"ساعة الأرض" تطفئ أضواء مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء
عبد السلام الشامخ*
الجمعة 23 مارس 2018
للمرّة الثالثة على التّوالي، تَتسابق مُدن مغربية، يوم غد السبت، للمُشاركة في فعالية "ساعة الأرض" العالمية، وذلك بإطفاء الإضاءة عن شوارع ومعالم عدة بالمملكة، وإقامة فعاليات مختلفة مُصاحبة للحدث الذي يُعدُّ أكبر حدث بيئي سنوي على مستوى العالم.
ومن المرتقب أن يُشارك مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، باعتباره معلمة ترمز إلى المغرب، بإطفاء أضوائه غير الأساسية يوم غد السبت، وذلك من الساعة الثامنة والنصف إلى الساعة التاسعة والنصف مساء، حسب ما أورده بلاغ للصندوق العالمي للطبيعة.
وكان المغرب شارك، العام الماضي، في هذه المبادرة الدولية، التي تشارك فيها أكثر من 7000 مدينة بهدف توعية سكان العالم بأهمية المحافظة على الطاقة، وإثارة انتباههم كذلك إلى التغيرات المناخية السلبية التي أدّت إلى تغيرات بيئية.
وقامت السنة الماضية ثماني مدن، هي الرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس وطنجة وتطوان وسلا والجديدة، بإطفاء مصابيح في بناياتها ومنشآتها ومنازلها، وذلك لمدة ساعة، ابتداء من الثامنة والنصف ليلا وحتى التاسعة والنصف، بهدف المساهمة في المحافظة على الطاقة.
وتأتي هذه المناسبة الدولية لتسائل الواقع البيئي في المغرب، خاصة في ما يتعلق بالتزاماته الدولية. وفي هذا الصدد قالت نزهة الوافي، كاتبة للدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلفة بالتنمية المستدامة، في تصريح لهسبريس، إن "الحكومة التزمت بإطلاق عدة مشاريع إصلاحية، كإعداد واعتماد ترسانة قانونية تروم المحافظة على البيئة، وتشجيع الانتقال التدريجي نحو الاقتصاد الأخضر، القادر على ترسيخ التوازن بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على الموارد الطبيعية وتثمينها".
وأوردت الوزيرة أن "الوزارة حددت عدة إجراءات مهيكلة، من بينها تعميم التدابير البيئية داخل المباني الإدارية، من خلال ترشيد استعمال الموارد المائية وتخفيض الاستهلاك المفرط لها، واعتماد السقي بالتنقيط للمساحات الخضراء، وفرز النفايات عند المصدر، وتشجيع استعمال الإدارة الإلكترونية، واعتماد نظام أوتوماتيكي لوقف الحواسيب ليلا ونهاية الأسبوع وأيام العطل؛ مع تنظيم دورات تكوينية وتحسيسية لفائدة الموظفين في مجال حماية البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
عمر الودادي، رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض فرع فاس، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن "الاحتفال بهذه التظاهرة الدولية يتقاطع مع أهداف التنمية المستدامة التي سطّرتها المملكة، خاصة في مجالات ترشيد الموارد الطاقية"، موردا أن "مدينة فاس كانت من المدن المغربية الأولى التي لبّت النداء العالمي بإطفاء الأنوار السنة الماضية".
وتابع الودادي: "شاركنا لأول مرة في هذا الحدث سنة 2016. كنّا نراهن في البدء على وسائل الإعلام من أجل التواصل مع ساكنة فاس، كما قمنا بالتنسيق مع الأكاديميات والمؤسسات المنتخبة بغرض لفت انتباه الساكنة إلى هذا الحدث الهام، حتى تتفاعل هي أيضا من خلال إطفاء الأنوار"، وزاد: "هذه المبادرات تكرِّس الوعي الجماعي".
وبدأت "ساعة الأرض" في سيدني بأستراليا سنة 2007، إذ قام 2.2 مليون منزل ومؤسسة بإطفاء الأنوار لمدة ساعة كاملة، في موقف صارم في مواجهة تغير المناخ.. وبعد عام واحد أصبحت "ساعة الأرض" حدثا عالميا وتحركا بيئيا ضخما بدعم أكثر من 50 مليون شخص في 35 دولة حول العالم.