رسالة مفتوحة إلى السيدين: وزير التربية الوطنية وكاتبته في التعليم المدرسي بمناسبة قرب موعد تسلي

[ابو ندى]

من السيد مولاي نصرالله البوعيشي
رجل تعليم
إلى السيدين :
وزيري التربية الوطنية (المنتهية ولايتهما)
في المملكة المغربية

قال تعالى في محكم كتابه العزيز ” وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشانا بعدها قوما آخرين ” الأنبياء 11
وقال نبينا صلوات الله وسلامه عليه ” بالعدل قامت السماوات والأرض ”

وبعد، أكاتبكم اليوم عبر هذا الوقع لعلمي المسبق بأن شكايتي لن تجد منكم أذانا صاغية ، كما لم تجدها منكم رسائلي وتظلماتي في موضوع ما لحق من حيف على أيدي بعض دهاقنة مديريتكم في الموارد البشرية ومن يدور في فلكهم من المتفرغين النقابيين الذين يزينون لهم أعمالهم لحاجة في نفوسهم . ولا داعي لأن أسرد عليكم مراجع مختلف طلبات الإنصاف الموجهة إليكم و إلى المصالح العاملة تحت إمرتكم مباشرة وبطرق غير مباشرة ، ما دام ذلك لن يجدي نفعا كما لم يجديه من قبل .
كما أنني لا أطمع في ردكم الذي بخلتم علي به وانتم في سدة الحكم وكيف وأنتم على مشارف مغادرته ، وسأكون من المواطنين الذين لن يأسفوا على رحيلكم ما دمتم لم تجشموا نفسكم حتى عناء الرد على كتبي وبالأحرى إنصافي من الحيف الذي ألحقه بي مرؤوسوكم الذين يبدو أنهم يغردون خارج سربكم، هذا إذا لم يكن تصرفهم بإيعاز مباشر أو وغير مباشر منكم (ان كنتم لا تدرون فتلك مصيبة وان كنت تدرون فالمصيبة أعظم))
فبماذا تفسرون هذا الإقصاء وهذا التهميش الرهيب الذي كرس في نفسي الإحساس بالإحباط والشعور بالغبن والمرارة الذي جوبهت به تظلماتي رغم ما زكيته بها من قرائن وحجج و براهين صادرة عن إدارتكم ، وكلها فاضحة و صارخة لفعل الخرق والجور والحيف والظلم ، لقد تبين لي قصر يدكم و عجزكم البين والظاهر عن أنصاف رجل تعليم استهلكت منه هذه المهنة 35 سنة توجها مروركم على راس وزارته بتكريمه بوسام الحكرة والدونية والغبن ، هذا الوسام الذي سأزين به صدري كعلامة مسجلة باسمكم وخالصة لكم أتذكركم بها وأنتشي بها وأفتخر أمام أبنائي وأحفادي انثرها كذكرى اثناء تقاعدي وأنا الواقف على أبوابه، و اليست الذكريات رغم مرارتها هي كل ما يتبقى لنا تذكرنا بالكثيرين ممن كانوا بحياتنا فرحا وألما ؟؟؟ وما أكثر اللآلام في ذكرياتي معكم …
اليوم ستنتهي لحظاتكم الجميلة كوزير(ة) – من الوزر الذي و هو الذنب- كما ينتهى أى شئ جميل فى هذه الحياة بسرعة ، وقد يزيد من قصر اللحظات الجميلة فى حياتكم ترقبكم للحظات الوداع بخوف منها ورجاء أن لا تكون قريبة وتودون ابتعادها ما أمكن ، ولكن لابد من ان تستفيقوا على حقيقة الوداع التى هى من حقيقة الدنيا التى نعيشها أحببتكم ذلك أم كرهتكم وستودعون كرسيكم وستتركون حقيبتكم رغما عنكم لأن الظروف اقوى منكم ، ولن يبقى لكم غير ما يكنه لكم الناس في قلوبهم وما يحملونه لكم من كل ما هو طيّب وخبيث ، وسيصفق لكم المتزلفون والمنافقون وسيبكون على أكتافكم وستندم حاشيتكم على فراقكم ، أما المظلومون واحذروا دعوة المظلومين مثلي أنا /رجل التعليم ذلك المواطن المتخم حد النزف بظلم عهدكم فسيستمرون في رفع تظلماتهم إلى الله الرقيب العنيد الذي عينه لا تنام لينصرهم وينتقم ممن ظلمهم …وممن استباح ما حرمه الله على نفسه ونسي اليوم الموعود وشاهد ومشهود…
نعم ، سيسجل مؤرخ المملكة بمداد من ذهب في كتب تاريخكم بأنكم توليتم وزارة هذا القطاع ونهضتم به وتفانيتم في خدمته وبوأتموه المكانة اللائقة به بين الأمم ، ولكن سيسجل مؤرخ آخر في ركن أخر من نفس السجل وبحبر آخر أسود من الزفت مأساة المسحوقين والمظلومين أمثالي من نساء ورجال التعليم الذين عجزوا عن استرداد حق من حقوقهم انتزع منهم أثناء توليتكم ، وإذا لم يقدر لهم أن ينالوه في هذه الدنيا ففي الاخرة الملتقى باذن الله .
نستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
والسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته
• رجل تعليم