هذا إلى محمد الوفا .. ملاحظات حول الحركة الانتقالية بالمراكز الجهوية لمهن التربية
الاتحاد الاشتراكي
الاتحاد الاشتراكي : 21 - 06 - 2012
د.التادلي الزاوي
حينما فكرت الوزارة في إنجاز حركة انتقالية بمراكز التكوين الجهوية، كان عليها أن تقوم بإحصاء للأطر الذين عانوا غبنا لا حد له، حينما زج بهم قدرهم المهني في مؤسسات أعطوها من زهرات عمرهم الشيء الكثير، بتفان ونكران الذات، كان عليها أن تحصي الدكاترة الذين حرموا من تغيير الإطار، فظلوا ينتظرون الذي يأتي ولا يأتي ، وحين أتى الحظ أتى تعسا ليحرم الكثير منهم حق المشاركة في الحركة، ولو على سبيل تعبئة المطبوعات، مثلما حصل في السنة الماضية حينما عبأ الناجحون منهم في مباراة التعليم العالي مطبوعات التعيين التي كانت ذات طبيعة شكلية، حيث طال الكثير منها النسيان ، أو كان مسار بعضها سلة المهملات ، إذ لم تكن التعيينات منصفة ونزيهة وعادلة ، بدليل عدم احترام الضوابط التي تم التعبير عنها في المذكرة المنظمة للمباراة ؛ فبعض الناجحين الذين كانوا يشتغلون في مصالح أو مراكز قرار معينة يغادرون مراكز المسؤولية ، وبعضهم من لم يمض على تعيينه أكثر من أسبوع ليغير مركز التعيين ، ومن هم، ومن هم... حتى لكأننا في دولة التمايزات في الحقوق .
سكتت الوزارة دهرا وفعلت كفرا ، فقر رأيها على اعتماد الترسيم مقياسا للمشاركة في الحركة ، مناقضة الكثير من الأعراف والقوانين وضوابط العقل والمنطق ، فالترسيم لا يقبل المنطق أن يخضع له الموظف مرتين ، سيما وأن من الدكاترة من عمل بمراكز التكوين لأكثر من عشرين سنة، ومن مضى على حصوله على الدكتوراه أكثر من عشر سنوات ، كما أن منهم من عمره المهني يكاد يوازي سنوات عمله بمركز التكوين ، فأي شعور سيخالجه وهو يتدرب مرة أخرى مع ما يصاحب ذلك من فقدان المكاسب والشعور بالإهانات . أما الآن وقد أصبح الظلم ثلاثيا فعلى الوزارة أن تمارس قليلا من الخجل ، وأن ترد قليلا من الاعتبار لهذه الفئة ، فتستدرك حتى لا تظلم الدكاترة بالمراكز لتسمح لهم بالمشاركة في الحركة الانتقالية مجنبة أياهم الشعور بالظلم مرة أخرى بعد ظلمهم في تغيير إطارهم وظلمهم في ترسيمهم وظلمهم في التعيين العادل .
إنه ظلم لا نهاية له ، ما دامت المذكرات تصدر دون اعتبار لخصوصيات الفئات واختلاف وضعياتها . هل سيظل الدكاترة بالمراكز لا سيما القدماء منهم ، ينتظرون حلم المشاركة في الحركة الانتقالية ،أم سيعتبرون أن باب الإنصاف لا زال موصدا، وأن أكذوبة حركة التغيير وهم طالما تعلقوا به،دون أن يرى النور ، ولعله لن يراه على الإطلاق .
في انتظار التدارك أو عدمه لا يسع المرء إلا أن يقول : متى تصبح القرارات متزنة عند من يصدرونها ؟