نصوص مسرحية تربوية - الصفحة 2 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر الانشطة الثقافية و الفنية و الرياضية هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالانشطة الثقافية و الفنية و الرياضية أناشيد ، مسرح ، مسابقات ...

أدوات الموضوع

education
:: دفاتري ذهبي ::


تاريخ التسجيل: 18 - 9 - 2008
السكن: ورزازات
المشاركات: 1,277

education غير متواجد حالياً

نشاط [ education ]
معدل تقييم المستوى: 318
افتراضي
قديم 27-06-2009, 19:01 المشاركة 6   

مسرحية للأطفال: سر الحياة
تاليف احسن ثليلاني


ملخص المسرحية
تتناول مسرحيةسر الحياة) موضوع الماء باعتباره أهم عنصر حيوي فتشرح أهميته بالنسبة للإنسان والطبيعة والحياة . ومن خلال المسرحية يدرك الأطفال ضرورة الحفاظ على الطبيعة والمحيط والاستهلاك العقلاني للماء ،وعدم تبذيره بترك الحنفية تسيل بلا فائدة مثلا ، كما أن المسرحية تبسط للطفل مصادر الماء وتقنعه بأن الماء هو الحياة .

شخصيات المسرحية
أسرة تتكون من خمسة أفـــراد
-1- الوالد : رجل في الأربعين من عمره ، يمتهن الفلاحة
-2- الأم
-3-الأبناء :
-1- الهام : تلميذة نجيبة في دراستها : 14 سنة
-2- رضا : 12 سنة
-3- سلوى : 10 سنوات

الفصــل الأول
المشهد الأول:

((تنفتح الستارة على مشهد صالون بسيط يحتوي على أرائك وطاولة وجهاز تلفزيون … إلخ ، وبينما تكون الهام مشغولة بمراجعة دروسها ، تتابع سلوى برنامجا تلفزيونيا للأطفال ، فنسمع صوت أغنية ))
بحارنا الزرقاء … تبخترت
وتبخرت
سماؤنا البيضاء … رقصت
فتلبدت
بالسحب السوداء … امتلأت
وانطلقت
لمع البرق *** الرعد
وانهمرت الأمـــطار
فاندفعت الســــيول في الأنهار
واكتست الأرض بالحشائش والأزهار
حبلت وحنت بالزرع والأشجار
وانطلقنا في المواسم نقطف الثمار
بحارنا الزرقاء
سماؤنا البيضاء
ياأرضنا الخضراء.
الهام : ٌ تسمع رنين جرس الباب ٌ : سلوى
خفضـي صوت التلفزيون
وقومي إفتحي الباب .
سلوى ٌ باحتجاج ٌ : دائما سلوى تفتح
الباب ، دعـوني أتابع البرنامج .
الهام : لوكـان اهتمامك بالـدراسة
يساوي اهتــمامك بمشاهدة
التلفزيون فستكونين أنــجب
تلميذة في المدرسة ،هيا قومي افتحي الباب .
سلوىٌغاضبةٌ:هاهوالتلفزيونٌ تضغط على مفتاح تشغيل الجهاز ٌ ها أنا ذاهبة لفتح الباب .
رضا ٌ يدخل مسرعا مبلل الثياب ٌ : آه المطر ، كم
أكرهه،كان يسقط بغزارة ، إنه يغار من
ثيابي الجميلةولذلك راح ينسكب ليبللني
ويجعلنيأضـحوكة ٌباكيا ٌاللعنة على
المطر ، أنا لا أحـــبه ولا أحب المكان الذي يسقط فيه ، وكم أتمنى أن ينقطع نزوله إلى الأبد ، فما أجمل الحياة دون مطر
سلوى : صحيح يارضا فالمطر عدو
الأطفال … يسقط فيجبرنا على البقاء في
البيت .. إنه عـدو لدود للإنسان
رضا : تقولين عدو وكفى ؟ بل إنـــه اكبر
وأخطرالأعداء .
الهام ٌ تتدخل ٌ : ولكــن المطر يمـنحنا الماء .
رضا : وأنا أكـره الماء فليمسك المطر ماءه وليدعنا .
سلوى : نعم ما أجمل الدنيا بلاماء على الأقل
فعـندما ينقطع لا أغـسل الأواني . أنا
أيضـا أكره الماء ولذلك أترك الحـنفية
تسيل بلا فائدة ، هكذا حتى تفرغ الأنابيب
وينقطع الماء .
رضا : وأنا أيضا أفــعلها ،
يعــجبني منظر الماء وهويتعذب
الهام : إن الماء ســر الحياة
سلوى ٌ ضاحكة ٌ: قولي سر الحياة
وجمالها هي الحلوى مثلا أو الثياب أو الطعام
أو الرسوم المتـحركة أما أن يكون الماء سر
الحــياة فتـلك أكذوبة لايـصدقها حتى
المــغفلون .
رضا ٌ يعطس كمن أصابه الزكام ٌ : الماء سر الحياة ؟
تقولين سر الحياة ؟ بل إنه المـرض والموت
لا حظي فقد أصـــابني الـــزكام .
سلوى : أذهب يا أخي واجـعل أمي تساعدك
على تغيير ثيابك ودع سيدة كراس فهي
دائما مختلفة معنا
رضا ٌ يعطس وهو يغادر الصالون ٌ أنا أكره المطر فالماء
سـرالمرض والوباء
الهام ٌ باحتجاج ٌ : هذا كلام لايقوله إلا جاهل
ونــاكرللنعمة .
سلوىٌ تظغط على زر تشغيل التلفزيون فتـنبعث الأغــنية).
بحارنا الزرقاء … تبخترت
وتبخرت
سماؤنا البيضاء … رقصت
فتلبدت
بالسحب السوداء … امتلأت
وانطلقت
لمع البرق *** الرعد
وانهمرت الأمطار
فاندفعت السيول
في الأنهار
واكتست الأرض بالحشائش والأزهار
حبلت وحنت
بالزرع والأشجار
وانطلقنا في المواسم نقطف الثمار
بحارنا الزرقاء
سماؤنا البيضاء
ياأرضنا الخضراء.
الهامٌساخرة ٌ: لو كنت تفهمين معاني كــلمات
هذه الأغنية فإنك تدركين بعـض فــوائد
الـمطر والماء وهي كثيرة لا تعد ولا
تحـصى.قال الله تعالى( وجعلنا من الماء
كـــل شيء حي ))
ٌ تنغلق الستارة ٌ

المشهد الثاني :
ٌ تنفتح الستارة على مشهد رضا وسلوى يتجولان في حديقة البيت ، وقد ذبلت الأشجار والأزهار وتيبست الحشائش ، ونرى مجموعة من الطيور والعصافير ملقاة على الأرض ميتة ٌ
رضا ٌ في ذهول ٌ : ما هذا الدمار
والـخراب ؟! ماذا أصـاب حـديقتنا
الـجميلة
سلوى ٌ مستغربة ٌ: كل الأشجار والأزهار ذبلت
والحشائش تـــيبست عجيب هذا والله
رضا : لاحظي ياسلوى هـــذه الشــقوق
في الأرض … انتبهي كي لايــتسخ
فســتانك .
سلوى : إنه متسخ أصلا … ولكن مابها
الأرض تفتح فمها .
رضا ٌ يرفع عصفورا ميتا ٌ : وهذا العصفور
الـمسكين من قـتله ثـم رمـاه هـنا ؟
سلوى: عصفور ميت ؟!.
رضا: يبدو أن أحد المجرمين قتله ورماه داخل
حـديقتنا
سلوى ٌ تحمل طائرا مريضا ٌ: أنظر يا رضا هذا
الطـــائر الجميل الذي كان يغرد
في حديـــقتنا ويقفز بين أغصان الأشجار
ويــملأ الحديقة بأعذب الألــــحان .
رضا : مابه ؟
سلوى: إنه لا يقوى على الــطيران ، لاحظ لسانه .
رضا : يـــبدو مريضا .
سلوى : طائرنا الجميل ، أه يا طائرنا الوديع الرائع مابك؟
رضا : قل لنا مابك أرجوك ؟ هيا ياصـغيري العزيز قل
لنا ماذا يؤلمك ؟
سلوى ٌ باكية ٌ : حديقتنا فقدت أشجارها وذبلت أزهارها وماتت أطيارها .
رضا : ٌ باكيا ٌ هربت منها الحياة فصـارت مـقبرة .
سلوى ٌ تردد ٌ: هربت منها الحياة فصارت مقبرة .
رضا : هيا يا أختي سلوى ندخل إلى البيت
فالحرارة شديدة وأشعة الشمس حارقة
سلوى : هيا لنخبر أمي وأبي بما شـاهدناه من
خراب فـــي حديقتنا .
ٌ يخرجان فتنغلق الستارة ٌ

الفصـل الثانـي
المشهد الأول:
ٌ تتفتح الستارة على مشهد الوالد و الأم والهام جالسين في صالون البيت ، الوالد مشغول بقراءة جريدة و الأم مشغولة بخياطة ثوب . يدخل رضا وسلوى مسرعين ٌ
رضا : أبي لقد ذبلت اشـجار وأزهار الحديقة
وتيبست الحـــشائش والأعــشاب .
سلوى : تشققت الأرض وماتت العصافير..أنـظر
هذا الطائر الجميل. المسكين يعــاني
من مرض ما
الوالد ٌ يتامل الطائر ٌ : إنه عـــطشان فقط فاسقه
ماء .
رضا ٌ متسائلا ٌ : عطشان فقط ؟ لماذا لايشرب
الماء إذن ؟
الأم : من أين يـــشرب يــاولدي؟
الوالد :لقد جفت الوديان والينابيع
سلوى : ولماذا جفت الوديان والينابيع يا أبي ؟
الوالد : لأن المطر لم يسقط منذ مدة من الزمان
يابنيتي
إلهام : تتبخر المياه في البحر فتصير ســحابا
تحمله الرياح في الأجواء فيسقط المطر
وتشـــرب الأرض وتمتلأ الينابيع
والآبار والسدود والوديان والأنهار.
رضا : هل تكون أشجار الحديقة وأزهارها
وحشائشها عطشى هي الأخرى ؟
الوالد : نعم يابني.وإذا اســتمر هـذا الجفاف
فسـيموت كل شــيئ في الـحديقة.
ستصير صـحراء قاحلة وحتى حـقول
المزروعات فإنها أصفرت وهي مثل ذاك
الطائر تكاد تموت
إلهام : المـــاء سر الحياة
الأم : ولكن لماذا لا تسقون الحقول مــن مياه
السد ؟
الوالد : لقد قل الماء في السد فــمنعنا
مـن استعماله في الري للاحتفاظ
بـما تبقى لاستعماله في الشرب .
إلهام : هاتي الطائر ياسلوى لأسقيه ماء قبل أن
يموت
سلوى ٌ تسلمها الطائر ٌ : يبدو أن سيدة كراس أكثر
إدراكا لأسرار الحياة والمحيط مني
ومـــن رضا .
إلهام : ذلك من نعم العلم والاهتمام بالدراسة .
رضا :والحديقة يا أبــــي كيف نسقي الحديقة
قبل أن تمــــوت ؟
الأم : لقد انقطعت المياه عن الحنفية ، ونحن لا
نـملك ماء لـــــريها .
سلوى : أين ذهبت مياه الحـــنفية ؟
الوالد : جفت السدود فلم يعد هناك ماء
تـحمله القنوات وينسكب مـن الحنفية .
إلهام ٌوهي تسقي الطائر ماء ٌ : كل ذلك بسبب تـبذيرك
يارضا وياسلوى للماء ، إذ تتركان الحنفية
تسيل بلا فـــــائدة
رضا ٌ مخاطبا سلوى ٌ أنت دائما تبدرين الماء عوض
الاحتفــــاظ به.
سلوى : بل إنك تبذر أكثر مني.
إلهام: وأنا دائـما أنصحكما بعدم تبذيرالماء غير
نكمالا تنتصحان .
رضا : وإذا استمر الجفاف ولم يسقط المطر هل
نموت نحن أيضا ياأبي ؟
الوالد : نعم يــــاولدي سنموت بسبب العطش
مثل عـصافير الـحديقة وأشــجارها
وأزهارها
إلهام : الماء سر الحياة وسحرها وجمالها ولذلك
تنعدم الكائنات والنباتات في الصحراء القاحلة
وفي الكواكب الأخرى وحيث ما يكون هناك
ماء توجد الحياة .
الأم : كما أننا بالماء نغسل أجسامنا وننــظف
بيوتناوأثوابنا ونطهي طعامنا
الهام : وبلا ماء تمتلأ الدنيا بالأوساخ والقاذورات
رضا : أنا خائف جدا .
سلوى : وانا مرعوبة فما العمل إذن ؟
الوالد : ليس لنا سوى التضرع إلى الله لينعم علينا
بسقوط المطر .
الأم : كنا قديما نغني : الغيث الغيث يا الله . الغيث
الغـيث إن شاء الله
إلهام : لا بد من القيام بصلاة الاسـتسقاء يا أبي .
الوالد : نعم يابنيتي هذا ماإتفق عليه الناس.
رضا : أريد أن أشـارككم صلاة
الاستسقاء حتى تنزل الأمطار غزيــرة .
سلوى : أما أنا فلن أبذر منذ اليوم قطرة ماء
واحـدة فالماء هو الحياة فعلا
إلهام : هاهو الطائر قد صار بخير بعد أن شرب
ارتوى. ولـكن هناك من الطيور
والحيوانات والكائنات والنباتات ما سيموت
لو لم يسقط المطر .
رضا:ٌ متضرعا إلى الله ٌ يارب اجعل المطر يسقط
بغزارة .
سلوى :ٌ متضرعة إلى الله ٌ : هيا أيتها البحار
تبـــخري
تبخري ، وليكن السحاب كثيفا
ولـتهب الرياح فتحمل إلـينا
السحب لــتسقط الأمطار بغزارة.
رضا : أحب المطر ، أحب الماء فهو من أقدس
الأشياء التي يجب على الانسان أن يحافظ
علــــيها.
ٌ تنغلق الستارة ٌ

المشهد الثاني:
ٌ تنفتح الستارة على مشهد غرفة نوم مطلة على شرفة تبدو من خلالها أشجار الحديقة . الغرفة تحتوي على خزانة للملابس وترتكز الإنارة على رضا وسلوى نائمين في سريريهما ونسمع صوت الرياح وحفيف أوراق الأشجار فتتمايل الأغصان من خلال الشرفة كما نسمع أصوات أنين وآهات صادرة من الحديقة ٌ
صوت 1 : الماء ، أريد أنأشرب الـماء
صوت 2: عروقي وجذوري وأغصاني جفت،
أوراقي اصفرت من شدة الـعطش.
صوت 3 : آه ، الأرض جفت وتيبست التربة .
صوت 4 :عطشان ، إني أختنق ، إني أموت .
صوت 5 :الماء أريد أن أشرب الماء ، لم أعد
أقوى على الحركة.
جميع الأصوات:قليلا من المياه لتتدفق فينا الحياة.
ٌ سلوى ورضا يتقلبان في سريريهما وكأنهما يشاهدان كابوسا مرعبا ، ثم ينهضان مدعورين من نومهما فتضاء الخشبة وتختفي الأصوات ، بينما يتعالى صخب الرياح في الخارج ٌ .
رضا : الماء أريد أن أشـــــــرب .
سلوى : وأنا أيضا يارضا ، فقد جف حلقي بعد أن
شـاهدت في نومي كوابيس مزعجة ، رأيت
الكائنات والنباتات تموت من العطش .
رضا: وأنا أيضا رأيتهم وسمعتهم يصرخون طالبين
الـماء .
سلوى : ٌ تأخذ إناء الماء وتشرب ٌ : يانعمة الله .
رضا ٌ يشرب هو الاخر ٌ :الماء هو الحــياة .
سلوى ٌ تسمع صوت الرياح وتتساءل ٌ : ما هذا الـصوت
يارضا ؟
رضا : إنـــها الـــــرياح ياسلوى .
سلوى : فعلا هي الرياح تهب قوية ٌ تطل من الشرفة ٌ هيا
أيتها الريح القوية ، احملي إلينا السحاب ، واجعلي
المطر يتهاطل ليسقي الجبال والسهول والتلال
والحـقول .
رضا : هيا أيتها الأمطار تهاطلي غزيرة على الأشجار
والأزهار ، فتغني الطبيعة وترقص الأطيار،
ويتدفق الماء في الـوديان والأنــــهار .
سلوى ٌتسمع صوت صفير الحنفية ٌما هذا الصوت
يارضا ؟
رضا : إنه صوت صفير الحنفية تحاول جلب الماء
من القنوات ، ولكن هيهات فالـسدود فارغة .
سلوى : ٌ تطل من الشرفة وتلوح بيديها ٌ : رضا – رضا لقد
لامست يدي قطرات الــمطر .
رضا ٌمتسائلا ٌ : تقولين قطرات المطر ؟
سلوى : أنظر يارضا إنها فعلا قطرات المطــر .
رضا ٌ يلمع البرق وي*** الرعد ٌ:هاهو البرق قد بدأ يلمع
والرعد ي***. المطر قادم يـاسلوى.
سلوى "مبتهجة " : هيا أيتها الأمطار تهاطلي غـزيرة
على الأشجار و الأنهار ،فتغني الطبيعة و ترقص
الأطيار،و يتدفق الماء في الــوديان و الأنهار.
رضا "يطل من الشرفة و يلوح بيديه" : سلوى سلوى المطر يسقط يا سلوى.
" يزداد لمعان البرق و *** الرعود فنسمع صوت تهاطل الأمطار"
سلوى " تغني و ترقص " :
الماء-الماء هو الحياة و البقـــاء
تحمله السحب من البحر الى السماء
و تسافر به الريح في الأجـــواء
و تعبر به المساحات والفضـــاء
و يسقط علينا بالخير والهنــــاء
فتحيا الأرض و تصير خضـــراء
الماء-الماء هو الحياة و البقـــاء
رضا "منتبها الى صوت الماء متدفقا من الحنفية ":
الـــماء يـتدفق من الحنفية يا سلوى، هيا
لنملأ الأواني وعـلينا تجنب الـــتبذير.
سلوى : نعم عـلينا الـحفاظ عـلى الماء فهو الحياة.
"يخرج الأب و الأم وكل أفراد الأسرة حاملين أكوابا من الماء قائلين في صوت واحد"
الجميع: الماء هو الحياة "يشربون الماء و يطلقون سراح الطائر "
(تمت )


education
:: دفاتري ذهبي ::


تاريخ التسجيل: 18 - 9 - 2008
السكن: ورزازات
المشاركات: 1,277

education غير متواجد حالياً

نشاط [ education ]
معدل تقييم المستوى: 318
افتراضي
قديم 27-06-2009, 19:03 المشاركة 7   

مسرحية للاطفال
مكران والسندباد
تاليف الدكتور علي العاقول



المشهد الأول

يكون الستار مقفلاً ويأتي الجد وأحفاده.

الجد: يظهر على وجوهكم التعب يا أبنائي.

أحد الأحفاد: أجل يا جدي فنحن كنا معك طوال العصر.

حفيد آخر: ولكن هذا لا يمنعنا من أن نستمع إلى القصة التي وعدتنا بها.

الجد: وهو ضاحكاً...حسناً يا أبنائي, سأحكي لكم القصة التي وعدتكم بها ولكن بعد أن تستحموا وتستبدلوا ملابسكم وتذهبوا إلى فراشكم...هيا تحركوا.

الأحفاد: وهم فرحين...حسناً يا جدي.

ثم يخرجون جميعاً.

مؤثر1
صوت الجد وهو يحكي القصة, كان يا مكان في سالف العصر والزمان يحكى يا أبنائي أنه كانت هناك أرضٌ جميلةٌ تسمى أرض المحبة, وكان يحكمها والٍ كريمٌ ومحبوبٌ من قبل الجميع يسمى الوالي محبوب, وكان لديه حكيمه مرجان, وهو حكيم ورث الحكمة من آبائه وأجداده, وكان الوالي يستشيره في كل امور المدينة فبذلك كانوا يعيشون حياةً سعيدةً مليئةً بالحب والتعاون إلى أن جاءهم ساحرٌ خبيثٌ يدعى مكران الذي بثَّ بسحره في المدينة فتحول الحب الذي يملؤها إلى حقد وضغينة بين أهاليها ومالت حقولها إلى الذبلان وأبيارها إلى الجفاف, وقد سحر مكران والي المدينة فأصبح مصاباً بداء النوم.

ثم يفتح الستار ويكون مكران جالساً على كرسي الوالي وبجانبه الحكيم مرجان وبعض الاهالي.

أغنية لمكران.

مكران: هل رأيتم يا أهالي أرض المحبة كيف أني استطعت السيطرة على مدينتكم.

الحكيم:أجل يا سيدي مكران فأنت الأقوى على الإطلاق, ثم إن مدينتنا أصبحت أرض الكراهية فكلنا أصبح يكره المحبة...ويضحك.

مكران: أجل أجل يا حكيم أنت على حق فأنا الأقوى والمدينة هي أرض الكراهية.

الحكيم: (بصوت منخفض) لقد جرت الأمور على ما يرام, لقد ظن مكران أني قد تأثرت بالسحر وهو لا يعلم أني محمي من السحر بسبب الشراب الذي شربته من أبي قبل وفاته.

مكران: ماذا تقول أيها الحكيم؟

الحكيم: لا شيء يا سيدي ولكنني كنت أفكر في مصير الوالي, ماذا ستفعل به؟ هل ستقتله؟؟

مكران: أجل أجل سوف أقتله.

الحكيم: لدي اقتراح يا سيدي, مادام الوالي نائما فلن يضرك في شيء بل على العكس فلربما أفاق يوما من نومه فيصيبه سحر المدينة فيمتلأ قلبه بالحقد والكراهية مثلنا فبذلك تضمن أن المدينة لن تعود لها المحبة أبداً.

مكران: أنت على حق يا حكيم, كيف غابت عني هذه الفكرة؟!, أعتقد أنني بحاجة إلى حكيم شرير مثلك, فما رأيك ان تصبح حكيمي؟

الحكيم: هذا من دواعي سروري يا سيدي مكران, (بصوت منخفض) حسناً جدا فالأمور تسير على أحسن حال.

مكران: أيها الأهالي منذ هذه اللحظة فليعلم الجميع أن الحكيم مرجان أصبح حكيمي.

الأهالي فرحين ومهللين.

ثم تطفأ الإضاءة.




مؤثر 2

الجد: فبعد أن كسب الحكيم ودّ مكرانٍ وثقته واطمأن على أنه لن يقتل الوالي محبوب, أصبح يفكر في طريقة للتخلص من مكران, وذات يوم وبينما هو ماشٍ في طريقه إلى القصر سمع غلاما يكلم صاحبه وكان الغلام يدعى سندباد وصاحبه شيبوب فكان يقول له إلى متى ستظل مدينتنا يملؤها الحقد والكراهية بعد أن كانت مليئة بالمحبة فنحن محظوظان أننا كنا في مزرعتنا خارج المدينة وقت دخول مكران الشرير مدينتنا فلذلك لم نتأثر بسحره , تصور يا صديقي أن شقيقي الوحيد الذي أسكن معه سويا في بيت واحد بعد وفاة أبوينا قد طردني من البيت وأصبح شريرا كباقي الاهالي, مالعمل يا شيبوب؟

@@ تضاء الإضاءة.

الحكيم: من أنتما أيها الغلامين؟

سندباد: أنا سندباد وهذا صديقي ..أقصد عدوي اللذوذ شيبوب.

الحكيم: (ضاحكا) لقد سمعت كلامكما , لا تخافا أنا الحكيم مرجان وأنا لم أصب بالسحر مثلكما ولكنني ادعيت ذلك أمام مكران حتى أفكر في طريقة للخلاص منه.

شيبوب: لم تصب بالسحر إذن أنت ساحرٌ مثله.

سندباد: لا عليك منه يا سيدي فشيبوب معروف عنه بخفة عقله, ولكن كيف لم تصب بالسحر وقد كنت في المدينة يوم مجئ مكران؟؟!!.

الحكيم: إنه بسبب شراب الحكمة الذي شربته من أبي فهو يحميني من السحر فلذلك لم أسحر.

سندباد: آه, لقد فهمت الآن, ولكن أيها الحكيم ماهي الطريقة التي يمكن أن ننقذ بها مدينتنا من مكران؟؟!!

الحكيم: لا أستطيع أن أشرح لكما الآن ولكن سأنتظركما في بيتي الليلة بعد خروجي من القصر لأشرح لكما كل الأمور.

وبينما هم كذلك وإذا بقدوم هندباد إليهم حاملا كيسا مليئا بالنقود والمجوهرات الثمينة.

هندباد: ماذا تفعلان هنا؟ ومن هذا الذي تقفان معه؟

سندباد: هذه المرة الأولى التي تدعونني فيها بسندباد, فقد كنت تسميني بشقيقي.

هندباد: ( متضجرا) ليس لدي أي أشقاء, من هذا الرجل؟؟!!

سندباد: هذا حكيم مكران, لقد نسيتني يا أخي نحن توأمان متشابهان في كل أمورنا, ماذا تحمل في يدك يا هندباد؟؟!!

هندباد: حكيم مكران!! عظيم جدا, قلت لك ليس لي إخوة وما بيننا مجرد تشابه عادي, أما ما في يدي فهذا كيس ملئ بالنقود والمجوهرات الثمينة التي سرقتها لأعطيها إلى سيدي مكران.

سندباد: ماذا!!!؟؟؟ سرقتها!!! تبا لك يا هندباد.

الحكيم: ممتاز يا هندباد أحسنت صنعا, سيفرح بها سيدي مكران فرحا شديدا فاذهب إليه بسرعة هيا.

سندباد: ماذا تقول أيها الحكيم؟؟!!

الحكيم: قلت ما ينبغي أن يقال, فسيدي مكران هو الأحق والأولى بهذه الأموال لأنه الأقوى ويملك كل شئ في المدينة.

هندباد: أنت محق يا حكيم, سأذهب بسرعة.

شيبوب: أنا لم أفهم شيئا مما تقول أيها الحكيم, قبل قليل كنتَ تقول إنك لم تسحر والآن أنت تفعل عكس ما تقول, كيف تفسر ذلك؟؟!!

سندباد: شيبوب على حق يا حكيم.

الحكيم: إفهمني يا سندباد, أنا فعلت ذلك لمصلحتنا, لأبعد الشبهات عني وأوهم الناس بأني أصبحت شريرا حتى لا ينكشف أمري.

سندباد: وماذا عن الأموال يا حكيم؟؟!!

الحكيم: لا تقلقا بشأنها, سيرجع كل مالٍ إلى صاحبه بعد أن نقضي على مكران ويعود الوالي إلى كرسيه, هل فهمتما الآن؟؟

الإثنان: نعم يا حكيم.

الحكيم: والآن أنا مضطر لترككما لأذهب إلى مكران ولا تنسيا موعدنا الليلة.

@@تطفأ الإضاءة وتضاء بقعة على مكران ومعه هندباد والحكيم مرجان.

مكران: (فرحاً) كل هذه الأموال لي يا هندباد!!!

هندباد: أجل يا مولاي فأنا سرقتها لآتيك بها وأنا مستعد لآتيك بضعفها إن شئتَ يا سيدي.

مكران: أحسنت يا هندباد فأنت أصبحت شريرا مثلي وأنا أحب الأشرار خصوصا عندما يكونون صغارا في مثل سنك يا هندباد.

الحكيم: أجل يا مولاي لأن ذلك يساعد على موت القلب وزرع الكراهية بدلاً للحب فيساعد على انتشار الحقد والضغينة وهذا ما نسعى إليه .

مكران: أجل أنت محق يا حكيم, لذلك فأنا أريد أن أكافئ هندباد على ما قام به من عمل فماذا تقترح عليّ يا حكيم؟

الحكيم: بما أنك أصبحت تحب هندباد يا سيدي فأنا أقترح عليك بأن تجعله حاميا لمالك الذي سوف يسرقه لك فبذلك يصبح من المقربين لديك يا سيدي.

مكران: أنت محق يا حكيم, أما أنت يا هندباد ستكون يدي اليمنى في أعمال الشر وفي المهام الخاصة.

هندباد: هذا كرم منك يا سيدي والأهم أن تكون راضيا عني.

مكران: رضينا عنك أيها الشرير الصغير, ويضحك الجميع.

ثم تطفأ البقعة وتضاء بقعة على سندباد والحكيم ومعهما شيبوب.

سندباد: ماذا فعل مكران مع أخي هندباد؟؟

الحكيم: لقد فرح مكران به وجعله يده اليمنى في أعمال الشر وخصوصا السرقة وذلك بعدما استشارني في أمره.

شيبوب: هذا يعني أن المدينة سيحل بها الخراب والدمار وكل ذلك بسببك أيها الحكيم.
سندباد: اصمت يا شيبوب, ربما كان في بال الحكيم شئ يخفى علينا, هلاّ أوضحته لنا يا حكيم؟؟!!

الحكيم: انت محق يا سندباد, فأنا فضلت أن يكون أخوك حاميا للمال الذي سيسرقه فيكون بذلك خير حامٍ له , وعندما نقضي على مكران ويزول سحره من المدينة سنرجع كل مالٍ إلى صاحبه وبمساعدةٍ من أخيك.

شيبوب: آه لقد فهمت الآن, اعذرني يا حكيم فأنا متسرع ومتهور كما تعلم ولا أملك قدراً من الحكمة مثلما لديك.

سندباد: دعونا في الأهم, بعد أن اطمأنيت على أخي, كيف سنخلص المدينة من سحر مكران؟؟

الحكيم: أنا لدي خليط من الأعشاب لتخليص الناس من سحر مكران وقد وضعت كمية كبيرة منه في اكثر أبيار المدينة دون أن يراني أحد.

شيبوب: حسنا يا حكيم فلماذا لا يرجع الأهالي إلى طبيعتهم؟!

الحكيم: هنا تأتي مهمتكما فهل أنتما مستعدان للقيام بالمهمة؟

سندباد: لم افهم شيئا يا حكيم؟!!

الحكيم: لكي يتخلص الأهالي من سحر مكران علينا القضاء أولاً على مكران.

شيبوب : وكيف سنقضي عليه؟؟

الحكيم: لكي نقضي عليه علينا أن نجعله يرى وجهه الحقيقي.

سندباد: ماذا تقصد يا حكيم بوجهه الحقيقي؟

شيبوب: هل تعني أنه يضع قناعاً على وجهه؟!

الحكيم: كلا يا شيبوب, فمكران ساحر كبير ومعمر وعمره الآن مقارب للألف سنة ولكنه عندما يلحظ شيئا من الكبر على نفسه يقوم بسحر نفسه شابا من جديد, فعلينا أن نجعله يرى وجهه الحقيقي.

سندباد: إذن الأمر سهل يا حكيم, كل ما علينا هو أن نجعله ينظر في مرآة وينتهي الأمر.

الحكيم: الأمر أصعب بكثير مما تتصوران فكل هذه المرايا لا تعكس إلا وجهه الحالي وهي لا تؤثر به, ولكن عليكما إحضار المرآة السحرية التي بواسطتها نستطيع أن نجعله يرى وجهه الحقيقي فيموت من الغيض.

شيبوب: ولكن من أين سنحصل على هذه المرآة السحرية؟؟!!

الحكيم: من مكان بعيد عن كل الأعين, يسمى (بحر السراب).

الإثنان: بحر السراب!!!

ثم تطفأ البقعة ويغلق الستار فينتهي المشهد .

المشهد الثاني

يكون الستار مغلقا ويجئ الجد ومعه الأحفاد.
أحدهم: جدي متى ستكمل لنا باقي القصة؟
الجد: ليس الآن يا أبنائي فأنا متعب الآن.
آخر: ولكنك وعدتنا يا جدي أن تكملها اليوم ووعد الحر دين عليه.
الجد: حسنا يا أبنائي فأنتم محقون والوفاء بالوعد من صفات المؤمنين, ذكروني إلى أين وصلنا في الحكاية؟
أحدهم: إلى بحر السراب.
الجد: آه لقد تذكرت.
الآخر: جدي, ماهو بحر السراب؟؟!!
الجد: بحر السراب كان بحرا عظيما وكان الناس يصطادون منه الأسماك بوفرة كثيرةلأنه كان مليئا بالخير والرزق, فعلم مكران به فحوله إلى سراب في وسط صحراء قاحلة فهاجر الناس عنه ومنهم من مات هنالك.
أحدهم: ولكن كيف سيصل إليه سندباد وشيبوب؟

الجد: لقد وصف لهم الحكيم المكان وهو في وسط الصحراء في أرض قاحلة متشققة والغريب في تلك الأرض أنها باردة وسماؤها ملئ بالسحاب وتوجد في وسطها نخلة واحدة.

أحدهم: وكيف يكون ذلك يا جدي؟ ولماذا نخلة واحدة؟!!

الجد: إنه السحر يا ابنائي فلقد اعطى الحكيم سندباد وشيبوب أعشابا عندما يأكلونها ويأكلون بعضا من رطب تلك النخلة تتحول تلك الصحراء إى قعر بحر عميق.

أحدهم: وهل استطاعا الوصول إلى ذلك المكان الذي يدعى بحر السراب؟؟

الجد: أجل يا أبنائي بعد مسيرة أيام من مدينتهما وصلا المكان وفعلا مثلما أخبرهما الحكيم ودخلا بحر السراب.

ثم يخرج الجد وأحفاده ويفتح الستار على قعر البحر ويكون سندباد ملقاً على الأرض مغشيا عليه.

سندباد: (يفتح عينيه) يا إلهي أين نحن ما هذا المكان وينظر حوله فلا يرى شيبوب, شيبوب أين أنت يا شيبوب؟

وبينما هو كذلك يخرج له الدلفين (دولي) فيخاف سندباد.

دولي: لا تخف يا صديقي لن أوذيك, من أنت وكيف دخلت إلى هنا؟؟!!

سندباد: أنا سندباد جئت من أرض المحبة مع صديقي شيبوب الذي ضاع عندما دخلنا هنا بعد أن أكلنا من النخلة الموجودة في بحر السراب.

دولي: ولماذا جئتما إلى هنا؟ أخفض صوتك لا تسمعك الأسماك فتخبر قروش بذلك فيسجنك.

سندباد: حسنا ولكن من أنت؟

دولي: أنا اسمي دولي وأنت تعرف أني صديق قديم للإنسان.

أغنية لدولي يعرف بها نفسه لسندباد, ثم تستمر مع دخول قروش مع الأسماك الحارسة له.

قروش: كيف دخلت إلى هنا أيها الغريب؟ ألا تعرف أن هذا البحر لي ولا أسمح لأحد بدخوله, أيتها الأسماك الحارسة خذوه إلى السجن, ويضحك ثم يخرجون ومعهم سندباد ويبقى دولي وحيدا.

دولي: لقد أخذوا سندباد إلى السجن ياله من مسكين, هاه من هذا الذي ينادي على سندباد؟

ويدخل شيبوب وهو يصرخ سندباد باحثاً عنه.

دولي: أخفض صوتك لا تسمعك الأسماك الحارسة فيسجنوك كما سجنوا سندباد.

شيبوب: هل رأيت سندباد؟؟!!,, ومن أنت؟؟

دولي: أنا دولي, وقد اخبرني سندباد بأنكما جئتما لأخذ المرآة السحرية ولكنه سجن من قبل قروش ملك هذا البحر.

شيبوب: ماذا هل سجن سندباد, يا إلهي ماذا سأعمل من دونه, يجب أن نرجع بأسرع وقت.

دولي: لا تخف يا شيبوب أنا لدي الخطة التي سأخرج بها سندباد من السجن.

ثم تطفأ الإضاءة وتضاء بقعة على مكران مع بلورته السحرية.

مكران: شكرا لكِ يا بلورتي لقد انذرتني بسندباد وصاحبه شيبوب اللذان خرجا من المدينة إلى بحر السراب بحثاً عن المرأة السحرية, ولكن هيهات أن يعودا, فلقد أرسلت لهما ساعدي الأيمن هندباد منذ أيام ليقلب البحر رأسا على عقب ويقضي عليهما ويضحك .

ثم تضاء الإضاءة على شيبوب وحيدا في المسرح.

شيبوب: حدث ما لم نكن نتوقعه, فمن كان يظن اننا أنا وسندباد سنفترق هنا, أرجو أن يستطيع دولي من تخليص سندباد من السجن.

ويدخل عليه هندباد

هندباد: شيبوب!!

شيبوب: صديقي سندباد, أين أنت لقد بحثت عنك في كل مكان ولم أجدك إلى أن قال لي صاحبك الدلفين بأنك قد سجنت بواسطة قروش.

هندباد: لقد ضعت بين الشعب المرجانية, ومن هو دولي؟؟ إنه يكذب فأنا لا أعرفه, إنه يكذب واحذر منه.

شيبوب: ماذا!! أتعني أنه كان يكذب علي وأنك لم تلتقي به أبداً ولم تسجن!!!

هندباد: أجل أنا لا أعرفه ولم أسجن.

شيبوب: حسنا, ومتى سنبدأ مهمتنا إذن؟؟!!

هندباد: أية مهمة؟؟!!

شيبوب: أنسيت أننا أتينا لأخذ المرآة السحرية لنخلص مدينتنا من سحر مكران!

هندباد: آه , أجل نستطيع أن نبدأ من الآن, هيا.

شيبوب: هيا يا صديقي ومن ثم يخرجان من المسرح.

يدخل سندباد ودولي

سندباد: هل رأيت ذلك؟؟

دولي: أجل يا سندباد ولكنني لم أصدق عيناي, من هذا الذي يشبهك؟؟

سندباد: إنه أخي هندباد فهو أحد الناس الذين أصابهم سحر مكران وأصبح شريرا ويد مكران اليمنى.

دولي: ولكنه قد أوهم شيبوب بأنه أنت!!

سندباد: شيبوب معذور فمن يتوقع وصول هندباد إلى هذا المكان!!

دولي: ولكن ما العمل الآن وخصوصا بعد أن أصبح شيبوب مع أخيك هندباد؟؟!!

سندباد: أمرهما يهمني كثيرا فالأول صاحبي والآخر أخي ولكن انا لا أستطيع أن أعمل شيئا هنا, ولكنك يا دولي تستطيع, فهل ستساعدني؟؟!!

دولي: أنا!!, أنت صديقي يا سندباد فإن كان بوسعي مساعدتك فلن أتأخر عن مساعدتك ولو تطلب الأمر حياتي.

سندباد: أنا أشكرك جدا يا صديقي الجديد الوفي فأنت حقا مثال للصداقة الحقيقية والتضحية.

دولي: حسنا الن تخبرني كيف سأساعدك؟؟

سندباد: حسنا, ثم يهمس في أذن دولي قليلا ثم يقول له : هل فهمت الآن يا دولي؟؟

دولي: أجل يا سندباد, يا لها من خطة محكمة, ولكن متى سأبدأ التنفيذ؟؟

سندباد: من الآن يا دولي هيا.

دولي: حسنا ولكن عليك أن تختبأ لكي لا يراك أحد.

سندباد: لا عليك يا دولي, اذهب ودعني فيخرج عنه , بما أن دولي استطاع إخراجي من السجن بواسطة إحدى الأسماك الحارسة فلا مانع من أن يقضي هندباد وشيبوب بعض الوقت فيه فبذلك أضمن سلامتهما وأضمن شر شقيقي أيضا, أتمنى أن تسير الأمور كما خططنا لها.

ثم تطفأ الإضاءة وتضاء على قروش وهو جالس على كرسيه.

سمكة: سيدي إنه دولي ويقول إنه يريد أن يقول لك أمرا هاما.

قروش: دعه يدخل.

دولي: سيدي قروش, هناك أخبار سيئة, لقد هرب سندباد من السجن ولقد رأيته يمشي بين الشعب المرجانية مع صاحبه.

قروش: ماذا!! هرب من السجن!!! وهل كان معه صاحب عندما أتى إلى بحري!!, تبا لهما, أيتها الأسماك اذهبوا واقبضوا عليهما وألقوهما في السجن معا.

دولي: والآن هل تريد مني البقاء أم الإنصراف يا سيدي؟؟

قروش: يمكنك الإنصراف ولاحقا سنعطيك مكافأة.

دولي: شكرا لك على كرمك, مع السلامة.

السمكة: سيدي, هناك غريب يريد لقاءك.

قروش: ماذا غريب ولا يخافني!! دعه يدخل.

ويدخل سندباد متنكرا

سندباد: أهلا سيدي قروش:

قروش: من أنت وماذا تفعل في بحري , ألا تعرف أن بمقدوري أن أرميك في السجن الآن!!

سندباد: أنا اسمي هندباد وقد أرسلني سيدي مكران للقائك في هذا البحر.

قروش: ماذا!!! مكران!!!, أهلا بك أيها الضيف, كيف حال سيدنا مكران؟

سندباد: إنه في أحسن حال ويرسل إليك التحية والسلام ويقول لك أن كل ما أنت فيه من خير وعز هو من كرمه عليك.

قروش: أجل يا هندباد فلا أحد يستطيع نكران ذلك, ولكنك لم تقل لي ما هو سبب زيارتك؟؟!!

سندباد: نعم إن سبب زيارتي لكم هو أن سيدي مكران يريد منك إعطائي المرآة السحرية وهو يعلم أنها عزيزة عليك,وإن رفضت فأنت تعلم ماذا سيفعل بهذا البحر يا قروش!

قروش: ماذا!! المرآة السحرية! ولكن يا هندباد.

سندباد: من غير لكن يا قروش أتريد من سيدي مكران أن يمحي هذا البحر!!

قروش: حسنا يا هندباد سأعطيك إياها , ويسلمها سندباد والحسرة على عينيه.

السمكة: لقد قبضنا على سندباد وشيبوب أتريدني أن أدخلهما؟؟

قروش: أجل بسرعة, سأجعل هذين المتسللين يندمان على دخولهما بحري.

هندباد: ألا تخاف مكران يا قروش!!

قروش: ماذا!! أتعرف مكران أنت أيضا!!, من أنت؟؟!!

هندباد: أنا هندباد وجئت بأمر من مكران.

شيبوب: ماذا!! هل أنت هندباد!! هذا لا يعقل ولكنك أخبرتني بأنك سندباد!!

قروش: إن كنت هندباد! إذن فمن هذا الذي يدعي بأنه هندباد وأخذ المرآة السحرية؟؟!!

سندباد: أنا سندباد يا هندباد وقد سبقتك لأخذ المرآة السحرية والآن يمكنني تخليصك من سحر مكران وتخليص المدينة من سحره أيضا والقضاء على مكران الشرير.

ثم ينزع الأشياء التنكرية

سندباد: والآن أيتها المرآة السحرية خلصي اخي من سحر مكران.

هندباد: ماذا , أين أنا, اخي سندباد ويتعانقان ثم تغلق الستارة وتطفأ الإضاءة.

مؤثر 3

وبعد أن خلص سندباد أخاه من السحر أزال السحر من بحر السراب فعاد كما كان بحرا عظيما ورجعوا جميعا إلى المدينة وخلصوها من السحر وجعلوا مكران يرى شكله الحقيقي فمات من الغيظ والخوف من منظره الكريه والقبيح ونهض الوالي محبوب من سباته العميق وعادت المدينة إلى سابق عهدها يسودها جو من الوئام والمحبة ويعدو الفضل في ذلك إلى الله ومن ثم حكمة الحكيم مرجان وشجاعة سندباد وشيبوب.

أغنية النهاية.


التعديل الأخير تم بواسطة education ; 27-06-2009 الساعة 19:05

education
:: دفاتري ذهبي ::


تاريخ التسجيل: 18 - 9 - 2008
السكن: ورزازات
المشاركات: 1,277

education غير متواجد حالياً

نشاط [ education ]
معدل تقييم المستوى: 318
افتراضي
قديم 27-06-2009, 19:07 المشاركة 8   

عصفورٌ في القلب (مسرحية للأطفال)
عبد الرحمن الوادي

*شخصيات المسرحية:
- جنين
- الهزار
- العمُّ سام
- شارون
- سين

- جنين: (تمشي بين الصفوف وهي تحمل باقة ورد) زهور.. زهور.. ها هي بمختلف الألوان والعطور.. من يريد منكم زهرة؟
- العمُّ سام: (يتبعها مصوِّباً بندقيته، ويجرُّ كلبه) كُخ.. كُخ.. كُخ، بُّم.. بُّم.. بُّم، كُخ.. بُّم، بُّم.. كُخ
- شارون: (يقتفي أثرهما) وأنا.. في حقيقة الأمر لن أخفي عليكم سرِّي.. سأكشف لكم الآن حقيقتي.. مع أنَّه لا يهمُّني أن تعرفوها..
- جنين: تفضَّل خذ سيِّدي.. تفضَّلي خذي سيِّدتي.. حتَّى وإن لم يكن لديكم المقابل.. عفواً أيُّها السَّادة وأيَّتها السِّيدات.. أطلب منكم المعذرة.. لقد فاتني أن أقدِّم لكم نفسي..
- العمُّ سام: ولكن لماذا سأقدِّم لكم نفسي أنا.. ما دمتم جميعاً تعرفونني.. وبدون استثناء..
- شارون: كان اسمي في الأوَّل – كما سمَّاني به أبي.. هذا إذا كان لديَّ فعلاً أبٌ شرعي
- جنين: أنا يا سادة يا كرام.. اسمي جنين..
- العمُّ سام: (مبرزاً بندقيَّته) هذه هويَّتي.. إنَّني متيقِّنٌ تمام اليقين أنَّه لا يملك أحدٌ منكم أختها.. لأنَّه لا يوجد في العالم بأسره ثانٍ من صنفها.. وهي في ملكي أنا وحدي..
- شارون: كان شرٌّ هو اسمي.. ثم رأيت حين اشتدَّ عودي وبأسي أنَّه من اللاَّئق طبعاً بي أن أمدِّده..
- جنين: أكسب قوت يومي من بيع الزُّهور.. بأجمل الألوان.. وأزكى العطور..
- العمُّ سام: أنا العمُّ سام.. أجل أنا العمُّ سام.. الرَّجل الهام.. على طول العصور والأيَّام.. لأنَّني أنا من يعلم صنعها.. ويجيد استعمالها..
- شارون: لقد قمت بإدخال ألف المدِّ عليه.. ليمتدَّ عبر الموجات الصَّوتية.. فتسمعَ به كلُّ الآذان.. ويخشاه قلب كلِّ إنسان..
- جنين: تفضَّلي خذي سيِّدتي.. تفضَّل خذ سيِّدي..
- العمُّ سام: أنا أتحدَّاكم جميعاً.. اِخرس.. من فيكم تجرَّأ عليَّ وفتح خيشومه؟ هيا تكلَّم أيُّها الجبان.. لماذا بلعت لسانك؟ أنا لا أحبُّ أن يقاطعني أحدٌ حين أتكلَّم.. عليكم جميعاً أن تنصتوا بإمعان إليَّ.. وتنفِّذوا على التَّوِّ أوامري..
- شارون: منذ ذلك اليوم، أصبح اسمي شارون.. شارون.. شارون.. كم أحبُّ هذا الاسم.. وكم أعتزُّ به.. سأحرص على ألاَّ يحمله أحدٌ غيري.. وألاَّ تكتب حروفه إلاَّ بالقلم الأحمر القاني..
- سين: (يظهر متعثِّراً في خطاه) وأنا.. وأنا..
- الجميع: من أنت؟؟؟
- سين: أنا.. أنا..
- شارون: هيَّا قل من أنت؟
- سين: أنا.. أنا..
- جنين: يبدو أنَّني أعرفه.. لا أذكر بالضَّبط متى وأين التقيت به أوَّل مرَّة..
- العمُّ سام: أنا سأقول لكم من يكون.. إنَّه لا أحد.. إنَّه لا شيء.. ها ها ها ها.. فلتستمرَّ الحكاية إذن..
- جنين: بل لتنته الحكاية..
- شارون: فعلاً.. لتستمرَّ الحكاية..
- سين: لـ.. لـ .. لا أدري ما أقول..
- العمُّ سام: إنَّها حكاية سعيدة
- جنين: بل إنَّها حكاية حزينة ومؤلمة..
- شارون: حقاًّ.. إنَّها حكاية رائعة ومسلِّية..
- سين: حكاية؟ أيُّ حكاية؟؟؟
- جنين: آه.. ماذا حدث اليوم؟ لقد أصبحت أنسى في كلِّ مرَّة.. اِسمحوا لي ثانية أيُّها السَّادة والسَّيِّدات.. لقد نسيت أن أقدِّم لكم الشَّخصية الخامسة.. الشَّخصية المحورية..
- الهزار: (يقفز فجأة) أنا الهزار.. في سعادة أُمضي النهار.. تارةً أحلِّق وأحوم.. وتارةً على الأغصان أقوم.. بصوتي يأتي الرَّبيع.. بوجهه البديع.. حين أشدو تسمعني كلُّ الأطيار. وعند الغروب، أعود مسروراً إلى أفضل الأوكار.. عشِّي ليس من القشِّ.. ولا يوجد على الأشجار..
- جنين: إنَّه يوجد هنا في حنايا قلبي..
- الهزار: عشٌّ ينبض بالدِّفء والحنان..
- جنين: لقد منحته كلَّ حبِّي..
- العمُّ سام: وأنا سأنزل عليك جامَّ غضبي.. كُخ.. بُّم، بُّم.. كُخ، كُخ.. بُّم، بُّم.. كُخ.. أين هرب؟
- شارون: أين ذهب؟
- العمُّ سام: أين هرب؟ (يختفي)
- شارون: أين ذهب؟ (يتبعه)
- سين: ما هذا؟ ماذا يحدث؟ لقد حان وقت النَّوم
- جنين: من فعل بك هذا يا عصفوري العزيز؟ من نتف ريشك؟ وقصَّ جناحك؟
- الهزار: من يكون غيره؟ إنه ذلك السَّام أكثر بين جنس الهوام
- جنين: هيَّا تعال بسرعة لتختبيء في قلبي.. (يختفيان)
- العمُّ سام: (يظهر) ها ها ها.. يزعمون أنَّ ذلك العصفور اللَّعين شغل النَّاس بصوته ليل نهار.. وجعلهم لا يعبأون بأحد سواه.. وأنا لا أحبُّ هذا.. أنا أكره أن يسلب غيري نظرات الإعجاب منِّي.. ألا يعرف من أنا؟! أنا أكبر وأمهر قنَّاص.. لكلِّ من سخن عليه الراس.. سأبحث عنه في كلِّ مكان.. حتى في صدور النَّاس.. وحين أعثر عليه.. سأخمد أنفاسه وإلى الأبد.. كلاَّ، لا ينبغي لي أن أقتله دفعةً واحدةً.. كيلا أكون به رحيماً.. عليَّ أن أسجنه، وأمنع الماء عنه، وكذا الحَبَّ والحُبَّ.. كي يذوق الموت رويداً رويداً.. ها ها ها.. (يختفي)
- سين: ما كلُّ هذا الضَّجيج؟ دعوني أستلذُّ بالنَّوم ما بقي لي من العمر.. ما أجمل النَّوم! ما أحلاه!
- العمُّ سام: (من الداخل) توقَّف! (يظهر) تعال.. اِقترب هنا.. إلى أين أنت ذاهب؟
- سين: إلى السَّرير.. والغطاء الدَّافيء الوثير
- العمُّ سام: أخبرني وإلاَّ جعلتك تنام النَّوم الطَّويل.. هل رأيت ذلك العصفور اللَّعين؟
- سين: أيُّ عصفور؟!
- العمُّ سام: هيَّا أخبرني.. هل رأيته؟
- سين: هل تعني في منامي!
- العمُّ سام: هيَّا قل بسرعة! لا تثر غضبي أكثر من هذا..
- سين: نعم.. لا.. نعم.. لا.. لقد مرَّ من هنا.. لا.. أظنُّ من هنا.. أو ربَّما من هذه الجهة.. لم أعد أتذكَّر شيئاً.. هل أنا صاحٍ أم نائمٌ؟
- العمُّ سام: أغرب عن وجهي.. هيَّا اِذهب لتنام.. قبل أن أفرغ محتوى هذه البندقيَّة في جمجومتك الفارغة.. ولكن لن أفعل، فرصاصةٌ واحدة فيها أغلى منك ومن الذين خلَّفوك.. أين يمكن أن يكون ذلك العصفور اللَّعين مختبئاً الآن؟؟ (يركل كلبه)
- شارون: (يظهر) عَوْ.. عَوْ.. أنا لديَّ الجواب لسؤالك هذا.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: هاته بسرعة! ولكن من أنت؟؟؟
- شارون: أنا فاعل خير.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: فيمن تفعل الخير؟
- شارون: فيَّ أوَّلاً عَوْ.. عَوْ.. ثمَّ في الآخرين فيما بعد إذا شئتُ عَوْ.. عَوْ
- العمُّ سام: كم تريد؟
- شارون: كلَّ ما في وسعك.. عَوْ.. عَوْ.. وسآتي به قبل أن يرتدَّ إليك طرفُك.. عَوْ .. عَوْ
- العمُّ سام: هل أنت من العفاريت؟
- شارون: أجل.. عَوْ .. عَوْ.. من عفاريت الكلاب.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: إذن، قل لي في أيِّ شيءٍ تطمع؟
- شارون: فيما لديك وبين يديك.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: سأعطيك ما يكفيك
- شارون: (يرفض بإشارة من رأسه) عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: سأعطيك أكثر ممَّا يكفيك
- شارون: (يأتي بنفس الحركة) عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: سأملأ لك الأرض ذهباً.. والسَّماء نجوماً
- شارون: أنا لا أريد هذا ولا ذاك.. عَوْ .. عَوْ
- العمُّ سام: وماذا تريد إذن؟!
- شارون: (متوسِّلاً) أريد رضاك.. عَوْ.. عَوْ.. أريد مودَّتك.. عَوْ.. عَوْ.. أريد حماك.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: إذا كنت ترغب كما تقول في أن ينالك نصيبٌ من رضايَ ومودَّتي.. فجئني بذلك العصفور اللَّعين حياًّ.. حتى آخذ حقِّي وزيادةً منه.. وسأضمن لك الحماية اللاَّزمة..
- شارون: اِطمئن يا سيِّدي.. عَوْ.. عَوْ.. إنَّ لخرطومي هذا شماًّ يفوق بكثير شمَّ كلبك هذا.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: إذا كنت صادقاً فيما تقول.. فأنا أعدك بأن تكون كلبي الوفي بدل هذا الكلب الذي لم يعد يشمُّ إلا ما يحبُّ هو ويرضى.. لا ما أحبُّ أنا وأرضى..
- شارون: لحظةً واحدةً والمراد سيحضر بين يديك.. عَوْ.. عَوْ.. (يختفي برهةًّ، ثم يعود وهو يجرُّ جنين)
- العمُّ سام: أيُّها الكلب.. هل وجدت العصفور اللَّعين؟ أنا أمرتك أن تحضر لي العصفور لا الفتاة.. النِّساء من بعد.. بعد أن أقضي على ذلك اللَّعين.. وأريحَ نفسي منه..
- شارون: وهذا ما فعلته يا سيِّدي.. عَوْ.. عَوْ.. لقد جئتك بالعصفور.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: أين هو؟ أنا لا أراه !
- شارون: إنَّ عشَّه في قلب هذه الحسناء الجميلة.. عَوْ.. عَوْ.. والأطيار لا بدَّ أن تعود عند المغيب إلى الأوكار.. عَوْ.. عَوْ.. فبعد حينٍ، سوف يعود العصفور إلى عشِّه مرهقاً من تعب النَّهار.. عندها سيسهل عليك اقتناصُه.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: يا لك من كلبٍ عبقريٍّ.. لم يجد التَّاريخ بمثله!
- الهزار: (يظهر في الخلف) لقد ألقى الوغدان القبض على جنين المسكينة..
- العمُّ سام: هيَّا أسرع بالعَوْدة أيُّها العصفور اللَّعين.. إنَّك لا تعلم فداحة العذاب الَّذي ينتظرك منِّي.. ستسقط ريشاتك الواحدة تلو الأخرى.. من الجوع والعطش.. وتذوق الموت في اليوم ألف مرَّة..
- شارون: كم أودُّ أن أجعله أشلاءً.. عَوْ.. عَوْ.. بهذه المخالب والأنياب.. عَوْ.. عَوْ..
- الهزار: لا تحزني يا جنين.. سأجد الحيلة لأخلِّصك منهما..
- العمُّ سام: لقد تأخَّر العصفور اللَّعين.. كيف لم يعد إلى حدِّ الآن وقد خيَّم الظَّلام.. اِسمع أيُّها الكلب.. سأخرج لأبحث عنه في الجوار.. واحرس أنت هذه الفتاة حتَّى أعود.. (يختفي)
- شارون: عَوْ.. عَوْ..
- الهزار: هذه هي فرصتي.. (يهجم على شارون ويفقأ عينه اليمنى)
- شارون: عَوْ.. عَوْ.. لقد فقأ اللَّعين عيني.. عَوْ.. عَوْ..
- الهزار: هيَّا نهرب يا جنين.. قبل أن يعود إبن الَّذين.. (يختفيان)
- العمُّ سام: (يظهر) من فعل بك هذا؟
- شارون: إنَّه ذلك اللَّعين.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: هل عاد؟
- شارون: عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: وأين هو الآن؟
- شارون: ومن أين لي أن أعرف.. عَوْ.. عَوْ.. وأنا لا أرى شيئاً.. عَوْ.. عَوْ.. حتَّى اسمي المكتوب بالأحمر لن أراه أبداً.. عَوْ.. عَوْ..
- العمُّ سام: ولكن ما زالت لديك العين الثَّانية.. يبدو أنَّك لن تجديني في شيءٍ.. لأجعل إذن من جسمك كلِّه كلمةً حمراء.. اسمها الموت.. خذ.. بُّم (يقتله) أينك أيُّها العصفور اللَّعين؟ أينك؟؟ (يختفي)


(انتهـت)


education
:: دفاتري ذهبي ::


تاريخ التسجيل: 18 - 9 - 2008
السكن: ورزازات
المشاركات: 1,277

education غير متواجد حالياً

نشاط [ education ]
معدل تقييم المستوى: 318
افتراضي
قديم 27-06-2009, 19:12 المشاركة 9   

أحلام الحمار الكسول
الوقت نهار، منظر عشب وأشجار، يظهر الحمار وهو جالس بصمت تحت ظل شجرة توت؛ خارج سور البستان، يدخل الخروف، ينادي الحمار مرات عديدة، الحمار لا يرد، يقترب الخروف من الحمار، يصيح في أذنه بقوة، الحمار يجفل)..ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
الخروف: ماذا أصابك يا صديقي؟ لماذا لا ترد علي؟
الحمار: لم أسمعك.
الخروف: غريب! كيف لم تسمعني؟ الغابة كلها سمعت صوتي وأنا أنادي أيها الحمار..أيها الحمار.
الحمار: لكنني لست الحمار.
الخروف: (باستغراب) ماذا قلت يا.. أنت لست الحمار؟!
الحمار: نعم.
الخروف: غريب!(يتأمله بسخرية) هاتان الأذنان أذنا حمار، وهذه الحوافر حوافر حمار، وهذا الذَنَب ذنَب حمار.. وهذه الرأس رأس حمار مئة بالمئة. فمن تكون إذاً؟
الحمار: أنا، أنا كلب.
الخروف: (يضحك) كلب؟! هيا.. هيا إلى البستان أيها.. الكلب. فوجودنا هنا خارج السور- خطر على حياتينا يا صديقي الكلب.
الحمار: لن أعود إلى البستان.
الخروف: لماذا؟ هل صدقت أنك كلب فعلاً؟ كف عن المزاح يا صديقي.
الحمار: إني جاد أيها الخروف.
الخروف: غريب. ما هذا الكلام يا صديقي؟!
الحمار:لماذا الاستغراب؟ حياة الكلب أفضل من حياتي، لا أحد يطلب منه أن يعمل، أما أنا فالجميع يطلب مني العمل صباح مساء.
الخروف: الكلب أيضاً يعمل مثل الجميع، وعمله الحراسة.
الحمار:بل عمله النباح، يأكل وينام ويلهو كما يحلو له مقابل أن ينبح (يحاول النباح، فينهق) هكذا. إنه عمل سهل ومريح كما ترى.
الخروف: إنك مخطئ يا صديقي، هل نسيت خطورة عمل الكلب؟
الحمار: (بتردد) لا، لكن.. (يصمت)
الخروف: لكن ماذا؟
الحمار: لكن أريد أن أكون أي شيء ، أي شيء، إلا أن أكون الحمار، أنا لا أحب عملي، بل لا أحب العمل أبداً. آه كم أحب أن أكون حراً. آكل وأنام وألهو كما يحلو لي.
الخروف: (بسخرية) ولِمَ لا تكون الذئب؟
الحمار بسرور) أوه. لقد أصبت، لِمَ لا أكون الذئب؟ الذئب قوي. ويهابه الجميع (يحاول العواء، فينهق) (تزوغ نظراته، الخروف يقلد عواء الذئب، الحمار يتلفت حوله بخوف)
الخروف: ( بسخرية) هس.
الحمار: ماذا؟
الخروف: لا ترفع صوتك، إنه خلفك.
الحمار: من؟
الخروف: الذئب.
الحمار: الذئب؟!
الخروف: سِرْ بهدوء.
(الحمار يخطو بهدوء وخوف..)
تقدم بهدوء أكثر، هيا يا صديقي! إنه خلفك. اركض أيها الحمار (الحمار ينطلق هارباً) اركض أكثر. لقد وصل إليك. سيفترسك. انطلق صوب البستان. اركض، اركض. (يضحك بسخرية.. يخرج)
(يتغير المنظر. يظهر الثعلب خلف السور وهو يسترق النظر إلى داخل البستان)
الثعلب:(لنفسه) آه ما أجمل هذه البطة! بل ما ألذها، ما هذا؟ ما هذا الديك السمين؟! يا لها من وجبة دسمة. وهذه الدجاجات اللواتي يسرن خلفه كالجنود.. وهذه الحمامات الجميلات اللذيذات. يا إلهي ماذا أرى؟ إنها وليمة، وليمة حقيقية، بل ولائم.. ولائم دسمة وشهية (بخيبة) لكن كيف الوصول إليها؟ كيف يمكنني التسلل إلى البستان. أف. اللعنة على هذا السور، وعلى الكلاب، وعلى صاحب البستان (يعوي)
(يتغير المنظر، يظهر الأرنب والخروف والديك وهم يعملون ويغنون. يصمت الديك فجأة. يلتفت حوله باستغراب)
الديك: غريب!!
الأرنب: ما هو الغريب أيها الديك؟!
الديك: أين الحمار؟ لم أره منذ الصباح.
الخروف: لا بد أنه نائم الآن.
الديك: نائم حتى هذا الوقت؟!متى سيستيقظ؟
الخروف: عندما ينتهي حلمه يا صديقي.
الديك: عندما ينتهي حلمه؟! ماذا يعني هذا؟
الأرنب:(بسخرية) يعني أن الحمار لن يستيقظ أبداً.
(يضحك الأرنب والخروف بسخرية..)
الديك:لن يستيقظ ؟! لم أفهم.!(الخروف والأرنب يضحكان ) أريد أن أفهم الآن، وحالاً.
(يتغير المنظر، يظهر الحمار وهو واقف بغرور، يسير بثقة يؤدي حركات عنيفة، يقاتل عدواً وهمياً، يعوي كالذئب. يكرر العواء مرات عديدة، يردد الصدى عواءه. يصمت، يتلفت حوله باستغراب وخوف. يعوي بصوت خافت، يسمع صوت عواء، ينسحب بهدوء.. ثم يركض خائفاً).
(يتغير المنظر، يظهر الديك فوق مرتفع، يدخل الأرنب وهو مضطرب).
الأرنب:هل شاهدت الحمار أيها الديك؟
(الديك لا يرد..)
قلت: هل شاهدت الحمار أيها الديك؟
(الديك لا يرد)
هل أصابك الصمم أيها الديك؟
الديك: لا.
الأرنب: لماذا لا تجيب ؟ هل شاهدت الحمار؟
الديك: لن أجيبك قبل أن أسمع منك التحية والسلام.
الأرنب:بضيق وسخرية) أعتقد يا صاحبي الفهمان أننا لن نجد السلام ما لم نجد الحمار.
الديك: ماذا؟! هل أصبح السلام بيد الحمار؟
الأرنب: نعم.
الديك: أتقول نعم ؟! كيف؟
الأرنب: لقد أغضب الحمار صاحب البستان، وأنت تعرف ماذا يعني غضب صاحب البستان؟
الديك: نعم، لكن ماذا فعل الحمار؟ لا بد أنه رفسه. أليس كذلك؟
الأرنب: لا، لم يرفسه. هل رأيته؟
الديك: لاشك أنه رفس ابن صاحب البستان، ذلك الولد الشقي الذي لا يكف عن مضايقتي صباح مساء.
الأرنب: لا لم يرفس ابن صاحب البستان. هل رأيته؟
الديك: غريب (يروح ويجيء وهو يفكر) آه وجدته.
الأرنب: عظيم. أين هو؟
الديك: (يشير إلى رأسه) هنا.
الأرنب: ماذا يفعل الحمار في رأسك؟!
الديك: لم أجد الحمار في رأسي يا صديقي. بل وجدت السبب. السبب الذي أغضب صاحب البستان: اسمع يا صديقي.
الأرنب: (بضيق) بل اسمع أنت أيها الصديق الثرثار.لقد غضب صاحب البستان من الحمار، لأن صاحبنا المحترم والنشيط لم ينقل الفاكهة فجر هذا اليوم إلى المدينة.
الديك: لماذا؟
الأرنب: لا أعرف. لا أحد يعرف لماذا.
الديك: لماذا لا تعرف؟
الأرنب: (بغضب) لأن الحمار لم يظهر حتى الآن. فهل وجدته أيها الحمار؟ أقصد أيها الديك.
الديك: لا.
الأرنب: لا؟ لماذا لم تقل ذلك منذ البداية؟ أف (لنفسه) أين اختفى؟ (ينادي الحمار) لماذا أنت صامت؟ نادِ الحمار.
الديك: لا أستطيع.
الأرنب: لماذا؟
الديك: ألا تعرف؟
الأرنب: آه. تذكرت. سأبحث عنه بنفسي وإلا..
(ينادي الحمار.. يخرج)
(يتغير المنظر. يظهر الخروف وهو يعمل، يدخل الأرنب)
الأرنب: ماذا تعمل يا صديقي؟
الخروف: كما ترى.
الأرنب: ألا تملَّ من العمل؟ ألا تتعب يا صديقي؟
الخروف: بل أتعب وأملُّ حين لا أجد عملاً أقوم به. ما بك يا صديقي؟ أراك قلقاً.
الأرنب: صاحب البستان يا صديقي. إنه غاضب جداً.
الخروف: لماذا؟
الأرنب: لأن الحمار لم ينقل الفاكهة إلى المدينة هذا الصباح.
الخروف: وأين الحمار؟
الأرنب: إني أبحث عنه منذ الصباح.
الخروف: (يفكر) لابد أنه هناك.
الأرنب: أين؟
الخروف: تحت شجرة التوت الأحمر.
الأرنب: خارج السور؟!
الخروف: نعم. لقد اعتاد ارتياد هذا المكان منذ زمن بعيد.
الأرنب: إنه مكان خطر. كيف يغادر الحمار البستان؟
الخروف: لا تخف يا صديقي. الحمار لم يعد حماراً.
الأرنب: كيف؟!
الخروف: لقد صار ذئباً.
الأرنب: الحمار؟!
(الخروف يضحك..)
(يتغير المنظر. يظهر الحمار وهو يؤدي بعض الحركات الغريبة. يهاجم عدوا وهمياً. يسير بكبرياء وغضب. ينهق)
الحمار: (لنفسه) وأخيراً أنا ملك الغابة. (يحاول الزئير. ينهق. يسمع أصواتاً تناديه. يصمت) اللعنة. (يفكر) لكنني لست الحمار. أنا الملك الذي سيغير هذه الغابة. لكن كيف، كيف ستغيرها أيها الأسد العظيم؟ (ينهق. تزوغ نظراته..)
(يتغير المنظر. يظهر الأصدقاء وهم يعملون داخل البستان بسعادة..)
الأرنب: (للخروف) انظر إلى الحمار، إنه يعمل كسيد.
الخروف: وهل الحمار غير ذلك.
الأرنب: الحمار؟!
(يتقدم الديك، يهمس في أذن الخروف)
الديك: ما قصة صاحبنا الحمار؟ إنه يتصرف كملك.
الخروف: قد يصير الحمار ملكاً.
الديك: الحمار؟!
الخروف: نعم. هل تريد التأكد من ذلك.
الديك: كف عن السخرية أيها الخروف.
الخروف: اسمع إذن. (ينادي الخروف الحمار) أيها الحمار. أيها الحمار. (الحمار لا يرد.. يتبادل الأصدقاء نظرات الاستغراب) أيها الذئب، أيها الملك.
(الحمار يقف.ينظر إلى الخروف بسرور. يتبادل الجميع نظرات الاستغراب، يضحكون).
(يتغير المنظر، المشهد يجسد حلم الحمار، حيث يظهر متربعاً على عرش و أمامه الوزراء وهم الديك والأرنب والخروف) و إلى جانبه يقف كل من الذئب والثعلب..)
الحمار: يا وزير الراحة والبطالة.
الخروف: أمر مولاي.
الحمار: هل الرعية مرتاحة؟
الخروف: نعم يا مولاي.
الحمار: اسمع أيها الوزير. لا أريد في مملكتي راكباً أو مركوباً.
الخروف: أمرك يا مولاي.
الحمار: لا حاملاً ولا محمولاً.
الخروف: أمرك يا مولاي.
الحمار: لا عاملاً ولا صاحب بستان.
الخروف: أمرك يا مولاي. إننا ننفذ شعاركم الحكيم: الراحة أولاً وأخيراً.
الجميع: عاش مولانا الحكيم.
الحمار: وماذا أعد وزير الأفراح لحفل تتويجنا؟
الديك: فقرات فنية رائعة يا مولاي.
الحمار: عظيم. أريد مشاهدة فقرة واحدة منها.
الديك: أمر مولاي.
(يشير الديك إلى مجموعة من الراقصين. يرقصون رقصة غريبة، يشترك الديك والأصدقاء في الرقصة.يومئ الحمار إليهم، فيتوقفون عن الحركة).
الحمار: (يصفق) رائع. ما اسم هذه الرقصة الجميلة يا وزيرنا؟
الديك: إنها رقصة ذيل الحمار يا مولاي.
الحمار: لا بأس.
الديك: ولدينا سمفونية النهيق الخالد يا مولاي. هل تريد سماعها؟
الحمار: لاشك أنك تقصد سمفونية الزئير الخالد.
الديك: نعم يا مولاي.
الحمار: حسن. سنسمعها في حفل التتويج.
الجميع: عاش مولانا السعيد.
الحمار: ماذا جهزت من طعام وشراب يا وزيرَ أطايبِ الطعام؟
الأرنب: (بخوف وتردد) لا، لاشيء يا مولاي. أقصد..
الحمار: (بغضب) ماذا تقول أيها الغبي الكسول؟
الأرنب: المعذرة يا مولاي. المغفرة يا مولاي. أنا..
الحمار: أيها النؤوم الخمول. يجب أن تعاقب (يحمحم..)
(يرتجف الجميع خوفاً. يهربون. الثعلب والذئب يركعان تحت قوائم الحمار. يدلكانها..) أيها الأحمقان.
الذئب والثعلب: أمر مولانا.
الحمار: أنا.. أنا حزين.
الثعلب والذئب: حاضر يا مولانا.
(يرقصان. بعد لحظات يرفع الحمار يده. يأمرهم بالكف عن الرقص. فيطيعان)
الحمار: قلت: أنا حزين.
الذئب والثعلب: أمر مولانا.
(يغنيان. يحس بالانزعاج، يأمرهم بالكف عن الغناء)
الحمار: أريد أن أضحك أيها الغبيان، أن أضحك لا أن أسمع أصواتاً منكرة.
(يتبادل الثعلب والذئب النظرات. يقتربان منه، يدغدغانه، الحمار يبدأ بالضحك والقهقهة) ( يتغير المنظر. يشاهد الحمار وهو نائم. يدخل الثعلب، يقترب منه بحذر، الحمار يتمتم).
الحمار: ما هذه الأنامل الرقيقة أيها الثعلب اللطيف (الثعلب يتراجع باستغراب) كفى. كفى دغدغة أيها الذئب المهذب.. (ُتسمع أصوات تنادي الحمار، يتوارى الثعلب خلف تلة، يدخل الأصدقاء، الحمار يقهقه بسرور وهو نائم)
الأرنب: وأخيراً وجدتك أيها الكسول.
الديك: إنه يقهقه وهو نائم.
الخروف: لا شك أنه الآن ينعم في أحلام وردية.
الحمار: (يتمتم) كف عن الدغدغة أيها الثعلب اللطيف.
الجميع: ماذا؟!
الحمار: (يتمتم)سلمت يداك أيها الذئب المهذب، أنت خير من يدلك جسدي.
(يتبادل الجميع نظرات الدهشة)
الديك: (بهلع) الذئب. الذئب سيفترس الحمار يا أصدقاء.
الخروف: الحمار يحلم أيها الديك.
الديك: ألم تسمعه ماذا قال؟ الذئب قريب منه.يجب أن ننقذه.
الخروف: ماذا حدث لك أيها الحمار؟ كف عن الثرثرة.
الديك: الحمار؟! أنا لست الحمار، هذا هو الحمار..
الخروف: أقصد أيها الديك. الحمار نائم أيها الديك.
الديك: أعرف، لكن يجب أن ننقذه، سأنقذه بنفسي.
(ينقر الديك الحمار.. الحمار يتململ بإنزعاج)
أيها الحمار. أيها الحمار. استيقظ يا صديقي.
الحمار: (يستيقظ) من؟ ما هذا؟! أين ..
(ينادي) أيها الحاجبان، أيها الحاجبان. اقبضا على هذا الوزير الغبي.
(الديك يتلفت حوله بخوف. الأرنب والخروف يتبادلان نظرات الاستغراب والسخرية. يضحكان)
الخروف: هذه طرفة جديدة. الديك أصبح وزيراً.
الأرنب: إنه أخف وزير ستعرفه الغابة.
الخروف: وأكثر وزير قدرة على الطيران.(يضحكان).
الحمار: كفا عن الضحك أيها الوزيران الغبيان.
الخروف والأرنب: نحن أيضاً؟!
الخروف: ومن تكون أنت؟
الحمار: أنا الملك أيها الغبيان.
الأصدقاء: الملك؟!(يضحكون).
الحمار: (بغضب) أين ذهب الحاجبان.(ينادي) أيها الحاجبان.
الأرنب: من هما حاجباك أيها الملك؟
الخروف: لا بد أن يكون الكلب أحدهما؟
الديك: أو النمر أو الفيل.(يضحكون..)
الحمار: لا، إنهما الذئب والثعلب أيها الأغبياء .
الأصدقاء: من؟!!
الخروف: عاش مولانا الملك.
الأرنب والديك: عاش.
الخروف:عاشت أذنا الملك.
الأرنب والديك: عاشت.
الخروف: عاش رأس الملك الجميل.
الأرنب والديك:عاش. عاش.(يضحكون..)
الحمار: لماذا تضحكون ؟!
(يهاجمهم، يهربون وهم يضحكون، يدخل الثعلب)
الثعلب: هكذا إذاً أيها الحمار.. عفواً أيها الملك.أنا حاجبك إذاً؟ والذئب أيضاً حاجبك؟(يضحك) أمرك يا مولاي الحمار.(يضحك. يخرج..)
(يتغير المنظر، يظهر الديك وهو يعمل ويغني، يدخل الحمار)
الحمار: ماذا تفعل يا صديقي؟
الديك: إني أنظف القن.
(الحمار يضحك بسخرية)
الديك: لماذا تضحك يا صديقي؟
الحمار: تنظيف القن هو عمل الدجاجات أيها الديك.
الديك: نعم.وواجبي مساعدتهن يا صديقي.
هل نظفت حظيرتك؟
الحمار: لا.
الديك: لماذا ؟ الشتاء قادم يا صديقي. ولن تستطيع تنظيفها والمطر يهطل.
الحمار: لا يهم.
الديك: لا يهم؟!
(يخرج الحمار، يعود الديك إلى عمله وهو يغني..)
(يتغير المنظر. يظهر الذئب والثعلب..)
الذئب: الحمار صار ملكاً؟!
الثعلب: نعم.
الذئب: ماذا تقول أيها الثعلب؟!
الثعلب: أقول الحقيقة يا صديقي.
الذئب:ماذا حل بملك الغابة حتى يصير الحمار ملكاً؟
الثعلب: لا أعرف. (يضحك)
تذكرت أمراً. لقد عينك الحمارحاجباً لديه
الذئب:أنا حاجب الحمار؟!
الثعلب: نعم. تدغدغه وتدلك جسده يومياً.
الذئب: أنا؟!
الثعلب: نعم. لا تنس هذا يا صديقي، ويومياً.
(يضحك.الذئب يمسك بخناق الثعلب غاضباً وهو يعوي)
الذئب: قل لي ما الحكاية وإلا..
الثعلب: (بخوف) حاضر. سأقول يا صديقي سأقول..
(يتغير المنظر. يظهر الديك، تسمع أصوات تنادي الحمار. الديك يتلفت باستغراب)
الديك: (لنفسه) لم نعد نسمع غير هذا النداء يتكرر كل يوم.ما حكاية هذا الحمار؟ أين يختفي؟ هل ضاع هذه المرة؟
أف منك أيها الحمار الكسول.(يتكرر النداء، يعلو..)
(يتغير المنظر، يظهر الحمار نائماً تحت شجرة التوت، يدخل الذئب والثعلب بهدوء وحذر. يضعان على رأس الحمار تاجاً من الورد وأوراق الأشجار، ويضعان خلفه طبلاً صغيراً. وفي يده صولجاناً، ثم يرتبان المكان جيداً.. بعدها يقفان إلى جانب الحمار كحاجبين.)
(يتغير المنظر، يظهر الديك، يدخل الأرنب والخروف..)
الأرنب: هل رأيت الحمار أيها الديك؟
الخروف: ألم تلمحه؟ ألم تسمع صوته؟
الأرنب: أين الحمار أيها الديك. لماذا أنت صامت؟ قل شيئاً يا صديقي.
الديك: (بضيق) لن أقول شيئاً.
الخروف: لماذا؟!
الديك: لأنكما لم تبدأا الكلام بالسلام. هذا أولاً.
الخروف: صباح الخير.مساء الخير أيها الديك. وثانياً؟
الديك: ثانياً: أريد أن أعرف لماذا تبحثان عن الحمار، ماذا تريدان منه؟
الأرنب: نبحث عن الحمار لأن صاحب البستان يبحث عنه وهو غاضب جداً.
الديك: لماذا؟ هل رفسه الحمار أم رفس ابنه الشقي؟
الأرنب: لا، لم يرفس الحمار صاحب البستان ولم يرفس ابنه.
الخروف: ولم يرفس أحداً. فاطمئن.
الديك: لا بد أنه نهق في الصباح فأزعج
الأرنب: لم ينهق ولم يزعج أحداً.. فاطمئن.
الديك: ماذا فعل إذاً؟
الخروف: تخلف عن الذهاب إلى الطاحونة. فبقي الحَبُّ بلا طحن.هل ارتحت الآن أيها الصديق الملحاح؟
الديك: (يتنهد) نعم.
الأرنب: والآن. هل رأيت الحمار أيها الحمار؟
الديك: ماذا؟!
الأرنب: أقصد أيها الديك.
الديك: نعم. رأيته قبل قليل. ذهب من هذه الناحية.
الأرنب: من هذه الناحية؟
الخروف: هذا يعني أنه ذهب إلى مكانه المعتاد.
الديك: أين؟
الخروف: تحت شجرة التوت الأحمر.
الديك والأرنب:خارج السور؟!
الخروف: نعم.
الأرنب: هيا. هيا نذهب إليه قبل أن يحل المساء وإلا..(يخرجون وهم ينادون الحمار..)
(يتغير المنظر، يظهر الحمار وهو نائم، و إلى جانبيه يقف كل من الثعلب والذئب بصمت وخشوع، تسمع أصوات الأصدقاء وهم ينادون الحمار.يدخلون، يقفون وهم يتبادلون نظرات الاستغراب والخوف. يفتح الحمار عينيه. ينظر إلى الأصدقاء باستغراب. يتلفت، يرى الذئب والثعلب، يضطرب، يحاول الهرب.. )
الذئب والثعلب: صباح الخير والبركة والهناءة يا مولانا.
الحمار: (باستغراب) من؟!
الثعلب: أنا حاجبك اللطيف يا مولاي الملك المعظم.
الذئب:وأنا حاجبك المهذب يا مولاي الملك المهاب.
الحمار: (بذهول) الملك؟!
الثعلب: وهؤلاء السادة هم وزراؤك يا مولاي.
الحمار: وزراء؟ وزرائي؟!
(يومئ الثعلب للأصدقاء إيماءة صغيرة. فينحنون للحمار، يتأمل الحمار ما حوله بذهول وسرور، يتلمس تاجه. ثم يتلمس الطبل. يقرع عليه بتهيب؛ فيركع الثعلب والذئب بخشوع زائد. يتلمس الصولجان. تـمر لحظات من الصمت.. يقف. ثم يجلس)
أيها الوزراء.. (يصمت بحيرة)
الثعلب: أيها السادة الوزراء، السادة الخروف الذكي والديك الجميل، والأرنب البطل.. مولانا الملك الذكي والجميل والبطل والصنديد يخاطبكم.
الديك: (بهمس) نحن وزراء؟!
الأرنب: اصمت.
الديك: هل نحن وزراء فعلاً؟!
الثعلب: نعم يا سيدي الديك. أقصد يا سيدي الوزير.
الديك: سيدك! أنا سيد الثعلب!
الخروف: غريب!!
الديك: (للأرنب) هل سمعت ماذا قال لي الثعلب؟ قال لي: يا سيدي. أنا سيد الثعلب.
الأرنب: كفّ عن الثرثرة أيها المهذار.
الديك: أنا مهذار؟!
الأرنب: (بهمس) وحمار أيضاً.
الديك: أنا؟!
الحمار: أيها الوزراء.
الأصدقاء: (بتردد) نعم.
الحمار: أنتم.. أنتم أغبياء.
الأصدقاء: نحن؟!
الثعلب: (بهمس) هس.
(يصمت الأصدقاء، يتبادلون نظرات الاستغراب والخوف)
الحمار: أيها.. الأغبياء، انصرفوا من هنا.
الأصدقاء: حاضر.
(يهم الأصدقاء بالانصراف)
الثعلب: إلى أين؟ انتظروا يا سادة.
(يهمس في أذن الحمار. الحمار يعترض. ثم يهز رأسه بالإيجاب)
أيها الوزراء المحترمون، لقد عفا عنكم مولانا الملك.
الذئب:عاش الملك.
الثعلب: عاش.
الحمار: أيها الحاجبان.
الذئب والثعلب: أمر مولانا.
(يمد الحمار يديه ورجليه. يتبادل الذئب والثعلب النظرات باستغراب)
الحمار: ماذا حدث لكما أيها الغبيان؟
الذئب:غبيان؟!
الثعلب: (يلكز الذئب) أمر مولاي.
الحمار: ادلكا جسدي، أريد الاسترخاء قليلاً.
الذئب:(بحنق) ماذا ؟!
(الثعلب يلكز الذئب محذراً)
الثعلب: حاضر يا مولانا الملك.
(الذئب والثعلب يدلكان جسد الحمار. الأصدقاء يتبادلون النظرات وهم في حالة ذهول.. يتهامسون)
الديك: انظرا. الثعلب والذئب يدلكان جسد الحمار.
الخروف: وهما راكعان بخشوع.
الأرنب: غريب ؟! هل هذا حلم؟
الديك: لا. هذا ليس حلماً.
الأرنب: ما هو إذاً؟
الخروف: إنها الحقيقة.
الأرنب: مستحيل. لا أصدق ما أراه.
الخروف: كيف لا تصدق ما تراه ؟ يجب أن تصدق.
الأرنب: إنه أمر غير معقول.
الديك: لا بأس أيها الأرنب، ما رأيك أن أجعلك تصدق ما تراه؟
الأرنب: كيف؟
الخروف: ماذا ستفعل؟
الديك: راقبا ما سأفعله.
(يحاول الديك الاقتراب من الثعلب والذئب مرات عديدة بتردد. يتراجع بخوف، بعد لحظات ينادي الثعلب بصوت واهن) أيها.. الثعلب.
الثعلب: نعم يا سيدي الوزير.
الديك: هل.. هل أنت الثعلب فعلاً؟
الثعلب: أنا حاجب الملك يا سيدي.
الديك: (بتردد) أيها الحاجب.. اقترب.
الثعلب: أمرك يا سيدي.(يقترب)
الديك: (بخوف) أيها الحاجب.. قف.
الثعلب: أمرك يا سيدي. (يتوقف)
(يسترق الديك النظرات إلى الأرنب والخروف. بتردد).
الديك: ما رأيك أيها الثعلب..
الثعلب: أنا الحاجب يا سيدي.
الديك: ما رأيك أيها الحاجب أن.. أن ترقص.
الثعلب: أمرك يا سيدي.
(الثعلب يرقص.. الديك ينظر إلى الأرنب بغرور)
الديك: ارقص أيها الحاجب.(يرجع إلى الوراء) ارفع يسراك، ارفع يمناك. تثن أكثر. اصعد. اهبط. أكثر. أكثر.. كفى.
الثعلب: حاضر يا سيدي.
الديك: (للأرنب) هل صدقت؟
الأرنب: غريب!!
(الثعلب يهمس في أذن الحمار المسترخي، الحمار يهز رأسه بالإيجاب. الثعلب يقرع الطبل، يجفل الجميع).
الثعلب: أمر ملكي:
(الذئب يطلب من الأصدقاء الوقوف والصمت)يمنع الهمس والتجمع دون إذن شخصي من مولانا الملك أو من أحد حاجبيه اللطيفين المخلصين.
الذئب: عاش الملك.
الثعلب: عاش.
(يتبادل الأصدقاء النظرات باستغراب)
الأرنب: ما هذا الأمر الغريب؟!
الديك: هس. إنه أمر ملكي.
الأرنب: لكن..
الثعلب: ممنوع الهمس أيها السادة.
الذئب:والتجمع أيضاً.
الديك: حاضر.
(يبتعد عن الأرنب والخروف. الأرنب يفكر.. )
الأرنب: البستان. كيف نسينا البستان؟!
الديك والخروف: البستان؟!
الثعلب: البستان؟!
الأرنب: يجب أن نعود إلى البستان.
الذئب:ممنوع.
الأرنب: ممنوع؟!
الثعلب: الهدوء. الهدوء أيها السادة.
(يهمس في أذن الحمار. الحمار يهز رأسه بالإيجاب. الثعلب يقرع الطبل).
أمر ملكي:
(الذئب يطلب من الأصدقاء الانحناء. ينحنون)
على جميع الرعية-دون استثناء- عدم الركض والقفز والتحليق والطيران أثناء التنقل إلا بأمر من الملك أو أحد حاجبيه المهذبين المخلصين.
الذئب: عاش الملك.
الثعلب: عاش؟
الذئب:(بهمس للثعلب) أنا جائع جداً يا صديقي.
الثعلب: أنا أيضاً جائع يا صديقي.
الذئب:لماذا لا تصدر أمراً ملكياً يسمح لي بافتراس أحدهم.
الثعلب: انتظر يا صديقي.
الذئب:(بحنق) إلى متى؟ لقد نفذ صبري.
الأرنب: (للخروف بهمس) إنهما يتهامسان. ألم يمنع الملك التهامس؟
الخروف: بلى.
الثعلب: ممنوع الهمس أيها السادة. إنه أمر ملكي.
الذئب:ومن يخالف الأوامر سأفترسه.
(يعوي، حالة من الصمت المريب. الثعلب يلكز الذئب ، يضحكان، فتبرز أنيابهما)
الأرنب: (لنفسه) ما يحدث ليس حقيقة، وليس حلماً، ما الحكاية؟ في الأمر سر.
الخروف: (بهمس للأرنب) هلرأيت أنيابهما؟
الأرنب: نعم.
الخروف: في الأمر سر.
الأرنب: نعم يا صديقي.
(يقرع الثعلب الطبل، يجفل الحمار خائفاً )
الثعلب: أيها السادة الوزراء، لقد استيقظ مولانا من غفوته الهانئة ونحن الآن بانتظار أوامره الملكية ورغباته المستجابة.
(الحمار يتمطى، يتثاءب..)
الثعلب والذئب: أمر مولانا.
الحمار: هل طلع الفجر؟
الذئب:لا يا مولاي.
الثعلب: سيطلع يا مولاي.
الحمار: غريب. كيف لم يطلع. لقد استيقظت.
الذئب:نحن في آخر الليل يا مولاي.
الحمار: أريد أن يطلع الصباح حالاً. أريد أن أرى الآن أولى خيوط الفجر.
الثعلب: ستراها يا مولاي.
الذئب:وسترى نجوم الظهر أيضاً يا مولاي.
الحمار: لماذا لم يصح الديك عندما استيقظت؟!
الديك: سأصيح عندما يطلع الفجر يا مولاي.
الحمار: (بغضب) لكنني استيقظت أيها الغبي، هيا صح.
الديك: هذا لا يجوز يا مولاي.
الحمار: هل ترفض أوامري؟!
الذئب:هل أعاقبه يا مولاي؟
الحمار: انتظر أيها الحاجب.
الذئب:إنه يتمرد. يتمرد على أوامرك يا مولاي.
الديك: أنا لا أتمرد.
الثعلب: هيا صح إذاً.
الديك: لا أستطيع.
الذئب:سأفترسك الآن.
الحمار: انتظر أيها الحاجب الغبي.
الذئب:(بضيق) ماذا قلت أيها الحمار؟
الحمار: أنا حمار؟!
الثعلب: لا يا مولاي. أنت سيدنا. عاش مولانا الملك.
(يلكز الثعلب الذئب..)
الذئب: عاش مولانا الملك.
(يقرع الثعلب الطبل مرات عديدة.. يتبادل الأصدقاء النظرات..)
الأرنب: (للخروف بهمس) في الأمر خدعة مدبرة.
الخروف: ماذا تقصد؟
الأرنب: الذئب والثعلب.
الخروف: الحاجبان؟!
الأرنب: بل الوحشان يا صديقي.
الخروف: الوحشان!
الأرنب: يجب أن نفعل شيئاً وإلا
الثعلب: أيهاالسادةالوزراء. حان الآن موعد تتويج مولانا الملك. إنه يوم تاريخي مجيد.
الذئب:عاش مولانا الملك التاريخي.
الثعلب: علينا الانتقال حالاً إلى العرين. قصر مولانا.
الأرنب: أين عرين الحمار.. أقصد قصر مولانا الملك.
الثعلب: إنه في قلب الغابة أيها السادة.
الأرنب: فيقلب الغابة؟!
الخروف: (بهمس) كيف الخلاص من هذه المصيبة يا صديقي؟
الأرنب: لا أعرف. لكن لا بد من حيلة.
الخروف: حيلة؟!
الثعلب: هيا أيها السادة. لنحمل مولانا إلى العرين.(يقرع الطبل..)
الخروف: (للأرنب) وجدت حيلة.
الأرنب: ما هي؟
الخروف: صياح الديك.
الأرنب: أصبت.
الثعلب: هيا أيها السادة. تفضل يا مولاي.
(يسيرون..)
الأرنب: لكن هذا لا يجوز يا مولاي.
(يقف الجميع..) كيفسيقام حفل تتويج مولانا الملك دون حضور الرعية.
الذئب والثعلب: الرعية؟!
الحمار: لتحضر الرعية.
الثعلب: أية رعية أيها الوزير؟
الأرنب: الرعية: الدجاجات والبطات والحمامات والحملان.
الذئب:(بسرور) فلتأت الرعية حالاً أيها الوزير الفهمان.
الثعلب: كيف ستحضر الرعية أيها الوزير؟
الخروف: ليذهب أحدنا إلى البستان.ويطلب من الرعية الحضور إلى هنا.
الثعلب: البستان؟!
الذئب:عظيم. ليذهب أحدكم.
الثعلب: لا يا صديقي. هذا لا يجوز.
الذئب:لماذا؟
الثعلب: الذهاب إلى البستان، وفي هذا الوقت. خطر يا صديقي.
الذئب:والرعية؟ (بهمس) الدجاجات والبطات أيها الثعلب؟
الثعلب: (بهمس) وصاحب البستان والكلاب أيها الذئب؟
الأرنب: لا بأس. يمكن أن ندعو الرعية إلى الحضور دون أن يذهب أحد منا إلى البستان.
الثعلب والذئب: كيف؟!
الأرنب: الديك. اطلبوا من الديك الصياح الآن وستأتي الرعية حالاً.
الديك: (بضيق) ماذا تقول أيها الفهمان؟! كيف سأصيح الآن؟ هذا لا يجوز. لا يجوز يا صديقي.
الذئب:هيا صح أيها الديك.
الديك: لا أستطيع. يجب أن ننتظر الفجر.
الخروف: (يقرصه) صح أيها المهذار.
الديك: (بعصبية) أي. أنت أيضاً.ماذا حدث لكم؟
الخروف: صحياصديقي.(بهمس) إننا في خطر.الديك: خطر؟
الخروف: هس أيها الغبي.
الديك: أين الخطر؟!
الحمار: صح أيها الثرثار.
الذئب:صح وإلا افترستك.
الديك: حاضر. سأصيح. سأصيح. لكن الفجر لم يطلع. هل تعرف ماذا يعني هذا يا مولاي؟
الثعلب: ماذا يعني؟
الديك: يعني
الأرنب: (يقاطعه) لكن الفجر طلع أيها الأحمق. ألم يستيقظ مولانا؟
الديك: بلى، لكن..
الأرنب: (يقاطعه) ما دام مولانا قد استيقظ فهذا يعني أن الفجر قد طلع.
الحمار: هذا صحيح أيها الديك.
الذئب:هيا صح قبل أن أفترسك. (يعوي)
الديك: حاضر، لكن ستندمون، ستندمون جميعاً.
الثعلب: (لنفسه) سنندم؟! ماذا يعني؟
(يصيح الديك بتردد وصوت خافت. الأرنب والخروف يحثان الديك على رفع صوته أكثر. ويطلبان منه الصعود إلى تلة عالية) في الأمر سر ما، لكن ما هو؟
الأرنب: هل ترى أحداً ما؟
الخروف: هل جاء أحد يا صديقي؟
الديك: لا.
الأرنب: ارفع صوتك أكثر.
(الديك يصيح..) أكثريا صديقي. هل جاء أحد ؟
الثعلب: (للأرنب) من سيجيء؟
الأرنب: الكلاب و. (يصمت خائفاً).الثعلب: من؟!
الأرنب: (بخوف) أقصد الرعية. الدجاجات والبطات والحمامات.
الثعلب: (لنفسه) في الأمر سر.
الخروف: هل ترى أحداً؟
الديك: لا.
الذئب:ارفع صوتك.
الثعلب: (للخروف) صوت الديك جميل.
الخروف: نعم.
الثعلب: إنه يبعث النشاط في الجسم.
الخروف: نعم. وخاصة في وقت الفجر.
الثعلب: وفي الليل؟! ماذا يعني صياح الديك أيها الصديق؟
الخروف: (بحماس) يعني أن نـهبّ للنجدة. فنحمل سلاحنا و.. (يصمت) لماذا تسأل؟
الثعلب: (بحنق) تهبون للنجدة. هكذا إذاً؟ (للديك) كف عن الصياح أيها الديك. اصمت أيها الديك.
الديك: (بسخرية) اصمت. ما الفائدة من الصمت الآن.
الذئب:دعه يا صديقي.
الثعلب: إنها خدعة أيها الذئب.
الذئب:أعرف إنها خدعتنا.
الثعلب: بل خدعتهم يا صديقي. صياح الديك خدعة.
الذئب:كيف؟
الثعلب: الديك يستنجد. ينادي صاحب البستان والكلاب وكل الأعداء.
الذئب:ماذا قلت؟ اللعنة (للديك) هيا انزل أيها الغبي. كف عن الصياح وإلا افترستك.
الديك: ما هذا؟ مرة تطلب مني أن أصيح وإلا ستفترسني. والآن تطلب مني أن أصمت وإلا ستفترسني. ما الحكاية؟ أريد أن أفهم.
الأرنب: صح أيها الديك.
الذئب: كف عن الصياح أيها الديك الغبي.
الحمار: دعه أيها الحاجب.
الذئب: اصمت أيها الحمار.
الحمار: أنا حمار؟!
الثعلب: لا يا مولاي. أنت لست الحمار. أنت الملك. ويجب أن تأمر الديك بالصمت.
الحمار: لماذا؟
الثعلب: لأن صياحه خطر عليك.
الحمار: كف عن الصياح أيها الديك.
الأرنب: لا تصدق الثعلب يا صديقي الحمار.
الحمار: أنا الحمار؟!
الأرنب: نعم يا صديقي. أنت صديقنا الحمار.
الحمار: اللعنة عليك.
الثعلب: إنهم مؤامرة يا مولاي.
الديك: هل أصيح أم أصمت؟
الثعلب: اصمت.
الأرنب: صح.
الحمار: اصمت.
الديك: ماذا حدث لكم. اتفقوا على رأي واحد. هل أصمت أم أصيح؟ أريد رأياً واحداً.
الأرنب: صح يا صديقي.
الذئب:اصمت أيها الغبي.
الخروف: صح يا صديقي.
الديك: لن أصيح.
الخروف والأرنب: لماذا؟ نحن في خطر.
الديك: لقد جاؤوا.
الذئب:من؟
الحمار: من جاء؟
الثعلب: لابد أنهم الأعداء يا مولاي. الطامعون في عرشك.
الحمار: عرشي؟
(يقفز من مكانه، يرفس، ينهق)
أين هم الأعداء؟
الثعلب: إنهم أمامك.
الحمار: أيها الأعداء. (يهاجم الأرنب والخروف..)
أيها الحاجبان اقبضا على أعدائي.
(الذئب والثعلب يهاجمان الأرنب والخروف، الديك يصيح. تسمع أصوات طلقات ونباح كلاب، يهرب الذئب والثعلب. ينـزل الديك، صمت، يقف الجميع أمام الحمار غاضبين: حانقين).
أيها السادة الوزراء، صباح الخير. مساء الخير. تصبحون على خير. (يضحكون، يحملون الحمار)
إلى القصر أيها السادة.
الخروف: بل إلى الحظيرة أيها الحمار.
الحمار: الحظيرة؟!
الأرنب: نعم. (ينـزل عن ظهورهم..)
الحمار: أيها الأغبياء. هل نسيتم من أنا؟ أنا..
الخروف: (بسخرية) هس.
الحمار: ماذا حدث أيها الوزير؟
الخروف: لا تتحرك.
الحمار: لماذا؟
الخروف: ملك الغابة. إنه خلفك.
الحمار: خلفي؟
الخروف: نعم. تقدم بهدوء. خطوة خطوة. انتبه (الحمار يسير بهدوء وخوف) إنه خلفك. احذره. هيا انطلق صوب البستان بسرعة. (الحمار يركض.. الجميع يضحكون)
الديك: إنه خلفك يا صديقي.سيصل إليك. احذره. انعطف يميناً. انعطف يساراً. اركض. أسرع. أسرع.
(يضحكون..).
النهـــــــــايــــــــــــة


أحمد إسماعيل إسماعيل


education
:: دفاتري ذهبي ::


تاريخ التسجيل: 18 - 9 - 2008
السكن: ورزازات
المشاركات: 1,277

education غير متواجد حالياً

نشاط [ education ]
معدل تقييم المستوى: 318
افتراضي
قديم 27-06-2009, 19:14 المشاركة 10   

ذنب الحصان
أحمد اسماعيل احمد


( المنظر :غابة مترامية الأطراف. الوقت صباح يوم مشرق ،يظهر
الثعلب والحصان و الذئب فرحين . يرقصون و يترنمون بأغنية ما..)
الثلاث : تر لا لا تر لا لا
تر لا لا تر لا لا
( الذئب و الثعلب يؤديان حركات فرح مصطنعة ,ويعويان برقة
مفتعلة الحصان يصهل بسرور ...)
الثعلب : ( بمبالغة مفتعلة ) آه ،آه يا قلبي .
الحصان : ( بطيبة ) سلامتك يا صديقي .
الذئب : ما به قبلك ؟
الثعلب : إنه يخفق بشدة كبيرة .
الذئب : هذا لأنك أجهدت نفسك بالقفز والرقص .
الثعلب : إنها السعادة يا صديقي ,السرور الصاعق كتيار كهربائي .
الحصان : ( باستغراب ) السرور الصاعق ؟!
الثعلب : نعم . تعال . تعال يا أغلى صديق، لتسمع قلبي السعيد وهو
يعزف لحن الصداقة .
( يضع الحصان أذنه على صدر الثعلب الذي يمسد رأس
وجسد الحصان و يتشممه ...) ياه . كم هو لذيذ !!
الحصان : ( يبتعد. باستغراب ) ماذا قلت ؟
الثعلب : ( مستدركاً ) قلت : إن قلبي منشرح . يعزف لحن الوفاء و
الإخلاص ،إنه يقول : الحصان .الحصان . تك. تك .
الذئب : (بحنق) فقط ؟! الحصان فقط ؟
الذئب : ( بخوف) ويقول: دم . دم . الذئب . الذئب .
الذئب : (يدنو من الثعلب) دعني أنصت إليه .
الثعلب : (بمكر وخوف ) لماذا لا تستمع إلى قلب صديقنا الحصان ؟
لدقات قلبه نغمات لذيذة يا صديقي.
الذئب : لذيذة ؟
(يندفع نحو الحصان ،يتبعه الثعلب ، يضعان رأسيهما على
صدر الحصان بنشوة )
الذئب و الثعلب بنشوة ) ما ألذ وأشهى قلبك يا صديقنا !!
الحصان : إنه ينبض فرحاً بصداقتنا .
الذئب والثعلب : ما أشهى صداقتنا !
الحصان : ما رأيكما بها ؟
الذئب : لذيذة .
الحصان: (باستغراب ) ماذا ؟
الثعلب : ( يلكز الذئب ) رائعة ، رائعة يا صديقنا، ستصبح صداقتنا
مضرب المثل في الغابة كلها .
الذئب : سيقتنع الجميع بأن الصداقة ممكنة بين الحصان والذئب .
الثعلب : نعم .
الذئب : وستصبح رؤية الذئب وهو يزور الغزلان والخراف عادية .
الثعلب : وسيعتاد الجميع رؤية الدجاجة و البطة وهما يستقبلان الثعلب في
مكان سكناهما بترحاب و مودة .
الحصان : ( بتأثر ) وسيعم السلام في غابتنا .
الثعلب : يا سلام !
الذئب : عاش السلام .
الحصان : ( بعد تفكير ) لقد نسينا أمراً في غاية الأهمية يا أصدقاء .
الثعلب و الذئب : ( باستغراب ) ما هو ؟
الحصان : القسم .
الثعلب و الثعلب : القسم ؟! نقسم على ماذا ؟
الحصان : على الإخلاص و الوفاء و المحبة ؟
( يمدون أيديهم باسطين أكفهم )
الثعلب : نقسم أن نكون مخلصين أوفياء .
الذئب بمفرده ) نقسم أن تكون مخلصين أوفياء .
الثعلب : لماذا لا تردد القسم يا صديقي الحصان ؟
الحصان : بماذا أقسمتما ؟
الذئب : أقسمنا ب..
الحصان : بماذا ؟
الذئب : لا أعرف ، أقسمنا على الإخلاص والوفاء .
الحصان : حسن ، ولكن بماذا أقسمنا ؟
الثعلب : ( بمكر ) لا بأس يا صديقنا ، مدا أيديكما ورددا خلفي : نقسم
بشرفنا وعقيدتنا أن نخلص لبعضنا البعض و نكون أوفياء
متحابين.
الحصان : دائماً .
الذئب : دائماً و أبداً .
الثعلب : في السراء و الضراء .
الذئب : في الليل و النهار .
الثعلب : في الصيف و الشتاء. في الربيع و الخريف .
الحصان : حسناً . حسناً يا صديقيَّ . منذ هذه اللحظة نحن أصدقاء
مخلصون .
الثعلب : و أخوة يغنون معاُ .
الثلاثة : تر لا لا تر لا لا
نحن أصدقاء دائماً أوفياء
نحن يا حلوين خير الأصدقاء
بالود نسير للخير العميم
ثعلب أمين شبعان أم جوعان
ذئب وديع صباح مساء
وحصان رشيق صهيله زغاريد
تر لا لا تر لا لا
( يتغير المنظر : مرج واسع تكثر فيه الخضرة والمياه ، يظهر
الحصان سعيداً وهو يغني و يقفز هنا وهناك ،يدخل الديك
تستوقفه كلمات الأغنية التي يستمع إليها , فترتسم على وجهه
علامات الدهشة )
الديك : ( يقلد الحصان )
ثعلب أمين شبعان أم جوعان
ذئب وديع صباح مساء
تر لا لا تر لا لا
( بسخرية و غيظ ) يا سلام . يا سلام يا صديقي الحصان .
كلمات أغنيتك هذه رائعة .
الحصان : حقاً ؟
الديك :نعم . لكن لي ملاحظة بسيطة جداً بشأنها .
الحصان : ما هي ؟
الديك : كلمات هذه الأغنية غريبة ، لا يمكن أن يرددها ذكي ومن
يؤديها ما هو سوى غبي ،أو معتوه .
الحصان : ( بانفعال ) لست غبياً , ولا معتوه أيها الديك .
الديك : أعرف ذلك تماماً , فمن غير المعقول أن نصدق الثعلب أو
الذئب كما تقول كلمات هذه الأغنية .

الحصان : الثعلب و الذئب صديقان مخلصان .
الديك : هذا صحيح . الذئب والثعلب صديقان مخلصان لبعضهما
البعض دائماً .
الحصان : الثعلب و الذئب صديقان مخلصين لي أنا أيضاً .
الديك : لا شك أنك تمزح ؟
الحصان : إني جاد فيما أقول .
الديك : ( يلطم وجهه ) يا ويلتاه ، واأسفاه ، يا ويلتاه . . .
( يدخل الحمار , يقف لحظات مندهشاً لمرأى الديك وهو يلطم
وجهه , يقلده ، ثم يصمت فجأة، يدنو منه )
الحمار : هل فقدت صديقاً في حادث ما ؟
الديك : ( يكمل اللطم و الندب )
الحمار : أَهو أخ؟
الديك : ( يلطم وجهه و يندب )
الحمار : هل هو أب . عم . خال . جار . جد ؟؟
الديك : لا.لا.
الحمار : إذاً ما الذي حدث ؟
الديك : ( يصيح ) ألم تسمع بما حدث يا صديقي ؟
الحمار : ماذا حدث ؟
الديك : ( يتأمل الحمار باستغراب ) يا ويلتاه . وا أسفاه ..
( يقلد الحمار . ثم يصمت )
الحمار : ماذا حدث يا صديقي الديك ؟
الديك : ألم تسمع بما حدث ؟!
الحمار : قلت لك : كلا لم أسمع بما حدث .
الديك : ( يحاول لطم وجهه . الحمار يمسك يده ) إذاً اسأل صديقك
الفهمان .
الحمار : ( للحصان ) وماذا حدث أيها الفهمان ؟ أقصد أيها الحصان .
الحصان : لا شيء ، لم يحدث أي شيء .
الحمار : ( للديك ) إنه يقول : لم يحدث أي شيء ؟!
الديك : ( ينظر إلى الحصان باستغراب ) ماذا تقول أيها الحصان
الفهمان ؟ لم يحد أي شيء؟!
( يلطم وجهه .. )
الحمار : ( للحصان ) ما سبب ندب الديك و بكائه يا صديقي ؟
الحصان : غنائي . مذ سمعني أغني وهو لم يكف عن لطم نفسه ..
الحمار : هكذا إذاً ؟!
الحصان : نعم .
الحمار : ( للديك ) يا عدو الفن .
الديك : ( بحنق ) أنا عدو الفن ؟! اسأل هذا الفهمان ماذا تقول كلمات
أغنيته .
الحمار : ( للحصان )و ما حكاية كلمات الأغنية ؟
الحصان : إنها كلمات عذبة تتحدث عن الصداقة .
الحمار : ما أروع الصداقة ! (للديك ) يا عدو الصداقة .
الديك : ومتى كانت صداقة الثعلب والذئب رائعة ؟
الحمار : (بحماس ) الصداقة رائعة دائماً ،وهي ..( يصمت فجأة. للديك) قلت الصداقة مع من ؟!
الديك : مع الثعلب والذئب .
الحمار : (للحصان ) هل هذا الكلام صحيح ؟! قل :هل هو صحيح ؟
الحصان : نعم .
الحمار : نعم ؟! يعني صحيح ؟
الحصان : أجل .
الحمار : ( بعد لحظات من الذهول ..يلطم وجهه ) يا ويلتاه ..وامصيبتاه
الحصان : أنت واهم أيها الحمار ، أنتما واهمان .
الحمار والديك : (باستغراب ) واهمان ؟!
الحصان : نعم .
الحمار والديك : هل كنت تمزح ؟ قل إنك غير جاد .
الحصان : كلا .إني جاد تماماً . لكنني أريد أن أقول :إن الزمن قد تغير، والطبائع قد تغيرت هي الأخرى، والثعلب والذئب قد تغيرا أيضاً .
الحمار والديك : كيف ؟!
الحصان : لقد أقسما على الإخلاص والوفاء .
الحمار والديك يتبادلان نظرات الأسف و السخرية)
أقسما ؟ يا ويلتاه . وا مصيبتاه !!
الحصان : ( يلمح الثعلب والذئب قادمين)الآن سأبرهن لكما على صحة ما أقول .
الحمار :قلت متى ؟!
الحصان :الآن .
الديك : يعني في هذا الزمان؟
( يرى الحصان الذئب والثعلب وقد اقتربا ..)
الحصان :نعم .وفي هذه اللحظة بالذات .
الحمار والديك : كيف؟!
الحصان :انظرا إلى الوراء قليلاً .
(الحمار والديك يلتفتان إلى الخلف فيشاهدان الثعلب والذئب ..)
الحمار و الديك : يا ويلتاه !
الديك : ( للحصان )اسمع أيها الصديق الواهم ،إذا حاول هذان الغادران
الإيقاع بك .. وسيفعلان . اصهل ثلاث مرات بشكل متقطع .
أفهمت ؟ ثلاث مرات ، لا تنس ذلك . يهرب ..
الحصان : انتظر يا صديقي . أنت واهم . انتظرا.
( الثعلب و الذئب يدنوان من الحصان ..)
الذئب : لماذا هرب الحمار يا صديقي ؟
الحصان : لأنه خائف منك .
الثعلب : و هل هرب الديك لأنه خاف مني ؟
الحصان : نعم.
الثعلب و الذئب : ( بضيق ) يا خسارة .
الحصان : اطمئنا .سيأتي اليوم الذي يخطب فيه الجميع ودكما .
الثعلب و الذئب بلهفة ) ومتى سيأتي هذا اليوم ؟
الحصان : ( بعد تفكير )لا أعرف . ربما يكون غداً .
الثعلب والذئب : ( بسرور ) غداً ؟
الحصان : ربما . ربما بعد غد . أو بعد سنة .
الذئب : ( بخيبة ) بعد سنة كاملة ؟!
الحصان : نعم . وربما أكثر من سنة .
الذئب : (بضيق ) وما فائدة صداقتنا ؟
الحصان : (باستغراب ) ماذا ؟
الثعلب : ( بمكر ) فائدتها: أننا سنقوم برحلة .
الذئب : (بسخرية ) رحلة ؟!
الحصان : إلى أين ؟
الثعلب : إلى وادي إبليس .
الحصان : وادي إبليس ؟!
الثعلب : نعم إنه مكان رائع .
الذئب : العشب فيه وفير .
الثعلب : والماء فيه غزير .
الحصان : ( بحماس ) وماذا ننتظر ؟
الثعلب : موافقتك .
الحصان : أنا موافق تماماً .
الثعلب : بقي علينا..
الحصان : ماذا ؟
الثعلب : الانطلاق حالاً
( يغنون وهم يخرجون ..)
( يتغير المنظر . يظهر الديك والحمار .. )
الديك : ( بقلق . لنفسه )غير معقول !
الحمار : ما هو غير المعقول ؟
الديك : ( لنفسه ) لماذا غير معقول ؟ إنه معقول جداً .
الحمار : ما هو المعقول وغير المعقول ؟
الديك : ( لنفسه ) لا أظن (يفكر ) ولماذا لا أظن ؟
الحمار : (بحنق ) بماذا لا تظن ،ثم تظن ؟
الديك : هل .هل تظن ما أظن ؟
الحمار : ماذا ؟
الديك : هل ترى ذلك معقولاً ؟
الحمار : ( بضيق ) هل تريد مني أن أجن ؟
الديك : لماذا؟
الحمار : لأنك تتحدث كالمجانين .
الديك : إني أفكر بصديقنا الحصان .
الحمار : تقصد صديق الثعلب والذئب ؟
الديك : إنه مخدوع يا صديقي ، ويجب أن نساعده .
الحمار : ما به هذا المخدوع ؟
الديك : كنت قد طلبت منه أن يصهل ثلاث مرات بشكل متقطع إذا أحس
بالخطر .
الحمار : لم أسمع له صهيلاً منذ تركناه آخر مرة .
الديك : أنا أيضاً لم أسمع صهيله !
الحمار : هل أخبرت الأصدقاء بالأمر ؟
الديك : نعم .
الحمار : وما العمل الآن ؟
الديك : أرى أن تطلب من الأصدقاء البحث عنه .
الحمار : فكرة معقولة .
الديك : هيا بنا . ( يخرجان )
( يتغير المنظر . المكان واد خصب . يظهر الحصان وهو يلعب و يغني أغنية الصداقة , بعد لحظات يدخل الثعلب و الذئب و هما يتبادلان النظرات ثم يتهامسان )

الذئب : ( بحنق ) أراك عدت خائباً ؟
الثعلب : ( بضيق ) نعم ، وأنت ؟
الذئب : أكاد أموت من الجوع .
الثعلب : أنا أيضاَ .
الذئب : أريد حلاً سريعاً أيها الماكر .
الثعلب : الحل السريع موجود يا صديقي .
الذئب : أين ؟
الثعلب : ( يشير إلى الحصان ) الصديق وقت الضيق .
الذئب : (يتلمظ ) ياله من حل شهي ,كيف سنحتال عليه ؟
الثعلب : إنه اختصاصي يا صاحبي .اسمع.
( يهمس الثعلب في أذن الذئب ..)
الذئب : (بسرور ) أيها الماكر !
الثعلب : هل اتفقنا ؟
الذئب : ومتى اختلفنا ؟.
( يكتمان ضحكهما ويتوجهان نحو الحصان..)
الثعلب : (بحماس مفتعل ) أقسم لك باسم صداقتنا بأن ما أقول هو الحقيقة
بعينها .
الذئب : لا اصدق ما تقول !
الثعلب : اسأل صديقنا الحصان إذاً .
الحصان: (باندهاش ) ما الحكاية ؟
الثعلب :الحكاية هي أن صديقنا لا يثق بحكمة الأجداد .
الحصان : لماذا ؟
الثعلب : ( بحماس مفتعل ) أسمعت أيها الذئب ؟ صديقنا الحصان قال :
لماذا. قالها باستغراب شديد .
الذئب : غريب !!
الثعلب : لماذا الاستغراب ؟ ما دمنا لم نصطد شيئاً سحابة نهارنا .. وهذا نادر الحدوث . فهذا يعني .. وكما أكد أجدادنا .. أن نحساً ما قد أصابنا . أليس كذلك ؟
الذئب : نعم .
( الحصان لا يجيب.)
الثعلب : أليس كذلك يا صديقنا الحصان الرشيق ؟
الحصان : لا أدري .
الثعلب : لا أدري ؟! يجب أن تقول نعم .
الحصان : لماذا ؟
الثعلب : لأنها حكمة الأجداد يا صديقنا : الأجداد العظام .
الحصان : نعم . لكن ما سبب هذا النحس ؟
الثعلب : عظيم ،عظيم جداً . واجبي كصديق مخلص ووفيّ يحتم علي أن
أجيب عن سؤالك .
الذئب : ( الثعلب ) هيا تكلم بسرعة أيها الثعلب .
الثعلب : حاضر . يقول الأجداد العظماء : إن سبب النحس في هذا الحالة
هو أن أحد الأصدقاء قد ارتكب خلال الأسبوع ذنباً عظيماً .
الذئب : ( بلهفة للحصان ) عظيم ،هيا اعترف . ( للثعلب ) أقصد هيا
أكمل أيها الثعلب .أكمل .
الثعلب : حاضر .ويجب على المذنب أن يعترف بذنبه ليتطهر .
الذئب : ( بحنق ) ليتطهر أيها الغبي !!
الثعلب : ( مستدركاً ) أقصد ليعُاقب , لينال قصاصه العادل .
الحصان: وبعد أن ينال المذنب القصاص ؟
الثعلب : يزول النحس ، ونغنم صيداً وفيراً .
الذئب : عظيم . هيا اعترف أيها الحصان .
الحصان: بماذا اعترف ؟!
الذئب : بما اقترفت يداك من جرائم في هذا الأسبوع .
الحصان: لم أقترف أية جريمة .
الذئب : ( بغضب ) كذاب .
الثعلب : لا تغضب يا صديقنا . ( للحصان ) كن صادقاً يا عزيزي .
الحصان: لست مجرماً .
الثعلب : سيتذكر صديقنا الحصان بعض ذنوبه عندما نعترف نحن بذنب
اقترفناه أيها الذئب .
الذئب : ذنوبي لا تستحق الذكر .
الثعلب : أعرف هذا يا صديقي . لكن حاول أن تتذكر ذنباً واحداً .
الذئب : ( يتذكر ) في منتصف الأسبوع الفائت حدث أن مررت بقطيع خراف يراعى في الوادي , كان الراعي نائماً , ولم أجد أثراً لكلب فهاجمت القطيع و افترست خروفاً واحداً .
الثعلب : واحداً فقط !! افترست خروفاً واحداً فقط !!
الذئب : نعم ، وجرحت اثنين .
الثعلب : اثنين فقط ؟!
الذئب : نعم . وعندما حاول الراعي ضربي بعصاه الغليظة ، عاجلته بضربة قوية في صدره ولذت بالفرار .
الثعلب : ياله من ذنب بسيط جداً !!
الحصان: إنه ذنب غير بسيط يا صديقي .
الثعلب : ( يعوي ) بل إنه بسيط .
الذئب : ( يعوي ) هل تذكرت ذنوبك أيها الحصان ؟
الحصان: لم أقترف ذنباً خلال هذا الأسبوع .
الذئب : ( بغضب ) هل عدت إلى الكذب مرة أخرى أيها الحصان ؟
الحصان: أنا لا كذب .
الذئب : ( باستغراب ) أنت لا تكذب ؟! أية أكذوبة هذه ؟!
الثعلب : أما أنا فسأعترف بصراحة بذنب اقترفته هذا الأسبوع .
الذئب : لا تطل علينا أيها الصديق .
الثعلب : حاضر . اقتحمت قن دجاج . فبدأت الدجاجات بالقوقأة .وق . وق
قلت لهن في منتهى الديمقراطية : يا عزيزاتي اللطيفات ،اللذيذات
إذا ضحت إحداكن بنفسها فلن أمس الأخريات بسوء .
الذئب : وماذا كان جوابهن ؟
الثعلب : الاحتجاج ، والصياح .
الذئب : ( باستغراب ) هل قابلن لطفك باحتجاج ؟!
الثعلب : نعم .
الذئب : متخلفات ، مشاغبات ، غوغاء.. لا يفهمن إلا بالعنف .
الثعلب : نعم . وهذا ما اضطررت إلى فعله .
الحصان: ( باضطراب ) وماذا حدث ؟
الثعلب : كسرت البيض كله .
الذئب : فقط ؟
الثعلب : وافترست إحدى الدجاجات .
الذئب : فقط ؟
الثعلب : وخطفت دجاجة واحدة فقط .
الذئب : واحدة فقط ؟!
الثعلب : نعم .
الذئب : ياله من ذنب بسيط .
الحصان: بل إنه ذنب عظيم .
الذئب : ( يعوي ) قلت : إنه بسيط أيها الصديق .
الثعلب : حان الاّن دور صديقنا الحصان ،هيا اعترف .
الذئب : اعترف بذنوبك أيها الحصان .
الحصان: لا أذكر ذنباً اقترفته في هذه الأسبوع .
الثعلب : بسيطة . اذكر ذنباً اقترفته في الشهر الفائت .
الحصان: لم اقترف ذنباً خلال الشهر الفائت .
الذئب : إنه يكذب . (للحصان ) أقسم أنك تكذب .
الثعلب : اذكر ذنباً اقترفته في العام الفائت .
الحصان: ( يفكر ) لا أذكر أنني اقترفت ذنباً في العام الفائت .
الذئب : إنه يسخر منا أيها الثعلب .( يعوي )
الثعلب : ( يفكر ) اذكر ذنباً اقترفته في حياتك .
الذئب : ليذكر ذنباً ينوي اقترافه في المستقبل . هيا اعترف أيها الحصان .
الحصان: لا انوي اقتراف الذنوب ما حييت .
الذئب : ( يعوي ) أيها المحتال المخادع .
الثعلب : (يفكر ) اسمع . ألم تحس بالذنب في حياتك كلها ؟
( الحصان يفكر . الذئب و الثعلب يحومان حوله . الذئب يعوي )
الحصان: الاّن تذكرت .
الثعلب : ( باندفاع ) عظيم .
الذئب : تكلم .
الحصان: عندما كنت صغيراً ..
الذئب : هل ستروي لنا قصة حياتك؟ اذكر ذنبك فقط .
الثعلب : دعه يكمل يا صديقي .
الحصان: خرجت يوماً مع أمي إلى الحقل .
الثعلب : وهناك رفست أرنباً ؟
الحصان: كلا .
الذئب : رفست ديكاً ؟
الحصان: كلا .
الثعلب : سحقت نملة ؟
الحصان: كلا.
الذئب : ( بنفاد صبر ) ماذا فعلت إذاً ؟!
الحصان: وبينما كنت أسير خلف أمي ..
الثعلب : رفست أمك ثعلباً ؟.
الحصان: كلا ، بل وطأت شتلة.
الذئب : (يقاطعه ) وطأت شتلة ؟!!
الثعلب : دعه يكمل يا صديقي . ( للحصان ) تفضل .
الحصان: وطأت شتلة خيار . فاقتلعتها من مكانها .
الثعلب : يا للهول !!
الذئب : إنه أعظم ذنب سمعته .
الثعلب : (يتباكى ) شتلة خيار؟ وطأت شتلة خيار يا مجرم ؟!
الذئب : أيها المجرم العتيد .
( الثعلب و الذئب يحيطان بالحصان وهما يكشران عن أنيابهما )
الحصان: (لنفسه . بخوف ) إنهما ينويان الشر . سيفترسانني . كيف الخلاص يا إلهي ؟ كيف الخلاص ؟
الثعلب : تصور أيها الحصان لو أنك لم تقتلع تلك الشتلة العظيمة .
الذئب : لتمكن البستاني من بيعها في السوق بثمن غال .
الثعلب : يشترى به حليباً لطفلته . ( يتباكى )
الذئب : أو حذاءً جميلاً لولده .
(يحاول الحصان الهرب .. فلا يستطيع )
الحصان: ( لنفسه ) كيف الخلاص يا إلهي ؟ أين أنتم يا أصدقائي ؟ أنا في
خطر .
الثعلب : وربما تناولها طفل فقير كوجبة غداء (يتباكى )
الذئب :أو تناولها عابر سبيل استبد به الجوع .
( الحصان يفكر . يحاول التذكر . يتذكر..)
الحصانلنفسه ) الديك عندما هرب قال لي , قال : عندما تريد طلب النجدة , اصهل مرتين .لا.لا بل ثلاث مرات و بشكل متقاطع .
الذئب : حان وقت القصاص أيها المجرم .
(يضيقان الخناق عليه. الحصان يصهل ثلاث مرات بشكل متقطع)
الحصان: لماذا تريدان أكلي ؟ ألسنا أصدقاء ؟
الذئب : لأننا جائعان يا صديقنا .
الثعلب : لا.لا. نحن ننفذ وصية الأجداد : الأجداد العظام أيها الصديق.
( الحصان يصهل ثلاث مرات بشكل متقطع )
الذئب : لن نغضب أرواح الأجداد يا صديقنا .
الحصان: ( لنفسه )لا أحد يسمعني . سأصهل بقوة أكبر .
(يصهل ثلاث مرات ، يسمع صياح الديك المتقطع . فيرد الحصان بالصهيل ثلاث مرات ، ثم ينبح الكلب وينهق الحمار و تخور البقرة و تختلط الأصوات .. الثعلب و الذئب يهجمان على الحصان . فتدخل الحيوانات وتهجم على الثعلب و الذئب اللذين يلوذان بالفرار . الجميع يحيطون بالحصان بفرح ، يغنون معاً .)
نحن أصدقاء دائماً أوفياء
نحن يا حلوين خير الأصدقاء
تر لا لا لا تر لا لا لا
بالود نسير للخير العميم
نكُذب الذئب صباح مساء
تر لا لا لا تر لا لا لا
لا نأمن الثعلب شبعان أم جوعان
نحن أصدقاء دائماً أوفياء
نحن يا حلوين خير الأصدقاء
تر لا لا لا تر لا لا لا

( يخرجون )
إظلام
* * *

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لشريحة, تربوية, نصوص

« مبروكة تعانق الاطفال المعاقين دهنيا | باقة من إطارات شهادات تقديرية »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصوص مسرحية education دفاتر الانشطة الثقافية و الفنية و الرياضية 66 29-05-2009 22:51
نصوص مسرحية للأطفال fassi med دفاتر التعليم الاولي و التربية غير النظامية 39 11-05-2009 10:44
طلب نصوص مسرحية مدرسية بالفيديو جزاكم الله خيرا ramzy دفاتر الانشطة الثقافية و الفنية و الرياضية 4 24-04-2009 23:19
مسرحية تربوية:le medecin عبد العزيز سطات دفاتر الانشطة الثقافية و الفنية و الرياضية 11 24-03-2009 15:20
إلى الباحثين عن نصوص وسيناريوهات مسرحية hmad77 دفاتر الانشطة الثقافية و الفنية و الرياضية 15 22-02-2009 00:22


الساعة الآن 10:29


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة