إقليم تارودانت: أطفال دوار أنامر في الألفية الثالثة محرومون من التمدرس
اشتهرت المناطق التابعة لإقليم تارودانت في الثلاثينيات وقبلها وبعدها بمقاومة المستعمر كقبيلة أيت عبد الله والقبائل المجاورة لها بقيادة عبد الله زاكور معركة 1934 وانتفاضة أيت بها 1936 وقبيلة اداوزكري بقيادة ايت اومري التابعة حاليا إلى جماعة حد اماون، عدد سكانها تقريبا 4000 نسمة غنية بمخزونها المائي الذي يفتقر فقط إلى الثقب الاستكشافية المنعدمة للأسف وإلى تعميق الآبار والعيون المتوفرة وتجهيزها• جماعة اماون غنية بأشجار اللوز وباليد العاملة من الجنسين في الحرث والحصاد والدرس والبناء قل نظيرها إضافة إلى هذا معدن الذهب المكتشف بناحية تاماجوت تم استغلاله مدة ثلاثة سنوات وتوقف مؤقتا• ورغ ما تمت الإشارة إليه، تعيش الساكنة تهميشا جعل الفقر سيد الموقف مما يتطلب إعادة الاعتبار للمنطقة وساكنتها إلى توفير التعليم الأساسي كحق من حقوق المواطنة ومن حقوق الإنسان• تصور معي كنموذج دوار أنامر معقل أيت اومرء الذين قاوموا المستعمر قبل وصوله إلى المنطقة هذه القرية لا تتوفر على أي قسم وأقرب مدرسة تبعد عنها بسبع كيلوميترات بدوار تيزي يتطلب الوصول إليها صعود الجبال والتلال• وهل يستطيع أطفال ست وسبع سنوات قطع أربعة عشرة كيلومترات ذهابا وإيابا على الأقدام والطريق صخري ولا وسيلة للتنقل• طبعا السؤال موجه إلى قسم التخطيط بنيابة تارودانت وإلى السيد عامل الإقليم وإلى المنتخبين بل وإلى السيد وزير التعليم• كان بالإمكان أن أطلب من السادة البرلمانيين الثلاث الذين انقطعت أخبارهم عن دائرة ايغرم بمجرد إعلان النتائج الانتخابية أن يقوموا بجولة في إطار مسؤوليتم في الجماعات والقرى التابعة لنفوذهم النيابي ليكتشفوا العديد من القرى محرومة من التمدرس ونحن في الألفية الثالثة ومر على استقلال وطننا المغرب أزيد من نصف قرن، ونحن نسمع عكس هذا كلما تناول السيد وزير التعليم الكلمة في التلفزة والبرلمان وسيجد النواب المحترمون مستوصفات مغلقة كمستوصف النحيت، والسكان محاصرون لعدم توفير الطرق في أكثر من جهة كقرى اداوزكري ونحن نستعد لانتخابات 2009 بل وعلى نوابنا المحترمين أن يقفوا على مآت الملايين المخصصة في إطار التنمية البشرية للجماعات التابعة لدائرة ايغرم كنموذج أين صرفت؟ وكيف؟ وما هي الأولويات؟ وهل هناك من أولوية تضاهي توفير أقسام دراسية والماء والصحة وفك العزلة ولو بشق الطرق في العالم القروي؟• الصراحة تفرض القول أن السادة العمال والباشوات ورؤساء الدوائر والقواد والبرلمانيين ورؤساء وأعضاء المجالس الجهوية والإقليمية لا يقومون بجولات ميدانية خارج أيام الحملة الانتخابية وهذا للأسف مصدر تخلفنا فالمغرب بادية وحاضرة وليس داخل المكاتب المكيفة في الحواضر• هناك طبعا بعض المنتخبين وبعض المسؤولين وهم قلة قليلة يقومون بما تفرضه عليهم مسؤولياتهم، أما أن نأخذ المسؤولية كمنتخبين أو كرجال سلطة وتمضي سنوات دون أن تتعرف على ضروريات الساكنة ودون إنجاز ما يمكن إنجازه كالتعليم والصحة والماء وترسل التقارير إلى الرباط على أن عملية التمدرس والصحة والماء متوفر للجميع أو ما يصطلح عليه بسياسة العام زين فهذا ليس من المواطنة في شيء• أمام هذا الواقع لا يستطيع أحد إقناع سكان البوادي بالبقاء في قراهم ولا يستطيع أحد إقناع المحرومين من كل شيء حتى حق التمدرس بالذهاب إلى صناديق الاقتراع مادامت لا تحقق شيئا مع العلم أن التعليم الإعدادي في هذه المناطق سيظل حلما مادام أغلبية رؤساء المجالس القروية لا يتوفرون على مستوى الخامس أساسي ضدا على القانون بل وضدا على أحكام العزل الصادرة في حق أكثر من واحد وهذا موضوع آخر تتحمل فيه وزارة الداخلية و وزارة العدل مسؤوليتها•