خبراء ينادون بحماية المحيطات لتوازنٍ بيئي في كوكب الأرض
محمد الراجي
الخميس 16 فبراير 2017
في خضمّ التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وما تشكله من مخاطر على البيئة، شدّد خبراء دوليون، يشاركون في حلقة علمية بمعرض "أليوتيس" للصيد البحري بأكادير صباح الخميس، على ضرورة حماية المحيطات، باعتبار دورها الرئيسي في إحداث التوازن البيئي على كوكب الأرض.
باتريس بريمر، خبير بمعهد التنمية فرنسا، قدّم، في عرضه، جملة من المعطيات الدالة على ضرورة تفعيل إجراءات لمواجهة التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، والتي بدأت تفرز ظواهر اجتماعية جديدة، مثل اللاجئين البيئيين، الذين ظهر أوَّل فوج منهم سنة 2006.
وقال الخبير الفرنسي إن استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى 26 سنتيمترا في غضون سنة 2100، مضيفا "إذا استمر الوضع على ما هو عليه فهذا سيطرح مشاكل كبيرة في المستقبل لا ينتبه العالم إلى خطورتها الآن".
ولمواجهة التحديات والمخاطر التي تطرحها التغيرات المناخية الناجمة، أساسا، عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، انطلاقا من تنفيذ اتفاقات مؤتمرات الأطراف التي صادق عليها المجتمع الدولي، دعا باتريس بريمر إلى إحداث صندوق أخضر تموّله دول الشمال الأكثر تلويثا للبيئة.
كما دعا الخبير ذاته إلى التسريع بإنشاء الحزام الأزرق الذي وضعت أرضيته منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، والهادفة إلى تعزيز صمود سكان السواحل وتطوير أنشطة الصيد المستدام.
وفي هذا الإطار، قال جوزيف كطنزانو، خبير الصيد في منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، إنّ كسب رهان الحد من التغيرات المناخية شأن لا يهم فقط أصحاب القرار؛ بل جميع الفاعلين، بمن في ذلك المواطنون.
وقدم الخبير في "الفاو" أرقاما حول حجم الأموال التي قال إنها تضيع جراء التدبير السيء للصيد في مختلف مناطق العالم، والتي قال إنها تصل إلى 85 مليار دولار سنويا، مضيفا "هناك ملايير كثيرة موجودة تحت الطاولة ولا نبحث عنها، ولا يظهر لها أثر في نتائج إنتاج الصيد البحري".
ونبّه كطنزانو إلى أنّ حماية الثروة البحرية تستدعي وضع إستراتيجيات على المدى البعيد، مشيرا في هذا الإطار إلى أنّ على المغرب أن يفكّر في ما بعد الإستراتيجية الوطنية للصيد البحري "أليوتيس"، التي تمتد إلى سنة 2020، والتي سبق لعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، أن أكد، في تصريحات صحافية أول أمس، أنها تسير نحو تحقيق أهدافها المرسومة.
الخبير بمنظمة الأغذية والزراعة دعا إلى وضع إستراتيجية جديدة تمتد من 2030 إلى 2050، مشيرا إلى دراسة أنجزتها إحدى الجامعات الأمريكية، توقعت أن تفقد إفريقيا الغربية 17 من مصايدها في سنة 2050، مضيفا "حماية الثروة البحرية يتطلب التزام الحكومات، كما يتطلب وقفة تأمُّل من لدن الجميع للبحث عن طريق مشترك لمستقبل أفضل". هسبريس