اختفاء أستاذ للفن التشكيلي يؤجل ملف سرقة متحف الإبريز إلى غشت المقبل
دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
اختفاء أستاذ للفن التشكيلي يؤجل ملف سرقة متحف الإبريز إلى غشت المقبل
اختفاء أستاذ للفن التشكيلي يؤجل ملف سرقة متحف الإبريز إلى غشت المقبل
مدير المتحف يطالب باسترجاع اللوحات المسروقة ويرفض التعويض المالي
عبد الحليم لعريبي المساء : 10 - 06 - 2012
أرجأت محكمة الاستئناف بالرباط، أول أمس، النظر في ملف العقل المدبر لعملية سرقة متحف الإبريز بالمدينة العتيقة بالرباط، إلى غاية سادس غشت المقبل، بعدما اختفى المتهم عن الأنظار، حيث يتابع في ملف آخر.
وفي سياق متصل، حددت غرفة الجنايات الاستئنافية تاريخ 28 من الشهر الجاري موعدا لمحاكمة متهمين آخرين خلال المرحلة الاستئنافية بعدما أدينوا بعقوبات حبسية تتراوح مابين أربع سنوات حبسا نافذا وسنتين حبسا موقوف التنفيذ وبغرامة مالية تقدر بمليون سنتيم وتعويض مدني لمدير المتحف قدره 15 مليون سنتيم.
وأورد مصدر مطلع على سير الملف، أن مدير المتحف تقدم بمذكرة يلتمس من خلالها مطلبا رئيسيا يتمثل في استرجاع اللوحات الفنية المسروقة من المتحف باعتبارها إرثا حضاريا للمغرب، واعتبر أن لا رغبة له في تعويض مالي عن اللوحات المسروقة من المتحف.
أصل القضية
وتعود قضية سرقة متحف الإبريز إلى شهر شتنبر من سنة 2009، حينما اكتشف مديره اختفاء حوالي 10 لوحات فنية قيمة، فسجل شكاية لدى الشرطة القضائية بالرباط، وأثناء التحريات التي قامت بها المصالح الأمنية تحت إشراف النيابة العامة، حجزت لوحات مسروقة، وقامت باعتقال الحارس الليلي للمتحف، كما قامت باعتقال شريك له، وبعد بدء الأبحاث التمهيدية معهم، ذكروا على لسانهم عددا من المولوعين بالفن التشكيلي، الذين تم استدعاؤهم إلى مصالح التحقيق، حيث أمرت النيابة العامة بمتابعتهم في حالة سراح.
واستمعت الشرطة القضائية إلى شاهد إثبات صرح بأن متهمين اثنين كانا يوجدان رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسلا منذ سنتين، قاما باستعمال عربة مجرورة ليلا لنقل اللوحات الفنية من متحف الإبريز إلى وجهات أخرى من أحياء مدينة الرباط، ودفعه فضوله إلى تعقبهم حيث شاهدهم يقومون بلف اللوحات في غطاء كبير.
وأثناء الاستماع إلى مدير متحف الإبريز، أكد أنه يشك في مستخدمه الذي كان يتخذ من مقر المتحف مسكنا له منذ سنوات، وكان يتوفر على مفاتيحه، وأقر صاحب المتحف بأن الجرد الحقيقي للوحات المفقودة لم يكتمل بعد، ووصل عدد اللوحات المسروقة إلى 67 لوحة، وتقدر القيمة المالية للمسروقات بمليوني درهم، منها لوحات ذات ثمن باهظ تعود للفنان التشكيلي الراحل محمد القاسيمي.
استرجاع 7 لوحات
وفي خبر ذي علاقة بالموضوع، استرجع متحف الإبريز سبع لوحات مسروقة قامت المصالح الأمنية بحجزها، كما أعاد قابض بمسرح محمد الخامس ثلاث لوحات إلى المتحف تعود للفنان التشكيلي محمد التومي .
وكشفت الأبحاث التي قامت بها الضابطة القضائية وجود علاقات متشابكة بين الأظناء في الملف، ويتعلق الأمر بناقد في ميدان الفنون التشكيلية وفنان تشكيلي وصاحب محل لبيع اللوحات الفنية بحي المحيط بالرباط وأستاذ للفنون التشكيلية، حيث تمت تبرئة بعضهم خلال المرحلة الابتدائية.
وارتباطا بالموضوع، صرح حارس أمن بإحدى العمارات بالرباط، أنه سبق أن احتفظ بمجموعة من اللوحات داخل عمارة السعادة سلمها له متهم يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي، وأوضح أنه كان يجهل نوعية اللوحات لعدم درايته بميدان الفنون التشكيلية.
وكان قاضي التحقيق أحال الشهر الماضي على الوكيل العام للملك بملحقة الاستئناف بسلا، متهمين اثنين بتهمة السرقة الموصوفة طبقا للفصل 509 من القانون الجنائي، بينما تمت متابعة أربعة أظناء بتهمة إخفاء أشياء متحصل عليها من جناية السرقة طبقا للفصل 572 من القانون الجنائي، وحسب قرار قاضي التحقيق بسلا تتوفر أدلة كافية في شأن منسوب إلى هؤلاء المتهمين، بينما لا يزال التحقيق مع الآخرين جاريا، إذ اعتقلت المصالح الأمنية بالرباط الأسبوع الماضي مبحوثا عنه منذ سنة 2009 في الملف.
وعرفت جلسة الثلاثاء الماضي، غياب متهم عن أطوار جلسة المحاكمة كما تأخر محامون وحارس عمارة عن الحضور، وحددت غرفة الجنايات الابتدائية تاريخ 12 يوليوز موعدا جديدا لانعقاد جلسة
المحاكمة.
يذكر أن المحكمة الابتدائية بالرباط، كانت قد قضت في السنة الماضية بعدم الاختصاص في الملف، بعدما اعتبرت هيئة الدفاع أثناء مرافعتها أن القضية تتعلق بإرث حضاري مغربي، واستجابت هيئة الحكم لهذا الطلب.