة الجدد المسجلين بمختلف المسالك حوالي3200 طالب وطالبة، في انتظارتمديد مدة التسجيل بشكل استثنائي وطنيا، لأسباب موضوعية وإكراهات حقيقية، من أهمها شساعة المجال الترابي، وصعوبة تنقل الطلبة الجدد الذين يضطربعضهم إلى قطع مسافات طويلة . هذا، وبغض النظرعما ترتب عن عملية التسجيل من شبه عزوف الطلبة الجدد عن التسجيل ببعض المسالك، فإن ما أثارسخط بعض الطلبة الحاصلين على شهادة الباكلوريا لسنة2007، هوامتعاضهم من الشروط التي وضعها المشرفون على مسلك الدراسات الإنجليزية،من خلال اعتماد نقطة 12على20 فما فوق في مادة الإنجليزية التي حصل عليها الطالب أوالطالبة في الإمتحان الوطني، كمعيارأساسي للتسجيل، مما حال دون الإستجابة لجميع طلبات الراغبين في التسجيل بهذا المسلك، لعدم توفرالأغلبية الساحقة على هذا المعدل، ومازاد من استيائهم أكثر هوعدم السماح للطلبة الجدد الحاصلين على نقطة 11,50 ، و11,90، بالتسجيل بمسلك الدراسات الإنجليزية.
لكن مسؤولا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية،علل هذا الإجراء المتخذ هذه السنة على صعيد الكلية بكونه كان بموافقة الوزارة الوصية،لأن هذا المسلك يعرف إقبالا كبيرا من لدن الطلبة الجدد،عكس المسالك الأخرى،وخاصة من طرف الذين لم يحصلواعلى نقطة جيدة في هذه المادة في الإمتحان الوطني للباكلوريا لسنة 2007/2008، لكن ورغم هذا الشرط الذي تبنته الكلية منذ أربع سنوات ولم تطبقه إلا في هذه السنة، فإن عملية التسجيل بمسلك الإنجليزية لهذه السنة عرفت رقما قياسيا بالمقارنة مع المسالك الأخرى.
وبخصوص الراسبين في السنة الأولى ،أشاربعض الطلبة الجامعيين في تصريح للجريدة ، إلى أن الكلية أغلقت الباب في وجوه الطلبة الجامعيين الراسبين بالسنة الأولى،حيث لم تسمح لهم بتغييرمسالكهم القديمة،خاصة وأنهم كانوا ضحايا غياب التوجيه، بيد أن مصدرا بالعمادة أوضح أن الإجراء لايهم فقط إلا الطلبة الذين حصلواعلى نقط لابأس بها في مواد التخصص
وبالتالي لم تسمح لهم الكلية بتغييرمسالكهم، في حين أعطت الفرصة، بشكل استثنائي، لبعض الطلبة بتغييرالمسالك، وخاصة للذين حصلواعلى نقط سلبية جدا في المواد الأساسية، ولم يتوفقوا في مجاراة الدروس بمسالكهم.
أما التكوينات العليا الجديدة ، المعروفة بالماسترات المعلن عنها في الموسم الجامعي المنصرم وخاصة ماسترمسلك التاريخ والحضارة "تاريخ الجنوب المغربي"، والماسترالمهني"الجنوب المغربي تراث وتنمية" فعرفت في البداية بعض التعثرات نظرا لقلة المؤطرين ، قبل أن يتواصل التسجيل بها، بعد التغلب على هذا المشكل، لكن"ماستراللغة والثقافة الأمازيغية(السنة الثانية)،بقي إلى حد الآن يتهدده التجميد، بسبب عدم توصل الأساتذة المشرفين بمستحاقتهم المالية عن الساعات الإضافية، بعد أزيد من سنتين من انطلاقه، حسب ما أفادت به مصادرنا، مما سيحرم الطلبة الراغبين في متابعة دراستهم العليا المعمقة من هذا التخصص الجديد، وسيجعلهم يعيشون قسريا على إيقاع سنة بيضاء، وبالتالي يبقى السؤال الوجيه هو ماجدوى فتح تكوينات جديدة في الماسترثم يتم تجميدها فيما بعد؟.
وبالرغم من فتح نواة جامعية بورزازات ذات تخصص مهني والتي فتحت في وجه جميع الطلبة القادمين من جهات المغرب، وكذلك مباشرة عمليات التوسيع ببناء قاعات إضافية بكلية الآداب بأكَادير، وموافقة الوزارة الوصية، بداية من هذه السنة، على السماح للطلبة الجدد بتسجيل أنفسهم بكليات مغربية أخرى، فإن النقطة السوداء التي مازالت تؤرق كلية الآداب بأكَادير، في السنين الأخيرة هي ظاهرة"الإكتظاظ"، لكون الكلية وباقي المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة ابن زهر، تغطي مجالا ترابيا شاسعا، لحوالي أربع جهات جنوبية ، أي17إقليما وعمالة، هذابالإضافة إلى«قلة الأطرالتدريسية» التي لاتتلاءم مع العدد الكبير المسجل في جميع المسالك والذي يفوق إجمالا 14 ألف طالب وطالبة.
مع العلم أن المؤشرات والمعطيات تفيد بأن هذا العدد سيتضاعف في المستقبل، مع فتح تكوينات جديدة بكلية الآداب في الماسترفي مسلك الدراسات الإسلامية"الخطاب الشرعي وروح العصر"، وفي مسلك الجغرافيا "الهجرة والتنمية"، وفي مسلك الدراسات الإسبانية بشراكة مع جزرالكناري، والماسترالمهني المفتوح في وجه المسالك والشعب"السياحة والتواصل "، ما لم يسرع المسؤولون في فتح أنوية جامعية أخرى بكل من تارودانت وكَلميم
، كما هومبرمج، لامتصاص هذاالضغط.
وحسب مصادرأخرى، فالكلية، الآن، في حاجة إلى خلق مسالك جديدة في الإجازة وخاصة تلك التي تتماشى مع حاجيات سوق الشغل بالجهات الجنوبية في ميدان الفلاحة والصيد البحري والسياحة والصناعة الغذائية،وذلك بالموازاة مع المسالك والشعب التقليدية التي تتوفرعليها حاليا في"التاريخ والحضارة، والجغرافيا وعلم الإجتماع والدراسات الإسلامية، والعربية، والفرنسية، والإسبانية، والإنجليزية، والأمازيغية.
ومن جهة أخرى،تشكل كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكَادير،حالة استثنائية، لكونها الكلية الوحيدة بالمغرب التي امتنعت عن منح الفرصة لرجال التعليم الحاصلين على موافقة الوزارة ،للتسجيل ومتابعة دراستهم الجامعية بمختلف مسالك الكلية، تحت ذريعة وجود"اكتظاظ" بجميع المسالك،و"قلة الأطر"،والحال أن بعض المسالك"حسب إفادة مصادرنا" تعرف في السنين الأخيرة نقصا كبيرا في التسجيل وخاصة في الدراسات العربية والإسلامية خلافا للتاريخ والجغرافيا والدراسات الإنجليزية، غيرأن عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتورأحمد صابر، بررذلك بكون ظاهرة"الإكتظاظ وقلة الأطر"، هي أكبرعائق جعل الكلية تتخذ إجراء موقتا واستثنائيا بمنع تسجيل أي موظف رغم موافقة الوزارة على متابعة الدراسة، خاصة أن الكلية تلقت هذه السنة حوالي2500 طلب في هذا الشأن.